(ما السّرُّ في الدّعوةِ إلى التبرج والسّفور ونزع الحجاب ؟)


حينَ أن أبدأ بسردِ وقائعِ الحدث، وبثّها بثّا مباشرًا "حصريّا" بدون اشتراك (لا تخافوا)؛ ينبغي لنا أنْ نكشفَ اللّغز المكشوف (!)، الذي ما إنْ يُحرّكُ البليدُ عقلَه هُنيهةً إلا ويكتشفه !
(ما السّرُّ في الدّعوةِ إلى التبرج والسّفور ونزع الحجاب ؟)


الجواب يتكوّن من ثلاث كلمات؛ ضعْ دائرة حولهنَّ؛ فَهنَّ رمزُ الإجابة الصّحيحة (المراهقة أو البغاء والزنى أو الحسد).

لا أقول هذا جزافًا؛ فقد أجريت دراسة بحثيّة في قوقل، ووجدتُ من يدعو لهذا؛ لا يخرج عن كونه مراهقًا، فقد وجدت كاتبة مراهقة تتكلّم في هذا الأمر، ووجدتُ فاسدةً نوعيّا .... ووجدتُ حاسدًا علمانيًّا وحاسدةً علمانيّة ....ووجدتُ ووجدتُ (فضايح يا لهوي !) وفي الحقيقة فأصنافهم تتشابك أحيانًا، فإنّني لا أبرّئ العلمانيّ الذي يُسمّي نفسه "علماني مسلم" أو العلمانيّة التي تُسمّي نفسها "علمانيّة مسلمة" لا أبرّئهما من المراهقة والبغاء والزّنى !

كما حاولتُ أنْ أقرأ تخبيصات القوم، لعلّي أجدُ عاقلا؛ فأنصحه، أو حمارًا فأوجّهه، لكن هيهات؛ هيهات !
فقد خرجَ القوم عن مسارات العقل والحَمْرَنَةِ واختار القوم لأنفسهم أشياء مُقزّزة تُوصف عادة بالإيدز والجهل !

حتّى زعمَت صاحبة القوم أنّ حجاب الوجه وعُريَّ الجسد وجهان لعملة واحدة ! وأنّها هي الوسطيّة وهي التي تُمثّل دينَ الإسلام ! فليسَ حجاب الوجه (لا أقول "عندها") مستحبّا ولا واجبًا؛ إنّما هو تقاليد وليسَ من الإسلام في شيء !

يقولون هذا "عندنا" غير جائز... ومن أنتم حتى يكون لكم "عندُ" !


صَدقَ الله، ومن أصدقُ من اللهِ قيلا {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً }النساء27

في هذه الآية نمتلكُ دليلاً علميّا يُفسّر هذه الظّاهرة تفسيرًا لا يَشكُّ فيه إلا أهوَسٌ وهوساء. يخبرنا اللهُ -سبحانه وتعالى- في القرآن الذي لا يأتيه الباطل من أيّ ناحية من نواحيه ولا يبطله شيء, أنّ الذينَ يدعوننا للانحراف عن ديننا انحرافًا عظيمًا هم أولئك الذينَ يتّبعونَ الشّهوات، فالقوم رضوا لأمّهاتِهم وبناتهم وأخواتهم... أنْ يتبرّجنَ، وراحوا ينظرونَ إلى عوراتِ نساءِ بعضهم بعضًا، ونساءُ القوم تبرّجنَ تبرّج الجاهليّة الأولى ليجمعنَ عددًا –بأسٌ به كثير- من الرّومانسيّين [النّياتهم] حسنة (الدّاعرون) لإشباع شهواتهنَّ، وقد أدّى هذا الانحلال دوره النّفسيّ فيهم، انحلالٌ جرّد القوم من الفضيلة، بحيثُ انحرفَ القوم عن الطّبيعة السّويّة للنّوع الإنسانيّ، انحرف القوم عن أنْ يكونوا كاملين كما النّاس، وهي أنّ الفرد يسعى إلى فردٍ يأنس له من النّوع الآخر؛ فيُركّز عواطفه حوله فتكون عيناه إليه وأذناه إليه فإنْ أخرجهما عن هذا النّطاق فهو كما قالَ المعصوم " الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا النَّظَرُ ؛ وَالْأُذُنُ تَزْنِي وَزِنَاهَا السَّمْعُ" ولا تقتصر علاقته الجنسيّة به على اتّصالٍ ينتهي أثره بوقته، إنّما يكون إلى الأبد معه يتزوّجه ويُساكنه فالرّجلُ ساكن وهي مسكون إليها، قالَ تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21

الانحرافُ الذي ذكرناه آنفا ولّد عندَ القوم الحسد؛ فراحَ القوم يحسدونَ الكاملين على ما يعيشونه من سعادةٍ، وأدلّ على ذلك المقولة المشهورة " وَدَّتْ الزَّانِيَةُ لَوْ زَنَى النِّسَاءُ كُلُّهُنَّ" نعم صدقَ سيّدنا عثمان –رضيَ اللهُ عنه- وقس على ذلك "وَدَّتْ المُتبرّجةُ لَوْ تبرّجتْ النِّسَاءُ كُلُّهُنَّ" وكذا "ودّ القوم لو تبرّجتْ نساء المسلمين كما تبرّجتْ نساؤهم" إلخ ، وهذا مثل قياسه معادلة ثابتة مُطّرِدة، مفادها الحسد، بدليل قوله تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ}النساء5 4
و(أم) هنا منقطعة بمعنى "بل" فالمعنى بل يحسدون النّاس...إلخ
وكذلكَ؛ فالكفّار يحسدوننا على رأس الفضلية الإيمان قالَ تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ....}البقرة109

سبحانَ ربّكَ ربِّ العزّة عمّا يصفون؛ وسلامٌ على المرسلينَ، والحمدُ للّهِ ربِّ العالمين !