تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مقال للدكتور حمحامي مختار في الرد على من انتصر للشيعة تحت اسم الانصاف

  1. #1

    افتراضي مقال للدكتور حمحامي مختار في الرد على من انتصر للشيعة تحت اسم الانصاف

    قد طفح الكيل ..
    بقلم : د / حمحامي مختار
    uneverdz@yahoo.fr
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه الأطهار، أمّا بعد ..
    إلى فضيلة الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ونائبه الدكتور عمار طالبي وأمين مكتبها الوطني الدكتور عبد المجيد بيرم وإلى كلّ أبناء الجمعية الدّاعين للإصلاح، إلى هؤلاء جميعا أقول :
    إنّ دعوة الجمعية مبنيّة على شعار "لا يصلح آخرُ هذه الأمّة إلاّ بما صلح به أوّلها"، وبهذا كانت الجمعية سلفية التّلقي، منطلقة من كتاب الله وسنّة رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – وإجماع الأمّة، معظِّمة لصحابة رسول الله – رضي الله عنهم -، فقد أقام شيخُ مؤسسيها الشيخُ عبد الحميد – رحمه الله تعالى – دروسه تفسيرا للقرآن الكريم وشرحا لموطأ مالك – رحمه الله تعالى – وتدريسا للعقيدة بعيدا عن طرق المتكلمين، كما درّس الشفاء بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض، وكتاب العواصم من القواصم لابن العربي المعافري - وقد حقق هذا الأخيرَ ونشره الدكتورُ عمار طالبي تحت عنوان "آراء أبي بكر بن العربي الكلامية"-، ولم يختلف دارسو نشاط الجمعية في كونها جمعية تسير على نهج أهل السنّة والجماعة، تجمع الأمّة على حبّ النّبي، وعلى حبّ أزواجه وسائر أهل بيته الطاهرين، وعلى حبّ صحابته الأخيار، ﴿وَالسَّابِقُون الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)﴾ [التوبة] ...

    أقول هذا الكلام تذكيرا لمسؤولي جريدة البصائر - لسان حال الجمعية - وتنبيها على خطر الردّة بعد انبلاج النور، فقد أُفسِح المجالُ لأقلام تتنكر لمبادئ الجمعية -بل وتطعن في رموزها وتعيب سلفيتها-، فطالعتنا أعدادٌ من البصائر فيها مقالات لا تعدُو أن تكون تهريجا وخلطا للحقائق التاريخية والعلمية، ما يعود على الجمعية بالنّقيصة، من هذه المقالات بعض ما كتبه الأستاذ الصادق سلايمية. إنّ في كتاباته تحاملا على علماء أهل السنّة، وتأويلا لنصوص السنّة النّبوية على غير المنهج الأصولي المعروف عند أهل العلم.
    وأكتفي في هذه الورقة بالتنبيه على خلطه الموجود في مقالته الموسومة بـ "الاعتزال في جزيرتي ضيق الصدر وقلّة العلم" التي نشرت مجزأة في عددي 506 و 507 لشهري جويلية وأوت من سنة 2010م.

    1 – إنّ الأستاذ الصادق سلايمية يُحيي صراعا بين الشيعة والسنّة على أعمدة الجريدة التي تحاول الجمعية تجاوزه في الظروف الرّاهنة التي تمرّ بها الأمّة الإسلامية من شرذمة وتفكك.

    2 - والأستاذ سلايمية إذ يُحيي هذا الصراع لا يطرقه للمباحثة العلمية الموضوعية، لأنّه لو كان كذلك ما كان لأحد من أهل العلم أن يضيق صدره، ولكن على أعمدة جريدة سنية الوجهة سلفية المنهج يُسب رموز السنّة؟! هذا لا يُطاق، ولا يسكت عنه إلاّ ضعيف الحجّة ناقص الغيرة على دين الله.

