قال الاخ الفاضل أبو القاسم البيضاوي
وفقه الله في ملتقى اهل الحديث :
رد: ما صحة حديث الترمذي للدعاء الذي يقوله المريض فلا تطعمه النار؟
بسم الله الرحمن الرحيم
رواه الترمذي في السنن (3430) و النسائي في السنن الكبرى (9774-9775) و (10108) وابن ماجه في سننه (3794) وعبد بن حميد في مسنده (المنتخب 943-944) وابو يعلى في مسنده (1258-6153-6154) والبزار في مسنده (56/15 ح:8273) وابن حبان في صحيحه (848) وابن منده في التوحيد (168/1 ح:161) والبيهقي في الشعب (162/2) وفي الاسماء والصفات (200/1 ح:186) والاصبهاني في الترغيب (106/1 ح:86) : كلهم من طريق أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم أنه شهد على أبي هريرة و أبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ أنه قال : (( إذا قال العبد : لا إله إلا الله و الله أكبر يقول الله : صدق عبدي لا إله إلا أنا وحدي و إذا قال : لا إله إلا الله له الملك و له الحمد قال : صدق عبدي لا إله إلا أنا ولي الملك و الحمد قال : و إذا قال : لا إله إلا الله و لا حول و لا قوة إلا بالله قال : يقول صدق عبدي لا إله إلا أنا و لا قوة إلا بي ))
قال أبو إسحاق : ( ثم قال الأغر شيئا لم أفهمه فقلت لأبي جعفر أي شيىء قال ؟ فقال : " فمن رزقهن عند موته لم تمسه النار " )
رواه مرفوعا عن ابي اسحاق كل من :
1- اسرائيل بن يونس [ ثقة صدوق ]
2- زهير بن معاوية [ ثقة ثقة ]
3- حمزة بن حبيب الزيات المقرئ [ صدوق صالح ]
4- عبد الجبار بن العباس [ صالح وسط وكان شيعيا ] (روى هذه الطريق الترمذي عن ابن وكيع وليس هو بحجة)
5- محمد بن جحادة [ ثقة صالح ] (وفي هذه الطريق إليه لين , لكن تصلح للإعتبار)
وخالفهم شعبة بن الحجاج أبو بسطام [ أمير المؤمنين في الحديث ] فرواه عن ابي اسحاق عن الاغر عن ابي هريرة موقوفا ولم يذكر فيه أبا سعيد رضي الله عنه
وهذا غير محفوظ , وقول الترمذي بعد أن روى هذا الحديث : (( وقد رواه شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن الأغر أبي مسلم ، عن أبي هريرة ، وأبي سعيد ، بنحو هذا الحديث بمعناه ، ولم يرفعه شعبة حدثنا بذلك بندار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، عن شعبة ، بهذا )) ففيه نظر
وقال النسائي بعد رواية اسرائيل : (( خالفه شعبة فوقف الحديث ولم يذكر أبا سعيد الخدري )) فأظن الامام الترمذي وهم في ذكره لابي سعيد في رواية شعبة , فإن رواية شعبة رواها النسائي في السنن الكبرى (9776) وفي عمل اليوم و الليلة (152/1 ح:32) اخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد (غندر) ، قال : حدثنا وذكر شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن الأغر ، عن أبي هريرة قال : (( يصدق الله العبد بخمس يقولهن ... )) فذكره بنحوه موقوفا بدون ذكر ابي سعيد كما ترى ,
وجاء عند ابن منده في التوحيد (167/1 ح:160) من طريق شاذان ، حدثنا أبو داود قال : حدثنا شعبة بن الحجاج ، عن أبي إسحاق الهمداني قال : سمعت الأغر أبا مسلم ، يقول : سمعت أبا هريرة ، يقول ، رفعه ...) وهذا وهم والمحفوظ عن شعبة وقفه
و الراجح من كل هذا -عندي- هو الرفع و ذِكر ابي سعيد , وقد تابع ابا اسحاق على هذا أبو جعفر الفراء الكوفي [ ثقة ] عند عبد بن حميد في مسنده (المنتخب 294/1 ح:945) (حدثنا مصعب بن مقدام ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي جعفر الفراء ، عن الأغر مثل حديث أبي إسحاق إلا أنه زاد فيه ، قال : " ومن قال في مرضه ثم مات لم يدخل النار " ) ومصعب [ صدوق وسط قد يهم ] , وقد ثبت في الطرق المتقدمة أن أبا جعفر الفراء كان مع ابي اسحاق لما سمع هذا الحديث من الاغر , فقد سمعاه منه جميعا ,
أما زيادة : (( ومن قال في مرضه ثم مات لم يدخل النار )) فزيادة شاذة , وقد ثبت فيما سبق أن ابا اسحاق قال :
(( ثم قال الأغر شيئا لم أفهمه فقلت لأبي جعفر أي شيىء قال ؟ فقال : " فمن رزقهن عند موته لم تمسه النار " ))
هذا هو الثابت فمن أين جاءت زيادة (( ومن قال في مرضه ثم مات لم يدخل النار )) !! لعلها وهم من مصعب , ولو كانت محفوظة لذكرها ابو جعفر لابي اسحاق لما سئله , فذل هذا على أنها وهم من الاوهام .
وقد سمع الاغر من ابي هريرة و ابي سعيد جميعا قال البخاري في التاريخ الكبير (1630 44/2) : (( اغر أبو مسلم، سمع ابا هريرة وأبا سعيد ... ))
والخلاصة أن الحديث [ صحيح مرفوعا من حديث ابي هريرة و ابي سعيد ]
و الله أعلم .