تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: فصل الدين عن الدولة: جريمة

  1. #1

    افتراضي فصل الدين عن الدولة: جريمة

    "العلمانية"، "فصلُ الدين عن الدولة"، "المجتمع المدني"، "المجتمع الليبرالي"، كلُّها مسمَّيات مختلفة لغايةٍ واحدة هي: عزل الدين عن مؤسَّسات المجتمع، فلا تخضَع هذه المؤسَّسات في تَنظِيماتها وقَوانِينها ومعاملاتها لهيمَنَة النُّصوص الدينيَّة، وكذلك عزل الدين عن واقِع الحياة اليوميَّة لأفراد المجتمع؛ بحيث لا تكون له هيمنةٌ على أنشطة الناس وتصرُّفاتهم وتعامُلاتهم، وبحيث يقتَصِر دورُ الدين على الجانب التعبُّدي المتعلِّق بأداء بعض الطُّقوس والعِبادات فحسب، لا أن يكون هو المرجِع في معرفة السائغ من غير السائغ من الأفكار والنظريَّات السياسيَّة أو الاجتماعيَّة أو النفسيَّة، أو أنواع الفنون وأنماط الإبداع... إلخ.

    هذه هي حقيقة الدعوة للمجتمع المدني كما بدَأَتْ في مهدها في الغرب، وهي الصورة التي لا يَرغَب كثيرٌ من العلمانيِّين والليبراليِّين في بلادنا العربيَّة والإسلاميَّة في إظهارها كاملةً للجَماهِير؛ لأنها لو ظهَرت بهذا الوضوح الذي هو تنحِيَة الدِّين وإجباره على تَقدِيم الاستقالة من حياة الناس، لعَلِم الجميع مناقَضتها للإسلام الذي جاء ليَقُول رأيَه في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في حياة المجتمع أو الأفراد؛ قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾ [البقرة: 208]، والسِّلم هنا هو الإسلام؛ أي: امتَثِلوا شعائرَ الإسلام، وتمسَّكوا بعُرَاه كلها، كما ذهَب إليه أهل التفسير.

    لكن تلكم الدعوة إلى فَصْلِ الدين عن الدولة وعن حياة الناس يُقدِّمها أصحابها بها في هيئة مُتنكِّرة، عبارة عن مجرَّد تبنِّي وجهة نظَر في قَضايا جزئيَّة تَطرَح نفسَها على الساحة الفكريَّة؛ كقَضايا السُّفور والاختِلاط، أو الحسبة، أو الموقف من الأدب الإباحي أو الإلحادي، أو إمامة المرأة للصلاة أو توليتها القضاء... إلخ.

    كما أنَّ عددًا غيرَ قليلٍ من أصحاب هذه الدعوة لَيُعلِنون بين الفَيْنَة والأخرى تمسُّكهم بالإسلام، وأنهم إنَّما يُرِيدون نُصرَته بمواقفهم من تلكم القضايا محل النزاع!

    وممَّا قد يَزِيد الأمر التباسًا أنَّ أصحاب الموقف الشرعي عندما يَدخُلون في نِقاشٍ حول تلكم القضايا الجزئيَّة مع أصحاب الاتِّجاه العلماني يُستَدرَجون إلى الكلام حولَ التفاصيل والجزئيَّات التي يَستَنِد إليها أولئك العلمانيُّون، وبيان مخالفتها للشرع، أو بيان وَهْيِ ما احتجُّوا به من أدلَّة شرعيَّة لتأييد موقفهم؛ فيظهر بادئ الرأي أنَّ المسألة خلافيَّة أو اجتهاديَّة محضة بين أبناء اتِّجاه واحد، مع أنَّ الحقيقة أنَّ مُراد العلمانيِّين والليبراليِّين بما أورَدوه من شُبَهٍ أو حُجَجٍ ليس عائِدًا إلى التماسِهم مُرادَ الشارع في تلك المسألة، وإنما ذلك مجرَّد تفنُّن في استِعمال الأسلحة للوُصول إلى الغايَة التي يُريدونها وهي "علمانيَّة المجتمع أو ليبراليَّته"، فليس الهدف هو تلك القضيَّةَ محل النِّزاع والنِّقاش بعينها، بل مُرادهم أكبر من ذلك بكثيرٍ، وهو: إقصاءُ الدين وكفُّ يده عن جميع القضايا والمشكلات التي تَعرِض للناس في حياتهم.

    وإذا كان الأمرُ على النحو الذي تقدَّم، فالرأي أنَّ الدُّخول في مَعارِك جزئيَّة حول تلك القضايا المطروحة على الساحة الفكريَّة اليومَ هو من تضييع الوقت؛ ولذا فمن الواجب على الجميع أن يعودوا إلى الأصل والدافع وراء تبنِّي فريقٍ ما لِمَواقِفِه من تلك القضايا محل النزاع، لا أن يستَنفِذوا قُواهم وأعمارهم حول جزئيَّاتها.

    لا بُدَّ أن نُحدِّد جميعًا (متدينين أو ليبراليين وعلمانيين) مَوقِفَنا من القضيَّة الكبرى وهي: مبدأ فصل الدين عن الدولة أو (المجتمع المدني).

    ما مَدَى شرعيَّة هذه الدعوة التي تَصدُر بين الحين والآخَر بيُسْرٍ وسهولة من بعض أبناء الاتِّجاه العلماني والليبرالي، وكأنها مذهبٌ فقهي مهجور ينبَغِي إحياؤه؟

    هذه الكلمة التي يَكثُر ترديدُها على مسامع الناس - الذين يجهَلون حقيقتها - حتى أَلِفُوها فصارَتْ لا تَعنِي عندهم أكثر من التَّخفِيف على الناس من صرامة الأوامر الشرعيَّة!

    أقول: علينا أن ندعو أنفُسَنا وغيرَنا من أصحاب الاتِّجاه العلماني والليبرالي - لا سيَّما مَن يتمسَّك منهم بأداء الشعائر الإسلامية - إلى أن نُحَدِّد موقفنا من هذا الدين الذي نَدِين به وهو الإسلام، إذا كُنَّا نريد حَلاًّ حاسمًا لتلك القضايا التي تُستَنفَذ أعمارُنا في الانتِصار لها أو محاربتها.

    هل نحن مُقِرُّون بوجود الله - تعالى - وأنَّه هو الخالق لهذا الكون، وأنَّ له كلَّ صفات الكمال والجلال؟
    وهل محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - رسولٌ من عند هذا الخالق؟
    وهل القرآن كلامه المُعجِز الذي أنزَلَه على نبيِّه؟
    وهل شريعة الإسلام هي خاتمة الشرائع السماويَّة التي أُرِيدَ لها أن تُناسِبَ كُلَّ العصور والمجتمعات؛ لأنَّه لا رسالة أخرى بعدها؟
    وهل نحن مَبعُوثون بعد الموت ومُحاسَبون على أعمالنا ومَجزيُّون على موقفنا من خِطاب الله من حيث امتِثالُ أَوامِره واجتِناب نَواهِيه، وبعد نشرنا وحسابنا فسيكون: إمَّا جنَّة لِمَن أطاع ذلكم الخالق ممتَثِلاً لأمره مجتَنِبًا لنهيه، وإمَّا نار لِمَن عَصاه طارِحًا أمرَه مواقعًا نهيه؟

    أم أنَّنا نعتَقِد بأنَّه ليس هناك إله في نفس الأمر، بل وُجِد هذا الكونُ هكذا عبثًا أو صدفة، وهو يَسِير بلا غاية، ولسنا إذا متنَا بُعِثنا وحُوسِبنا، وليس ثَمَّ نار ولا جنَّة، وليس هناك رسل لا محمد ولا غيره، وليس القرآن كلام الله ولا هذه الشريعة سماوية خاتمة؟

    وعلى جوابنا على هذه الأسئلة اليَسِيرة يتحدَّد موقفنا من الدولة المدنيَّة أو الدينيَّة، وأيتهما يَتحتَّم أن نختار.

    فإن كان جوابُنا بأن ثَمَّ خالقًا عليمًا حكيمًا قادِرًا خلَق الخلق لعِبادته هو، وأعدَّ جنَّة لِمَن أطاعَه وأطاعَ رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ونارًا لِمَن عَصاه وعصى رسولَه، وأنَّ هذا القرآن كلامه المُعجِز، وأنَّ محمدًا رسوله المبلِّغ عنه شرعَه، والذي تتحتَّم طاعَتُه في كلِّ ما أمَر به أو نهَى عنه، وتصديقه في كلِّ ما أخبر، فها هنا يتوجَّب علينا - والأمر كذلك - أن تَسِير حياتُنا كلُّها - صغيرها وكبيرها، عامُّها وخاصُّها، مدنيُّها وسياسيُّها، صِناعيُّها وبِدائيُّها، مؤسَّساتها وأفرادها - محكومةً بهذه الحقيقة التي نصدِّق بها ونعتَقِدها جزمًا، وساعَتَها لا يكون هناك مكانٌ للتفكير في المفاضلة أو للحِيرة في الاختِيار بين المصلحة الدنيويَّة والأخرويَّة إذا تعارضَتَا (كما في حالة الفوائد الربوية للبنوك، أو التأمين على الحياة مثلاً)، فالدنيا - تبعًا لعقيدتنا - إنْ هي إلا جسر للآخرة، مرحلة انتقاليَّة فحسب، فكيف نَهدِم دار الإقامة الدائمة من أجل تعمير مسكن وقتي زائل؟!

    ساعتَها هل يُمكِن لنا - في ظلِّ إيماننا الراسخ بالعقيدة السابقة - أن نتجادَل مثلاً في قضيَّة كشْف المرأة لأجزاءٍ من جسدها أمامَ الجماهير من أجل أن تُشبِع رغبتها في التعبير عن مَواهِبها وقدراتها في الفن أو الرياضة، وهل يجوز هذا أو لا؟!

    ساعَتَها هل يُمكِن أن يَزعُم بعضُنا أنَّ تطبيق حكم الله - الحكيم الخبير العدل - في جَلْدِ شارب الخمر ورَجْمِ الزاني وقطْع السارق مُنافٍ للرحمة، أو غير مُناسِب للحياة المدنيَّة المُعاصِرة؟!

    هل سيصعب علينا وقتَها أن نُضحِّي ببعض حريَّاتنا الشخصية - واقعيَّة كانت أو موهومة - في سبيل الانقِياد الكامل لذلكم الإله العظيم الذي خلَقَنا وأوجَدَنا من العدم، وعلَّمنا ما لم نكن نعلم، وأسبَغَ علينا نِعَمَه ظاهرةً وباطنةً، وطلَب مِنَّا امتِثالَ أوامره، وأخبَرَنا أنَّ في ذلك سعادتنا وراحتنا في الدنيا والآخِرة؟!

    الوضع الثاني: ألاَّ نكون مؤمنين بوجود الله أو صدق رسوله أو وجود الجنَّة والنار، وعندئذٍ فرأيي: أنَّه متى ما كان الحال كذلك وجَب علينا ألاَّ ندعو إلى المجتمع المدني فقط، بل علينا أن نطرح الدين جملةً وتفصيلاً، شعائره قبل أحكامه، ونُباعِد بينَه وبين حياتنا تمامًا ونقطع كلَّ صلةٍ لنا به، فلنحرق هذه الملايين من الكتب الدينيَّة التي تتكدَّس بها مكتباتنا ونُرِيح أنفسنا من عَناء دراستها والنظر فيها، كما يتوجَّب علينا أيضًا أن نُرِيح الناس من سيل المحاضرات والدروس الدينيَّة التي تتكلَّم عن الموت وعالَم الآخِرة، وتنغِّص على الناس صَفْوَ عيشهم وتكدِّر أمزجتهم، وعلينا أيضًا أن نهدم كلَّ هذه المساجد التي تنتَشِر في بلادنا وتُنفَق عليها الملايين والمليارات، ويضيِّع الناس كثيرًا من أوقاتهم بها، وينبَغِي أن ننهى الناس عن تعذيب أنفسهم بالصوم في رمضان وإرهاقها بالصلاة في لياليه، كما أنَّ علينا أيضًا - والحال هذه - أن نخلِّي بين الناس وبين شهواتهم ولذَّاتهم، فلا نحرِّم عليهم شيئًا منها، بل ندعهم يعبُّون منها قبلَ أن يَحُولَ الموت بينَهم وبينها لأنَّا لا نؤمن ببعث ولا نشر.

    فلنختر لأنفسنا واحِدًا من هذين الأمرين فحسب، ونحدِّد وجهَتَنا، ونُخضِع حياتنا لأحدِ المبدأَيْن، أمَّا أن نقف في هذه المساحة الرماديَّة الباهِتَة نأخُذ من الإسلام بعضَ شعائره ونمتثلها كالصلاة والصوم والصدقة، ثم نشرع في محاربة البعض الآخَر من تلك الشعائر وندعو للمجتمع المدني، كما هو حالُ أصحابِ الفكر العلماني والليبرالي الذين يَزعُمون أحيانًا أنهم أكثر الناس إيمانًا وحبًّا لله ولدينه ولرسوله - فهذا هو الضَّلال والتضليل والجريمة الكبرى في حقِّ النفس والآخَرين.

    ولقد عاب القرآن هذا المنهج وتوعَّد أصحابه؛ فقال - تعالى -: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 85].

    أليست جريمة وضلالاً وتضليلاً حين تكون عقيدتنا أنَّنا مجزيُّون على كلِّ صغيرة وكبيرة، كما جاء ذلك في الكتاب الذي نؤمن به، وعلى لسان الرسول الذي نتَّبعه، ثم ندعو لإطلاق أيدي الناس في ارتِكاب الفواحش والمنكرات، وركوب الشهوات واتباع الهوى، والجري وراء اللذَّات، مبرِّرين دعوتَنا بأنها مُحافظة على الحريَّة الشخصيَّة للناس، وألاَّ يكونوا أسرى لآراء غيرهم، وأن تكون قناعاتهم داخليَّة محضَة لا عن أيِّ سلطة أو سلطان خارجي، كما ينعق بذلك فِئامٌ من الليبراليين والعلمانيين.

    أليست جريمة وضلالاً وتضليلاً أن نكون آمنَّا بحكمة الله المطلَقة، وعلمه المطلق المحيط بما كان وما سيكون، ورحمته الواسعة، وأنَّ لشرعه الكمال كما أنَّ لذاته الكمال، ونتمدَّح كمال شرعه في الجوانب الاجتماعيَّة والأخلاقيَّة، ثم نُصدِر الكتب والصحف والرِّوايات لنُلمِح أحيانًا ونصرِّح أحايين أخرى بأنَّ تحريم الربا، وقطع السارق، ورجم الزاني، وقتل المرتد، وضرب الجزية على المشرك، وإعطاء المرأة نصف ميراث الرجل، وتعدُّد الزوجات، وإناطة الإمامة الكبرى بالرجال دون النساء، وأشباهها - ليست من الرحمة ولا من الحكمة، ولا تَصلُح في القرن الحادي والعشرين؟!

    أليست جريمة وضلالاً وتضليلاً أن نُصلِّي ونصوم ثم نرفض الإسلام بصورته الكاملة كما أنزَلَه الله لأنها - في زعمنا - غير قابِلة التطبيق في العصر الحديث، ثم نُجهِد أنفسَنا ونستَنزِف أعمارَنا في مُعارَضة القطعيَّات بتَفاهات عقليَّة محضة، أو نلجأ - عندما نخشى افتِضاحنا - إلى الأحاديث الضعيفة والآراء الشاذَّة لنكسب جولةً من معركتنا مع النصوص الثابتة الصريحة؟!

    أليس غشًّا وخِداعًا وتَضليلاً حين تكون عقيدتنا أنَّ الآخِرة هي المستقرُّ، وهي الحياة حَقًّا التي لا بُدَّ أن نعمَل لها ليلَ نهار، ونحث غيرنا على ذلك حتى لا يُدرِكه الخسران، ثم يَزعُم بعضنا أنَّ الكلام عن النار والقيامة من العلم الذي لا ينفع والجهل الذي لا يضر، وأنَّه مُفسِد لأمزجة الناس ومنغِّص لعيشهم ولذَّاتهم؟!

    أكرِّر: إنَّ علينا جميعًا أن نَصدُق مع أنفسنا، وأن نتحلَّى بالشجاعة في التمسُّك بأفكارنا ومبادئنا، فإمَّا قبول الإسلام كله والعمل به وتطبيقه كله ما دمنا مسلِّمين بأنَّه حقٌّ ومن عند الله - تعالى - لأنَّه حينئذٍ صالحٌ للتطبيق، بل واجب تطبيقه في القرن الحادي والعشرين والقرن الخمسين إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، كما كان صالحًا للتطبيق يوم عرفَتْه الأرض لأوَّل مرَّة.

    وإمَّا رفضه كله وردُّه كله إنْ كُنَّا نرى أنَّ فيه خللاً ونقصًا وعيبًا؛ لأنَّه حينئذٍ ليس بدين الله، ويتوجَّب علينا في هذه الحالة أن نتحلَّى بالشجاعة الأدبيَّة ونُعلِن على الملأ كفرَنا به، وبالإله الذي شرعه، والرسول الذي بلَّغه، وساعَتَها يُصبِح من حقِّنا بل من واجبنا أن نُهاجِمه ونَطعن فيه كما نحبُّ؛ لأنَّنا أبنَّا عن رفضنا له وأعذرنا إلى الناس؛ إذ كفَرنا به وتخلَّينا عنه.

    لكنَّه ليس من الشجاعة ولا من النُّصح ولا من الأدب ولا من احترام الناس أو الذات في شيءٍ - أن يقوم بعضُهم بالتشكيك في نبوَّة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكون القرآن وحيًا من عند الله - تعالى - ويجعل الإسلام والقرآن من بنات أفكار محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم عندما يُهاجِمه المهاجمون، وتُعلِن مؤسَّسة دينيَّة رسميَّة أنَّ أقواله تلك كفرٌ مُخرِج من الملة - يخرج على الفضائيَّات معلنًا أنَّ الله ربه ومحمدًا رسوله، وأنَّه إنما أراد بذلك قراءة الإسلام قراءة عصريَّة عبر الدراسة (السسيولوجيَّة) التي قام بها لتجديده من الرُّكود الذي أصابَه عبرَ القرون؛ فتكون النتيجة أن تتَّصل إحدى المُشاهِدات فتستهل مشاركتها بأنها قد حجَّت بيت الله سبع مرَّات، ثم تدعو إلى الكفِّ عن مهاجمة هذا الرجل؛ لأنَّه يقدم إسلامًا متنورًا!

    إنَّ مثل هذا السلوك لَهُو الخَوَرُ بعينه، والجبن بحقيقته، والانتهازيَّة بِحَذافِيرها، وما هذا إلا مثالٌ من مِئات وألوف الأمثلة التي تُحاوِل هدمَ الصرح الإسلامي، وهي تبدأ عمَلَها وتُنهِيه مُبسمِلة محمدلة مصلية على خاتم الأنبياء، فالتبس الغيم بالصَّحو، والظُّلمة بفلق الصبح، واختَلَط الحابل بالنابل، والرغوة بالصريح، وحسبُنا الله ونعم الوكيل.





    ------------
    آخر مقالاتي بشبكة الألوكة، وهذا رابطها:
    http://www.alukah.net/Culture/0/23117/

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: فصل الدين عن الدولة: جريمة

    جزاك الله خيرا اخي ابا الطيب
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    16

    افتراضي رد: فصل الدين عن الدولة: جريمة

    جوزيت خيرا

  4. افتراضي رد: فصل الدين عن الدولة: جريمة

    جَزَاك الْلَّهُ خَيْرًا وَنَسْأَل الْلَّهُ أَن يَرُدَ كَيْدُهُمْ
    وَتَراكَ تُصلِحُ بالرشادِ عُقولَناأَبَداً وَأَنتَ مِن الرَّشادِ عَديمُ

  5. #5

    افتراضي رد: فصل الدين عن الدولة: جريمة

    وأنتم فجزاكم الله خيرا أيها الأخوة وبارك فيكم!

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •