هذا ما قاله ويل ديورانت من كلام خطير عن وثنية النصرانية في قصة الحضارة، الجزء الثالث قيصر والمسيح ص 595 (مرفق)
Christianity did not destroy paganism; it adopted it. The Greek mind, dying, came to a transmigrated life in the theology and liturgy of the Church; the Greek language, having reigned for centuries over philosophy, became the vehicle of Christian literature and ritual; the Greek mysteries passed down into the impressive mystery of the Mass. Other pagan cultures contributed to the syncretist result. From Egypt came the ideas of a divine trinity, the Last Judgment, and a personal immortality of reward and punishment; from Egypt the adoration of the Mother and Child, and the mystic theosophy that made Neoplatonism and Gnosticism, and obscured the Christian creed; there, too, Christian monasticism would find its exemplars and its source. From Phrygia came the worship of the Great Mother; from Syria the resurrection drama of Adonis; from Thrace, perhaps, the cult of Dionysus, the dying and saving god. From Persia came millennarianism, the "ages of the world," the "final conflagration," the dualism of Satan and God, of Darkness and Light; already in the Fourth Gospel Christ is the "Light shining in the darkness, and the darkness has never put it out." The Mithraic ritual so closely resembled the eucharistic sacrifice of the Mass that Christian fathers charged the Devil with inventing these similarities to mislead frail minds. Christianity was the last great creation of the ancient pagan world.
وهذه ترجمة مصححة للترجمة العربية (راجع قصة الحضارة ص 3975) بدون الموافقة على كل ما يقول، بل من باب شهد شاهد من أهلها: إن النصرانية لم تقضِ على الوثنية، بل تبنتها. فالعقل الإغريقي الذي كان في احتضار عاد إلى الحياة في صورة جديدة في لاهوت الكنيسة وطقوسها، وأصبحت اللغة اليونانية التي ظلت قروناً عدة صاحبة السلطان على السياسة أداة الآداب والطقوس النصرانية، وانتقلت الطقوس الإغريقية الخفية إلى طقوس القداس الغامضة المهيبة، وساعدت ثقافات وثنية أخرى على إحداث هذه النتيجة الجامعة للمتناقضات. فجاءت من مصر أفكار الثالوث المقدس (بل الشركي)، والحساب الأخير، وأبدية الثواب والعقاب الشخصي، ومنها جاءت عبادة أم الطفل والطفل، والاتصال الصوفي بالإله، ذلك الاتصال الذي أوجد الأفلاطونية الحديثة واللاأدرية وطمس معالم العقيدة النصرانية. ومن مصر أيضاً استمدت الأديرة نشأتها والصورة التي نسجت على منوالها. ومن فريجيا جاءت عبادة الأم العظمى، ومن سوريا أتت دراما بعث أدونيس (من موته). وربما كانت تراقيا هي التي بعثت للنصرانية بطقوس ديونيشس، الإله (عندهم) الذي يموت ليخلص (الآخرين). ومن بلاد الفرس جاءت عقيدة الألف عام وعصور الأرض، واللهب (الصراع) الأخير ، وثنائية الشيطان والله والظلمة والنور. فمنذ عهد الإنجيل الرابع يصبح المسيح نوراً "يضيء في الظلمة، والظلمة لم تطفئه". ولقد بلغ التشابه بين الطقوس المثراسية والقربان المقدس في القداس حداً جعل الآباء النصارى يتهمون الشيطان بأنه هو الذي ابتدعه ليضل به ضعاف العقول. (وباختضار) إن النصرانية كانت الاختراع العظيم الآخير للعالم الوثني القديم.