تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: من آفات القــــرّاء ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    37

    افتراضي من آفات القــــرّاء ..

    القراءة من أفضل وسائل المعرفة ، وستبقى هي ما بقيت الكتابة بالقلم ، فمن خلالها يستطلع القارئ أخبار الأمم والأحداث ، وعن طريقها يستمد المعارف والعلوم .

    وقد كتب كثيرون عن هذه الوسيلة الفعالة من وسائل المعرفة ( أعني القراءة ) ، وأفادوا القارئ بما يحتاجه عند القراءة ليستوعب مضمونها .
    ( راجع هذا الرابط : http://www.muslm.net/vb/showthread-t_274119.html )

    ولستُ هنا في معرض تعداد النواحي الإيجابية للقراءة ، فهي أوسع من أن تحصر ، غير أن ثمة جوانب سيئة خفية تحصل من جراءها وبخاصة حين يكثر المرء منها إلى درجة النهم ، نستعرضها هنا لوعيها ، ولمحاولة التخلص منها .

    وأحاول هنا أن أستعرض بعضاً منها من خلال ما وقفتُ عليه من خلال ممارساتي الذاتية على أن تكون هذه المشاركة باباً لإخواني الأعضاء لتعليق ما لمسوه هم ميدانياً من واقع قراءاتهم ، أو من خلال قراءة غيرهم مما يعد في سلة آفات القراءة .

    ليس يخفى أن المعرفة حين تتضخم في الرأس دون أن تنزل إلى الفؤاد الذي هو مَلِك الجوارح الآمر الناهي ، فإنها حينئذٍ تكون وبالاً على صاحبها ، من وجوه كثيرة .

    صحيح أنه ليس كل المعلومات تتطلب عملاً بالجوارح ، إذْ إنّ من المعلومات ما هو محدِّد لبعض الأعمال الأخرى التي هي أعمالٌ بالجوارح ، فعلم التأريخ مثلاً ليس هو من المعلومات التي يلزم منها بذاتها العمل بالجوارح بينما هو علمٌ مهم جداً لتحديد حركة المستقبل ومعرفة مسارات الحركة المستقبلية للأمم والأفراد .

    وهكذا .

    ( 1 )
    والفرد القارئ حين يباشر القراءة المجردة ـ أياً كان نوعها ـ ، فإنه سيكسب من المقروء معارف ومشاعر ناتجة عن هذه المعلومات المجردة التي أخذها من الكتاب المجرد وبالتالي ستكون المساحة المعلوماتية لديه واسعة بمشاعرها ومعارفها ولكنها تزاحم مساحات أخرى في الدماغ لا تقل أهمية عن المساحة المعلوماتية .
    وكلما كان نهماً بالقراءة مهملاً جانب التفكير الذاتي كلما زادت الهوة بين القوة المعرفية والقوة التفكيرية ، فقد تمر عليه مواقف تستدعي منه التفكير فلا يجد عقله يطاوعه على التأمل ! مع أنه نهمٌ إلى درجة بالغة بالقراءة لكنه عند هذا الموقف يجد نفسه عاجزة ! .
    وقد تكون هذه المواقف بسيطة ولا تحتاج كبير تفكير ، وقد يحلها البسيط من الناس لما في عقله الفطري من الاعتدال في كل الجوانب بينما هذا القارئ لسعة المساحة المعلوماتية لديه مع بطء حركة التفكير ، بات الضغط المعلوماتي يجعله عاجزاً عن التفكير .
    وقد وجد من هو على قدرٍ كبيرٍ من الثقافة والإطلاع ، ولكنه ( ضعيف التفكير ) على رغم قراءاته ، مع أنه يكتب ولا أحسن من كتابته أحياناً ، لكنك لا تجد ورائها كبير معنى إلا ما تضمنتها الحروف العربية .

    إذاً :
    1. فالتبلد الفكري مقابل الإزياد المعرفي ، آفة من آفات القراء ..


    ولي عودة أخرى لمتابعة الموضوع .


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: من آفات القــــرّاء ..


    للمجتمع حركة سير في التّدين والأفكار والاتجاهات ونحوها ، قد تستقيم وقد تعوج حسب الموجِّهات التي توجه ذلك المجتمع ..

    ولذا ؛ فقد يكون المجتمع في فترة من الفترات على تدينٍ ما ، له مواصفاته وخصائصه ، أو هو على اتجاه معين له مواصفاته وخصائصه ، ثم تراه بعد زمن قد تحول عن هذا التدين أو ذاك الاتجاه ، إلى آخر قد يحمد أو يذم ..

    ومن هنا ، فإن دوام الحال من المحال ، والرب جل وعلا يقول : ( فمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ) ..

    ولستُ هنا استعرض تفصيلات ( حركة التحول ) بميادينها المختلفة : تحول الأفراد ، أو تحول المجتمعات ، أو تحول الدول ، أو تحول المناخ والذي هو الآخر لا يستقر على حال ثابتة ، إنما استعرض هنا وصف حالة ( القارئ النهم ) الذي يعيش مع الكتاب مع حالة مجتمعه الذي يعيش فيه ، وذلك أني أكتب هنا عن ( آفات القراء ) .
    فإن من آفات القراء التي أحسب أنها موجودة فيهم ، وأعتبرها من الآفات الشائعة ما يحسن أن أسميها بـ :
    الانفصال عن حركة المجتمع ..
    فحينما ينهمك القارئ في ( الكتاب ) ويبيت يعيش مع أفكاره ، أو مع السِّيَر المكتوبة فيه ، أو مع معالجات المؤلف لبعض القضايا ـ أياً كانت ـ يكون في حالته تلك على حالة بعيدة عن واقع وهموم وتحولات مجتمعه ، ومن ثم ينمو لديه هموم ومشاعر ليست نتيجة ( حياة المجتمع ) ، وإنما كان ذلك نتيجة مطالعة كتاب ، والمجتمع من حواليه يعيش هموماً وتحولاتٍ ( دينية ، أو فكرية ، أو اجتماعية ، أو اقتصادية ) ، وهو لا يعرف عنها إلا من خلال منافذ ضيقة لا تسع إلا بقدر المعرفة المجملة دون أن تجعله يعيش هم المجتمع الحقيقي ، وذلك لأنه لم يقترب من حالة ذلك الفقير الذي كسر الفقر نفسه فلم يعد يشعر إلا بما يرفع عته فاقته ..
    وهو لم يجالس ذلك التاجر الذي يدفعه حرصه على المال أن يطرح بين كل فترة وأخرى ما يجلب له الربح المادي بغض النظر عن أثر ذلك على المجتمع ..
    وهو لم يأت أجواء الطلاب في مدارسهم ، أو الناس في أسواقهم ومجامعهم ، ولم يلامس ما يهمهم ، فالمجتمع يعيش في وادٍ وقد يكون بلغ التفاعل فيه مع قضية معينة إلى درجة عالية من الاحتقان ، وهو في وادي آخر لا يدري درجة ذلك التفاعل ولا قدر حجمه ، لأن ذلك الأمر لا يعيشه مع المجتمع ، وذلك لأن الجلسة على الكتاب عزلته ( فكراً ، ووقتاً ، وهموماً ) عن أجواء المجتمع بهمومه وآماله ، فلم يعد فاعلاً فيه كما ينبغي ، بل لم يعد يعيش فيه كما يجب !! ..


    ولذا ، فلا عجب أن تقرأ لبعض ( القراء ) الذين عرفوا بالنهم في مطالعة الكتب أفكاراً ، أو وصايا وإرشادات هي إلى السفسطة أقرب منها للواقعية ..
    تراه حسن البيان ، رائع البلاغة ، ولكنه غير منطقي التوجيه والمعالجة فهو في واد والمجتمع في واد آخر ..

    إذاً :
    2. فالانفصال عن حركة المجتمع ، آفة من آفات القراء ..


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: من آفات القــــرّاء ..

    عفواً على الخطأ ..
    صوابُ الآيةِ الكريمة:
    لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أن يتقدَّمَ أو يتأخَّرَ [ المدثر: 37 ].

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: من آفات القــــرّاء ..

    رفع ، للفائدة

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    127

    افتراضي رد: من آفات القــــرّاء ..

    من آفات القراء
    المثالية وقلة الواقعية
    تمكن القوة العقلية وضعف القوة العملية (أشار اليها ابن القيم)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •