لقد لقي الشفا من العناية والشهرة ما لم تلقه باقي مؤلفاته ، فلا غرو أن طارت شهرته في الآفاق ( 1 ) .
وقد أثنى عليه العلماء ، والمؤرخون المنصفون ، وانتفع به الخاصة والعامة ،
فلا يكاد يخلو منه بيت ، أو مكتبة ، أو مسجد . حتى إن الجند في المغرب والجزائر كانوا يقسمون-حين أدائهم الخدمة العسكرية-على البخاري والشفا( 2 ).
وفي تونس تقسم النساء عادة قائلات : والشفا والبخاري ( 3 ) .
وأن عامة المغاربة يقرنون بين الكتابين في تعظيم مكانتهما والتبرك والاستشفاء بهما .
ولقد بالغ الناس في تقديره والاهتمام به ، ونسخ الأساطير والخرافات حوله . فقيل : لا يقع ضرر لمكان هو فيه ، ولا تغرق سفينة تحمله ، وأنه إذا قرأه مريض أو قرئ عليه شفاه الله ، ومن ألمَّت به نائبة أو هول أو فزع فرج الله عليه بعد قراءته ... فحثوا على ضرورة توافر نسخة منه في كل خزانة ( 4 ) .
ومما يدعوا إلى العجب أن بعض شرَّاحه أو المهتمين به أقروا بذلك وقرروه فقد نقل العدوي عن الشهاب الخفاجي ( 5 ) (( أنه ممن جرب بركته وشاهدها ))( 6 ).
وأقر به العدوي ، وكذلك محمد بن جعفر الكتاني ( 7 ) ؛ فكان لهذه الاعتقادات أثر بالغ في الشعراء الذين مدحوا عياضاً وقرظوا كتابه ، فقد ركزوا جميعاً على مسألة الاستشفاء بالكتاب ( 8 ) .
______________________________ _____
( 1 ) ينظر : مقدمة تحقيق الشفا : 10 ، وتكريم النبوة:66.
( 2 ) ينظر : مقدمة تحقيق الشفا : 10 ، والقاضي عياض وجهوده:327.
( 3 ) ينظر : تاريخ الأدب العربي : 6/268 .
( 4 ) ينظر : تكريم النبوة : 66 .
( 5 ) أحمد بن محمد بن عمر ، شهاب الدين الخفاجي المصري ، نسبة إلى قبيلة خفاجة ، قاضي القضاة وصاحب التصانيف في الأدب واللغة ، من أشهر كتبه (نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض) و(عناية القاضي وكفاية الراضي) توفي سنة 1069هـ . ينظر : الأعلام : 1/238 .
( 6 ) ينظر : المدد الفياض بنور الشفا للقاضي عياض ، لحسن العدوي الحمزاوي (ت 1303هـ) القاهرة –
طبع حجر سنة 1276هـ : 1/4 .
( 7 ) ينظر : الرسالة المستطرفة : 106 .
( 8 ) ينظر : تكريم النبوة : 66 .
*************************
فكيف يا أخوان نناقش هذه المسألة أرجوا المساعدة ، ولكم جزيل الشكر .