السلام عليكم
أتفق مع الأخ من حيث وجوب أن تقف المرأة بوجه معركة التغريب من خلال التزامها بما أمرها بها الشرع الحنيف من وجوب القرار في بيتها والابتعاد عن مخالطة الرجال وما إلى ذلك مما يرجع للمرأة دورها الرئيسي باعتبارها زوجة وأم بالدرجة الأولى..
سكن لزوجها، حافظة بالغيب وراعية لشؤون بيتها ومربية لأولادها .
وأتفق معه بشأن ما ذكره من أوضاع مزرية رأيتها (وسمعت عنها من أهلها وتحارونا فيها) في المجتمع الأردني وفي مجتمعات أخرى في جميع بلاد الشام وفي الخليج العربي، وفي "المجتمعات الاسلامية" في القارة الإفريقية ، بل وحتى في بلاد الحرمين فبكل أسف حالة الفساد موجودة وإن اتخذت مظاهر مختلفة ، فمثلاً -من حيث اللباس- نرى المنتقبة التي تجمّل عينيها بشكل مثير وملفت للنظر، وترتدي العباءة الضيقة والمزينة وما إلى ذلك مما هو متاح لها من التلاعب بحجابها ، ولكن الأمر ظاهرياً يعتبر "أفضل" من غيره ولو أنه حقيقةً كله فساد وكله ابتعاد عن ما شرع الله تعالى ، إنما ما أريد قوله بأنّه في العموم تمر أمتنا في جميع الأمصار بمرحلة حرجة، عافانا المولى عز وجل .
هذا ومع اتفاقي مع الأخ بمجمل ما ذكره، إنما من واقع رؤيتي للمجتمع المذكور (الأردني) فعندي بعض النقاط أود ذكرها إحقاقاً لما أراه حقاً ، وحتى لا يُفهَم التعميم من كلامه :
- كشف الوجه فيه خلاف معتبر لا يحق لنا بحال أن نسيء وننتقص ممن يفعلنه ، إن التزمن بالضوابط الشرعية للحجاب .
- أعرف من الأردن نساء كثيرات محجبات (مع الكشف للوجه) يلبسن لباساً شرعياً فضفاضاً ولا يضعن أية مساحيق تجميل على وجوههن، ولا شيء مطلقاً .
- أعرف من الأردن نساء اخترن -بعد الالتزام بدين الله تعالى- ترك وظائفهن التي كانت تدرّ عليهن شهرياً مئات الدولارات، بل وما قد يجاوز أحياناً الألف دولار شهرياً، وهذا لأن أجواء العمل تتناقض مع تدينهن ، ففضّلن اجتناب الفتنة لوجه الله تعالى، ولأنّ قلوبهن بدأت تنفر من تلك الأجواء غير السوية ، وبدأن جهاداً لأنفسهن للتحلي بأخلاق الإسلام، وما زلن مستمرات في جهادهن، وهنّ في هذا يتفوّقن على كثيرات ممن نشأن تنشئة دينية (تلقينية) فأخذن الدين مسلّماً به دون التعرف إلى قيمته الحقيقية ، فنرى أنهن ورغم التزامهن الظاهري الممتاز (حجاب ساتر للوجه وللعينين ربما) لا يأخذن جهاد أنفسهن بجدية، بل هناك من هن في غفلة أصلاً عن جهاد النفس، فنرى آفات اللسان والقلب تنخر فيهن نخراً، وربما لم يخالطن الرجال مطلقاً في حياتهن ولكن لا تتوانى إحداهن بعد الزواج من الصراخ بوجه زوجها بلا أدنى حياء .
-أعرف نساء من الأردن -منتقبات وغير منتقبات- يقدن السيارات لقضاء حوائجهن الضرورية، وهنّ من المستقرات في بيوتهن ، لا يخرجن إلا لحاجة، ولسن ممن يفضّلن أصلاً الخروج .
وهنا فإني أرى بأنّه أستر وأعفّ للمرأة عندما تخرج من منزلها لقضاء حاجة لوحدها بأن تخرج من باب بيتها إلى سيارتها، فتصل المكان الذي تريد، تقضي حاجتها ثم ترجع معززة مُكرّمة، دون أن تضطر للمشي والوقوف في الشارع بانتظار سيارة "تكسي" فتكون عرضة لنظرات المارة (المشاة وركاب السيارات)، فضلاً عن الجلوس في سيارة مع رجل أجنبي غريب عنها !!
أما الحل لما ذكر الأخ من أحوال جاهلية، فلا أجد غير السعي الدؤوب بالدعوة إلى الله تعالى
دعوة المسلمين رجالاً ونساء.. من جديد
ومن البداية، والله تعالى المستعان.