سوزان المشهدي - جريدة الحياة 15/6/1428
30/06/2007
لامس الفطرة السوية بكلماته النيرة تعبر عن فهم حقيقي، عميق وناضج للدين، عندما شرح حدود الرؤية الشرعية وحقوق الخاطب والمخطوبة في التحدث مع بعضهما البعض، لمعرفة مدى التوافق الفكري بينهما، حتى لا يكون الزواج مبنياً على المجهول الذي يخص أهم طرفين في علاقة مصيرية هما الزوج والزوجة، وحتى نتفادى مشكلات كثيرة ومعقدة مثل الطلاق، وما يترتب عليه من مشكلات، وأثار مدمرة، وحتى تتسنى للزوجين المشاركة الفكرية والطموح في تهيئة عش الزوجية الذي ينتقل إليه كلاهما بتفاؤل، يتغلبان به على الشعور الطارئ بالغربة، وتستمر فيه الحياة على المودة والألفة بينهما حاضراً ومستقبلاً.
إن هذا الشيخ الجليل، وبطريقته المثلى وأسلوبه البسيط، ومنطقه المقنع والمحبب، جعل الجميع يصغون إليه، حين يبلور النظرة الإسلامية الصحيحة للمرأة، باعتبارها عنصراً فاعلاً وطاقة منتجة ومبدعة، يمكن أن تشارك بكل أمان وبكل سعادة في عش الزوجية الجديد، كما تشارك في تطور ورقي مجتمعها الوطني والإنساني.
حديث هذا الشيخ الفاضل ينير عقول الشبان والشابات، كما يبصر الأسر بكل ما من شأنه أن يجعلها واعية بحقوق الزوجين الجديدين اللذين يبدآن مشوارهما لبناء أسرة جديدة، فيزيد ذلك من وعي المجتمع الكبير فيتحرر من عاداته السيئة التي منها إجبار الفتيات على الزواج، أو التدخل في شؤون الزوجين بالضغط على الزوج أو الزوجة، ومن العادات السيئة التي ينبه إليها حديث الشيخ إجبار الفتيان على الزواج لمجرد أن الأب أو الأم قطعا عهداً في أمر لا يملكان فيه حقاً، أو يصادران به حقوق صاحبة وصاحب الِشأن، على أساس أنهما (الأب والأم) وحدهما يملكان حق تقرير مصير بنتهما أو ابنهما، وحق التحكم في حياتهما قبل وبعد الزواج، وحق التدخل في أي خلاف بين الزوجين أو أسرتيهما من دون أدنى اعتبار لمشاعرهما ورغباتهما في تسوية خلافهما وحدهما، من دون تدخل أي طرف من أسرتيهما.
أخيراً نحن في حاجة ماسة لأمثال الشيخ العودة - أمد الله في عمره ومتعه بالعافية - من الذين يشدون الأسماع بلغة هادئة تخاطب العقول والقلوب، معتمدة على المنطق، نسأل الله ألا يحرمنا من الشيخ سليمان العودة ومن إضاءاته الفكرية.