تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عذرا أم المؤمنين ابن سلول عاد من جديد

  1. #1

    افتراضي عذرا أم المؤمنين ابن سلول عاد من جديد

    عذراً أم المؤمنين.. ابن سلول عاد من جديد

    بقلم/
    أحمد زكريا

    إن الناظر للحملات المسعورة ضد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحاولة تشويه تلك الصفحة الرائعة من تاريخ البشرية قد يتعجب من ذلك.. ولماذا يحدث.. ولكنه لو أعاد النظر إلى التاريخ الإسلامي لوجد تشويها عجيباً لحقائق التاريخ.

    وإن من أكبر الآثام التي يرتكبها أعداء هذه الأمة هي إجبار التلاميذ والطلاب على دراسة مناهج مشبعة بالتنقيص من قدر الصحابة أو من قدر بعضهم.. في محاولة لهدم الرموز.. حتى تفقد الأمة ثقتها في سلفها.. فتنقطع الصلة بين السلف والخلف.

    فبتزوير التاريخ الإسلامي، تصبح هذه المناهج المزورة المختلقة أنجح الطرق لكل من أراد أن يسمم عقول الأجيال بقطع الصلة بينها وبين سيرة الصحابة وجهادهم.. كي لا يتخذوا مثلاً أعلى.

    ولقد أصبحنا في عصر انكشفت فيه العورات وتبجح فيه المتبجحون.. وتجرأ السفلة على الثوابت وحاولوا زعزعة الجبال الرواسي.. وتطلع الرعاع لمناطحة السحاب.. وحاول الحقير أن يبصق في وجه الشمس.. فارتد بصاقه ولعابه النجس على وجهه القبيح.. ومضت الشمس عالية منيرة مهما عوت الكلاب.

    وقديماً قادها رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول حرباً ضروساً على عرض أم المؤمنين.. حتى فضحه القرآن وكذبه وأبطل كيده.

    والآن يأتي غر صغير جاهل جهول.. يبحث عن الصيت والشهرة.. والمجد المزعوم.. فلا يجد إلا عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وحبيبته الطيبة المطيبة الطاهرة العفيفة المبرأة بالقرآن.. نزل في براءتها ست عشرة آية من سورة النور.

    كل ذلك ويأتي هذا الخبيث لينفث سمه برعاية أسياده من الصهاينة.. والشيعة الغلاة.. الشانئين لهذا الدين والمبغضين لرسوله ولصحابته وللمسلمين أجمعين.

    كل ذلك في غفلة من أهل الحق.. وعجز من الحكومات السنية.. وجلد وتبجح وفجور من أعداء هذا الدين.. على اختلاف مللهم ونحلهم.

    فهم كما قال الشاعر:

    تفرق شملهم إلا علينا فصرنا كالفريسة للكلاب

    ووالله لو عرفوا قدر أمنا عائشة عند الله وعند رسوله.. ما تجرأ زنديق على التفوه ببنت شفة في حقها.

    أتدرون من عائشة؟

    هي أم المؤمنين.. عائشة بنت أبي بكر الصديق.. زوجة النبي صلى الله عليه وسلم التي فرض الله علينا حبها واختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وسماها أم المؤمنين.. قال تعالى:

    (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِين َ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب6.

    أليست هي التي يقول عنها صلى الله عليه وسلم:

    "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".رواه البخاري.

    إن القلب حين يفيض محبة لأمه.. فهذا دليل نقائه.. وعندما يمتلئ غلاً لها.. فهذا دليل حقده وزندقته ونفاقه.

    ولأنها أمي وأمكم.. سأذكر جوانب من سيرتها وهذا حق الأم على الأبناء البررة.

    فلماذا يفخر الفجار بالكفار.. والزنادقة بالملحدين؟

    ولا نفخر بأساس الطهارة وعنوان العفة المبرأة من فوق سبع سماوات مما رماها به المنافقون وورثتهم إلى عصرنا الحالي.

    كانت أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم.. فحين سئل:

    "من أحب الناس إليك؟

    قال: عائشة

    قالوا: من الرجال؟

    قال: أبوها"رواه البخاري.

    وهل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليحب إلا طيبًا.

    وكان خبر حبه صلى الله عليه وسلم لها أمراً مستفيضاً.. حيث إن الناس كانوا يتحرون بهداياهم للنبي صلى الله عليه وسلم يوم عائشة من بين نسائه تقرباً إلى مرضاته.

