المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفخر الرازى
الأخ أسامة بن الزهراء
حياك الله
بما أنك مشرف فى هذا المنتدى الكريم أرجو أن يتسع صدرك لكل الآراء والمناقشات , وخاصة اذا لمست الجدية والإلتزام من المناقش أو المحاور
وأنا أشهدك أننى لاأبتغى الا الوصول الى الحق
رغم أنك أجبت على سؤالى بسؤال ولكننى سأجيبك ان شاء الله تعالى :
من هم السلف ؟
ما المعيار الذى يتم على أساسه اعتبار أقوالا معينة هى أقوال السلف ؟ وكتبا معينة هى كتب السلف ؟ وعلماء معينين هم علماء السلف ,؟ وغيرهم مبتدعون ضالون مخالفون للسلف والسلفية ؟
لابد من وضع معيار دقيق , لايمكن رفضه من جميع الطوائف , يتحدد على أساسه من هم السلف ؟ كما قال تعالى [ والسماء رفعها ووضع الميزان ] وقال تعالى [ وزنوا بالقسطاس المستقيم ]
المعيار الدقيق , والقسطاس المستقيم , والميزان العادل ,
أن الصحابة وحدهم هم سلف الأمة ,
وهم فقط لاغير المقياس الوحيد للأمة عقيدة و فقها وسلوكا , قولا واحدا , لارجعة عنه ولا تردد , وهو الحق الذى لاجدال فيه
فالمتر مقياس عالمى , لايختلف من دولة الى دولة , ولا من شعب الى شعب , ومقسّم الى مائة سنتيمتر ,
والكيلو جرام , مقياس عالمى , والطن مقياس عالمى ,
مثل هذه المقاييس العالمية , الصحابة رضوان الله عليهم , بالنسبة للأمة , مقياس عالمى , وتاريخى ,
عالمى , لأنه للمسلمين فى كل مكان على وجه الأرض ,
وتاريخى , أى أنه لايتغير أبدا على مرّ الزمن الى يوم القيامة ,
وهذا هو الدليل :
-الدليل من الكتاب- قال تعالى [وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ]
–السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار , هم الأصل وهم المقياس , والذين جاءوا بعدهم [اتَّبَعُوهُم] أى متبعين لهم فى عقيدتهم وفقههم وسلوكهم , وعلمهم وجهادهم , وكل شأن يقربهم الى ربهم , ويجب أن يكون هذا الاتباع [بِإِحْسَانٍ]
وهذا هو سبب قولى [أن الصحابة وحدهم هم سلف الأمة , وهم وحدهم المقياس فى كل أمر يهم الدين فقها وعقيدة , وسلوكا , لسبب فى منتهى الأهمية والخطورة , أن الصحابة تكلموا فى دين الله تعالى وأفتوا واجتهدوا , لله !!!]
-قال تعالى [ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى , ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ]
والمؤمنون المقصودون فى هذه الآية هم الذين ذكرهم الله تعالى فى هذه الآية [ لقد رضى الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة , فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم , وأثابهم فتحا قريبا ]
-الدليل من السنة قال عليه الصلاة والسلام: (إن الأمة ستختلف على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟! قال:[ ما أنا عليه اليوم وأصحابي]
فهذا هو المقياس الذى يقاس عليه كل من جاء بعدهم الى يوم القيامة ,
- الإمام البخاري في صحيحه: حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته]
- وقال : حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء من بعدهم قوم تسبق شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم]
وقال الإمام مسلم في صحيحه: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْحُلْوَانِىُّ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ [ خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ». فَلاَ أَدْرِى فِى الثَّالِثَةِ أَوْ فِى الرَّابِعَةِ قَالَ « ثُمَّ يَتَخَلَّفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ]
- فلا بد أن يكون هناك أصل يقاس عليه الناس بعدهم ,
- فكل من سار على هذا الطريق , وحافظ على هذا المقياس فهو من أتباع الصحابة , فى أى عصر أو قرن وجد ,
مرة ثانية أكرر :
الصحابة وحدهم هم سلف الأمة , وهم وحدهم المقياس فى كل أمر يهم الدين فقها وعقيدة , وسلوكا , لسبب فى منتهى الأهمية والخطورة , أن الصحابة تكلموا فى دين الله تعالى وأفتوا واجتهدوا , لله !!!
ومعنى [ لله ] أن الصحابة تكلموا من منطلق الإخلاص لله وحده بلا مناصرة مذهب معين ولا عالم معين ولا اتجاه معين , فكان كلامهم ومذهبهم كالماء والهواء لاغنى عنهما ولكنهما بلا لون ولاطعم ولا رائحة ,
بمعنى لا لون ولا طعم ولا رائحة تشيع , ولا اعتزال , ولا جهمية ولا باطنية ولا أى لون من ألوان الفرق المختلفة ,
كل من سار على منهج الصحابة الوسطى المعتدل , فهو السلفى
كل من يقبل الخلاف ويتفهمه , ويتعايش معه على أنه سنة الله فى خلقه فهو السلفى
قال تعالى [ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ]
وقال تعال [ ولا يزلون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم ]
فالحياة قائمة على الاختلاف والتنوع ,
قال تعالى [ ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ]
وقال تعال [ يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ]
وقد اختلف الصحابة رضوان الله عليهم , فى جميع المسائل الاجتهادية , ولم يكفروا بعضهم , ولم يفسقوا بعضهم , ولم يبدعوا بعضهم ,
ولو جمعنا اختلاف الصحابة فى المسائل لوصل الى مجلدات ,
وأبلغ دليل على ذلك ما حدث فى الفتنة بينهم بعد مقتل عثمان رضى الله عنه , فكلهم عرفوا قدر بعض , ومكانة بعض , وحفظوا السبق لمن سبق , والهجرة لمن هاجر ,
رغم الحرب والقتال , والدماء , التى سالت , الا أنهم ترحموا واستغفروا لبعضهم ,
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: [لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ,ومن أكابرهم، فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم وتفرقت أهواؤهم هلكوا]
هذه هى السلفية يا أخى ---ولو أردت المزيد زدتك
أما من يرجعون الى أقوال معينة من أقوال الصحابة , وليس كل أقوال الصحابة ,
ويرجعون الى أقوال معينة من أقوال التابعين وليس كل التابعين , ولا كل أقوالهم ,
وينتقون من كتب ومقالات التابعين وتابعى التابعين , والأئمة المجتهدين , ينتقون أقوالا معينة تؤيد ما يذهبون اليه , ويتركون باقى أقوال العلماء ولا يوازنون بينها ,
بل يشنون الغارات على كتب وأقوال العلماء الراسخين فى العلم ,
فهؤلاء متروكون للأيام