بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , سيدنا ونبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فغير خاف عليكم أيها الأحبة الهجوم الأشعري على المنهج السلفي الصحيح بكل وسائله وطرقه , وبحمد الله أن بلاد الحرمين سلمت -نسبياً- من هذه الترهات , وبقيت خفاقة تنشر التوحيد الصافي البعيد عن الجدل العقلي , والتخبط الفلسفي ..
وقد عرفت مكتبة "دار المنهاج" (لصاحبها : عمر سالم باجخيف) خادمة لكتب الحديث وما يتعلق بالمنهج السلفي , حتى صارت -تقريباً- في بلاد الحرمين من رواد المكتبات التي تعنى بالطبعات الجيدة , والإخراج الناجع النافع , في صورة بهية أنيقة .
ولها اسم آخر بالمدينة النبوية "المكتبة السلفية" عن كثب من الجامعة الإسلامية .
وقد طالعتنا أخيراً بكتب تنشر المذهب الأشعري , وتخرجها في طبعات جيّدة , وليت شعري هل هذا من باب نشر كتب السلف كما يدعي صاحبها في تطريزه للموقع الرسمي؟!
وهل مشايخنا في غفلة عن هذه المكتبة التي أخرجت بعض الكتب المليئة بالشبه الفسلفية , وكأن لجنتها العلمية وضعت في حسبانها نشر المذهب الأشعري في المملكة العربية السعودية !
فإخراجها لهذه الكتب خطوة خطيرة , يوم عجزت الخطط الأشعرية عن ذلك !
ومن تلك الكتب :
- الاقتصاد في الاعتقاد , للغزالي .
قال الناشر في المقدمة :
((تأليف :
الإمام المجتهد حجة الإسلام زين الدين أبي حامد محمد بن محمد الغزالي ( 450 - 505 هـ )
عني به :
أنس محمد عدنان الشرفاوي
الاقتصاد في الاعتقاد
حصن حصين ودرع متين لعقيدة أهل السنة والجماعة ، واضعه هو حجة الإسلام والمسلمين وفخر أهل الملة الحنيفية الإمام الغزالي رحمه الله .
حبَّره في نهاية المرحلة الأولى من حياته ، مرحلة النضج العلمي الباهر .
وهو كتاب يلمُّ في أبوابه وأقطابه بأصول العقيدة وأدلتها وبراهينها ، لا كما يظن البعض أنه مقتصر على الزبد والخلاصات ، بل هو بعيد عن الحشو والتطويل .
وكم تشكّى أهل العلم من طبعات « الاقتصاد » ، وهم مع ذلك يلازمون إقراءه وتدريسه والرجوع إليه ؛ لِمَا للكتاب من تحرير وتقرير قل نظيره .
وطبعتنا اليوم تنتعش بأريج مخطوطة في غاية النفاسة ، لم يحقق الكتاب من لم يقف عليها .
نرجو من الله أن نكون قد قدمناه وفيه شفاء للناس ، وليس عن الكتاب محيد ))
والكتاب يعرفه الإخوان المهتمون بشأن العقيدة , ويعلمون ضلالاته المتكدسة !
والمحقق أشعري محترق بأشعريته -والله المستعان- .
ومن تلك الكتب أيضاً :
- المنقذ من الضلال .
(والذي يسميه الشيخ : شمس الدين الأفغاني -رحمه الله- : المَنْفَذ إلى الضلال!)
يقول الناشر -هداه الله- :
((المنقذ من الضلال
والموصل إلى ذي العزة والجلال
البحث عن الحقيقة بكل معانيها ، مصادرها ، معالمها ، طرائق الوصول إليها ، دوَّنَها حجة الإسلام الإمام الغزالي بأسلوب رشيق وهو يحكي قصته معها .
و« المنقذ » أكثر من سيرة ذاتية للإمام ، فهو لم يسطِّر حياته الفكرية فحسب ، بل خاض فيه صراعاً روحياً ذاتياً ، وآخر مع الفلاسفة والباطنية وأهل الكلام والصوفية ، ليصل وبكل موضوعية إلى ترجيح أفق الأخيرة على سائر الفرق .
وهو مصدر من مصادر الفكر العالمي ، ومفخرة من مفاخر تطور الفكر الإسلامي .
وهو سيرة لعقلية مؤلفه الفذّة ، ومنهج منضبط لسالكي طريق البحث الموضوعي .
وعلى عادة دار المنهاج بالاهتمام بكتب الإمام الغزالي .. تبعث هذا الكتاب اليومَ وكلها أمل من القارىء الكريم أن يكون له النفع العميم))
وإني لأتمنى ممن له شأن أن يكتب إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء , حتى تصدر رأيها في منع هذه الكتب الضالة التي لا يجوز نشرها , ولا بيعها , ولا التعاون فيها , والأخذ على يد العابثين الذين يريدون إفساد بلاد الحرمين , وإرجاع المذهب الأشعري العقلاني السقيم .
بارك الله في الجميع .