تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    الحمد لله...

    هذه جملة من أسماء علماء في العلل غير مشهورين وشيء من أخبارهم

    وقليل منهم قد يكون مشهورا بالعلم ولكن لا يعلم كثير من الطلبة أنه من أئمة هذا العلم _علم العلل_ وأنه من الفاهمين له والمشهورد له بالدراية فيه

    فراعيت هذين الأمرين في شرط الموضوع

    وقد يتفاوتون في عدم الشهرة
    فنجد بعضهم لا يكاد يعرف عند عامة طلبة العلم وبعضهم حاله أشهر
    إلا أنهم جميعا يندرجون تحت اسم الخمول وعدم الشهرة عند كثير من المشتغلين بالعلوم الشرعية

    ومنهم علماء لم ينقل عنهم كبير شيء في هذا العلم وذهبت مصنفاتهم

    وقد كنت أتذاكر مع أخي محمد بن عبد الله فألمح إلى هذا المعنى وتذاكرنا بعض أسماء هؤلاء العلماء المغمورين غير المشهورين

    فأحببت أن أفيد إخواني وأتذاكر معهم حول هذا الموضوع

    وقبل الشروع في صلب الموضوع

    أقول: لا يخفى على كثير من طلبة الحديث أن علماء العلل قليلون بالنسبة لعلماء الحديث فضلا عن علماء الأمة لوعورة هذا الفن كما هو مبسوط في موضعه من كلام أهل العلم

    ولا يخفى عليهم أن أشهرهم :
    ابن سيرين ثم أيوب وابن عون ثم مالك والثوري وشعبة ثم ابن عيينة والقطان وابن مهدي ثم أحمد ويحيى وعلي وإسحاق ثم البخاري والرازيان ويعقوب بن شيبة ثم مسلم وأبو داود والترمذي ثم النسائي وابن خزيمة وابن حبان ثم الدارقطني والعقيلي وابن عدي
    ثم قليل من المتأخرين

    وقد جمع الشيخ علي الصياح أغلب علماء العلل في مصنف مطبوع ومرفوع على الشبكة فلينظر


    ولنشرع الآن بعون الله بذكر أسماء هؤلاء العلماء ثم نذكر فيما بعد جملة من أخبار بعضهم ممن يحتاج البحث التدليل على فهمهم لهذا العلم وأنهم من أهله

    والمجال مفتوح للاستدراك والمشاركة على شرط الموضوع ..

    ـــــــــــ




    دُرة العراق محمد بن عبد الله بن نُمير أبو عبد الرحمن الكوفي (234هـ)

    محمد بن عبد الله بن عمّار أبو جعفر البغدادي (242هـ)

    دُحَيْم عبد الرحمن بن إبراهيم أبو سعيد الدمشقي (245هـ)

    الذهلي أبو عبد الله محمد بن يحيى (258هـ)

    ابن الطبري أحمد بن صالح أبو جعفر المصري (248 هـ)

    الفلاّس عمرو بن علي أبو حفص البصري (249ﻫ)

    محمد بن مسلم بن واره الرازي (270هـ)

    أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم أبو بكر البغدادي (273هـ)

    ابن أبي عمران محمد بن موسى أبو جعفر المصري (280هـ)

    عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقي (281هـ)

    صالح بن محمد الأسدي الملقب بـ (جَزَرة) (294هـ)

    موسى بن هارون أبو عمران الحمّال البغدادي (294ﻫ)

    إبراهيم بن أبي طالب أبو إسحاق النيسابوري (295هـ)

    البَرْدِيجي أحمد بن هارون أبو بكر (301هـ)

    جعفر بن محمد أبو بكر الفريابي (301هـ)

    الساجي زكريا بن يحيى أبو يحيى البصري (307هـ)

    عبد الله بن محمد الكلاعي أبو محمد القرطبي يعرف بابن أخي رُفَيْع الصائغ (318هـ)

    ابن صاعد يحيى بن محمد بن صاعد أبو محمد البغدادي (318هـ)

    أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة جعفر الطحاوي (321هـ)

    ابن زياد أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري (324هـ)

    ابن الشرقي أبو حامد أحمد بن محمد (325هـ)

    أحمد بن محمد أبو العباس ابن عُقْدة (332هـ)

    ابن الأخرم ومحمد بن يعقوب أبو عبد الله النيسابوري(344هـ)

    أبو علي النيسابوري حسين بن علي (349هـ)

    أبو أحمد العسال محمد بن أحمد (349هـ)

    ابن الجِعابي محمد بن عمر التميمي أبو بكر البغدادي (355هـ)

    حمزة بن محمد الكناني أبو القاسم المصري (357هـ)

    الحسين بن محمد الماسَرْجِسي أبو علي النيسابوري (365)

    محمد بن محمد الحجاجي أبو الحسين (368هـ)

    أبو أحمد الحاكم محمد بن محمد (378هـ)

    ابن المظفر محمد بن المظفر أبو الحسين البغدادي (379هـ)

    عبد الغني بن سعيد الأزدي أبو محمد المصري(409هـ)

    ابن الحذّاء محمد بن يحيى التميمي القرطبي المالكي أبو عبد الله (416هـ)

    الخليلي الخليل بن عبد الله أبو يعلى القزويني (446هـ)

    الحسين بن محمد أبوعلي الجيّاني الأندلسي (498هـ) صاحب كتاب تقييد المهمل المطبوع

    محمد بن حيدرة بن مفوَّز المعافري أبو بكر الشاطبي (505هـ)

    أحمد بن طاهر أبو العباس الدَّاني الأندلسي(532هـ) صاحب كتاب أطراف الموطأ المطبوع

    محمد بن أبي يحيى المراكشي أبو عبد الله بن المَوَّاق (642هـ) صاحب المآخذ الحفال مطبوع


    وإن شاء المولى سأذكر فيما بعد أخبار طائفة منهم تدل على فهمهم لهذا العلم والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    فكرة أصيلة، ننتظر منها إضافة وافرة الفوائد.
    بارك الله في جهودك!
    واصل، وصلك الله بلطفه، فظنّي أنّ الإخوة في شوق إلى البقية...
    جزاك الله عنّا خير الجزاء.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    موضوع قيم... واصل يا شيخ أكرمك الله وسددك.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    بارك الله فيكم ونفع بعلمكم

    فصل : في ذكر أخبار تدل على تمكن هؤلاء العلماء من علم العلل وفهمهم لهذا الشأن


    أما دُرة العراق محمد بن عبد الله بن نُمير أبو عبد الرحمن الكوفي (234هـ)

    فإنه من كبار النقاد الفاهمين لهذا الشأن وهو مع إمامته في معرفة الحديث إمام في الجرح والتعديل خاصة في الكوفيين
    ومن أجل جمعه بين الإمامة في هذين العلمين وبين شدة الورع والزهد كان إماما الجرح والتعديل في عصرهما أحمد وابن معين يتبعانه في قوله ويقولون في الكوفيين ما يقول فيهم ابن نمير

    وهذه شذرات تدل على فهمه في علم العلل

    قال أبو محمد عبد الرحمان بن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال : سمعتُ محمد بن عبد الله بن نمير يقول : قال عبد الرحمان بن مهدي : معرفة الحديث إِلهامٌ.
    قال ابن نُمير : وصدق لو قلت له : من أين قلت ؟ لم يكن له جواب.

    وهذا إسناد مسلسل بأئمة العلل
    ونقل ابن نمير هذا عن ابن مهدي وتفسيره دليل على أنه عايش تلك الأنفاس والأحوال التي كانت في صدور أئمة العلل

    ويكفي لإبراز مكانة هذا الإمام في هذا الشأن أن أبا محمد ابن أبي حاتم لم قدم لكتابه في الجرح والتعديل ذكر في مقدمته جهابذة هذا الفن وفن الجرح والتعديل فذكر منهم شعبة والثوري وابن عيينة ومالك وأحمد وابن معين وغيرهم من أئمة العلل والمعرفة
    وذكر منهم إمامنا فقال:
    ومن العلماء الجهابذة النقاد من الطبقة الثالثة بالكوفة محمد بن عبد الله بن نمير الهمذاني الخارفي رحمة الله عليه
    ثم ذكر بابا في معرفته بعلم الجرح والتعديل
    ثم قال :باب في كلام محمد بن عبد الله بن نمير في علل الحديث

    ثم ذكر تحته حديثين أعلهما ابن نمير الأول بعلة المخالفة والثاني بعلة النكارة

    فهذه رتبة علية إذ عده أبو محمد ابن أبي حاتم مع الرتوت من أئمة هذا الفن


    قال أبو إسماعيل الترمذي: كان أحمد يعظم محمد بن عبد الله بن نمير تعظيما عجيبا ويقول: هو درة العراق.

    وقال أبو عمر الطالقاني :رأيتهم يقولون : الناس عندنا أربعة : أحمد بن حنبل ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وعلي بن المديني ، ويحيى بن معين.

    وقال الذهبي في التاريخ : وله كلام في الجرح والتعديل والعلل...

    فصل في ذكر بعض تعليلات ابن نمير

    هي كثيرة ومبثوثة في بطون الكتب
    وكان لابن نمير مصنف في التاريخ
    وتواريخ المتقدمين يخلطون فيها بين علم التأريخ والجرح والتعديل والعلل والانساب كتاريخ البخاري وابن أبي خيثمة

    وقد ذكرت أن أبا حاتم ذكر له تعليلين فلينظرا
    وأنا أنتقي بعض التعليلات من تعليلاته المنثورة وهي تدل على ما ورائها

    وهي تشمل على بيان علم ابن نمير بـ:
    1. علم طبقات الرواة وهو من صميم علم العلل
    2. معرفة أوهام الثقات وغيرهم

    قال أيو يوسف الفسوي في المعرفة والتاريخ: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير قال :
    أبو الشعثاء : سليم بن أسود المحاربي ، وأبو الشعثاء الكندي : يزيد بن المهاصر ، وعمرو بن مرة أكبر من قيس بن مسلم ، وسلمة أكبر من عمرو بن مرة ، وأبو قيس وائل وهو دون هؤلاء في الحفظ ، وزبيد قريب بعضهم من بعض ، وأشعث بن أبي الشعثاء حسن الحديث ، والحكم نحو سلمة ، والأعمش أحفظ من منصور ، ومنصور أقوم حديثًا ، وأقل اختلافًا في الرواية ، والحكم مولى لكندة ، وعمرو بن مرة من مراد من أنفسهم ، ومحمد بن سالم يروى إنه أخذ كتاب الشعبي من الديوان....

    في نص طويل نفيس
    ثم قال:
    عبد الله بن الحارث الذي يروي عنه خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود ، لم يسمع عبد الله بن الحارث هذا من عبد الله بن مسعود شيئًا ، وهو عبد الله بن الحارث المكتب.
    قلت له : تنكر من حديث عبد الله شيئًا. قال : لا.


    ثم قال الفسوي: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يوهن أبا أسامة ، ثم قال يعجب لأبي بكر بن أبي شيبة ومعرفته بأبي أسامة ثم هو يحدث عنه.
    قال ابن نمير : وهو الذي يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ونرى أنه ليس بابن جابر المعروف ذكر لي أنه رجل يسمى بابن جابر فدخل فيه ، وإنما هو انسان يسمى بابن جابر
    قال يعقوب (هو الفسوي) : صدق هو بن تميم.
    قال أبو يُوسف (هو الفسوي) : وكأني رأيت بن نمير يتهم أبا أسامة أنه علم ذلك وعرف ولكن تغافل عن ذلك.
    قال لي بن نمير : أما ترى روايته لا تشبه شيئًا من حديثه الصحاح الذي روى عنه أهل الشام وأصحابه الثقات.
    وذكره الحسن بن الربيع بشيء من أمر أبي أسامة قَال : كان سُفيان كبير الناس وينظر فيه لكي يصحح ويعرف حديثه بذلك.ا.هـ

    قال أبو أحمد ابن عدي: فبلغني عن محمد بن عبد الله بن نمير أنه ذكر هذا فقال :
    باطل ، شُبه على ثابت ، وذاك أن شريكا كان مزاحا وكان ثابت رجلا صالحا فيشبه أن يكون ثابت دخل على شريك وهو يقول حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم فالتفت شريك فرأى ثابتا فقال يباسطه من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار فظن ثابت لغفلته أن هذا القول هو متن السند الذي قرأه.ا.هـ


    نقل ابن رجب في شح العلل قال:"وقال محمد بن عبد الله بن نمير : المسعودي كان ثقة ، اختلط بآخره ، سمع منه عبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون أحاديث مختلطة ، وما روى عنه الشيوخ هو مستقيم".

    وفي العلل لابن أبي حاتم:"وذكر أبو زرعة عن محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي وائل قال صليت خلف علي فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله.
    قال أبو زرعة قال ابن نمير هذا خطأ ولم يبين الصحيح ما هو.
    فقال أبو زرعة الصحيح الأعمش ، عن أبي رزين عن علي.
    قلت كذا رواه الثوري عن الأعمش.ا.هـ

    قال أبو عثمان البرذعي : وسألت أبا زرعة : عن معاوية بن أبي العباس
    فقال : نظرت بدمشق في كتاب لمروان بن معاوية عن معاوية هذا فرأيت أحاديث عن شيوخ الثوري وأحاديث يعرف بها الثوري وأبوابا للثوري فاستربته وتركته
    قال أبو زرعة : فذكرت ذلك لابن نمير فقال كان هذا جار الثوري أخذ كتب الثوري فرواها عن شيوخه

    وقال لي أبو زرعة : قلتُ لابن نمير شيخ يحدث عنه الحماني يقال له علي بن سويد ؟
    فقال لم تفطن من هذا؟
    قلتُ : لا
    قال : هو معلى بن هلال جعل الحماني معلى عليا ونسبه إلى جده وهو معلى بن هلال بن سويد

    والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    أحسنت يا شيخ أمجد ، أكمل نفع الله بك!
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    شكر الله لك..، ومنهم : الحافظ الناقد أبو الفضل حفيد الهروي، المشهور بابن عمار الشهيد، (تـ:317هـ)، صاحب كتاب (علل صحيح مسلم) مطبوع. الحافظ ابن المرخي الأندلسي . الحافظ ابن يربوع الإشبيلي الظاهري. الحافظ ابن سيد الناس الإشبيلي الظاهري. الحافظ ابن سعدون الميورقي الظاهري. الحافظ ابن دحية السبتي الظاهري. الحافظ ابن رشيد السبتي الظاهري. أما الأول والثاني ، فهما من تلامذة الحافظ أبي علي الجياني، وقد شهد لهما بالنبوغ في هذا الفن. وأما الثالث، فكتابه في (بيع أمهات الأولاد) يشهد له بغوصه لغور هذا العلم، كما شهد له الحافظ الذهبي، وقد وقفت على نصين من كتابه المذكور يدلان على ذلك. وأما الرابع، فقد شهد له الحافظ ابن عساكر و ابن العربي، وكفى بهما، وله ذيل على (علل أحاديث صحيح مسلم) للحافظ الناقد ابن عمار الشهيد، يدل على درايته التامة بهذا العلم. وأما الخامس، فكتبه فيها الكثير من تعليل الأحاديث، مما يدل على علو كعبه في هذا الفن. وأما ابن رشيد السبتي، فرحلته حوت من كلامه في هذا الفن ما يدل على براعته وإتقانه، وكذلك تذييله على (المآخذ الحفال)، فهو في علم العلل ، ولكن لم يصلنا. هذا مما استحضرته الآن وهناك غيرهم..،
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    بارك الله فيك أخي أمجد الفلسطيني على الموضوع وعلى طريقتك المميزة في عرضه ..لكن عندي ملاحظة صغيرة و هي أنّ:
    كل الأسماء التي ذكرتها هي لعلماءَ في العللِ، مشهورين غير مغمورين

    - أما في عصورهم: فهم كذلك؛ فقد أطبقت شهرتهم الآفاق و سارت بأخبارهم الركبان، وذكرهم الناس في كتبهم و نقلوا كلامهم ..و لولا ذلك (=شهرتهم) ما عرفنا نحن شيئا عن أخبارهم وما وصلنا شيئا من آثارهم ..
    أما في عصرنا: فهم مشهورون كذلك بشهرتهم القديمة.. فهذه كتبهم بين أيدينا.. ومن لم يصلنا كتابه منهم ؛ هذه كتب القوم لا يكاد تخلو صفحة من صفحاتها من ذكر أسمائهم وحكاية أقوالهم-بحسب إكثار كل واحد منهم و إقلاله-

    فأين الحديثي العصري الذي لا يعرف: الذهلي، أو ابن نمير، أو دحيم، أو ابن واره، أو جزرة، أو البرديجي، أو أبو أحمد الحاكم،أو ابن صاعد، أو الطحاوي، أو ابن عقدة، أو الأزدي أو الخليلي أو ...-جميع الأسماء التي ذكرتها -(1)
    كيف لا يأنس إليها، ويستوحش منها؛ وقد أَلِفَهاَ وانطبعتْ حروفُها في عينيه، وقلبه من كثرة سماعها و قراءتها في كتب العلل و الجرح و التعديل..
    منْ انتسب إلى الحديث من طلبة العلم ثم فغر فاه إذا سمع بجزرة ، فألقمه جزرة ، وأرحنا منه..

    نعم هي للأجنبي عن هذا العلم، أسماءٌ غريبةٌ، لم يألفها، ولم يسمع بها من قبل.. فهي عنده من قبيل "الوحشي" من الكلمات عند "اللّغوي"، لأنها بعيدة عن تخصّصه، لا يمكن أن يلتقيَ بها إلا إذا فتح عينيه على كتبٍ مثل: علل الدارقطني و إكمال ابن ماكولا و الجرح لابن أبي حاتم و تواريخ البخاري و كتب الخطيب البغدادي و ابن عدي و العقيلي و ابن حبان و الحاكم ..و...وابن القطّان و ابن المواق و الذهبي و مغلطاي و ابن حجر.. وأنىّ له ذلك ..إلاّ إذا كان موسوعيا، نهِِما ؛ قد أخذ من كل فن بطرف، وجلس إلى كل طائفة يلقف ما ينثرون .
    فينبغي تقييد عدم الشهرة التي شرطتَها في تلك الأسماء، بالنّظر إلى طلبة العلم الأجانب عن علوم الحديث وما يقاربها من العلوم الشرعية الأخرى المتعلّقة بها..
    فالإطلاق الذي ذكرته في قولك :(..ولكن لا يعلم كثير من الطلبة أنه من أئمة هذا العلم _علم العلل_ ) أو قولك :( ..إلا أنهم جميعا يندرجون تحت اسم الخمول وعدم الشهرة عند كثير من المشتغلين بالعلوم الشرعية) ، غير جيّد؛ لأن كلّ طلبة علم الحديث وغالب طلبة العلوم الشرعية ( الفقه و الأصلين و التفسير) يعلمون أنهم من أئمة هذا الشأن ..
    أما الأجانب عن الحديث، والعلوم الشرعية؛ كطلبة اللغة و الأدب أو التاريخ و الاجتماع و الفلسفة و علم النفس و .. فهي أسماء لم يسمعوا بها من قبل و إن سمعوا بها مرة أو مرتين لا تعلق برؤوسهم و لا يكلفون نفوسهم الرجوع إلى تراجمهم و معرفة أخبارهم..لأنهم لا تعنيهم.. فهي عندهم غير مشهورة -كما ذكرتَ-
    نعم ، هي (= القائمة التي ذكرتها) بالمقارنة مع أسماء أُخر فرضتْ نفسَها-لحيثياتٍ، وأسبابٍ، وظروفٍ لا تخفى عليك-: كالبخاري، ومسلم والتّرمذي، والنسائي ،وأبي داود .. أو مالك و ابن عيينة و أحمد ...= أقلّ شهرة، لكن هذا بالنظر إلى الرأي العام أعني جمهور الناس، بما فيهم الطلبة (المتخصصين منهم و غير المتخصصين في العلوم الشرعية)، وغير الطلبة من عامة الناس .. لكنْ في حقيقة الأمر، أعني: في عصورهم و عند المتخصيصين في هذا العلم (علم العلل)، يوجدُ فيمنْ ذكرتَ من الأسماء مَنْ هو أشهر في هذا العلم، وأقعد به، من بعض من فرض شهرته و عرفه جمهور الناس عامتهم و خاصتهم.
    فالشّهرة، وعدمها في علماء كلّ فنٍّ، أمران نسبيان؛ لا يمكن إطلاقهما دون تقييدهما بجماعة معينة؛ يغلبُ عليها ذلك الفن، أو عدمه.. فكم من مشهور عند أهل اللغة أو النحو ، لا يعرفه أهل الحديث، وكم من عَلَمٍ -أشهر من نار على علم- في الحديث، وعلومه- يجهله اللّغويون و النّحويون .
    __________
    (1) مع أن الحديث ليس من تخصصي في دراستي الجامعية، وإنما شدوت منه طرفا بالمطالعة .. جميع الأسماء التي ذكرتها مشهورة عندي، إلا اسمين :
    - محمد بن محمد الحجاجي أبو الحسين
    - محمد بن حيدرة بن مفوَّز المعافري أبو بكر الشاطبي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    كل الأسماء التي ذكرتها هي لعلماءَ في العللِ، مشهورين غير مغمورين

    هذه مسألة نسبية وأخونا أمجد وفقه الله تعالى أراد أنهم كذلك بالنسبة لمن تقدم ذكرهم
    وكذلك يعلم كثير من طلبة العلم أنهم حفاظ وعلماء أجلاء لكن قد يخفى عليهم تميزهم في العلل وإمامتهم فيه
    وجزى الله أخي أمجد على حرصه على نقل فوائد المذاكرة مع أخي محمد
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    701

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    أخي أمجد ، شكر الله سعيكم ، ونفع بكم وزادكم علماً وفضلاً وتوفيقاً وسداداً .
    مجموعة من كتبي وقف لله يحق لكل مسلم طبعها ، شريطة التقيد بالنص
    http://www.saaid.net/book/search.php...C7%E1%DD%CD%E1

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    أما الأول والثاني
    الصحيح الثاني والثالث..، ويبنى على هذا التصحيح في ترتيب الباقين.،

    ما نبه عليه الأخ المسعودي صحيح، وقد جال في خلدي، كما أني أستبعد أن يكون ابن الحذاء الأندلسي من علماء العلل، وقد طبع كتابه (التعريف بمن ذكر في الموطأ من النساء والرجال) عن وزارة الأوقاف بالمغرب.
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    ما أحوجنا إلى مثل هذه المطارحات التي تحدو بالأرواح إلى هذا العلم العزيز، لاسيّما في مثل هذا الزمن الذي اشتدت فيه غربة هذا الفن وأهله، والله المستعان...
    واصل أخي أمجد، ونحن لك متابعون، زادك الله علمًا وفهمًا وحفظًا وتسديدًا...

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    بارك الله في الجميع ونفع بعلمهم

    تعالوا نرى عبقرية جنيي المواصلة رحمهم الله

    وأما الإمام ابن عمار الموصلي محمد بن عبد الله بن عمّار أبو جعفر البغدادي (242هـ)

    فكان مقدما في هذه الصنعة وكان معدودا في أصحاب القطان وابن مهدي الفاهمين لهذا الشأن
    فكان يقرن بابن المديني وأحمد وابن معين وأمثالهم وإن كانوا على التحقيق اعلم وأوسع معرفة منه

    قال أبو طالب : سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي فقال: الأزدي ؟
    قيل له: نعم
    قال: رأيته عند يحيى القطان.

    وهذا ليس مدحا هينا كما هو الظاهر
    وقد نقل ابن عمار علما عن القطان في أحوال الرجال وسماعهم انظر طرفا منه في الكامل لأبي أحمد وتاريخ الخطيب وابن عساكر وغير ذلك

    فنستطيع أن نقول :ابن عمار معدود في طلاب القطان كابن المديني وأحمد وابن معين الذين تخرجوا عليه في هذا الفن

    وكذا هو معدود في طلاب ابن مهدي الذين تخرجوا عليه في هذا الفن كما سيأتي دليل ذلك
    وكذا وكيع والطبقة

    نقل الخطيب في تاريخه قال: قال أبوزكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي في كتاب "طبقات العلماء من أهل الموصل":
    محمد بن عبد الله بن عمار الغامدي من الأزد كان فهما بالحديث وبعلله رحالا فيه جماعا له سمع من هشيم وسفيان بن عيينة وعبد الله بن إدريس ومحمد بن فضيل وعيسى بن يونس وأبي أسامة ويحيى بن سعيد القطان ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وأبي معاوية وتوفي في سنة اثنتين وأربعين ومائتين
    وقال أبو زكريا حدثني عبيد العجل قال سمعت أبا يوسف القلوسي يقول لإسماعيل القاضي محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي مثل علي بن المديني يعني في علم الحديث ورأيت عبيدا يعظم أمره ويرفع قدره

    ثم أسند الخطيب عن علي بن أحمد بن النضر حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار ورأيت علي بن المديني يقدمه

    وكان القلوسي والقاضي المالكي من طلاب ابن المديني فلم يتكلما بغير علم

    وقال الذهبي في السير :"الحافظ الإمام الحجة..شيخ الموصل.. وله كتاب كبير في الرجال والعلل".


    وقال ابن حجر في التهذيب :"وروى عنه الحسين بن إدريس الهروي له عنه سؤالات في العلل والرجال ".

    وذكر ابن ماكولا في كتابه أن الحسين بن إدريس الهروي روى كتاب التاريخ عن ابن عمار الموصلي
    فلعله هو الكتاب الذي ذكره الذهبي في الرجال والعلل
    للأمر الذي قدمناه من وصف تواريخ المتقدمين
    ثم رأيت الخطيب قال ترجمته: "وروى عنه الحسين بن إدريس الهروي كتابا في علل الحديث ومعرفة الشيوخ".


    فصل في ذكر بعض النقول الدالة على علم ابن عمار بالعلل وطبقات الرواة والشيوخ
    أما علمه في الجرح والتعديل فكثير مشهور:

    نقل ابن شاهين والخطيب عن حسين بن إدريس الموصلي راوي التاريخ عن ابن عمار: قال سألت محمد بن عبد الله بن عمار عن ولد عبيد أيهم أثبت ؟
    فقال كلهم ثبت
    قال أحفظهم يعلى بن عبيد وأبصرهم بالحديث محمد بن عبيد الأحدب وعمر بن عبيد شيخهم ، وكان محمد يروي عن عمر أخيه هذا وهو بين يديه ولا يعلم أحد أنه عمر إلا أصحاب الحديث ، يقول حدثني أخي وكان الأخ الرابع لا يحسن قليلا ولا كثيرا.

    وقال ابن عمار في عيسى بن يونس : عيسى حجة أثبت من أخيه إسرائيل

    وقال ابن عمار في هقل بن زياد:"الهقل من أثبت أصحاب الاوزاعي".

    وقال ابن عمار أيضا: مالك وسفيان هؤلاء أصحاب الزهري ويونس عارف برأيه .

    وقال ابن عمار موازين أصحاب الحديث من الكوفيين والمدنيين: عبد الملك بن أبي سليمان وعاصم الأحول وعبيد الله بن عمر ويحيى بن سعيد الأنصاري


    ونقل الخطيب قال : قال أبو علي الحسين بن إدريس _وكان له تاريخ كبير في الرجال ومعرفة الشيوخ_ وسألته يعني محمد بن عبد الله بن عمار عن جرير بن عبد الحميد وخالد الواسطي أيهما اثبت قال خالد
    قال أبو علي وعثمان بن أبي شيبة كان يقدم جرير بن عبد الحميد على خالد الواسطي".ا.هـ
    والحسين الهروي أبو علي هو راوي التاريخ عن ابن أبي شيبة كما ذكر ابن ماكولا

    وأسند الخطيب عن محمد بن محمد بن سليمان حدثني محمد بن عبد الله بن عمار قال:
    جئت يوما إلى عبد الرحمن بن مهدي
    فقال أين كنت ؟
    قلت كنت عند رجل يقال له روح بن عبادة وكتبت عنه عن شعبة عن أبي الفيض عن معاوية أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
    فقال أخطأ وتكلم في روح ثم قال حدثنا شعبة عن رجل عن أبي الفيض عن معاوية عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله.

    الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار : إبن مهدي ووكيع كلاهما عندي ثبت ابن مهدي حافظ وهو أبصر وكيع أفضل فضلا
    قال بن عمار كان ابن مهدي أعلم بالاختلاف من وكيع وكان وكيع يذهب مذهب أهل الكو فة .


    الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن عمار نا عمر بن أيوب عن المغيرة بن زياد الموصلي عن عطاء أن ابن عباس مرت به جنازة وهو على غير طهر فتيمم بالصعيد ثم صلى عليها قال ابن عمار :ليس يروى هذا إلا من هذا الوجه يعني من وجه المغيرة بن زياد .
    قال ابن عمار قال لي يحيى بن سعيد لحديث المغيرة هذا حديث منكر
    قال وعبد الملك أثبت منه يرويه عن عطاء ليس فيه ابن عباس
    قال قلت إن صاحبنا مغيرة بن زياد هو ثقة وأنت لا تعرفه
    قال يقولون إنه ثقة ولكن هذا منكر".

    ونقل ابن عمار علما في الرجال والعلل عن القطان وتقدم التنبيه على مظانه

    ونقل الخطيب قال:"قال الحسين بن إدريس وسألته يعني محمد بن عبد الله بن عمار عن رواية يحيى بن سعيد عن عمرو بن عبيد وقلت له ان بندارا أخبرنا عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن عبيد بغير حديث
    فقال : قد تركه بعد".


    ونقل ابن عساكر في تاريخه:" قال الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن عمار قال سفيان عن أبي معاذ قال ابن عمار هو سليمان بن أرقم كان يكنيه وليس بثقة".

    الحسين بن إدريس نا ابن عمار قال كان سفيان يروي عن أبي سعيد الشامي وإنما هو عبد القدوس كناه ولم يسمه وهو ذاهب الحديث .

    وهذا من فطنته وفهمه لهذا الشأن فكان كما قال النسائي عنه ثقة صاحب حديث.

    الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي :
    قال عروة بن رويم لم يسمع من أبي ثعلبة الخشني.

    وقال الحسين الهروي: قال ابن عمار ...وقلت له _أي لحفص بن غياث_ ما لكم حديثكم عن الأعمش إنما هو عن فلان عن فلان ليس فيه حدثنا ولا سمعت
    قال فقال حدثنا الأعمش قال سمعت أبا عمار عن حذيفة يقول لنا يكون أقوام يقرؤون القرآن يقيمونه إقامة القدح لا يدعون منه ألفا ولا واوا لا يجاوز ايمانهم حناجرهم
    قال وذكر حديثا آخر مثله قال وكان عامة حديث الأعمش عند حفص بن غياث على الخبر والسماع .."

    نقل ابن رجب في شرح العلل:" وقال محمد بن عبد الله بن عمّار الحافظ الموصلي وقد سئل عن علي بن غراب ؟
    فقال : كان صاحب حديث بصيراً به
    قيل له : أليس هو ضعيفاً ؟
    قال : إنه كان يتشيع ، ولست بتارك الرواية عن رجل صاحب حديث يبصر الحديث بعد أن لا يكون كذوباً للتشيع أو للقدر ، ولست براو عن رجل لا يبصر الحديث ولا يعقله ولوكان أفضل من فتح يعني الموصلي".

    وقال ابن عمار الموصلي : (( سمع وكيع والمعافى بن عمران من سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط ، قال : وليست روايتهما عنه بشئ )) .


    وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي" شريك كتبه صحاح فمن سمع منه من كتبه فهو صحيح،قال:ولم يسمع من شريك من كتابه إلا إسحاق الأزرق

    وقال الحسين بن إدريس : سألت محمد بن عبد الله بن عمار ، إذا كان الحديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أيكون حجة ؟ قال : نعم ، وإن لم يسمه فإن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم حجة

    ونقل العلائي في التحصيل في ترجمة المغيرة بن مقسم :"وقال محمد بن عبد الله بن عمار إنما سمع من إبراهيم ثلاثمائة وسبعين حديثا يعني ويدلس الباقي".

    قال ابن عمار في يحيى الحماني:"قد سقط حديثه
    قيل له فما علته؟
    قال لم يكن لأهل الكوفة حديث جيد غريب ولا لأهل المدينة ولا لأهل بلد حديث جيد غريب إلا رواه فهذا يكون هكذا".

    وهذا من أنفس النصوص التي تدل على تمكن ابن عمار من علم العلل وفهمه لهذا الشأن

    وفي هذه النصوص كفاية وهي تدل على ما ورائها
    ويصلح جمعها كدراسة علمية محكمة
    والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    المغرب الأقصى
    المشاركات
    36

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

    بوركت اخي الكريم على مجهودك الطيب في إبراز هؤلاء الجبال وبعثهم من مرقدهم.

    ليتعرف عليهم من جهلهم ويراجع معلوماته من عرفهم ووقف على سيرهم ومؤلفاتهم.

    سلمت الأيادي.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم مشاهدة المشاركة
    هذه مسألة نسبية وأخونا أمجد وفقه الله تعالى أراد أنهم كذلك بالنسبة لمن تقدم ذكرهم
    وكذلك يعلم كثير من طلبة العلم أنهم حفاظ وعلماء أجلاء لكن قد يخفى عليهم تميزهم في العلل وإمامتهم فيه
    وجزى الله أخي أمجد على حرصه على نقل فوائد المذاكرة مع أخي محمد
    بارك الله فيك :
    نعم .. هي (=عدم الشّهرة و الغمور) مسألةٌ نسبيةٌ -كما شرحتُه في تعقيبي- لكن ليس بالنسبة لمن تقدّم ذكرهم فقط -كما ذكرتَ أنتَ و جعلته من مراد صاحب الموضوع- لأن المذكورين(البخا ي و مسلم و أصحاب الكتب الستة ..مالك و أحمد و.. ) اشْـتُهِرُوا لاعتباراتٍ أُخر، ليس لتمكّنهم وإمامتهم و تميزهم في علم العلل فحسب ..و إلاّ لو كانتْ هذه صفتهم وميزتهم فقط؛ لكانوا مثل هؤلاء المُسمِّين ، بل أقل شهرة من بعضهم .. لأن علم العلل علم صلف، لا يحسنه إلا القليل من: كَتَبَةِ الحديث، ورواته، وجامعيه، ومُصَنّفيه، ومُسنديه، وحُفّاظه، وشرّاحه، ومستنبطي أحكامه ..وهو بحد ذاته علم عزيزٌ، غير مشهور إلاّ بين أهله أو من ينتسب إليهم و يدور في فلكهم . يحسبه الأجنبيُّ عنهم جهالة أو كهانة ..
    خذْ مثلا الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه.. أتظنُّ أنه مشهورٌ -عند الأجنبيين عن الحديث و علومه-لأنه من أئمة النّقد وعلماء العلل ..كلاّ إنما اشتهر لأنه من الأئمة الأربعة الذين دُوّن مذهبهم، وقلّده ملايين من المسلمين في المشارق و المغارب، و يكاد اسمه يتردد على كل لسان من العوام فضلا عن الخواص ..و إلا فكثير من الناس لا يعلم أن مالك كان ينتقد الأحاديث و يبهرج الأسانيد و يتكلم في الرجال و يعلل المرويات .. و نفس الشّأن بالنسبة للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه .
    و خذ البخاري أو مسلم أو أصحاب الكتب الستة ..لا تظنّن أنما اشتهروا -عند الأجنبيين عن الحديث و علومه- لاندراجهم في زمرة علماء العلل ..كلا بل لأنهم دونوا كتبا تلقت بعضها الأمة بالقبول، واشتهر البعض الآخر، و تداولوه لجمعها غالب السنن التي تدور عليها الشريعة مع نقاء أسانيدها و علوها.. فرأوا أنها لا يشذ عنها مما له تعلق بالعقائد والعبادات و المعاملات و الآداب إلا القليل من الأحاديث..
    واسأل أيّ واحد من عوام الناس عن: البخاري.. تجده يعرفه. كيف لا؟ و هو لا يفتأ يسمع عبارة "رواه البخاري" و"أخرجه البخاري" ..فأنت ترى أنه مشهور بسبب كتابه الصحيح لا لأنه من علماء العلل .
    أما إن سألته عن الذهلي فإن كان من طلبة العلم الشرعي فإن لم يعرفه فهو مقصّر في طلبه ..و إن كان من طلبة الحديث ولم يعرفه فهو أحمق !! نعم أحمق.. فقد سُئِل صالح جَزَرَة عن محمد بن يحيى الذهلي، فقال ما في الدنيا أحمق ممَّن يَسأل : عن محمد بن يحيى.
    فكيف يقال عن الذهلي أنه غير مشهور في علم العلل أو أنه خامل الذكر ضمن زمرة نقاد الحديث عند بعض طلبة العلوم الشرعية و هو شيخ البخاري و مسلم و منه تعلما هذا العلم و هو الذي صنف علل أحاديث الزهري حتى صار ينسب إليه فيقال له الذهلي و الزهري ..و ..و ...الخ ما جاء في ترجمته . الذهلي لا يُعرف إلا بهذا الشأن = الكلام في الرجال والعلل. أيُذكر الذهلي في كتب الفقه أو اللغة أو التفسير أو أصول الفقه ؟! ...
    فإذا عرفناه وعرفنا شهرتَه .. فهذا يعني أنه مشهور غير مغمور .. ويعني أيضا: أنه مشهور غير مغمور في علم العلل بالذّات لأنه إنما ذكر بهذا العلم ..
    أما القول بأن بعض الطلبة أو أكثرهم ، لا يشتهر عندهم أو هو خاملٌ عندهم !! فوالله ما ظننتُ أن أعيش حتى أرى من يحتج بالجهل على العلم !! فما يضرّ الذهلي إنْ جهل قدرَه في "علم العلل" طلبةُ عصرنا.. أنغمره و لا نشهره لأنهم لا يعرفونه ؟؟ وهو الذي قيل فيه: إمام خراسان بل إمام الدنيا و إمام أهل عصره ..وهذا البخاري -مع الذي كان بينهما- يروي عنه و لا يسمّيه باسمه الكامل ..
    و كذلك الشأن في بقية المُسمّين دحيم و ابن نمير و ...الحاكم الكبير و الطحاوي ..الخ القائمة هو نفس شأن الذهلي .
    و إلا كيف استطاع الكاتب الفاضل أن يعرض لنا أخبارهم و ثناء الناس على علمهم بهذا العلم الخاص الذي لا يحسنه إلا القلة ..و كيف استطاع أن ينقل لنا عينات من أقوالهم في هذا العلم لو لم يشتهروا و يعرفوا و يتميزوا بهذا العلم ..فهذه كتبهم وصلتنا .. وحُققت في الجامعات ..و درس المتخصّصون مناهجهم في رسائل مفردة.. ومن لم يكن هذا شانه؛ أعني عدم وصول كتبه و عدم تناوله أكاديميا فهذا لا يعني أنه غير مشهور بل راجع لتقصيرنا في البحث عن تراثه أو دراسته، ليس لأنه غير مشهور في نفس الأمر ..
    خلاصة ما أردته من تعقيبي: أن الكاتب الفاضل أطلق الكلام و لم يقيده، وعمّمه و لم يخصصه فلحظتُ عليه تلك الملاحظة؛ و هي أنه: ينبغي تقييد تلك القائمة من الأسماء بعدم الشهرة عند غير الحديثيين ؛ الأجانب عن علوم الحديث لأن الذين زعم أنهم مشهورين بالنسبة لمن ذكرهم في القائمة إنما شُهروا لاعتبارات و حيثيات خارجة عن علم العلل محل النزاع ..و إلا فإنهم غير مشهورين بالعلل لغير الحديثيين الأجانب عن علم الحديث .
    هذا فقط الذي أردته و لا أدري إن كنت أبنتُ عنه.. و إلا فموضوع الكاتب طريفٌ، مفيد، وعرضه له: جديدٌ لذيذ .
    وما عقّبتُ عليه لأنغّص عليه موضوعه ..أو أعترض لمجرد الاعتراض و الظهور ..بل أردتُ إثراء موضوعه وتبادل الأفكار معه و الاستفادة منه ..
    فوالله الذي لا إله إلا هو ما أنا فيه من التنغيص و التكدير طوال ساعات العمل في النهار يكفي لزهق روحي.. فأجدني خبيث النفس في آخر النهار، ولا أستريح و أنسى همومي، إلا بالدخول في هذا المنتدى أقرأ تارة مستفيدا مما يكتبه الإخوة الأفاضل ..وأشارك تارة أخرى رجاء الإفادة و نيل الأجر ..أأزيدها تنغيصا و تكديرا بالاعتراض و الجدال ؟؟ اللهم عفوا و غفرانا إن شاب نفسي شيء من حظوظ الدنيا الدنية .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    بارك الله فيكم

    من الموصل إلى الشام (إلى دمشق وبلدتي فلسطين حررها الله)

    أما دُحَيْم عبد الرحمن بن إبراهيم أبو سعيد الدمشقي (245هـ)
    فإنه حافظ متقن عاقل ركين إمام أهل الشام كان من أعلم الناس بأخبار أهل بلده وأحوالهم وتواريخهم
    وهو معدود مع أئمة الجرح والتعديل خاصة إذا تكلم في أهل بلده
    وكلامه في الرواة ووفياتهم منثور في كتب الجرح والتعديل ويصلح للجمع والدارسة
    وكان مع ذلك فقيها قاضيا من قضاة فلسطين وغيرها وكان على مذهب الأوزاعي في الفقه والفتيا رحم الله الجميع

    أما تمكنه من علم العلل فلم أجد ما يكفي للدلالة عليه
    وقد قال أبو عبد الله الذهبي في ترجمته من السير:"وعني بهذا الشأن، وفاق الأقران، وجمع وصنف، وجرح وعدل، وصحح وعلل".
    وقد عده الشيخ الدكتور علي الصياح في علماء العلل

    أما أنا فأتوقف في ذلك والله أعلم
    وقول أهل العلم أولى وأكبر في النفس من قول الصغار أمثالي

    ولو قال قائل: كان عالما بعلل حديث بلده فقط لكان له وجه

    مما وجدته من كلام دحيم على علل الأحاديث:
    قال العلامة أبو زرعة النصري : وعرضت على عبد الرحمن بن إبراهيم الحديث الذي حدثناه نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن ابن زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا تكلم الله عز وجل بالوحي، أخذت السموات منه رجفة أو قال: رعدة شديدة.
    فقال: لا أصل له.
    فقلت له: فحديثه عن محمد بن شعيب عن مروان بن جناح عن ابن حلبس عن عبد الله بن بسر في معاوية ؟
    فأنكر أن يكون عن عبد الله بن بسر، وقال: حدثنا محمد بن شعيب عن مروان بن جناح عن ابن حلبس فقط.
    قلت له: فحديثه الذي حدثناه عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنةً على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحلون الحرام، ويحرمون الحلال.
    فرده، وقال: هذا حديث صفوان بن عمرو، حديث معاوية.ا.هـ
    ثم نقل أبو زرعة عن ابن معين إنكاره للحديث وبيان علته

    قال أبو زرعة: قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم: إن سوار بن عمارة والوليد بن النضر أخبراني قالا: حدثنا بشير بن طلحة عن خالد بن دريك أنه سأل يعلى بن منية عن الجعائل، فقال أحدهما: أنه سمع يعلى بن منية، أفيحتمل خالد بن دريك إذ لقي ابن عمر أن يسأل يعلى بن منية ؟
    فاسترابه، وذكر خالداً، فقدم أمره وسنه، ولم ينكر رواية قتادة عنه ولا لقيه ابن عمر.
    قلت له: فقدم علينا بالشام، كما قدم القاسم بن مخيمرة، وعبدة ابن أبي لبابة ؟
    قال: نعم، قدم من البصرة.ا.هـ
    قلت وافقه أبو حاتم الرازي على هذا

    قال أبو زرعة: وأنكر بعض أهل العلم أن يكون ابن شهاب سمع من أبان بن عثمان بن عفان.
    فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن إبراهيم، فلم ينكر لقاءه.
    وقال لي: عمر بن عبد العزيز ولي على أبان بن عثمان بن عفان على المدينة، والزهري في صحابة عمر بن عبد العزيز بالمدينة.......وقد قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم: أتستوحش من حديث ابن أبي ذئب، وسماع الزهري من أبان بن عثمان ؟
    قال: لا.ا.هـ
    وقد حدث الزهري في الشام كثيرا وأقام بها طويلا.

    قال أبو زرعة وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: أخبرني الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال: صحبت يحيى بن أبي المطاع إلى زيزاء، فلم يزل يقرأ بنا في صلاة العشاء، وصلاة الصبح في الركعة الأولى بـ" قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَد " وفي الركعة الثانية بـ" قُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ الْفَلَق " ، و" قُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ النَّاسِ ".
    فقلت لعبد الرحمن بن إبراهيم تعجباً لقرب يحيى بن أبي المطاع، وما يحدث عنه عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع من العرباض، فقال: أنا من أنكر الناس لهذا، وقد سمعت ما قال الوليد بن سليمان.
    قال عبد الرحمن بن إبراهيم: قال محمد بن شعيب: قال الوليد بن سليمان: فحدثت أيوب بن أبي عائشة بهذا، فأخبرني أنه صحب عبد الله بن أبي زكريا إلى بيت المقدس، فكان يقرأ في صلاة العشاء ب - " قل هو اللّه أحد " وفي الركعة الثانية بالمعوذتين.
    فكانت هذه أيضاً أدل، إذ يحكيها الوليد بن سلمان عن يحيى بن أبي المطاع لأيوب بن أبي عائشة فيحدثه بمثلها عن ابن أبي زكريا، أكثر دليلاً على قرب عهد يحيى بن أبي المطاع، وبعد ما يحدث به عبد الله بن العلاء عنه، من لقيه العرباض.
    والعرباض قديم الموت، روى عنه الأكابر: عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وجبير بن نفير، وهذه الطبقة.ا.هـ

    قال أبو زرعة: مسرة بن معبد، شيخ لنا قديم، من أهل فلسطين، قد سمع من سالم بن عبد الله بن عمر، حدث عنه من الأجلة: ضمرة، ووكيع.
    قال أبو زرعة: فذكرت لعبد الرحمن بن إبراهيم بعض حديثه.
    فقال: قد حدث عنه وكيع بحديث فأخطأ.
    قلت له: وما هو ؟
    قال: حدث عنه، عن سليمان بن موسى: لا يؤكل اللحم حتى تمضي له ثالثة أو تمسه النار، وإنما هو: مسرة عن الزهري.
    قلت له: حدثنا سوار بن عمارة قال: حدثنا مسرة بن معبد عن الزهري، وسليمان بن موسى: لا يؤكل اللحم حتى تمضي له ثالثة، أو تمسه النار.
    وحدثناه الوليد بن النضر عن مسرة بن معبد عن الزهري فقط.
    قال أبو زرعة: فقد أصابوا جميعاً.ا.هـ

    ــــــــ

    وقد نقل الرواة عن دحيم تفضيلا بين الرواة فأشبهها بعلم العلل
    ما قال أبو زرعة :قال لي عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم :
    شعيب بن أبي حمزة ثقة ثبت يشبه حديثه حديث عقيل والزبيدي فوقه .

    وفي التاريخ الكبير لأبي زرعة نقولا أخرى

    ــــ
    فصل:
    وأكثر بلديُه أبو زرعة من نقل علم دحيم في تاريخه ولم يكن يذكره بلقبه إلا قليلا
    نقل عنه في التواريخ والجرح والتعديل وأخبار الشاميين من الصحابة إلى عصرة

    وهذا مثال ونقل مطول يبرز علم دحيم بأخبار أهل البلده ومعرفته بالرواة وأحوالهم:
    قال أبو زرعة:وحضرت مجلساً في المسجد الجامع بدمشق، حضره عبد الرحمن بن إبراهيم، وعبد الله بن ذكوان، ومحمود بن خالد، فسأل محمود بن خالد عبد الرحمن بن إبراهيم عن سن عثمان بن عفان؟
    فسألني عبد الرحمن عن ذلك
    فقال لي: أيش عندك فيه ؟
    قلت: قد جاز الثمانين.
    فقال: سنه سن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فقال له محمود: فمعاوية ؟
    قال: ابن سبع وسبعين سنة، اجتمعوا عام الجماعة، ومعهم جرير البجلي - يعني سنة أربعين - فقال لهم معاوية: أنا ابن سبع وخمسين هذا عام الجماعة، وهي سنة أربعين ، وتوفي معاوية سنة ستين.

    قال أبو زرعة: وناظرت عبد الرحمن بن إبراهيم، قلت: أرأيت الطبقة التي أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تره، وأدركت أبا بكر وعمر، ومن بعدهما، من أهل الشام، من المقدم منهما، الصنابحي أو عبد الرحمن بن غنم ؟
    قال: ابن غنم المقدم عندي، وهو رجل أهل الشام.
    ورآه مقدماً لمكانه من أمير المؤمنين، وحديثه عن عثمان ومعاوية، وابنه، وعبد الملك.
    قلت: ولا تقدم عليهم الصنابحي لقول عبادة فيه ما قال: ولفضله في نفسه ؟
    قال: المقدم عليهم عبد الرحمن بن غنم الأشعري.
    قلت له: فأي الرجلين عندك أعلم: جبير بن نفير الحضرمي أو أبو إدريس الخولاني ؟
    قال: أبو إدريس عندي المقدم، ورفع من شأن جبير لإسناده وأحاديثه، ثم ذكر أبا إدريس فقال: له من الحديث ما له، ومن اللقاء، واستعمال عبد الملك إياه على القضاء بدمشق.
    قلت: فمن يكون معه من أصحابنا في طبقتهم ؟
    فقال: كثير بن مرة
    فذاكرته سنه، ومناظرة أبي الدرداء إياه في القراءة خلف الإمام، وقول عوف فيه: أرجو أن تكون يا كثير رجلاً صالحاً.
    فرآه معهما في طبقتهما.

    قال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو : قلت - يعني لعبد الرحمن بن إبراهيم - : فمن يوازي عندك خالد بن معدان، في مذهبه، وعلمه ؟
    فذكر: ابن أبي عوف وراشد بن سعد.
    قلت له: إن الوليد بن عبد الملك كتب يحمل القضاة على قول خالد، قلت له: فنجعله مع عبد الله بن محيريز، طبقة ؟
    قال: ابن محيريز المقدم عليه كثيراً !؟ كان الأوزاعي لا يذكر خمسة من السلف إلا ذكر فيهم ابن محيريز، ورفع من ذكره، وفضله.
    قلت: فيكون مع ابن محيريز في طبقة ابن الديلمي، وهانىء ابن كلثوم، وابنا أبي سودة: عثمان وزياد؟
    قال: هو أرفع منهم، وهم من رواته
    قال أبو زرعة: ورأيته أجل أهل الشام عنده، بعد أبي إدريس، وأهل طبقته، وهو من قريش، من بني جمح، من أنفسهم، يكنى: أبا محيريز، من رهط أبي محذورة، وأبو محذورة من أنفس بني جمح.
    وذكر يزيد بن الأسود، فقدمه، وفضله، وذكر استسقاء الضحاك به بدمشق.
    قلت له: فقد حدثنا الحكم بن نافع عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر: أن الناس قحطوا بدمشق، فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود، فعرفه، وقبله
    وقال: وجه ذلك أنه فعله في إمرة معاوية، وفعله في إمرة الضحاك.ا.هـ


    والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    ويشابه دحيما في هذا العلم والمكانة فيه شيخُه:
    أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي (218هـ)
    كان إمام أهل الشام وأعلم الناس بأخبارهم وأحوالهم وحديثهم
    وذكره أبو محمد ابن أبي حاتم مع تلك الطبقة من العلماء النقاد في مقدمة كتابه في الجرح والتعديل


    أما تلميذهما أبو زرعة النصري الدمشقي فلعله أوسع دائرة منهما في هذا العلم لجمعه علمهما وعلم أحمد وابن معين وابن صالح المصري
    والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    208

    افتراضي رد: علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين

    نفع الله بك أخي الحبيب أمجد , واصل وصلك الله وزادك علما و فهما
    أبُو القَاسِم ابْنِ إدْريس بْنِ أحْمَد بن عبد السَّلام الإدْريسِيّ البَيْضاويّ
    https://telegram.me/Abul9sm


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •