بسم الله الرحمن الرحيم


القران الكريم هذا السفر الخالد الذي قهر القرون والازمنة وتحدى الجبابرة والطغاة .وجمع احوال الدنيا والاخرة وفلسف الحياة وما عليها والاخرة وما فيها . لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنتزيل من حميد مجيد.و بين طريق الجنة لعباد الله المؤمنين وثبت السبل والمعالم والامور التي يسلكها المرء للوصول الى مبتغاه في جنة الخلد و هذا النعيم المقيم :
والجنة جعلها الله تعالى مآل المؤمنين به وبرسالاته منذ بدء الخليقة الى نهاية الدنيا الفانية وغاية مطاليبهم وامانيهم ومطمع نفوسهم ومسعى قلوبهم ومرآى ابصارهم في المستقبل ـ ما بعد الموت ـ السعيد في الاخرة . والجنة كما وصفها الله تعالى ووصف اصحابها في القران الكريم ( وجزاهم ربهم جنة وحريرا .* متكئين فيها على الارائك لايرون فيها شمساً ولا زمهريرا *. ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا*. ويطاف عليهم بأنية من فضة واكواب كانت قواريرا*. قوارير من فضة قدروها تقديرا*. ويسقون فيها كاساً كان مزاجها زنجبيلا .* عيناً فيها تسمى سلسبيلا *. ويطوف عليهم ولدان مخلدون اذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤأً منثورا.* واذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكا كبيرا *. عاليهم ثياب سندس وأستبرق وحلو أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا .* ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكــــم مشكورا *)
وكما وصفها الحبيب المصطفى أن( فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ). واصحاب الجنة هم اولئك الذين هداهم الله تعالى لعبادته وغرس في اصل قلوبهم وقاع نفوسهم وتربة افكارهم بذور حب الله تعالى والاخلاص له فأنبتها شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بأذن ربها طرية مثمرة أثمرت واينعت فكانت ثمارها تلك القلوب التي امتلات خشية وهيبة وخشوعاً ومحبة لله تعالى فتفتحت معها أخادعها ينابيع الايمان لتروي الفكر الضامئ والنفس العطشى من أنهار الجنة الجارية وتوشي معالمها بالود الثر والاخاء المحض والحب الخالص المتفجر من العيون الجارية فينبت على ضفافها ذلك القبس من السندس الاخضر والاستبرق الرقراق . فتهدء النفوس وتروح هادئة الى فرش ناعمة بطائنها من استبرق وثيرة الوسائد كثيرة الفوائد جميلة الكواعب من ذوات الحسن والجمال والقدود والدلال والخلق والكمال
حور مقصورات في الخيام . قاصرات الطرف عليهم شديدات الحب بهم حنينات القلوب اليهم . عربا اترابا لاصحاب اليمين . لاصحاب الجنة .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

فالح الحجية الكيلاني
العراق \ ديالى \ بلدروز