    3 – مما يخالف المنهج العلمي تقعيد القواعد أوّلا ثمّ البحث لها عن أدلّتها، هذا ما عمد إليه الأستاذ، يقول: "... ثم سأل [موسى] الإعانة على تحمل المسؤولية بأن يبعث معه أخاه هارون وزيرا، لأنّ مستوعب الوحي الرباني – وهو النّبي – لابد له من مستودع يسقي النّاس من بعده، سواء كان من الأنبياء أو كان من الأوصياء، ﴿وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾[المائدة]، (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي فإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض)وهو الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره".
    فما وجه الاستدلال بالآية الكريمة، إنّ نقباء بني إسرائيل لم يحملوا الرسالة بعد موسى – عليه السّلام – بل ما كان من خبرهم أنّهم ثَبَّطوا قومهم عن الجهاد و﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾(المائدة:24)، على ما تحكيه الروايات في كتب التّفاسير.
    ومن هم الأوصياء في نظر الأستاذ! إنّهم أهل البيت خاصّة – رضي الله عنهم -، وهي نظرة شيعية تُقصي أكثر الصّحابة عن وِراثة النّبي – صلّى الله عليه وآله وسلّم – ، والحديث الذي ذكره الأستاذ وقال أنّه في صحيح مسلم، غير صحيح، وإنّما الذي ورد في مسلم (رقم: 2408) عن زيد بن الأرقم: "... أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، ..." وهو صريح في الوصيّة بأهل بيت النّبي – صلّى الله عليه وآله وسلّم – وهذه الوصيّة "أُذَكِّرُكُم اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي" وصية بمراعاة حقوقهم بالحب والإحسان والموالاة، وليس فيه إشارة إلى أنّ العصمة محصورة فيهم، ولا إلى إقامة الخصومة بينهم وبين سائر الصحابة – رضوان الله عليهم -، وإنّما العصمةُ في كتاب الله، وهو صريح في الحديث السابق "كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ"، وهو موافق لما في خطبة الوداع، من حديث جابر (صحيح مسلم، كتاب الحجّ، رقم: 3009)، قال: "وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ". وحديث مسلم السّابق هو غير الحديث المعترضِ على صحته، أمّا الروايات الأخرى التي فيها (ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) وما شابه هذا ففيها الضعيف المردود، وفيها المقبول المنجبر، ومحلّها كتب الحديث والتّخريج.

    4 - قوله أنّ حديث: "(كتاب الله وسنّتي) هو في الموطأ بدون إسناد، ومَن أسندوه أجمعوا على ضعفه، وهم من المحققين الكبار المختصين في الحديث". يبدو أنّ الأستاذ سلايمية يتجاوز حدود معرفته أوّلا، ثمّ يغالط ويُظهر أنّه أحاط بالمسألة علما – وهو ينعى قلّة العلم في أهل السنّة -. ولم يطّلع على أقوال المتخصصين في هذا الحديث، قال ابن عبد البرُّ في التمهيد(24 / 331): "حديث ثان وثلاثون من البلاغات: مالك أنّه بلغه أنّ رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال: تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه". وهذا أيضا محفوظ معروف مشهور عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - عند أهل العلم شهرة يكاد يستغني بها عن الإسناد وروى في ذلك من أخبار الآحاد أحاديث من أحاديث أبي هريرة وعمرو بن عوف". أين هو الإجماع الذي ادّعاه الأستاذ! أم أنّ الحافظ ابن عبد البر ليس من المحققين في علم الحديث في مذهبه، ثمّ حديث أبي هريرة الذي أخرجه ابن عبد البر لم ينفرد به هو دون غيره، إنّما أخرجه أيضا الحاكم في المستدرك وصححه (ج: 1، ص : 172، رقم: 319)، قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد بن عيسى بن السكن الواسطي ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا صالح بن موسى الطلحي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض"، أو ليس الحاكم النيسابوري من المحققين! فأين هو الإجماع على تضعيفه! وإنّما هي العصبية التي يُلصقها بأهل السنّة حجبت عنه الحقيقة، ومن نافلة القول أن نشير إلى تصحيح الشيخ الألباني له (رقم: 2937 في صحيح الجامع)، والحديث أخرجه أيضا أبو بكر الشافعي في الغيلانيات(رقم: 597) عن أبى هريرة، وأورده صاحب كنز العمال(رقم: 875)، والسيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالحسن(رقم: 5543)، وصححه الألباني أيضا (رقم: 3232 في صحيح الجامع). والمسألة لا تحتاج إلى كثير كلام، فإنّ التّحاكم إلى الكتاب والسنّة معلوم بالضرورة لا ينكره عوام المسلمين فكيف يرده أهل العلم منهم، والغرض بيان خطأ إدعاء الإجماع على ضعف الحديث، وقد ظهر ولله الحمد والمنّة.

    5 – وتساؤلُ الأستاذ: لماذا أخذ النّاس (أهل السنّة) بحديث (كتاب الله وسنتي) وتركوا حديث (كتاب الله وعترتي أهل بيتي)؟! قلت هذا تساؤل ينمي عن جهل بما عند أهل العلم من حقّ وصواب، فإنّ الحديثين صحيحين ولا تعارض بينهما، والأمّة السنّية عملت وتعمل بالحديثين جميعا، ولم تنصب بينهما التعارض، وإنّما التعارض وقع لمن توقف عقله عند زمن الفتنة التي أحدثتها السبئية وأثارت بها الدهماء، فكان من نتائجها الاقتتال بين المسلمين وظهور فرق الشيعة والخوارج.
    فالمسلم ملزم بالعمل بكتاب الله تعالى وبسنّة النّبي – صلى الله عليه وآله وسلّم -، وموالاة أهل بيته وحفظ حقوقهم، كما يُوالي سائر الصّحابة – رضي الله عنهم – وفي مقدمتهم الخلفاءُ الراشدون المهديون وفقهاؤهم ورواةُ سنّة النّبي – صلى الله عليه وآله وسلّم – لا نفرّق بين أحد منهم.

    6 – أمّا عن فضائل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه وكرّم وجهه – فإنّها كثيرة حوتها كتب الأحاديث عند أهل السنّة بالأسانيد الصحيحة وليست في كتب الشيعة، إنّ أهل السنّة لم يطمسوا مناقب أمير المؤمنين ولم يبخسوا حقّه – رضي الله عنه -، وإنّما التّزوير والكذب هو مِن الذي لا يريد أن يعترف بالحقيقة، بل لقد بالغت الذاكرة الجماعية عند المسلمين حتى أنّها اغتّرت بقصص الكذابين التي تُظهر علي بن أبي طالب بمظاهر البطولة على صور الإغراق في الخرافة، فكيف انطمست فضائل الإمام علي – رضي الله عنه – ولا يخلو كتاب من كتب السنّة الجامعة من ذكر مناقب علي بن أبي طالب وزوجته فاطمة بنت النّبي – صلى الله عليه وآله وسلّم –، وابنيهما الحسن والحسين وسائر فضائل أهل بيت النّبي – صلى الله عليه وآله وسلّم –، وقد طبع المجمع العالمي للتّقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران (إيران) جزء "فضائل أهل البيت" من كتاب "فضائل الصحابة" للأمام أحمد بن حنبل، الطبعة الأولى، سنة 1425هـ/2004م، هل هذا الزخم الكبير من الروايات الحديثية عند أهل السنّة في مناقب عليّ – رضي الله عنه وكرّم وجهه – يعدُّ بخسا ؟! ...

    7 – ادعى الأستاذ أنّ أبا بكر بن العربي المعافري صاحب العواصم من القواصم "أنكر كلّ الحوادث الدموية التي اقترفها البعض في صدر الإسلام، وما معركتا صفين والجمل وأخريات بالنسبة إليه إلاّ خرفات وأساطير"، من العجب أن يقول هذا على ابن العربي - دون تريث - ويظن أنّ قارئ المقالة يصدقه في ذلك، ولإسكات اللّجاج نذكر نصوص ابن العربي من العواصم (تحقيق د/ عمار طالبي، الجزائر، مط: الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، ط: 2، سنة: 1981م)، قال رحمه الله عن خروج طلحة والزبير وعائشة –رضي الله عنهم– وعن وقعة الجمل: "أمّا خروجهم إلى البصرة فصحيح لا إشكال فيه ... ويمكن أنهم خرجوا لينظروا في جمع طوائف المسلمين وضمّ تشردهم، وردّهم إلى قانون واحد، حتى لا يضطربوا فيقتتلوا، وهذا هو الصّحيح لا شيء سواه، وبذلك وردت صحاح الأخبار... والتقى طلحة والزبير وعثمان بن حنيف عامل عليّ على البصرة، وكتبوا بينهم أن يكفوا عن القتال، ولعثمان دار الإمارة والمسجد وبيت المال، وأن ينزل طلحة والزبير من البصرة حيث شاءا، ولا يعرض بعضهم لبعض حتى يقدم عليّ. وروي أن حكيم بن جبلة عارضهم حينئذ، فقتل بعد الصلح، وقدم عليّ البصرة، وتدانوا ليتراءوا، فلم يتركهم أصحاب الأهواء، وبادروا بإراقة الدماء، واشتجر بينهم الحرب..."(ص: 406 و407 و409). وقال عن حرب صفين التي وقعت بين عليّ ومعاوية: "أمّا وجود الحرب بينهم فمعلوم قطعا، وأمّا كونها بهذا السبب فمعلوم كذلك قطعا، وأمّا الصّواب فيه فمع عليّ..."(ص: 412). وبعد هذا النّقل، أتجد أيّها القارئُ المنصفُ أنّ الحافظ الفقيه ابن العربي يزوِّر التاريخ، أم أنّ الذي يرمي التّهم عليه يبوء بذلك؟!


    8 – يتّهم الأستاذ سلايمية علماء أهل السنّة بالتزوير، قال: "إنّ التزوير لم يطل الشخصيات المزيفة فحسب بل طال أيضا حتى الأحاديث النبوية"، وأنّهم أضفوا على الصّحابة لبوس الملائكة، فقال: "حتى توضع بمثل هذه الشطحات عصابة سوداء على أعين الأجيال اللاحقة، فلا ترى في الأجيال المؤسسة السابقة إلاّ ملائكة يمشون في الأرض مطمئنين". بالله عليكم مَن قال من علماء السنّة أنّ الصحابة – رضوان الله عليهم – معصومين من الخطأ وأنّهم ملائكة يمشون في الأرض مطمئنين؟! اللهمّ هذا بهتان عظيم. ويدّعي أنّ التّزوير تمارسه "أغلبية كتب الأحاديث حيث ترى الأجيال السابقة تغرق في الخيرية الملائكية المحضة من خلال حديث (خيركم قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الدين يلونهم)، وهي الثقافة المروجة في جميع أجيالنا عبر هذا الحديث كما يشتهي علماء التبرير، بينما توجد أحاديث صحيحة تعاكس هذا الاتجاه بنسبة 180 درجة، كالحديث الذي يحدث فيه المصطفى - عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام - عن وقوفه على الحوض يوم القيامة فلا يرد عليه ولا يشرب منه من أصحابه إلا قليل القليل حيث لم ينج منهم وهو يقول لهم : سحقا كما جاء في البخاري (إلاّ همل النعم)".
    ينبغي – أوّلا - أن يُعلم أنّ حديث (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) صحيح أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وأحمد، وأخرجه أبو داود والنسائي بلفظ: (خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)، وأخرجه غيرهم من أهل الحديث، فإذا كانت هذه الكتب قد طالتها يدُ التّزوير فلا يُوثق بها في شيء، لا في هذا الحديث ولا في غيره، مثل الحديث السابق (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) الذي اهْتَبَله الأستاذ، فكيف به يعزو لها الصحيح تارة، وأنّها ذكرت فضل أهل البيت، وتارة أخرى يرميها بالتّزوير، فيبدو أنّ الأستاذ له قواعد في التّصحيح والتضعيف تخالف قواعد جهابذة أهل الفنّ.
    أمّا حديث الحوض فهو حديث صحيح أيضا أخرجه مالك والبخاري ومسلم وأحمد وغيرهم بألفاظ مختلفة، وأمّا قول الأستاذ: "فلا يرد عليه ولا يشرب منه من أصحابه إلاّ قليل القليل حيث لم ينج منهم - وهو يقول لهم: سحقا. كما جاء في البخاري - (إلاّ همل النعم)". فهو خطأ، وقول لا يدلّ عليه الحديث باختلاف صيغه، أقول هذا باعتبار منطوق الحديث فحسب، دون الالتفات إلى الأحاديث الدّالة على خيرية الصحابة – رضي الله عنهم –، فإنّ الألفاظ الواردة في الحديث لا تدلّ على كثرة مَن يُذاد عن الحوض، بل بعض هذه الألفاظ تدلّ على قلّتهم، فلدينا: "فَلَا يُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي" و "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ" و "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ" و "وَلَيُصَدَّن َ عَنِّي طَائِفَةٌ مِنْكُمْ" و"إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ" و "يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ". فلفظ "رجال" يدلّ على مطلق الجمع ولا يخلص لكثرة ولا لقلّة، أمّا " نَاسٌ" فهي أيضا لا تدلّ على الكثرة، والسياق الذي وردت فيه يدلّ على مطلق البعضية، ولفظ "زُمْرَةٌ" الفَوْجُ من الناس، وهو أيضا لا يدلّ على الكثرة، وأمّا لفظ "رَهْطٌ" فعدد يُجمع من ثلاثة إِلى عشرة، وبعض اللّغويين يقول: من سبعة إِلى عشرة، وقيل الرَّهْطُ ما دون العشرة من الرّجال لا يكون فيهم امرأَة، قال اللّه تعالى: ﴿وكان في المدينة تِسْعةُ رَهْط﴾، وقيل إِلى الأَربعين. وهذه كتب اللّغة فليرجع لها مَن شاء لتحقيق ذلك، فمن أين فهم الأستاذ سلايمية أنّ قليل القليل من الصّحابة من ينجوا من النار! بل في بعض الروايات ما يدلّ تنصيصا على أنّ هؤلاء الرجال قليلون كما جاء عند مسلم (رقم: 2304) من رواية أَنَس بْن مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – قَالَ: لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي فَلَأَقُولَنَّ أَيْ رَبِّ أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي فَلَيُقَالَنَّ لِي إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ". فقوله "أُصَيْحَابِي" بالتّصغير يدلّ على قلّة عددهم، حكاه الإمام الخطابي، ولم يُعترض عليه في ذلك حتى جاء الأستاذ فقال: هم الأغلبية!
    وقد أُشكل على الأستاذ فظنّ أنّ الهالكين هم من الصحابة الكرام المشهود لهم بالخيرية، وهذا خطأ عظيم لا يقع فيه مَن جمع نصوص الوحي من القرآن والسنّة على وجه يُصَدِق بعضها بعضا، لقد وَهم من ظاهر قوله "وَلَيُرْفَعَنّ مَعِي رِجَالٌ مِنْكُمْ" وفي رواية "إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ" وفي أخرى "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي" وفي أخرى "رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي" قلت: دخله الوهم من ذلك فحملها على السابقين الأوّلين من الصّحابة – رضي الله عنهم -، فلو كان هذا الفهم صحيحا لكان قول الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُون الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة: 100) غير صادق - تعالى الله عن هذا علوّا كبيرا-، وقوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾(الفتح: 29)، وقوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَا ِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)﴾(الحشر)، ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِ ينَ(62)وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(63) يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(6 4)﴾(الأنفال)، وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20)﴾(الفتح)، وغير ذلك من الآيات الدّالة على اصطفاء الله تعالى للجيل المؤسِّس للمجتمع المسلم، وأنّ الله تعالى حفِظ نبيَه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – في أصحابه فاختار له صحابته بعناية حتى يحملوا عنه ما جاء به عن ربّه كما سمعوه منه، وقد سبق نهيُ النّبي - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – عن النّقيصة فيهم الأستاذَ سلايمية، أخرج البخاري ومسلم أنّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وآله وسلم – قَالَ "لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ".
    أمّا كونُ بعض أحاديثِ الحوض قد ذكرت مَن يُذاد عنه: "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي"، "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي" فهذا لا يعني أصحاب النّبي - صلى الله عليه وآله وسلم – الذين جاهدوا ونصروا، وإنّما هم المنافقون المعدودون من أصحابه ظاهرا، فقد ثبت عند مسلم (رقم: 2779) عَنْ قَيْسٍ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَمَّارٍ: أَرَأَيْتُمْ صَنِيعَكُمْ هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ فِي أَمْرِ عَلِيٍّ أَرَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ أَوْ شَيْئًا عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – فَقَالَ: مَا عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَلَكِنْ حُذَيْفَةُ أَخْبَرَنِي عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ -: فِي أَصْحَابِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا فِيهِمْ ثَمَانِيَةٌ ﴿لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾ ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ وَأَرْبَعَةٌ لَمْ أَحْفَظْ مَا قَالَ شُعْبَةُ فِيهِمْ"، وفي رواية "قَالَ: إِنَّ فِي أُمَّتِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا ﴿لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ﴾ وَلَا يَجِدُونَ رِيحَهَا ﴿حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾ ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ سِرَاجٌ مِنَ النَّارِ يَظْهَرُ فِي أَكْتَافِهِمْ حَتَّى يَنْجُمَ مِنْ صُدُورِهِمْ". وقصّة المنافقين مع النّبي - صلى الله عليه وآله وسلم – مذكورة في القرآن الكريم مفصّلة، وقصّة عَبْد اللهِ بْن أُبَىّ المنافق في إشاعة الفتنة معروفة حتى "قَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم – "دَعْهُ لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ"(متف ق عليه).