    فقد جاء في الحديث الصحيح:

    " كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة.. فاجتمعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة.. فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان.. فذكرت أم سلمة له ذلك فسكت فلم يردّ عليها.. فعادت الثانية فلم يرد عليها.. فلما كانت الثالثة قال:

    "يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة.. فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".رواه البخاري.

    وهذا الجواب دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي.. وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها.

    وهي التي أقرأها جبريل عليه السلام.. السلام.. قال صلى الله عليه وسلم:

    " يا عائشة هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام.. قالت: وعليه السلام ورحمة الله.. ترى مالا نرى يا رسول الله" رواه الترمذي،وأصله في الصحيحين.

    فهل يسلم جبريل إلا على من يستحق السلام؟

    وهل يسلم إلا على مطهرة نقية اختارها الله زوجة لنبيه؟

    فهل من متفكر؟!

    لقد تبوأت أمّنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنها مكانة عالية في قلب نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم.. فكانت أحب نسائه إليه..وكان بها لطيفاً رحيماً على عادته صلوات ربي وسلامه عليه.

    "استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم.. فإذا عائشة ترفع صوتها عليه.. فقال: يا بنت فلانة ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، ثم خرج أبو بكر، فجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يترضاها.. وقال:

    " ألم تريني حلتُ بين الرجل وبينك ؟".. ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى، فسمع تضاحكهما.. فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما". أخرجه أبو داود والنسائي والحديث صحيح.

    وقالت عائشة رضي الله عنها:

    " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرقه، ثم كان يأخذه فيديره.. حتى يضع فاه على موضع فمي".

    وكان صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في الحديث ويسرُّ بقربها ويعرف رضاها من سخطها.

    فقد قال صلى الله عليه وسلم لها:

    " إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عليَّ غضبى.. قالت: وكيف يا رسول الله؟.. قال: إذا كنت عني راضية.. قلت: لا ورب محمد.. وإذا كنت عليَّ غضبى.. قلت: لا ورب إبراهيم.. قالت: أجل والله ما أهجر إلا اسمك".

    وكان يحملها على ظهره لترى لعب أهل الحبشة بالحراب في المسجد ويطيل حملها ويسألها.. أسئمت.. فتقول لا.. وليس بها حب النظر إلى اللعب.. ولكن لتعرف مكانتها عنده صلوات ربي وسلامه عليه.

    فهذه النصوص الصحيحة من صميم ديننا لا يكذِّب بها إلا المبطلون ومن في قلوبهم مرض والذين ارتابوا.

    أما نحن معاشر المسلمين الذين نوقر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نحبُّ من أحبه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم – لاسيما عائشة – أحب أزواجه إليه رأس الفضيلة.. ونبراس التقوى.. وقمة الورع.

    فلو كـان النسـاء كمن ذكرن لفضلت النساء علـى الـرجال

    فما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ ومـا التذكير فخــرٌ للهـلال

    مكانة الصديقة عند الصحابة والتابعي.. وكانت رضي الله عنها من أعلم الصحابة.

    قال أبو موسى رضي الله عنه ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط.. فسألنا عائشة.. إلا وجدنا عندها منه علما.

    وكانت مُوقرةً من الصحابة يعرفون لها قدرها وعلمها ومنـزلتها بين الناس.

    نال رجل من عائشة عند عمار بن ياسر.. فقال له عمار: أغرب مقبوحاً أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وقال عمار:" إنها لزوجة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة.. أشهد بالله إنها لزوجته".

    وكان مسروق رحمه الله إذا حدث عن عائشة قال:

    "حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات".

    وقال معاوية رضي الله عنه:

    "والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وكانت رضي الله عنها وعن أبيها من أحسن الناس رأياً في العامة"

    قال الزهري رحمه الله:

    "لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء.. لكان علم عائشة أفضل".

    وقال مصعب بن سعد:

    "فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف..عشرة آلاف.. وزاد عائشة ألفين"

    وقال:

    " إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم".

    فما بال أقوام عميت أعينهم..وطمست قلوبهم أن يعرفوا لها قدرها.

    فهل مثلها تخفى شمائله وطيب خصاله؟

    وهل من شهد له هؤلاء النفر الأخيار بالعلم والتقى.. تبقى في قلوبنا ريبة نحوه.. ولا نستشعر حبه؟!

    أما إنه لا ينكر فضلها.. وزنة عقلها.. وطهارة قلبها.. وأنها حطت في الجنة رحلها.

    لا ينكر ذلك إلا منافق مطموس القلب.. يمشي كالبهيمة العجماء

    (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً).

    كانت مثالا للزهد والورع

    وحين أكتب عن ورع أم المؤمنين – عائشة رضي الله عنها – وزهدها وخوفها من خالقها.. تتلاشى عند ذلك الكلمات.. وتهرب حينئذٍ المعاني خجلاً أن تدرك بلوغ الثناء الذي يليق بها.

    لقد كانت رضي الله عنها رمزاً في الكرم.. وغاية في العظمة وسخاء النفس.. كيف لا.. وقد تعلمتها ممن كان أصل الكرم والوفاء؛ ومعلم البشرية كلها أخلاق الخير؟

    بعث معاوية رضي الله عنه وعن أبيه إليها مرة بمائة ألف درهم.. فما أمست حتى فرقتها.. فقالت لها خادمتها:

    "لو اشتريت لنا منها بدرهم لحماً؟ فقالت: ألا قلتِ لي".

    وقال عطاء:

    "إن معاوية بعث لها بقلادة بمائة ألف ، فقسمتها بين أمهات المؤمنين".

    وقال عروة – ابن أختها-:

    "إن عائشة تصدقت بسبعين ألفاً.. وإنها لترقع جانب درعها. رضي الله عنها.. تجود بالنفس إن ضن البخيل بها.. والجود بالنفس أغلى غاية الجود".

    وبعث إليها ابن الزبير رضي الله عنه بمال بلغ مائة ألف.. فدعت بطبق فجعلت تقسم في الناس.. فلما أمست قالت:

    "هاتي يا جارية فطوري،فقالت: يا أم المؤمنين أَما استطعت أن تشتري لنا لحماً بدرهم؟.. قالت: لا تعنفيني.. لو أذكرتيني لفعلت"

    وكانت قمة التواضع فلا ترى نفسها شيئاً- وهيَ من هيَ –وكانت تخاف ثناء الناس عليها فلا تودّ سماعه مخافة الفتنة.

    جاء ابن عباس رضي الله عنهما يستأذن على عائشة وهي في الموت، وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن.. فقيل لها: هذا ابن عباس يستأذن.

    قالت: دعني من ابن عباس لا حاجة لي به ولا بتزكيته.

    فقال عبد الله: يا أمّه..إن ابن عباس من صالحي بنيك، يودِّعك ويسلم عليك.

    قالت: فأْذن له إن شئت

    قال: فجاء ابن عباس.. فلما قعد قال: أبشري فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب.. وتلقي محمداً صلى الله عليه وسلم والأحبة.. إلا أن تفارق روحُك جسدك".

    كنت أحبَّ نساءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه.. ولم يكن يحب إلا طيباً.. سقطت قلادتك ليلة الأبواء.. وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلقطها.. فأصبح الناس ليس معهم ماء ، فأنزل الله:

    (فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً)

    فكان ذلك من سببك.. وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة.. ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات.. فأصبح ليس مسجدٌ يذكرُ فيه اسم الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار.

    قالت: دعني يا ابن عباس فو الله وددت أني كنت نسياً منسياً".

    وقال ابن أبي مُليكة:

    إن ابن عباس استأذن على عائشة وهي مغلوبة فقالت: أخشى أن يُثني عليًّ.. فقيل: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وجوه المسلمين.. قالت: ائذنوا له.. فقال: كيف تجدينك؟.. فقالت: بخير إن اتَّقيتُ.. قال: فأنت بخير إن شاء الله.. زوجةُ رسول الله ولم يتزوج بكراً غيرك، ونزل عذرك من السماء.

    فلما جاء ابن الزبير.. قالت: جاء ابن عباس وأثنى عليًّ وودت أني كنت نسياً منسياً.

    رضي الله عنها قمة التواضع؛ ومنتهى الذلة لله.. وهي تعلم أنها من أهل الجنة؛ المحبوبة لخالقها سبحانه.

    فالواجب علينا كمسلمين اعتقاد هذه العقيدة دون النظر لأقاويل المرجفين الدخلاء على ديننا وشرعنا.. فمن لم تكن أمه عائشة فلا أم له.

    ويكفي أن الله سماها أم المؤمنين هي وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

    فمن لم تكن عائشة أمه فليس بمؤمن.. ومن تبرأ منها فحريُّ به أن يحال بينه وبين جنان الخلد.

    فإذا اعتقدت موالاتها ومحبتها.. فاعلم أنك عملت عملاً عظيماً تستحق عليه الأجر من الكريم الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا.

    واعلم أنه لا يحزن على عائشة إلا من كانت هي أمه.

    وأما أولئك السقط المتهافتون وراء الإفك.. الصادون عن الحق.. الطاعنون في خير الخلق.. فإياك وإياهم.. واحذر طريقهم.. فإنهم يقودون إلى الهاوية والتبرأ من خير البشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.. وموالاة كل كافر وفاجر

    فقُم أيها القارئ واقرأ سيرة سلفك الأطهار وعش معهم.. وهلَّ الدمع على الدّين الذي كانوا ينعمون به والأخلاق التي يتصفون بها.

    لعل ذلك أن يكون سبب رحمة الله لك.. فإذا طويت الصفحات.. فتذكّر قول القائل:

    الله يشهد مـا قلّبت سيرتهم يوماً وأخطأ دمع العين مجـراه

    لا تحسبوه شرا لكم

    فوالله.. لقد صدق الله:

    (لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ)

    فقد فاء المسلمون إلى دينهم وعقيدتهم.. وهبوا في كل مكان يدافعون عن رسول الله وأزواجه وأصحابه.

    فتحولت المحنة – وإن كانت عظيمة – إلى منحة.

    وكما يقول المفسرون:

    "فإن القرآن طمأن وهدّأ روع المؤمنين الذين آلمهم توجيه هذه التهمة إلى شخصية متطهرة"لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ".. لأنّه كشف عن حقيقةِ عدد من الأعداء المهزومين أو المنافقين الجبناء، وفضح أمر هؤلاء المرائين، وسوّد وجوههم إلى الأبد.

    ولو لم تكن هذه الحادثة لما افتضح أمرهم بهذا الشكل.. ولكانوا أكثر خطراً على المسلمين.

    إنّ هذا الحادث علّم المسلمين أن اتباع الذين يروّجون الشائعات يجرّهم إلى الشقاء، وأنَّ عليهم أن يَقِفُوا بقوّة إمام هذا العمل.

    كما علّم هذا الحادث المسلمين درساً آخر، وهو أنَّ لا ينظروا إلى ظاهر الحادِثِ المؤلم.. بل عليهم أن يتبحّروا فيه.. فقد يكون فيه خيراً كثيراً رغم سوء ظاهره.

    وممّا يلفت النظر أنّ ذكر ضمير "لكم" يعمّ جميع المؤمنين في هذا الحادث وهذا حقّ.. لأن شرف المؤمنين وكيانهم الاجتماعي لا ينفصل بعضه عن بعض، فهم شركاء في السرّاء والضرّاء.يراجع:ف ي ظلال القرآن.

    كيف ننصر أم المؤمنين؟

    لأم المؤمنين في رقبتنا جميعا حق وواجب:

    أولاً: أدعو موقع الجماعة الإسلامية لعمل ملف كامل للدفاع عن عائشة – رضي الله عنها .. وأنا أعرف حب فضيلة الدكتور ناجح رئيس التحرير لأصحاب النبي وأزواجه وأهل بيته.

    وله في ذلك كتاب ماتع هو:(ذكريات مع الحبيب صلى الله عليه وسلم).

    ثانياً: أدعو جميع الحكومات السنية للقيام بدورها في التصدي للمنحرفين والمخرفين.. سواء على مستوى الإعلام والمنابر المختلفة.

    فكما تحاسب أهل السنة على النقير والقطمير.. فينبغي أن تفور الدماء في عروق المسئولين غضباً لعرض المصطفى صلى الله عليه وسلم

    ثالثاً: ينبغي على كل مسلم كل في موقعه أن يرد وينافح عن عرض رسول الله.. ويعرف الناس من هي الصديقة بنت الصديق؟

    رابعاً: نجعل من هذا العام عاما لعائشة.. كل مسجد يبنى يسمى باسمها أو لقبها أو كنيتها.. كل مدرسة تقام تسمى باسمها.. كل مستشفى.. كل جمعية خيرية.. كل مسلم يرزق بأنثى يسمي عائشة.

    تكتب المقالات.. وتؤلف الكتب.. وتعقد الندوات.. وتخصص الخطب من أجل الصديقة.

    وليكن شعار حملتنا:

    "ادفع جنيها دفاعاً عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم"

    يخصص لملصق يعلق.. أو لمقال كمقالنا هذا يطبع ويوزع.. أو لكتيب ينشر.. أو......

    وأخيراً

    هذا أقل ما يجب لأم المؤمنين في رقبتنا.. وأختم بقصيدة رائعة تدافع عنها.. وليست بمتهمة.. والقصيدة بعنوان "عذرا أم المؤمنين".

    عذرا أم المؤمنين

    نظم أبي الحجاج يوسف بن أحمد آل علاوي

    نَشْكُـــو إِلَى اللّهِ الْقَوِيِّ الْقَاهِرِ مِمَّــا جَـنَـتْـهُ يَـــدَا الخَـبِـيـثِ الخَـاسِــــرِ

    أَرْخَى الْلِسَانَ بِسَــــبِّ عِرْضِ نَبِيِّنَا وَالنَّيْلِ مِنْ عِـــرْضِ الْمَصُونِ الطَّاهِــرِ

    جَابَ الْبِلَادَ مُجَاهِـــــرًا فِي كُفْرِهِ لَا يَـــنْثَنِــي يَا وَيْـــلَهُ مِـــنْ كَـــافِـــرِ

    يُحْيِي الْمَــوَالِدَ لِلسِّبَابِ مُكَذِّبًا وَمُعَارِضًا قَــوْلَ الْإِلَهِ الْبَاهِـــــرِ

    جـُـدْ يَا عَظِيمُ بِنَزْعِ أَصْــــــلِ لِسَانِهِ وَاجْعَلْـهُ مُعْتَبَرًا لِكُـــلِّ مُنَاظِـــــرِ

    وَاللّهِ لَوْ أَبْصَــــرْتُه ُ لَقَتَلْتُهُ لَوْ أَنْ تَحَامَى بِالْجُيُــــوش ِ الْعَسَاكِرِ

    حَتَّى لَوْ اتَّخَذَ الْكَوَافِـــــ رَ مَلْجَأً أَوْ قَدْ تَلَقَّى نُصْـــرَةً مِنْ كَافِرِ

    هَــذَا الْمُنَافِقُ حَقُّهُ وَنَصِيبُهُ مِــنْ دِرَّةِ الْفَــارُوقِ ؛ وَيْلٌ لِعَاثِــرِ

    أَوْ حَــدُّ سُيْفٍ يَقْطَعُ الرَّأْسَ الَّذِي فِيهِ اعْتِقَادُ الْكَـــافِرِين َ الْخَـوَاسِـــر ِ

    لَا تَحْسَبُوا فِعْلَ الْخَبِيثِ تَفَــرُّدًا وَتَصَـرُّفًا مِنْ شَخْصِ عِلْجٍ فَاجِــــرِ

    بَلْ دِينُهُمْ سَــــبُّ الصَّحَابِةِ كُلِّهِمْ أَوْ جُلِّهِمْ قُلْ كَابِـــــرًا عَنْ كَابِـــرِ

    وَالطَّعْنُ فِي قَـــــــــوْلِ الْإِلَهِ وَزَعْمُهُم قَدْ نَابَهُ التَّحْرِيـــفُ مِنْ كُلِ تَاجِرِ

    يَتَسَتَّرُونَ بِحُــبِّ آلِ نِبِيِّنَا وَالْآلُ قَـدْ نَصَبُوا الْعِدَاءَ لِغَادِرِ

    فَالْآلُ وَالْأَصْحَابُ رُوحٌ وَاحِـــدٌ لَا يَرْتَضُـونَ مَهَانَةً مِنْ غَامِرِ

    دِينُ الرَّوَافِـــضِ قَائِمٌ فِي الطَّعْنِ فِي أَزْوَاجِ خَـيْــــرِ الْعَــالَــمِـ يــنَ الْحَاشِـــــرِ

    يَتَعَبَّدُونَ بِنَيْلِهِمْ مِــنْ أُمِّنَا فِي عِـرْضِهَا بُعْدًا لِكُلِ مُهَاتِرِ

    فَالطَّعْنُ فِي عِـــرْضِ الْعَفِيفَةِ مُخْرِجٌ مِنْ مِلَّـــةِ الْإِسْلَامِ دُونَ تَشَاوُرِ

    أُمَّاهُ عُــذْرًا فَالْكَلَامُ سِلَاحُنَا لَا يَشْفِي غِـــلًا مِنْ ذَلِيلٍ صَاغِرِ

    زَوْجُ النَّبِيِّ مُحَمَّـدٍ مَنْ ذَا لَهَا لِيَــــذُبَّ عَنْهَا مَيْنَ خِــبٍّ خَاسِــــرِ

    فَالْقَلْبُ يَشْكُــو حُرْقَةً وَمَرَارَةً وَالْعَيْنُ تُغْــرِقُهَا دُمُــوعُ النَّوَاهِــــر ِ

    يَا مُسْلِمُـونَ تَجَرَّدُوا لِلذَّبِ عَنْ عِــرْضِ الْمَصُونَةِ وَالْعَفَافِ الْوَافِرِ

    أَيْنَ الْمُلُـوكُ وَأَيْنَ سَـادَاتُ الْوَرَى مِنْ كُلِّ حُـــرٍ قَائِمٍ أَوْ ثَائِرِ

    لِيُنَافِحُوا عَنْ عِــرْضِ زَوْجِ نَبِيِّنَا هَـذَا النَّبِيُّ! فَمَا لَهُمْ مِنْ عَاذِرِ

    وَيُزَلْزِلُوا هَــذَا الْخَبِيثَ وَحِـــزْبُهُ حِــزْبُ الرَّوَافِـضِ مَا لَهُ مِنْ نَاصِرِ

    هِيَ أُمُّنَا عِـرْضِي الْفِدَاءُ لِعِرْضِهَا مَعْ عِـرْضِ أُمِّي وَالنِّسَاءِ الْحَرَائِرِ

    وَكَذَاكَ مِـنْ أَرْوَاحِنَا وَدِمَائِنَا وَقُلُوبِنَا وَمِـــنَ الْعُيُونِ النَّوَاظِرِ

    هِيَ عِنْدَنَا أَغْلَى الْغَـــوَالِي إِنَّهَا زَوْجُ النَّبِيِّ وِذِي الْمَقَــامِ الْعَامِرِ

    هَذِي الْمَصُــونُ حَبِيبَةٌ لِنَبِيِّنَا هِيَ زَوْجُــهُ فِي عَاجِلٍ وَالْآخِرِ

    هِيَ بِكْـــرُهُ لَمْ تَلْقَ زَوْجًا قَبْلَهُ هِيَ حِبُّهُ رُوحِي فِـــدَاءُ الطَّاهِرِ

    وَهِيَ ابْنَــــةُ الصِّدِيقِ صَاحِبِ أَحْمَدٍ وَبِهِ تُفَاخِرُ فَــــوْقَ كُلِّ مُفَاخِرِ

    وَهِيَ التَّي نَزَلَ الْقُــرَانُ بِطُهْرِهَا فِي عَشْرِ آيٍ مُحْكَمَاتٍ غَرَائِــرِ

    وَهِيَ التَّي مَــاتَ النَّبِيُّ بِحَجْرِهَا مَا بَيْنَ سَحْــرِكِ أُمَّنَا وَالنَّاحِرِ

    هَذِي الْقَصِيدَةُ صُغْتُهَا بِجَــوَارِحِي وَسَطَــرْتُهَا مِنْ دَمْعِ عَيْنٍ مَاطِرِ

    أُمَّاهُ عُذْرًا لَسْتُ أَقْـدِرُ غَيْرَهُ فَالْعُــذُرُ مِنْكِ وَأَنْتِ خَيْرِ الْعَاذِرِ

    وَخِتَامُهَا أَرْجُــــو الْإِلَهَ بِعَفْوِهِ أَن لَّا يُؤَاخِـذَنَا بِفِعْلِ الْحَائِرِ

    ثُمَّ الصَّلَاةُ مَــــــعَ السَّلَامِ عَلَى النَّبِيْ وَالَآلِ وَالصَّحْبِ الْكِــرَامِ وَسَائِرِ

    فِي نَهْجِهِمْ حتَىَّ يُلَاقِي رَبَّــهُ مِنْ كُلِّ عَبْدٍ غَائِـبٍ أَوْ حَاض

  2. #2

    افتراضي رد: عذرا أم المؤمنين ابن سلول عاد من جديد

    أحمد زكريا عبد اللطيف

    لله أنت وأبوك ما أروع ما جدت به

    قرأت ما خطته أناملك الكريمة أسأل الله أن يحرمها

    على النار وأن يجعلها من تستلم الماء من حوض الكوثر

    لا تسألني ماذا حدث لي خلال قراءتي للأسطر الأولى ؟؟

    قمت بنسخها وحفظها للعودة إليها لاحقاً للاستفادة والاستزادة

    يا رجل من علمك كيف تمسك العصا من المنتصف ؟؟

    قلي بربك ربما استفدت منك 0

    دعواتي لأهل السنة والجماعة أينما وجدوا وحيثما ثقفوا

    أن يمكنهم الله في الأرض وأن يجعلهم أئمة وأن يهلك عدوه وعدوهم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •