بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد..
فلا يخفى على الأحبة الكرام خبث هؤلاء الرافضة الزنادقة ومحاولتهم المستميتة للتشبث بكل ما يعتقدون انه مثلبةٌ أو مزلة لأهل السنة والجماعة أتباع محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين.
كما لا يخفى عليكم أحبتي الكرام تدني المستوى المعرفي والتحصيلي والبحثي لهم.. فهذا الأمر يكاد يكون سمةً بارزة واضحة في جميعهم.. فهم عندما يحاولون تصيد الأمور والأحداث على أهل السنة والجماعة أتباع الرسول والصحابة = يبحثون عن مزبلة كتب أهل السنة والجماعة فيبحثون فيها عما يمكن أن يصفونه بالصيد الثمين في محاولة إدانتنا من كتبنا _ بزعمهم القاصر السخيف _، وما عرف هؤلاء الأقذار أنهم عندما ينبشون مزابل كتب من يصف نفسه بأتباع أهل السنة والجماعة = أنهم يثبتون لنا حقاً وصدقاً حقارتهم وخستهم؛ وأنهم ما أرادوا الحق ولا إحقاقه، ولا الصدق ولا بيانه، إنما أرادوا التشفي لأحقاد مرتكسةٌ في صدورهم لم يستطيعوا معها التعايش السليم مع هؤلاء البشر.
ثم لا يخفى أيضاً عليكم أنهم عندما ينقلون من مزابل كتب من يعد من أهل السنة والجماعة فإنهم لا يميزون ماهية هذا الكتاب أو ذاك، وفيم ألف هذا الكتاب أو ذاك، وبين منهج وخطة هذا الكتاب أو ذاك.. بل هم في هذا الصنيع شابهوا الذباب الذي قد تجده مرة واقفاً على قطعة سكر، وتجده أخرى آكلاً من عذره.. فلم يكلفوا أنفسهم قراءة مقدمة الكتاب _ الذي فرحوا بما وجدوه فيه _ أو منهج مؤلفه فيه.. بل تجدهم مباشرة بعد وقوفهم على ما يبحثون عنه من قذارات يطيرون فرحاً قائلين: انظروا أهل السنة يقولون.. هذا قاله أهل السنة.. ورد في كتب أهل السنة.. أنتم قد قلتم هذا في كتبكم، وهكذا.
ولكن لا ضير.. فهذا من أكبر الأدلة على صفاقة القوم وسفههم وحقارتهم وضعفهم العلمي والتحصيلي.. وأنهم مجرد أبواق ناعقة.
لا أطيل عليكم أحبتي الكرام.. فالذي دعاني إلى تسطير هذه المقدمة أني وقفت على كلامٍ لتافهٍ من هؤلاء الزنادقة الحاقدين يردد فيه أن أهل السنة فيهم غلو وإشراك في علي بن أبي طالب؛ حيث أنهم يقولون أنه كالكعبة وبمنزلتها.. فلماذا تلوموننا على الغلو فيه! هذا معنى كلام الخبيث.
فلما وقفت الأدلة التي استدل بها على هذا؛ وجدته قد أتى بدليلين منسوبين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أولهما: ("مَثَلُ عَلِيٍّ فِيكُمْ ـ أَوْ قَالَ: فِي هَذِهِ الأُمَّةِ ـ كَمَثَلِ الْكَعْبَةِ الْمَسْتُورَةِ، النَّظَرُ إِلَيْهَا عِبَادَةٌ، وَالْحَجُّ إِلَيْهَا فَرِيضَةٌ").
ثانيهما: ("أَنْتَ بِمَنْزِلَةِ الْكَعْبَةِ تُؤْتَى، وَلا تَأْتِي، فَإِنْ أَتَاكَ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ فَسَلِّمُوهَا إِلَيْكَ يَعْنِيَ الْخِلافَةَ فَأَقْبَلَ مِنْهُمْ، وَإِنْ لَمْ يَأْتُوكَ فَلا تَأْتِهِمْ حَتَّى يَأْتُوكَ").
ثم سرد عناوين كتبٍ متأخرة غير مسندة يشك أصلاً في انتساب أهلها إلى السنة، أو عناوين لكتبٍ تراجمية تنقل كل ما وقع لمؤلفها من مرويات المترجم له.
وعندما نظرت في هذين الحديثين المنسوبين وجدت فعلاً أن هؤلاء أخباثٌ مدلسين ملبسين، وليس هذا بالأمر الغريب فالقوم يتعبدون بالكذب.
· أما الحديث الأول: فلا يعرف إلا من طريق:
[محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني] كذابٌ وضاعٌ.. قال الأزهري: (كان دجالا كذابا ما رأيت له أصلا قط)، وقال الخطيب: (كتبوا عنه ثم تبين كذبه فمزقوا حديثه وكان يضع الأحاديث للرافضة)، وقال الهروي: (قعد للرافضة وأملأ عليهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصحابة وكانوا يتهمونه بالقلب والوضع قعد للرافضة وأملأ عليهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصحابة وكانوا يتهمونه بالقلب والوضع).. والكلام فيه أكثر من يسطر هنا.
عن [محمد بن محمود الكندي] مجهول الحال والعين لا يعرف.. ولم أقف له على ترجمة أو تعريف.
عن [محمد بن عبيس الناشري] مجهول الحال والعين لا يعرف.. ولم أقف له على ترجمة أو تعريف.
عن [إسحاق بن يزيد] مُضعَّف.. ليس بالقوي.
عن [عبد المؤمن بن القاسم] تفرد بتوثيقه ابن نمير؛ ولا أعلم وجه توثيقه!! ثم وجدت الحاكم يذكره في النوع التاسع والأربعين من المعرفة.. قال العقيلي: (كان من الشيعة لا يتابع على كثير من حديثه)، وقال الذهبي: (عبد المؤمن تالف).
عن [صالح بن ميثم] مجهول الحال والعين لا يعرف.. ولم أقف له على ترجمة أو تعريف.
هذا مدار إسناد هذا الحديث.. وأنا ورب البيت العظيم كفيلٌ لمن يحضر لي هذا الحديث بغير هذا الإسناد.
· أما الحديث الثاني: فلا يعرف إلا من طريق:
[محمد بن زكريا الغلابي] كذابٌ وضاعٌ.. لا يساوي شيئا، والكلام عن فضحه وتبيين حاله أكثر من أن يسطر هنا.
عن [العباس بن بكار] كذابٌ متروك لا تفارق النكارة حديثه.. والكلام على فضحه وتبيين حاله أكثر من أن يسطر هنا.
عن [شريك بن عبد الله الليثي] متكلمٌ فيه.
هذا مدار إسناد هذا الحديث.. وأنا أيضا ورب البيت العظيم كفيلٌ لمن يحضر لي هذا الحديث بغير هذا الإسناد.
فانظر رحمك الله إلى خسارة هؤلاء الزنادقة المرتزقة وكيف يحاولون التلبيس على الناس كما هي عادتهم، ولكن الله فاضحهم. والله تعالى أعلى وأعلم