    وبعد هذا كلّه نقول للأستاذ بالله عليك، كم بقي من الصّحابة الذين ينجون من النّار؟! قليل القليل!!! أيّ دين هذا الذي قليل القليل من حملته ومؤسِّسي جماعته الأولى فقط يدخلون الجنّة، وأغلبيتهم حصبُ النّار، إنّهم بلّغوا لنا الكذب - إذن – عن رسول الله - عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام-، فكيف نثق بقرآن بلغنا عن أهل النار، وسنّة حملها أهل النار للأجيال اللاحقة! أما ترى معي أيها الأستاذ المثقف أنّ اختيارك الإسلام من هذه الوجهة هو اختيار غير موفق ..
    من لوازم قوله السّابق أنّ عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين – رضي الله عنهم – من هؤلاء المحرومين من أن يردوا الحوض! فربّما يتنبّه الأستاذ إلى القول أنّ هؤلاء قد ثبت في حقّهم البشارة بالجنّة وهم أحياء، فلا يشملهم الوعيد، وهو معتقدُ أهل السنّة، وحينئذ نقول: قد ثبت مثلُ ما ثبت لأمير المؤمنين عليّ وسبطي النّبي - عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام – من البشارة بالجنّة لأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وأبي هريرة وعائشة .. وأصحاب بدر وأصحاب الشجرة ... - رضي الله عنهم -. ورحمة الله على إمامنا مالك بن أنس القائل "مَن يبغض أحداً من أصحاب النّبي - صلى الله عليه وآله وسلم – ، وكان في قلبه عليهم غلّ، فليس له حقّ في فَيْء المسلمين، ثم قرأ: ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى﴾ إلى قوله: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾(ا لحشر: 7 – 10). وذكر بين يديه رجل ينتقص أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – ، فقرأ مالك هذه الآية: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾(الف تح : 29) ثم قال: مَن أصبح من النّاس في قلبه غلّ على أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – فقد أصابته هذه الآية".(الأمر بالإتباع والنّهي عن الابتداع للسيوطي، ص: 4)

    9 – يزعم الأستاذ أن أبا العباس أحمد بن تيمية يقول في كتابه "رفع الملام عن أئمة الأعلام": أنّ خلفاء بني أمية في الجنّة، وهذا الكلام غير موجود لا في هذا الكتاب، ولا في غيره من كتب الشيخ، ولا في أيّ من كتب أهل السنّة، ولا أرى هذه التُهمة إلاّ من بنات خيال الأستاذ المحترم، وهو لا يقف عند هذا الحد بل يتّهم علماء أهل السنّة بالتبرير للواقع المنحرف الذي يعيشه المسلمون، فقد برّروا للظلم الأوّل في دولة بني أُمية وبذلك يبرِّرون للانحراف في هذا العصر، يُبيحون الدماء والأموال والفروج، ويُمنَُّون الزناة واللوطيين والسُحّاق بالجنّة ..
    عذرا .. فالمقام لا يليق بهذا الحضيض، ولكنّي أوردتُ هذا الكلام لا للردّ عليه، لأنّه لا يستحقّ الردّ، ولكن ليظهر المستوى المنحط في التّعاطي مع القضايا التاريخية أو الفقهية ...

    انتهى منه صبيحة يوم الخميس 16 رمضان 1431هـ
    الموافق لـ 26 أوت 2010م

  2. #2

    افتراضي رد: مقال للدكتور حمحامي مختار في الرد على من انتصر للشيعة تحت اسم الانصاف

    للرفع

    ولا يزل الرافضي يرد في جريدة البصائر

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •