بارك الله فيكم.
روى أبو بكر ابن أبي داود السجستاني، قال: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عمرو الرازي، حدثنا عبدالرحمن بن قيس، عن حماد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارمي، عن أبيه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئل عن العتيرة، فحسنها.
قال ابن أبي داود: قال أبي: «فذكرته لأحمد بن حنبل، فاستحسنه، وقال: "هذا حديث غريب"، وقال لي: "اقعد"، فدخل، فأخرج محبرةً وقلمًا وورقة، وقال: "أمِلَّه عليَّ"، فكتبه عني.
ثم شَهِدتُه يومًا آخر -وجاءه أبو جعفر ابن أبي سمينة-، فقال له أحمدُ بن حنبل: "يا أبا جعفر، عندَ أبي داود حديثٌ غريب، اكتبه عنه"، فسألني، فأمليته عليه».
تاريخ بغداد (9/57، 58)، الطيوريات (135)، التقييد، لابن نقطة (2/6، 7).
وعدم معرفة الأئمة الحفاظ واسعي الروايةِ للحديث يضرُّه ويوهنه ولا يفيده؛ بِحُكم الأئمة الحفاظ:
قال الإمام أحمد بن حنبل: (كلُّ حديثٍ لا يعرفه يحيى بن معين؛ فليس بحديث)، وفي لفظ: (فليس هو ثابتًا)، وقال الإمام ابن راهويه: (كلُّ حديثٍ لا يعرفه أبو زرعة؛ ليس له أصل)، وقال الحافظ عمرو بن علي الفلاس: (حديثٌ لا يعرفه محمد بن إسماعيل -يعني: البخاري-؛ ليس بحديث).
والله أعلم.