حديث « سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرَهُنَّ وَهُوَ في قَبْرِهِ » .
أخرجه البزار فى المسند (13/483/ح7289) من طريق عُمَر بن الخطاب ، و ابن أبي داود فى المصاحف (2/437/ح695) من طريق إبراهيم النخعي ، وأبو نعيم فى الحلية (2/344) من طريق إسماعيل بن عبد الله ، والبيهقى فى شعب الإيمان (5/122- 123،ح3175) من طريق الْحَسَنُ بْنُ سَلَامٍ السَّوَّاقُ، وقال السيوطى فى الجامع والديلمى (2/330 ،ح 3492) .
كلهم ( عُمَر بن الخطاب و إبراهيم النخعي والْحَسَنُ بْنُ سَلَامٍ السَّوَّاقُ و إسماعيل بن عبد الله ) عن عَبد الرحمن بن هانىء ، حَدَّثنا مُحَمد بن عُبَيد الله العرزمي ، عَن قَتادة ، عَن أَنَسٍ رضى الله عنه مرفوعاً بلفظ « سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرَهُنَّ وَهُوَ في قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ مَنْ عَلَّمَ عِلْماً أَوْ ، أو كرى نهرا أو حفر بئرا ، أوْ حَفَرَ بِئْراً أوْ غَرَسَ نَخْلاً أَوْ بَنَى مَسْجِداً أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفاً أَوْ تَرَكَ وَلَداً يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ » وعند أبو نعيم بلفظ « أَجْرَى نَهْراً » .
إسناده منكر .
قال أبو نعيم : « هذا حديث غريب من حديث قتادة. تفرد به أبو نعيم، عن العرزمي » .
وعبد الرحمن بن هانيء أبو نعيم ، النخعي الكوفى ، قال أحمد : ليس بشيء وقال ابن عدي : وعامة ما له لا يتابعه الثقات عليه(1) ، وضعفه أبو داود والنسائي ، وكذبه ابن معين(2) .
ومحمد بن عبيد الله العرزمي أبو عبد الرحمن الكوفي الفزاري ، قال البخارى : تركه ابن المبارك ويحيى(3) ، وقال النسائى : متروك الحديث(4) ، وقال العقيلى : قال وكيع كان صالحا إلا أنه ذهبت كتبه فكان يحدث من حفظه(5) .
والذى صح بهذا المعنى ما رواه مسلم فى الصحيح من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ »(6) ويتبين أنه بنفس المعنى كما يظهر بقليل من التأمل (7) .
ـــــ
(1) أنظر مختصر الكامل في الضعفاء للمقريزي (1/499) ط مكتبة السنة / مصر / 1415هـ - 1994م .
(2) أنظر خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال (1/236) ط دار البشائر / بيروت .
(3) أنظر الضعفاء للبخارى (1/123) ط مكتبة ابن عباس – مصر – 1426هـ /2005م .
(4) أنظر الضعفاء والمتروكين (ص231) ط دار المعرفة – بيروت – لبنان – الطبعة الأولى 1406هـ - 1986م .
(5) أنظر الضعفاء للعقيلى (4/105) ط دار المكتبة العلمية – بيروت - الطبعة الأولى 1404هـ - 1984م .
(6) أنظر صحيح مسلم (5/73/ح4310) ط دار الجيل بيروت + دار الأفاق الجديدة ـ بيروت .
(7) فقوله « صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ » تَجْمَعُ مَا وَرَد مِنَ الزِّيَادَةِ ، وتخصص الصدقة الجارية بهذه الأعمال فقط ولعل الشيخ الألبانى حسنه لهذه العلة والله أعلم .