يذكر المحققون من أهل السنة أن التأويل إنما ورد في الكتاب والسنة بمعنى التفسير أو بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الكلام فإن كان خبرا فتأويله وقوعه وإن كان أمرا فتأويله امتثاله فعلا أو تركا .
ولكن هناك معنى أحدث للتأويل واشتهر حتى لايكاد يتبادر لأذهان كثير من الناس غيره وهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به . وهذا المعنى لو طبق حرفيا لما كان في قبوله من بأس لأنه يكون حينئذ ضربا من التفسير . ولكن عند التطبيق الكلامي يختلف هذا المعنى اختلافا واسعا حتى إنك لتكاد أن تجزم بأنه عبارة عن صرف لدلالات النصوص الشرعية حتى توافق رأي المؤول ومذهبه !! أي أن هذا اللفظ الشرعي المقدس أصبح يستخدم كقناع أو غطاء لتحريف الكلم عن مواضعه !! ولو نظرت لتأويلات الرازي في أساس التقديس وتأويلات ابن فورك في مشكل الحديث وغيرها لما وجدت من رابطة لغوية بين النصوص وتأويلاتها إلا في القليل النادر !!! ولهذا أصبح التأويل طريقا ومسلكا لجميع المخالفين لأهل السنة والجماعة ، فاستخدمه المرجئة في تأويل نصوص الوعيد ، واستخدمه الوعيدية في تأويل نصوص الوعد ، بل إن الفلاسفة استخدموه في تأويل نصوص المعاد ،والقرامطة في تأويل شرائع الإسلام !!!
وهكذا اختلف المعنى الواقعي للتأويل الكلامي عن المعنى النظري اختلافا واسعا بل هائلا حتى إنك لتجد كلام ابن القيم يطابق واقعه تماما حين ذكر أصوله أهل التأويل أوطواغيتهم ثم قال إنهم دكوا بهامعاقل الوحي !!!