الموضوع: كذب الأخطبوط بول ولو صدق

انتشرت في الأوساط الرياضية ما يسمى بتوقعات الأخطبوط الألماني بول ، وأصبحت هذه التوقعات لدى الكثير من المجتمعات الأجنبية من المسلمات ، وهذا لا غرابة فيه من أمة لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر حقيقة ، وإن كانت هناك غرابة فهي الغرابة من أمة وصلت في التقدم والمدنية والأمور المادية ما وصلت إليه وهي مع ذلك تخضع تحت ظلال هذا الخرافات والخزعبات !! ، ومع ذلك أقول : لا غرابة .
وإنما الغرابة والمأخذ على أقوام يعتقدون أو كادوا يعتقدوا بهذه الخرافات من أمة تؤمن بالله ورسوله ، من أمة لها كتاب ودستور لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم عليم .
ونصحاً لله ولهؤلاء وللأمة أقول : كذب الأخطبوط بول ولو صدق :
قال تعالى : ( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ )[الأنعام59]
( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) [المجادلة7], سبحانه لا تخفى عليه خافية , يعلمُ ما كان وما لم يكن , ولو كان كيف يكون , ويعلم ما هو كائن .
فَإِنَّهُ الْعَلِيُّ فِي دُنُوِّهِ ***وَهْوَ الْقَرِيبُ جَلَّ فِي عُلُوِّهِ
حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلَا يَنَامُ *** وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهَهُ الْأَنَامُ
لَا تَبْلُغُ الْأَوْهَامُ كُنْهَ ذَاتِهِ *** وَلَا يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ
بَاقٍ فَلَا يَفْنَى وَلَا يَبِيدُ ***وَلَا يَكُونُ غَيْرُ مَا يُرِيدُ
مُنْفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالْإِرَادَهْ *** وَحَاكِمٌ -جَلَّ- بِمَا أَرَادَهْ
وَهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ *** فِي الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ
وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالْإِخْفَاتِ *** بِسَمْعِهِ الواسع للأصوات
وعمله بِمَا بَدَا وَمَا خَفِيْ *** أَحَاطَ عِلْمًا بِالْجَلِيِّ وَالْخَفِيْ
وَهْوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ *** جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالَى شَانُهُ
وَكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَلَيْهِ *** وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
عقيدةُ المسلمِ في ربه أن يعلمَ علمَ اليقين أن علمَ الغيبِ له سبحانه وتعالى لا يعلم الغيب إلا الله , ولا يعلمُ الأحداثَ والأخطارَ والأخبارَ وما سيكون في ظلماتِ الليل وضياءِ النهار غيرُ الواحدِ القهار , ( إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلاْرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ )[لقمان:34]. ( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) [آل عمران 179] .
لذلك لا يجوز للمسلم أن ينسب هذا العلمَ لغير الله , أو يعتقدَهُ في أي شيء سواه , لا يعلمُ الغيبَ إلا الله , فلا يعلمه السحرة , ولا المشعوذون , ولا الكهنة , ولا العرافون , ولا الإنس ، ولا الجنُّ ، ولا الحيوانات ، ولا الطيور ، ولا اختبوطٌ ، ولا ضرب الحظوظ ، هذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أشرف خلق الله عند الله يقول كما حكاه عنه ربه – سبحانه وتعالى - ( قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ) [الأنعام50] ( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) [الأعراف188] (وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ) [هود31] لو قال ذلك الرسول أو ادعاه لكان من الظالمين ، حاشاه – صلى الله عليه وسلم _ حاشاه .
وهؤلاء الجن يعترفون بعجزهم وعدم علمهم للغيب (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) [سبأ14]
من ادعى علم الغيب كان من الكافرين . قال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ، إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمَنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) (الجن 26 ، 27).
عِلْمُ الْغَيْبِ مِنْ صِفَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ الَّتِي اسْتَأْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا دُونَ مَنْ سِوَاهُ , فَلَا سَمِيَّ له ولا مُضَاهِيَ وَلَا مُشَارِكَ : (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ) ، ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) ، ( أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ) ، ( أَعْنَدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ) .
الغيب لا يعلمه إلا الله ، هو وحده المطلع على الأمور , الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, فإذا علم المؤمن هذا كله اطمأن قلبه بالله , وقويت عقيدته في الله , وفر من الله إلى الله , لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه . (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ) [الرعد9] .(عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )[المؤمنون92] . (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) [الحشر22]
إذا علمنا هذا فينبغي أن يكون لهذا العلم أثر في سلوكنا وأعمالنا , فلا يجوز للمسلم أن يقف على باب أحدٍ سواه , لماذا نقف على أبواب السحرة والمشعوذين ؟ لماذا نقف على أبواب الكهنة والعرافين ؟ لماذا نقف أمام التخريفات والدجل والخزعبلات التي تتلاعب بعقيدتنا وعقولنا وإيماننا بربنا ؟ ، أطردنا عن باب الله ؟! أطردنا من رحمة الله ؟! , حتى نقف بباب من سواه ؟ هل بيننا وبين الله حجاب ؟ هل بيننا وبين الله واسطة تحول بيننا وبين إجابة الدعاء وكشف البلاء وإزالة العناء؟ وهل وصل بنا الحال أن نبيع عقائدنَا وإيماننَا بربنا من أجل لهو باطل ، وتنبؤات هي ضَربٌ من الحظ من حيوانات أو غيرها هي فتنة للذين كفروا ؟.
روى مسلم -رحمه الله- في صحيحه عن عائشة - رضي الله عنها – قالت : سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلّم - أناسٌ عن الكُهّان ، فقال: « إنهم ليسوا بشيء » فقالوا: يا رسول الله ، إنهم يحدّثونا أحيانا بشيء فيكون حقّاً ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - : «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجِنيّ فيُقرّها في أذن ولِيّه (قَرّ الدجاجة) فيخلطون معها مائة كذبة».
وأخرجه البخاريّ – أيضاً - من حديث عائشة ـ رضي الله عنها - أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - ، يقول: «إن الملائكة تنزل في العَنَان وهو السحاب فتذكر الأمر قُضِي في السماء فتَسْتَرِق الشياطينُ السمع فتسمعه فتوحِيه إلى الكُهّان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم
وما أروع قول أبي تمام الطائي في رده على المنجمين في قصيدته التي قالها للمعتصم ، عندما خوفه المنجمون من فتح عمورية وغزوها ، وهي نحو من سبعين بيتاً أجيز على كل بيت منها بألف درهم ، قام منشداً له على رؤس الأشهاد :
السيف أصدق أنباء من الكتب *** في حده الحد بين الجد واللعب
إلى أن قال :
والعِلْمُ في شُهبِ الأرماح لامعة *** بين الخميسين لا في السبعة الشهبِ
أين الروايةُ بل أين النجومُ وما *** صاغوه من زخرفٍ فيها ومن كذب
تخرصاً وأحاديثاً ملفقةً *** لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ وَلا غَرَبِ
عجائباً زعموا الأيام مجفلةً *** عنهن في صفر الأصفار أو رجبِ
وخوّفوا الناس من دهياءَ مظلمةٍ *** إذا بدا الكوكبُ الغربي ذو الذنبِ
وصيّروا الأبرُجَ العليا مُرَتَّبةً *** ما كان منقلباً أو غير منقلبِ
يقضون بالأمر عنها وهي غافلةٌ *** ما دار في فلكٍ منها وفي قطبِ
لو بينت قط أمراً قبل موقعهِ *** لم تُخْفِ ماحل بالأوثان والصلبِ
عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : « ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - » .
قال المنذري في الترغيب : «رواه البزار بإسناد جيد » ، وقال الشيخ الألباني في تعليقه على الترغيب : « صحيح لغيره »
والحديث له طرق وشواهد كثيرة .
وعن صفية بنت أبي عبيد ، عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : « من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً » رواه مسلم .
فهذه هي العاقبةِ الوخيمة لمن أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول .
لقد اعتبر العلماء إتيانَ الكهان, والسحرة, والمشعوذين, ومن يدعي علم الغيب, وتصديقَهم في جميع ذلك , كفرًا بالله ورسوله – صلى الله عليه وسلم -: , لا يشترط أن تقف على باب الساحر أو المشعوذ , بل إن الإنسان ربما يقف هذا الموقف الوخيم بعقيدته , حينما يفتح صفحة من المجلة ؛ وينظر في هذه الاعتقادات الباطلة وما يكتب فيها من تحريف وخلل في العقيدة من تصديق حيوان يعلم ويتنبأ بشئ ما ، هو أقرب ما يكون إلى الحظ ، أو ينظر في صحيفة لكي ينظر إلى برجه وطالعه , فإذا نظرت إلى الطوالع , والبروج , وما يذكرون فيها من الأمور, يقولون إذا كنت من مواليد برج كذا وكذا, فسيكون من أمرك كذا وكذا, فإن صدقت كلمة واحدة فقد كفرت بما أنزل على محمد – صلى الله عليه وسلم - , وللأسف لا تزال آثار هذه الخصلة الجاهلية في عصرنا الحاضر فيما يظفر عند المنجِّمين والذين يذهبون إليهم، وبما يُكتب في بعض الصُّحف والمجلاّت من أحوال البُرُوج ، لأن نسبة هذه الأمور إليها في طلوعها أو غروبها، أو إلى الأفلاك في تحرُّكها ؛ شرك بالله عزّ وجلّ، لأن الذي يدبِّر النجوم ، ويدبِّر الأفلاك ، ويدبِّر الكون كله هو الله سبحانه وتعالى ، فيجب أن نؤمن بذلك .
أما النجوم ، وأما الأفلاك ، وأما جميع المخلوقات فليس لها تدبير، وليس لها إحداث شيء ، أو جَلْبُ نفع ، أو دفع ضر إلاَّ بإذن الله - سبحانه وتعالى -، فالأمر يرجع كلّه إلى الله.
ولهذا نهى العلماء عن الأمور التي يفعلها المنجمون على الطرقات من السهام التي معهم ، ورقاع الفأل في أشباه ذلك .
فيجب على المسلم أن يعتمد على الله ، وأن يتوكّل على الله ، ولا يتأثّر بما يقوله المنجِّمون والفلكيُّون في أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله .
وإن وقفت أمام إنسان لكي يقرأ الكف أو الفنجان , فاعلم أنها الخسارة العظيمة في الدنيا والآخرة , إذ كيف تلجأ إلى إنسان مثلك لا يعلم هو من أمره شيئاً ، أنت تقف أمام عدو لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – فماذا ترجو بعد ذلك ؟ و إن وقع في قلبك شيء مما يقول فإنها الخسارة , والعاقبة الوخيمة في الدنيا والآخرة إن لم تدرك نفسك بالتوبة العاجلة النصوح إلى الله من ذلك .
ليس عند أحد غيرُ الله نفعٌ ولا ضر, النفع من الله , والضر من الله, من توكل على الله فهو حسبه , ومن عاذ بالله أعاذه , ومن لاذ بالله كان الله له سبحانه وتعالى , ولو كادته له السموات والأرض ومن فيهن , لجعل الله له من بين أطباقها فرجًا ومخرجًا, فطوبى للعبد المسلم الذي إذا أصابته الضراء أناب إلى الله, وتضرع لله, واستغفر الله, وتاب إلى الله, حتى يفرج الله كربه, ويزالَ همه وغمه.( أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَاء ٱلأرْضِ أَءلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ) [النمل:62].
فيجب على الجميع المحافظة على هذه العقيدة من الفساد أكثر من المحافظة على الصحة في الأبدان من الأمراض . فماذا يستفيد الإنسان إذا عاش سليم الجسم مريض العقيدة . فإن صحة البدن مع فساد العقيدة خسارة في الدنيا والآخرة .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

جزاكم الله خيرا أخي ضيدان وسبحان الله بقدر الله هذا الأخطبوط كانت توقعاته صحيحة تماما وكنت أتمنى أن يخطأ حتى يكذب الجهلة لكن شاء الله إلا أن يصيب ويحعله فتنة لضعفاء الإيمان والله المستعان.

سورة المدثر- الآية 31 -
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙوَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙوَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُون َ ۙوَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚكَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚوَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚوَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ

فهي فتنة فالذين آمنوا يزدادون إيمانا والذين كفروا والذي في قلوبهم ريب وشك يزدادو كفرا وعميانا والعياذ بالله

جزى الله الإخوة كل خير على ما أضافوه من تعليق وفائدة ..
حدثني بعض الإخوة أنه سمع من بعض الأطفال وهو يبرز مهاراته في معرفة ما لا يعرفون ، فسألوه عن كيفية معرفة ذلك ؟ ، فقال : أنا الاخطبوط بول .
أنا أعلم أن موضوع هذا الاخطبوط أحقر من أن يذكر ، ولكن المصيبة أن تسري هذه الاعتقادات الباطلة عند أبنائنا وأطفالنا دون رد أو نكير أو تبيين .
الأمر في حد ذاته غزو لعقائد المسلمين ، وأبنائنا وأطفالنا خاصة ، حتى يشبوا على عقيدة فاسدة ، عقيدة فيها شرك وزعزعة إيمان بالله - سبحانه _ . لذا وجب الحذر والتنبيه على كل ما يتعلق بأمور العقيدة وعدم التهاون في ذلك .

مسكين الأخطبوط بول!
لم يكذب ولم يصدق ولم يتوقع!
ولا يعرف ألمانيا ولا أسبانيا!
ولا كرة القدم!
ولم يسمع بكأس العالم!
وضعوا لمخلوق جائع طعاماً فأكل!!

الحمدالله رب العالمين وبه نستعين

اخطأ هذا الاخطبوط في بطولة الأمم الاوربية 2008 في المباراة النهائية بين المانيا واسبانيا

حيث توقع الفوز لفريق وفاز الفريق الآخر

والله أعلم

ما سمعنا عن الأخطبوط إلا بعد مقالتكم هذه ، ورأيي أنه أحقر من أن يذكر هنا .

الأخ (خزانة الأدب): صدقت بقولك: «وضعوا لمخلوق جائع طعاماً فأكل»!
فقد صرّح بعض الخبراء أنّهم يضعون رائحة الطعام على خانة البلد الذي يتوقّع الخبراء (الآدميون!) فوزه...قيذهب الأخطبوط الجائع إلى تلك الخانة فيفتحها فيلبسون على السذج في الإعلام أنّ هذه نوع من الكهانة الخارقة!

وبهذه المناسبة أريد أن أنبه إخواني طلبة العلم إلى أمور مهمّة:
1- لقد بلغ الماسونيون اليوم قوّة لم يبلغوها من قبل هي نتيجة تظافر جهود الأغنياء والمسؤولين المنتمين إليهم من قرون ولا يخفى أنّهم سيطروا على أهمّ وسائل الإعلام في العالم. ثمّ إنّ قمّة هرمهم عبدة الشيطان لهم طقوس وصلوات وقرابين ويمارسون السحر والتنجيم والشعوذة ويعتقدون أن للأرقام والأعداد معاني وقدرات وتأثيرات فلا عجب أن يستعملوا وسائل الإعلام لتحبيب الشرك والتنجيم إلى الناس ومن شاهد انشار حظ الأبراج في شتى الجرائد والمجلات والدعاية للشرك والخرافة أيقن من ذلك
واستعمال الأخطبوط هو مشي على طريقة الكهنة القدامى من الرومان واليونانيين والغاليين الذين كانوا يزعمون أنّهم يكونون باتصال بالآلهة (oracle) عن طريق القراءة في أحشاء الأسماك...
وأكبر زعيم الماسونية في العصر الحاضر aleister crowley كان قد طاف العالم ليجمع كلّ ما عند الأمم من كتب السحر وكان يدعو إلى عبادة إبليس علانية وإليه ينسب الانحلال الذي وقع فيه الغرب في السنوات 1960 الميلادية وهو ما يسمّى بالـ new age
وكذلك يحدر التنبيه إلى توجيه الماسونيين للأخبار والأحداث لتدور حول الأرقام التي يقدسونها مثل 11 و22 و33 التي يسمّونها «الأعداد الأسياد» فإذا حدث غرق أو زلزال أو وقع أي أمر ذي أهمّية زوّروا الإحصائيات حتى يكون عدد الضحايا 110 أو 22000 أو ما شابه ذلك...
والشاهد أنّه يظهر لي أنّهم يجهّزون لتجميع جنودهم لمعركة حاسمة ولعلّهم حدّدوا ميعادها لسنة 2012 الميلادية لدندتهم حولها
وإنّما ذكرت الماسونيين ولم أذكر الصليبيين مثلاّ لأنّ جبهتهم تجمع الصليبيين واليهود والملاحدة وتشمل عناصر من شتّى الاتجاهات والمذاهب
فالأمر الأول الذي أردت التنبيه إليه إذن هو أنّه ينبغي للمسلم العاقل -خاصة إذا كان طالب علم- ألاّ يكون غافلاً عمّا يجهّز هاهنا...
2- الأمر الثاني متعلّق بأهمّية العقيدة: فاللهمّ احفظ لنا علماءنا الذين طالما دندنوا حول أهمّية العقيدة: فمن استهان بها أو سخر منها أو حصرها في بعض الردود الجوفاء الفارغة من العلم من الكتاب والسنّة سواء كانت على العلمانيين أو غيرهم فسبوء بالخذلان لأنّه كيف سيحارب الشرك وشبهاته والشعوذة وزخرفتها والتنجيم وأساطينه والكفر ومذاهبه؟ وهذه الجبهة -الماسنيون- تجمع كمَّا هائلاَ من الشبهات والمكيدات
3- الأمّة مع ضعفها المادي والمعنوي عاجزة عن النصر على عساكرهم إن لم تعد إلى ربّها فينصرها : {إنّ الله يدافع عن الذين آمنوا} ولكن هذا لن يتمّ إلاّ بشرط أن تنصره هذه الأمّة: {إن تنصروا الله ينصركم} ولن يتمّ هذا أيضًا إلاّ بتحقيق التوحيد ومحاربة الشرك :{يعبدونني لا يشركون بي شيئا}
فإذا ركن من ينتسب إلى العلم وطلبه إلى مداراة من يخاطب الأموات ويسألهم ما لا يقدر عليه إلاّ الله ومن يعكف على قبورهم ويطوف بها ويرفع بناءها وإذا آخا من يلعن أبا بكر وعمر أو أحدا من الصحابة أو رضي بسائر البدع وأهلها الذين عادهم السلف فلا يطمع بشيء من هذا النصر.
وكذلك إذا ركن أهل الحقّ إلى الدنيا وتدثروا بالشهوات وسوء الأخلاق وتركوا العبادة فلا نصر ولا ظفر
ولا حول ولا قوّة إلاّ باللهّ العليّ العظيم

شكر الله للشيخ الفاضل ضيدان هذا المقال الطيب، فمعلوم ما لتلك اللعبة (كرة القدم) من سطوة على عقول الكثرة الكاثرة من شباب المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومن هنا تأتي خطورة أمثال هذه الخرافات، فلا يصح بمسلم ناصح أن يفوت فرصة التنبيه والتحذير من هذه الأشياء، والله المستعان.
أخي الفاضل أبا النضر..
تقول:

لقد بلغ الماسونيون اليوم قوّة لم يبلغوها من قبل هي نتيجة تظافر جهود الأغنياء والمسؤولين المنتمين إليهم من قرون ولا يخفى أنّهم سيطروا على أهمّ وسائل الإعلام في العالم

فهل لنا أن نطلب دليلا على مثل هذا الزعم العريض؟ تقول لا يخفى أنهم فعلوا كذا، وأنا أقول بل يخفى ولا شك! هم أصلا جماعة توصف بأنها سرية، فكيف يقال إن هذا الذي قررته لا يخفى؟؟

وكذلك يحدر التنبيه إلى توجيه الماسونيين للأخبار والأحداث لتدور حول الأرقام التي يقدسونها مثل 11 و22 و33 التي يسمّونها «الأعداد الأسياد» فإذا حدث غرق أو زلزال أو وقع أي أمر ذي أهمّية زوّروا الإحصائيات حتى يكون عدد الضحايا 110 أو 22000 أو ما شابه ذلك...
والشاهد أنّه يظهر لي أنّهم يجهّزون لتجميع جنودهم لمعركة حاسمة ولعلّهم حدّدوا ميعادها لسنة 2012 الميلادية لدندتهم حولها

قلت: عجبا.. بناء على كلامك هذا، لماذا لم يحددوا التاريخ ليكون 2011 أو 2022 ؟؟؟

وإنّما ذكرت الماسونيين ولم أذكر الصليبيين مثلاّ لأنّ جبهتهم تجمع الصليبيين واليهود والملاحدة وتشمل عناصر من شتّى الاتجاهات والمذاهب
فالأمر الأول الذي أردت التنبيه إليه إذن هو أنّه ينبغي للمسلم العاقل -خاصة إذا كان طالب علم- ألاّ يكون غافلاً عمّا يجهّز هاهنا...

قلت بل الأمر الذي ينبغي تنبيه المسلم العاقل - لا سيما طالب العلم - إليه = ألا يكون وعاءً يستقبل نظريات المؤامرة وخرافات الكفار بلا تبين ولا تمحيص ولا أثارة من استدلال!!
ما أسهل أن نثير خيال العامة بالربط بين رسم لهرم مقطوع الرأس على العملة الأمريكية، وبعض الأحداث التي تنازع الصحافيون في تفسيرها، مع خبر من هنا أو هناك عن جماعة تعبد الشيطان (وهي جماعات شتى في بلاد الكفار على أشكال وألوان!!)، مع بعض الأخبار عن تورط بعض رجال السلطة الكفار في بعض تلك الجماعات الوثنية الشيطانية، ثم نبالغ في تضخيم جماعة بعينها نصفها بأنها (سرية) ونعظم من دورها في الإفساد في الأرض، بل ونجعلها هي أصل الفساد كله في زماننا، ومنبع سائر السلطات في العالم الحديث، بل ويزاد على ذلك أنهم يتبعون المسيح الدجال وأنه هو الذي يسيرهم ويخطط لهم!! فإذا ما قيل لصاحب هذه الدعوى العريضة أين الدليل، قال: ألم نقل إنها جماعة سرية، فأي دليل هذا الذي تطلبونه؟؟ إنما هو اجتهاد من فلان وفلان في الربط بين الأحداث والوقائع!!
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)) [الحجرات : 6]
هذه يا عباد الله من جملة الأفيونات التي يراد بها تخدير مجتمعات العالم عن الأسباب الحقيقية للشر والفساد فيها (*) وإيهامهم بأن الأمر مرتبط بتراتيب سرية وقوى باطنة تحرك العالم خفية، وهي مسيطرة عليه سيطرة تامة بالفعل، فلا يملكون من أمرها شيئا! أو لعلهم لا يجدون إلا الضراعة إلى الله تعالى بتعجيل مجيء المهدي (الذي هو حق، ولكننا لا ننتظره!) ولكل ملة من الملل الباطلة "مخلصها" الذي تنتظر قدومه في نهاية العالم.. فيمكث الواحد منهم ينتظر ويعلق دينه عليه كما يفعل الرافضة، لا يجد أمامه إلا هذا!!! نعم سينزل المسيح عليه السلام وسيقاتل الدجال وسيظهر المهدي، كل هذا سيقع في حينه يقينا، ولكننا معاشر المسلمين لا "ننتظر" شيئا من هذه الأحداث ولا نعلق عليها أحكاما كما يفعل غيرنا!
إن كنا نريد من طالب العلم أن (يتنبه) إلى أن الخطر الحقيقي يأتي من جماعة سرية في باطن الأرض تتحرك بأمر المسيح الدجال .. فما العمل الذي نطالبه به الآن بناء على هذا الزعم؟؟ أن يغوص في أدبيات نظريات المؤامرة بحثا عما يمكن الاستدلال به على وجود تلك الجماعة (السرية)، ليحذر الناس من المسيح الدجال؟؟ هذا والله من أعجب ما رأيت في هذا الزمان، والله المستعان!
يا إخوان أنتم طلبة علم، وإنما العلم الدليل! فلا يليق بكم الانسياق خلف هذه الدعوى!
حذروا من الوثنية وحاربوا الخرافة وحاربوا الشرك وعبدة الشيطان، وحذروا من الكهانة والسحر والشعوذة، والزموا في ذلك كله الدليل والبرهان .. فهذا واجبكم وأمانتكم! أما الكلام في الجماعات السرية التي تحكم العالم وتلَقُّف نظريات المؤامرة ونحو ذلك مما لا يمكن الاستدلال عليه أصلا، فلا!
-------------
* = وسبب الشر بلا شك إنما هو فشو الشرك والإلحاد، واتفاق أصحاب القوى من الكفار والفسقة على أن تلك الفلسفات تخدم لكل منهم مطامحه وشهواته على أكمل وجه.. وهذه ليست مؤامرة وإنما سنة كونية قديمة قدم النوع البشري، وهي ماضية إلى يوم القيامة، بغض النظر عن الدجال أو غيره.. وهذا أمر يفهمه كل عاقل ويدري كل مسلم أنه مبتلى به لا محالة!!

هذه يا عباد الله من جملة الأفيونات

صدقت بارك الله فيك!

على كلّ حال الأخ أبا فداء يظهر أنّ لك سابق اهتمام بما يدور حول المستنيرين والماسونيين فحكيت كلّ ما اطّلعت عليه هنا وهناك ونسبت القول به لي!! وأنا لا ألتزم كلّ ما وجهته إليّ في ردّك..
ودراسة الماسونية ومعرفة خطرها ليس بدعًا من الفعل في الأوساط العلمية واعتبارها خطرًا ليس من فعل السذج ومن لم يذق طعم العلم فحسب فيظهر لي أنّه من الخطإ الجسيم أن نصف كلّ من يتكلّم عنها بذلك ونوهم أنّه خارج عن نهج أهل الحديث وأنّه يتلقف كلّ خبر جاء به كلّ فاسق أو كافر...
وما هذه الدراسات والرسائل الجامعية والبحوث عن الماسونية والباطنية في أيام العلاّمة ابن باز ولمّا كان يشرف على الأقسام العلمية في الجامعات الشرعية الكبار من أهل العلم إلاّ أكبر شاهد على ذلك...
وأين في كلامي التخويف بهم وما نسبت إليّ من ركون و....؟
بل أقول -بحمد الله- لا بدّ أن نكون كما أمر الله: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} الآية وقال عزّ وجلّ: {إنّما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون} الآية
وقد ذكرت في آخر ردّي الأوّل بعض الآيات التي ينبغي تدبّرها والتمسكّ بها حتّى يتمّ النصر فهل الخلل في تذكير المسلمين والحلّ في تجاهل العدوّ؟
لا أظّن أنّ كلامي فيه شيء من الحيدة عن سواء السبيل اللهمّ إلاّ أن يكون الماسونيون هؤلاء جماعة طيبون يعملون لخير الإنسانية كما يزعمون أو أن يكون أصلاً من صنع خيالي!
وإذا كان الباطنية -مثل جماعة الحسن بن الصبّاح- قد أفسدوا فسادًا عظيمًا بالوسائل الضعيفة التي كان يملكها أهل زمانهم=السكاكين!- وكانت العزّة حينئذ للمسلمين فما عسانا أن نتصوّر اليوم من إفساد من ملكوا هذه الوسائل (ولا أعدّدها حتّى لا أرمى بشيء آخر) العظيمة مع وقوع الذلّ والهوان على أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم!؟
وإذا دلّت الأمارات والبراهين وظهرت وسطعت كشمس النهار لمن رآها من المسلمين تدلّ على أوصافهم ومكائدهم أليس من الغفلة تجاهل ذلك؟
ودراسة هذا التيار إذا سيء التعامل مع من قد اهتمّ بدارسته من طلبة العلم مع أنّه لم يجعل ذلك ديدنه ليل نهار -ولله الحمد- فهذا نوع من الصدّ عنها وستبوء بالفشل إذا قورنت بدراسة كلّ من يتلّقف القيل والقال وأخبار الشوارع إذا خذّل صاحبها وقيل له: كيف نثق بدراستك وهم جماعة سرية! أو قيل له: كيف نثق بدراستك ورواد الماسونيين إما يهود أو نصارى أو منتمون إلى شتى الملل وهؤلاء لا يوثق في أخبارهم...
ويظهر لي أنّه كان الأولى حسن الظنّ والسؤال عن البراهين التي يقدّمها الباحث وحثّه أن يثري البحث علميًا على طريقة أهل العلم لا بأن يدفع عن الطريق بحركة يد ناسبين له آراء لم تخطر بباله فضلاً عن أن ينطق بها
وطالب العلم إذا كان متمكناً وغير مغفل وغير متسرع يدري أن هذه الدراسة صعبة لأسباب كثيرة منها : كثرة خوض الناس فيها فتكثر الأقوال والنظريات فيها بل يصدر من الماسونيين أنفسهم تشويشات كثيرة وعلى كلّ حال يظهر لي أنّني أخطأت اختياري هنا....
وأمّا مسألة التعلّق بتاريخ 2011 أو 2012 أو 2022 ففي نفسي ألاّ أجيب عنها لأنّ الحديث عن الأصل مرفوض فكيف نخوض في فرع منه؟ وإذا حكى منصف تعلّق القوم الشديد بالرموز والأرقام يفعلون ذلك لوثنيتهم ومن أجل التعارف بينهم وإظهار أنفسهم للناس في صورة المسيطر على العالم المتدخل في شؤونه وإدخال الرعب في قلوبهم أقول إذا حكى ذلك منصف فلا يطالب إلاّ ببيّنته على ذلك ولا يجعل وكيلاً عليها لأنّه يحكي مذهبهم فحسب
والله المستعان

أولا، أرجو المعذرة إن كان قد بدا لك مني شيء من التهجم أو سوء الظن، بارك الله فيك وسددك.

على كلّ حال الأخ أبا فداء يظهر أنّ لك سابق اهتمام بما يدور حول المستنيرين والماسونيين فحكيت كلّ ما اطّلعت عليه هنا وهناك ونسبت القول به لي!! وأنا لا ألتزم كلّ ما وجهته إليّ في ردّك..

لم أنسب إليك شيئا يا أخي الكريم، وإنما نبهتُ تنبيها عاما كما نبهت أنت تنبيها عاما!
والماسونية التي أُجريت عليها الأبحاث من أيام ابن باز رحمه الله ومن قبله = إنما هي كسائر الملل الباطنية تخفي عقائدها وعباداتها، وهذا ليس بجديد!

وأين في كلامي التخويف بهم وما نسبت إليّ من ركون و....؟

أكرر = لم أنسب إليك شيئا.. ولم أخاطبك أصلا إلا بالسؤال عن أدلة بعض مزاعمك، فهل لنا أن نسألك عن هذا دون أن نتهم بأننا ننسبك إلى هؤلاء أو أولئك؟

وإذا دلّت البراهين وظهرت وسطعت كشمس النهار لمن رآها من المسلمين من أنّهم يصطفّون للقتال ويجهّزون ويعدّون أليس من الغفلة تجاهل ذلك؟

بلى، ولكن من العلم ألا يكون الكلام إلا بدليل.. لا سيما إن كانت الدعاوى بهذا الحجم، وليست مما يمكن اعتباره من العلم المنتشر بين طلبة العلم! فأين الدليل على أنهم من سيطرتهم على الإعلام - مثلا - يحرفون جميع الإحصائيات عند وقوع الحوادث والكوارث حتى تصبح على رقم كذا ورقم كذا؟ وأين الدليل على أنهم يعدون لحرب قادمة في 2012؟ وأين الدليل على كذا وكذا .. أليس من حقنا أن ننظر في دليلك على هذه الأشياء ونتأمل في قيمته ونزن دلالته كما يزن العقلاء الأدلة ؟؟

وستبوء بالفشل إذا قورنت بدراسة كلّ من يتلّقف القيل والقال وأخبار الشوارع إذا خذّل صاحبها وقيل له: كيف نثق بدراستك وهم جماعة سرية! أو قيل له: كيف نثق بدراستك ورواد الماسونيين إما يهود أو نصارى أو منتمون إلى شتى الملل وهؤلاء لا يوثق في أخبارهم...

عظيم، فلتُبين لنا إذن مصادر الاستدلال عندك على هذه التقريرات المحددة التي أوردتها في مداخلتك السابقة، فلو كانت حقا وبمعزل عن الأوهام و(أخبار الشوارع على حد تعبيرك) فالحق أحب إلينا من أنفسنا والله الموفق للرشاد!

ويظهر لي أنّه كان الأولى حسن الظنّ والسؤال عن البراهين التي يقدّمها الباحث

ويظهر لي أن هذا عين ما فعلتُه إذ سألتك عن الأدلة، فإن كان قد ظهر لك مني سوء ظن فأرجو قبول المعذرة..

وطالب العلم إذا كان متمكناً وغير مغفل وغير متسرع يدري أن هذه الدراسة صعبة لأسباب كثيرة منها

صحيح.. وطالب العلم إذا كان مكينا فطنا وغير كذا وغير كذا، ولا ينساق وراء نظريات قرأها عند هؤلاء أو أولئك، وهو على علم بكثرة ما يُداخل مادة بحثه من خرافات تنشر هنا وهناك، فإنه يعتني بألا يخرج تحريره في مجلس علمي محشوا بسوق أمثال هذه الدعاوى العريضة هكذا جملة واحدة دون سوق دليل واحد على شيء منها!! لا سيما إن كان عضوا جديدا (أو ليست له إلا أربع مشاركات بالعدد) فلا يعرف الناس شيئا بعد عن حاله ولا أفكاره..
هذا إن صح أن تكون هذه الصفحة مكانا مناسبا لتحرير كهذا بالأساس!

وأمّا مسألة التعلّق بتاريخ 2011 أو 2012 أو 2022 ففي نفسي ألاّ أجيب عنها لأنّ الحديث عن الأصل مرفوض فكيف نخوض في فرع منه؟

لم أجعلك وكيلا ولا غيره..
والأمر إليك، فإن أردت المواصلة وعرض ما عندك، فجزاك الله خيرا، وليأذن لنا صاحب الموضوع وفقه الله.. وإن كنت أراه خروجا عن الموضوع، فلعله يحسن أن تفتتح موضوعا جديدا لهذه الغاية إن شئت. وإلا فأنا لم أتهمك بشيء ولله الحمد، والله الهادي إلى سواء السبيل.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء

عتني بألا يخرج تحريره في مجلس علمي محشوا بسوق أمثال هذه الدعاوى العريضة هكذا جملة واحدة دون سوق دليل واحد على شيء منها!! لا سيما إن كان عضوا جديدا (أو ليست له إلا أربع مشاركات بالعدد)

والله إذا كانت المسألة مسألة كثرة المقالات وعلوّ الرتبة والأسبقية في المنتدى فأنا آسف وأنسحب
فعلى كيفكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنا لله وإنا إليه راجعون .. يا أخي الكريم، استعذ بالله من الشيطان الرجيم وأعد قراءة كلامي بروية، غفر الله لي ولك.

إنا لله وإنا إليه راجعون !!

بارك الله في الجميع .. وهو أحقر من أن يذكر هنا .. لكن للتنبيه , فجزا الله أخينا ضيدان خيراً ..
فكما قيل : عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه .. ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه