تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    26

    Question ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    موضوع ترددت في طرحه ولكن شغفي في معرفة هذه المسألة جعلني اطرحه
    اسمع من البعض يقول أن العقيدة أهم شيء ، كلما تحدثت عن شخص معين وعن أخلاقه الفاضلة سألك قال أهم شيء عقيدته هل تعرف عقيدته ؟؟ ، الحقيقة جلست افكر في هذا الكلام فتذكرت حديث عبد الله بن عتبة بن مسعود قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، يقول : إن ناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع ، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم ، فمن أظهر لنا خيراً ، أمناه وقربناه ، وليس لنا من سريرته شيء ، الله يحاسبه في سريرته ، ومن أظهر لنا سوءاً ، لم نأمنه ، ولم نصدقه وإن قال : إن سريرته حسنة )) رواه البخاري .
    وكذلك هذا الحديثين
    عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3482
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    قال رجل : يا رسول الله ! إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها ؛ غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ؟ قال : هي في النار ، قال : يا رسول الله ! فإن فلانة تذكر قلة صيامها وصدقتها وصلاتها ، وإنها تصدق تدق بالأثوار من الأقط ، ولا تؤذي بلسانها جيرانها ؟ قال : هي في الجنة . الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4922
    خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح



    السؤال : ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟
    أفيدوني بارك الله فيكم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    بل أخي: عقيدة صحيحة صافية، بأخلاق رفيعة عالية.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    لا تعارض كما أوضح أخونا التميمي -حفظه الله-.
    ضف إلى ما سبق:
    الفساد الأخلاقي فرع عن الفساد العقدي... لما بينه وبين الإيمان من علاقة إطرادية.
    وإن فسدت العقيدة فسد الدين كله. وإن صلحت العقيدة صلح باطنه تبعا لها فظهر على أخلاقه.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    792

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    العقيدة هي الأهم قولاً واحدا!
    الصور:
    رجل عقيدته سليمة وموحد ولكنه قليل الأدب والذوق والاخلاق
    رجل عقيدته فاسدة مشركة ولكنه في الأخلاق القمة

    لا شك ان الثاني لن تنفعه أخلاقه ولا اعماله الحسنة ما دامت عقيدته فاسدة, فهو في النار,
    قال تعالى ((قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا))

    دعني أصيغ السؤال من وجهة نظري مدعما بالأمثلة:
    هل اليهودي أو النصراني طيب القلب طيب الاخلاق أفضل أم المسلم الموحد قليل الذوق وقليل الأدب؟؟
    أيهما بالجنة وأيهما بالنار؟
    وعلى فرض دخول المسلم النار لكثرة معاصيه فهل هو مخلد؟
    كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا
    فتأمل.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    شكر الله للجميع..

    العقيدة هي الأهم قولاً واحدا!
    بل القول الواحد أخي الكريم أنهما وجهان لعملة واحدة.. لا يفصل أحدهما عن الآخر.
    فلا قاصر العقيدة تنفعه أخلاقه، ولا قاصر الأخلاق تنفعه عقيدته.. الكل سيحاسب وسيعرض على الله عمله.

    رجل عقيدته سليمة وموحد ولكنه قليل الأدب والذوق والاخلاق
    وهل تعتقد أن الله لن يحاسبه على سوء أدبه وقلة حيائه؟! الفصل لا يستقيم، ومن فصل فقد ترك معاني نصوصٍ نبوية صريحة في الثواب والعقاب على محاسن الأخلاق ورذيلها.

    هل اليهودي أو النصراني طيب القلب طيب الاخلاق أفضل أم المسلم الموحد قليل الذوق وقليل الأدب؟؟
    كلاهما سيء.. هذا بكفره، وهذا بسوء أدبه.
    ولا يعنينا هنا مقدار العقوبة المقدرة على كلٍ منهما ما لم يتوبا جميعاً.

    أيهما بالجنة وأيهما بالنار؟
    وعلى فرض دخول المسلم النار لكثرة معاصيه فهل هو مخلد؟
    أما قبل التوبة والرجوع إلى الله؛ فالكافر في النار إذا مات على كفره.
    أما المسلم العاصي فهذا لا نحكم له بجنة ولا نار يقيناً بأحدهما، فإن الله تعالى قال: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فهو تحت المشيئة.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    792

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    شيخنا خالد التميمي,
    اسمح لي قبل أي شيء ان أقول انني احبك بالله, فأنت احد المفضلين لدي في هذا المجلس,
    ومن هذا الباب اسمح لي أن أقول هذه الجملة وبالعامية
    ((مالنا شيخ؟؟))
    وهل تعتقد أن الله لن يحاسبه على سوء أدبه وقلة حيائه؟! الفصل لا يستقيم، ومن فصل فقد ترك معاني نصوصٍ نبوية صريحة في الثواب والعقاب على محاسن الأخلاق ورذيلها.
    أنا لا أقول أنه لن يحاسب , بل سيحاسب, إنما من باب المفاضلة, أو من باب أيهما أسوأ,
    فصاحب العقيدة الباطلة صاحب الخلق أسوأ من صاحب العقيدة السليمة ذميم الخلق.
    أما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ترضون دينه وخلقه...) ولم يقل فقط الدين,, ففصل.
    ولا أرى ان المسألة بحاجة إلى اطناب شيخي الحبيب, ثم ألم يصادفك من قبل :
    (طلبة علم) وأخلاقهم سيئة؟
    أو أمريكي عابد للصليب وأخلاقه رفيعة؟
    أنا صادفت الاثنين, ولا شك أن الشرك أسوأ الاخلاق أبداً.
    كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا
    فتأمل.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    الحبيب الغالي (أشجعي) سلمه الله ورعاه..
    القلوب شواهد بإذنه تعالى، ونحبكم يعلم الله كما تحبوننا وأكثر، فجزاك الله عني خير الجزاء.

    ويعلم الله أخرى أخي الحبيب أنه (ما لنا ولا حاقه والله) وما حصل إلا كل خير، ولم أقصد من كلامي أي أمر آخر سوى التوضيح.
    ولم يحصل إطناب ولا ما يحزنون، ومع ذلك أبشر يا أيها الحبيب (ألأشجعي):

    أولاً: أنا أتفق معك أنه يوجد هكذا، وقد رأيت ذلك ولمسته وعشته أيضاً، وليس الغرض من كلامي إنكار هذا إطلاقاً،بل والله لا ينكر، فكم من كافر حسن الخلق رفيعه، وكم من مسلم سيء الخلق رديئه.
    كلامي كله في تبرير الفصل بينهما وأنه خلاف نصوص الشرع الحنيف.
    وأدل دليل على ذلك الحديث النبوي الذي استشهدت به أخي الكريم، فعليه الصلاة والسلام لم يفصل كما ظننته أخي الكريم، بل جمع بينهما عليه الصلاة والسلام، وهذا أدل دليل على أنه لا يستقيم الفصل.

    ثانياً: أنا لا أنفي أيضاً أن صاحب العقيدة الفاسدة الساقطة الهالكة مع كونه يتمتع بأخلاق حسنة، أشد خطراً وضرراً وعقوبةً من صاحب العقيدة السليمة الصافية لكنه قليل الخلق سيء الأدب، وكلامي كله السابق في بيان أن الكل سيحاسب، فلذلك قلت: مع الفارق في الحساب وقوته بينهما.. فلم أنكر هذا.

    هذا كل ما في الأمر، فلم أطنب والله، ولكن أظن أن هناك سوء فهم فقط.
    وفقك الله أخي إلى كل خير، وادع لأخاك فهو يحبك.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    السكران التميمي ، أسامة جزاكما الله خيرا كثيرا كلامكما هو ما أردته و ارتحت اليه

    أخي أشجعي بارك الله فيك

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    792

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    بارك الله بك شيخي,
    نقطة سريعة: أنا قلت أن المسألة لا تحتاج الى اطناب, ولم أقل انك أنت اطنبت غفر الله لي ولك,
    بل على العكس انت اجدت وأفدت,
    وكم استفدت منك ,,,,,,,,ولا أزال,,,
    فبارك الله بك وبوقتك وبعلمك ورفع لك قدرك وأعلى مكانتك شيخي.
    كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا
    فتأمل.

  10. #10

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    أهم شيء الأخلاق وحب الوطن

    عبارة يدندن حولها كثير من اللبرالين في هذا الزمان , ليسمحوا لأنفسهم بتشريع بعض الظواهر السيئة في المجتمع , مثل :

    - لا يهم الحجاب أهمشيء الأخلاق .
    - لا يضر الإختلاط أهم شيء الأخلاق .
    - لا تهم العقيدة - يهودي أو نصراني - أهم شيء أخلاقه .
    وعلى نفس هذا النسق تأتي عبارة " وجدنا في الغرب إسلام بلا مسلمين , وهنا مسلمون بلا إسلام " .

    فلنحذر من هاتين العبارتين بشدة , والله المستعان .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    كلاهما سيء.. هذا بكفره، وهذا بسوء أدبه.
    ولا يعنينا هنا مقدار العقوبة المقدرة على كلٍ منهما ما لم يتوبا جميعاً.


    أما قبل التوبة والرجوع إلى الله؛ فالكافر في النار إذا مات على كفره.
    أما المسلم العاصي فهذا لا نحكم له بجنة ولا نار يقيناً بأحدهما، فإن الله تعالى قال: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فهو تحت المشيئة.
    الكفر بالله أشد وأعظم ذنبا من سوء الأخلاق.. لا ذنب أعظم من الكفر والشرك بالله عز وجل
    أما بالنسبة للعقوية فالذي يموت كافرا فهو مُخلدٌ في النار
    أم المسلم فإن مصيره الجنة سواءً عُذب في النار قبل دخوله أو لم يُعذب (غفر الله له دون عقوبة)

    فالكافر لا تنفعه أخلاقه في النجاة من النار.. فكفره يُحرم عليه الجنة ويخلده في النار
    أم المسلم فمهما بلغ فسقه فإن إيمانه بالله (عقيدته) تنجيه من الخلود في النار

    فإذا كانت عقيدة الشخص فاسدة فيجب اصلاحها أولا، ثم بعد ذلك اصلاح الأخلاق إذا صحت عقيدته

    اسمع من البعض يقول أن العقيدة أهم شيء ، كلما تحدثت عن شخص معين وعن أخلاقه الفاضلة سألك قال أهم شيء عقيدته هل تعرف عقيدته ؟؟
    هذا كلامٌ غير سليم
    فالدين لا يتوقف عند العقيدة، بعد تصحيح العقيدة يتم الانتقال لإصلاح غيرها من أمور الدين
    فإذا كان الرجل صاحب عقيدة صحيحة ولكن أخلاقه سيئة فيجب نصحه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ولا يُترك على فساد آخلاقه فقط لأن عقيدته صحيح
    إذا استفدت من المشاركة فادع الله لي ولزوجي أن يهدينا ويرزقنا الجنة من غير حساب
    التواني في طلب العلم
    معهد آفاق التيسير

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    الكفر بالله أشد وأعظم ذنبا من سوء الأخلاق.. لا ذنب أعظم من الكفر والشرك بالله عز وجل
    أما بالنسبة للعقوية فالذي يموت كافرا فهو مُخلدٌ في النار
    أم المسلم فإن مصيره الجنة سواءً عُذب في النار قبل دخوله أو لم يُعذب (غفر الله له دون عقوبة)
    لم نختلف في هذا بارك الله فيك.. ولم يكن نقاشنا حوله أصلاً لبداهته وتسليمه!!
    نقاشنا بأن الكل سيعاقب _ والكلام واضحٌ أعلاه _ وأنه لا يحسن الفصل بين العقيدة والأخلاق.. هذا كل ما في الأمر.

    فالكافر لا تنفعه أخلاقه في النجاة من النار.. فكفره يُحرم عليه الجنة ويخلده في النار
    أم المسلم فمهما بلغ فسقه فإن إيمانه بالله (عقيدته) تنجيه من الخلود في النار
    لكن الجميع سيدخلها _ إن شاء الله ذلك للمسلم _، وهذا هو مرادنا في الكلام بارك الله فيك، أن الكل سيعاقب، ولم نناقش مسألة أيهما أعظم، أو أيهما سيخلد!! فهذا لا يختلف فيه إثنان.

    وفقك الله لكل خير.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    نقاشنا بأن الكل سيعاقب _ والكلام واضحٌ أعلاه _ وأنه لا يحسن الفصل بين العقيدة والأخلاق.. هذا كل ما في الأمر.

    لكن الجميع سيدخلها _ إن شاء الله ذلك للمسلم _، وهذا هو مرادنا في الكلام بارك الله فيك، أن الكل سيعاقب،
    أخي الكريم
    كان الكلام عن الكافر والمسلم، وليس عن المسلم الذي في عقيدته خلل لكن لا يُخرج من الملة ولديه أخلاق حسنة
    والمسلم الذي عقيدته صحيحة وأخلاقه فاسدة

    فالكلام عن المسلم والكافر يختلف عن المسلم المبتدع والمسلم السني

    فالكافر مُعذب ومُخلد في النار من غير شك، ولا نجاة له منه
    أما المسلم السني الذي لديه أخلاق فاسدة فقد يُعذب وقد لا يُعذب... فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له... يعني القول بأنه سيُعذب احتمال وليس أكيد .. فقد يغفر الله له ولا يعذبه
    وكذلك هو داخل الجنة سواءً عُذب أم لم يُعذب
    فالفرق كبير بين الإثنين

    أما مسألة عدم الفصل بين العقيدة والأخلاق
    فالإثنين من الدين ويجب الاهتمام بهما، وعدم إهمال أي منهما
    ولكن إذا قابلت شخصا فاسد العقيدة وسيء الأخلاق
    فهل تنصحه في العقيدة أولا أم الأخلاق؟
    أكيد ستكون العقيدة، ثم بعد أن تُصحح عقيدته يكون التوجيه والنصح في الأخلاق والعلم على إصلاحها
    إذا استفدت من المشاركة فادع الله لي ولزوجي أن يهدينا ويرزقنا الجنة من غير حساب
    التواني في طلب العلم
    معهد آفاق التيسير

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم

    بل كان الكلام عن هذا أختي الفاضلة:
    السؤال : ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟
    أفيدوني بارك الله فيكم
    وما أتى بعد ذلك من كلام هو مجرد تفريعات جانبية لاشكال حصل لأحد الأحبة ووضح وبان ولله الحمد.

    وعلى كل حال أخيتي وفقك الله وغفر لك وأعفك آمين.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  15. #15

    افتراضي رد: ما هو الأهم العقيدة أم الأخلاق ؟؟؟؟ أفيدوني بارك الله فيكم


    السلام عليكم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    هذه أول مشاركاتي في هذا المنتدى وقد لفت انتباهي عنوان هذه الصفحة فأحببت أن أقدم هذه النصيحة:
    اعلم رحمك الله أن أول ما يجب تعلمه هو أصل الدين الذي اجتمعت عليه جميع الرسالات وبعث به جميع الأنبياء وهو مدلول كلمة التوحيد قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الانبياء:25)، وأكثر الناس اليوم يجهل هذا الأصل العظيم ويظن أن الإسلام يتحقق بمجرد النطق بحروف هذه الكلمة دون معرفة معناها واعتقاده والعمل به، وللعلم فإن هذه الكلمة هي ملة إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الزخرف:26: 27: 28)


    ومن المعلوم أن ملة إبراهيم هي الإسلام وهي ملة الأنبياء جميعا وهي البراءة من المعبودات الباطلة ومن عابديها ومن عبادتها وإفراد الله عز وجل بالعبادة وإخلاص الولاء والدين له وحده، وليست ملة إبراهيم مجرد النطق بهذه الكلمة، ولم يبعث الله عز وجل رسله ليأمروا الناس بقول هذه الكلمة فقط بل بعثهم الله بالتوحيد الذي هو عبادة الله وحده والكفر بما يعبد من دونه، قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)(الن حل: من الآية36)، هذا هو دين الأنبياء جميعا.

    والتوحيد لابد أن يكون بالقول والعمل قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح، فعبادة الله لا بد أن تكون بالقول والعمل واجتناب الطاغوت لابد أن يكون بالقول والعمل أيضا، ولايتم هذا إلا بمعرفة التوحيد وما يضاده من الشرك، وبعد المعرفة يكون الاعتقاد بأن التوحيد حق والشرك باطل وضلال، وبعد الاعتقاد يكون الإقرار والعمل بالتوحيد وموالاة أهله وترك الشرك والبراءة من أهله، والمعرفة والاعتقاد والإقرار والعمل بمجموعها يتحقق الإسلام، وإذا غابت المعرفة غاب كل ما بعدها، فالجاهل لا يستقيم له اعتقاد ولا إقرار ولا عمل فكيف يستقيم له إسلام، وإذا غاب الإسلام فلا تنفع الأخلاق ولا تغني عن صاحبها شيئا.

    قال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر:65) فتأمل هذه الآية جيدا فالمخاطب بها هم أعظم الناس أخلاقا.

    وقال عز وجل: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُم ْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) (الأنعام:121)

    وهذه الآية أيضا خوطب بها أعظم الناس خلقا ودينا ومحبة لله وخشية له، فهؤلاء إن وقع منهم ما يناقض توحيدهم كانوا أهون عند الله من الجعلان، فكيف بمن هو دونهم.

    فلو أن المسلمين في ذلك الوقت وافقوا على تبديل حكم واحد من أحكام الله وهو حكم الميتة من الحرمة إلى الحل كانوا بذلك من المشركين في حكم أحكم الحاكمين، فلا ينفعهم بعد هذه الموافقة والطاعة عمل صالح و لا خلق حسن، ولا ينفعهم قول لا إله إلا الله ولا سَبْقهم في الإسلام ولا صحبتهم لرسول الله، مع أنهم أطاعوا المبدِّل في تبديله في تغير حكم واحد لا غير وباقي الشريعة كما هي لم يغيروا منه شيئا، فكيف بمن يبدل بنفسه أحكام الله ويشرع ما لم يأذن به ربه ومولاه!! وكيف بمن يواليه مع فعله هذا وينصره ويتبعه؟!!

    فاعلم أيها السائل أن أول ما يجب عليك هو معرفة دين الإسلام الحق الذي صار غريبا في هذا الزمان ولابد لكي تعرفه أن ترجع إلى كتاب الله فقد بين الله عز وجل في كتابه ملة إبراهيم التي أمرنا باتباعها وسفّه من رغب عنها، فتأمل ما دعا إليه رسل الله، وما هو أول ما استفتحوا به دعوتهم؟ وما هو الأصل الذي اجتمعوا عليه؟ وما هو الخلاف بينهم وبين قومهم؟ وهل كان الرجل يدخل في هذا الدين بمجرد النطق بكلمة التوحيد مع استمراره على شركه واعتقاد أنه على حق وأن دين قومه لا يتعارض مع الدين الجديد؟

    تأمل في كتاب الله لو كان الإسلام يحصل بمجرد النطق بكلمة التوحيد لماذا أنكر المشركون ترك آلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله؟ ما علاقة النطق بهذا الكلمة بترك عبادة غير الله واعتقاد بطلانها؟

    تأمل في كتاب الله ما ضرب الله فيه من أمثال، كقوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر:29)

    هذا العبد الذي له أكثر من سيد هو مثل المشرك يعبد الله ويعبد غيره

    وهذا العبد الذي له سيد واحد هو مثل الموحد لا يعبد إلا الله

    هذا مثل بسيط، فهل يعقل هذا أكثر الناس اليوم؟

    إذا تعدد الحكم والشرع ولم يكن مصدره واحدا.. فهل يمكن مع هذا أن يكون المتبع لشرع الله وشرع غيره مسلما موحدا كالعبد الذي لا يطيع إلا سيدا واحدا؟!

    إبراهيم عليه السلام لما قال له ربه أسلم قال: (أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (البقرة:131) ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ربه أن يقول: (أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ)(آل عمران: من الآية20) وبلقيس لما أسلمت قالت: (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(ا لنمل: من الآية44) وكل شيء في السموات والأرض يخبر الله أنه مستسلم لله وحده (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً)(آل عمران: من الآية83) وقد جعل الله عز وجل دينه الذي يرضاه من عباده الإسلام وهو إخلاص الاستسلام لله وحده دون شريك (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً )(النساء: من الآية125) هذا هو الإسلام أن تستسلم لله وحده باتباع ما جاء به رسوله وأن تكون على ملة إبراهيم.

    فهل تنفع الناس اليوم أخلاقهم وهم مستسلمون لغير الله باتباع شرائع ومناهج وقوانين ما أنزل الله بها من سلطان ولا أذن بها ولا رضي عنها.

    يتعدد المصدر الذي يتلقون منه الحكم والتشريع ولا يعتبرون هذا تعددا للآلهة المعبودة!! ويعتبرون أنفسهم مستسلمين لله وحده الذي قال: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر:29)

    والقائل: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)(ا لأعراف: من الآية54).

    والقائل: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(يوس ف: من الآية40).

    والقائل: (مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً)(الكهف: من الآية26)

    والقائل: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (لأعراف:3) ،

    والقائل: (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا) (الأحزاب:67)

    والقائل: (فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ)( الحج: من الآية34)

    والقائل: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)(آل عمران: من الآية64)

    والقائل: (وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:80)

    أبعد كل هذا يصح أن يطلق على من شرع للناس مع الله منهجا وقانونا لتنظيم الحياة وتعبيد الناس له من دون الله مسلما لله؟؟!!!

    يشرِّع من دون الله ويريد أن يطاع شرعه وقانونه كما يطاع شرع الله ويقدم ما شرعه على شريعة الله ويوجب ويفرض الحكم به ويرفض شريعة الله ويكون هذا مسلما لله؟؟!!!

    ويُوالى هذا المشرع ويُطاع ويُتبع ويُنصر بالنفس والمال ويكونون هؤلاء مسلمين لله وحده وعلى ملة إبراهيم؟؟!!!!

    وقبل كل هذا تُدعى الأوثان كما يُدعى الله، ويستغاث بها كما يستغاث بالله، ويذبح لها كما يذبح لله، ويطاف عليها كما يطاف على بيت الله، ويعتقد فيها ما لا يعتقد إلا في الخالق المالك رب السموات والأرض، ويكون هؤلاء مسلمين لله وحده على دين من بعثه الله ليكون الدعاء والاستغاثة والذبح والطواف واعتقاد النفع والضر والشفاعة لله وحده، الذي كفّر من عبد غير الله وعاداهم وتبرأ منهم وحاربهم؟؟!!!!

    قولوا لي بالله عليكم: هل ينفع مع هذا الجهل العظيم خلق أو صلاة أو صيام أو حج أو جهاد؟!!

    ولا أقصد بالطبع التهوين من شأن الأخلاق التي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتممها وقد كان القدوة والمثل الأعلى فيها، وقد كان صدقه وأمانته وكرمه وحلمه سببا في نشر دين الله ودخول الكفار فيه وإعداد الجيل الأول الذي أقام الله به هذا الدين الحنيف.

    ومما يؤكد أهمية الأخلاق في دين الله قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنّ َ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96)) [سورة النحل]

    وتأمل قوله تعالى: (وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ). فجعل سبحانه نقض العهد (وهو خلق سيء تفشى كثيرا هذه الأيام) سببا في الصد عن سبيل الله وتوعد عليه بالعذاب العظيم.

    ولقد دخلت في الإسلام جماعات وشعوب بسبب ما رأوا من وفاء المسلمين بعهدهم ، ومن صدقهم في وعدهم ، ومن إخلاصهم في أيمانهم ، ومن نظافتهم في معاملاتهم. يوم كان الإسلام يعني عقيدة وشريعة وخلقا ومعاملة.

    وقال جل وعلا في حق نبيه: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)(آل عمران: من الآية159) هذا في شأن معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لأتباعه الذين آمنوا بالله وحده وتبرؤا من الشرك وأهله وأخلصوا دينهم لله.

    وأما في حق الكافرين فقال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)(الفت ح: من الآية29)

    وقال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(الممتح نة: من الآية4)

    ويجب أن نعلم أن الإسلام هو دين الله الذي ينظم علاقة المسلم بربه كما ينظم علاقة المسلم بغيره من أفراد جنسه المسلمين والكفار ويحدد له أيضا حتى علاقته بالحيوانات والجمادات، فمن رضي بالله ربا وبالإسلام دينا يجب عليه أن يسلم وجهه لله وحده ويجعل حياته كلها لله بل مماته أيضا، متبعا في ذلك كله ما شرعه له ربه على لسان رسوله.

    قال تعالى: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) (الأنعام:161- 164)

    وقد قال قبلها: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً )(الأنعام: من الآية114)

    فالعبودية لله وحده والحكم لله وحده والولاء لله وحده، لايتخذ المسلم وليا ولا حكما ولا معبودا غير ربه وخالقه ومالك أمره ورازقه.

    وختاما نقول إذا نظرنا للأولوية والأهمية فالعلم بعقيدة التوحيد وما يناقضها والعمل بها قبل كل شيء. قبل الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد وغيرها.

    فمن عرف الإسلام وقَبِلَهُ وعمل به وجب عليه ما بعده، ومن كان جاهلا للإسلام فأول ما يجب عليه هو تعلمه وتمييزه عن الأديان الباطلة الأخرى واعتقاده والعمل به.

    قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل لما بعثه داعيا إلى اليمن: ( ... ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة... )

    والله أعلم

    أسأل الله أن يعلمنا وإياكم ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •