تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    45

    افتراضي دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    وبعد
    أيها الكرام ..
    سللت غمد القلم وأنخت راحلة العلم للرد على أهل التنوير ودعاة التحرير من مدعي الأفهام وكثيروا الاستفهام وسفهاء الأحلام , فأسأل الله العون والتيسير لنقضي على شبه دعاة التيسير ممن رأوا أن الإسلام صعب يحتاج إلى تيسيرهم وظلام يفتقر إلى تنويرهم وقد خانهم الفهم ونقص العلم ..


    لابد لنا قبل الشروع في الرد عليهم أن نتعرف عليهم , على رموزهم وعلى مؤهلاتهم وعلى منهجيتهم وطريقتهم ,فاقتطعت من وقتي جزءً لقراءة إنتاجهم الفكري والعلمي والثقافي , فتتبعت مقالاتهم ونظرت في دعواتهم ولقاءاتهم , لأنتقدهم بواقعية وأصفهم عن قرب مستدلا عليهم بأقوالهم ومجيبا على شبههم بالحجج الواضحة والبراهين البينة .


    لا أخفيكم أني قد كنت وما زلت مقتنعا بأنهم لم يعطوا حقهم في النقد والتتبع و مؤمنا بضعف نقد أسيادهم _الذين جعلوهم وجهة لأنهم نسخ مزيفة وصور ملطخة ,لأقوام هدموا الدين في بلدانهم وكانوا سفراء لأهل التغريب وعادة الحقوق _ من قبل أهل العلم ودعاة الحق مع خطرهم الكبير وضررهم الواسع على أصول الدين وجزئياته وتشريعاته,
    ولعلي أبدأ في وصف منهجهم وذكر طريقتهم ودعوتهم , ليتضح لكل قارئ من أقصدهم ممن لم يعرفهم أو ممن اغتر بهم وظنهم دعاة إصلاح ورواد نهضة ومحبي تقدم ..


    وحتى لا أظلمهم ولا أصفهم بما لا يظهر منهم فلعلي أستشهد ببعض مقولاتهم وكتاباتهم , وحسبي أن أقل في ذلك حتى لا يكثر النقل فسأكتفي بالبعض ممن أصبحوا لهم رموز ومنظرين لعلمي بأن أكثرهم تابعين ومتمردين على الحق ومحبي ظهور لايملكون رؤية ولا يحملون رسالة ...


    هم عندي أخطر من أهل العلمنة لأنهم لهم سفراء , ولأنهم أهل جدل وتعالم ومظاهر قد تغر بهم الجاهل وتوقع في فتنتهم المستلب , وفي تصوري أنهم مصابون بصدمة حضارية وانبهار لم تتحمله عقولهم وإعجاب بما يمتلكه الغرب الكافر من آلة متطورة في شتى المجالات , مما دعاهم إلى الوقوع في أزمة فكرية ومشكلة نفسية وردة فعل قوية تجاه منهجهم وعلمائهم ودعاتهم , فأشرعوا الأسهم إلى صدور طالما علمتهم وانتشلتهم من براثن المعاصي ووحول الفساد ..وصدروا أنفسهم كمفكرين وعلماء ومقاصديين وفهماء!! فاستدركوا على أهل العلم الكبار وناوئوا منهج السلف الأطهار ..


    ولي معهم وقفات في سلسلة مقالات _ في كل مقال منها وقفة أو أكثر لأصف حالهم وأقف على شبهاتهم _ تبدأ بتتبع منهجيتهم ورموزهم ويتوسطها نقدهم وتنتهي بنصحهم ودعوتهم لعل عاقلهم يؤوب وذكيهم يعود ومن اغتر بهم يتعرف عليهم مستعينا بالله وحده ومقتنصا لفرص الوقت الضيقة ..


    الوقفة الأولى / من المقصود بهذا الطرح ؟؟
    "يتبع

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

    من المقصود بهذا الطرح ؟

    في الواقع عندما نتحدث عن التنويريين يذهب تفكير الكثير إلى اللبراليين وإن كانوا متفقين معهم في بعض النقاط إلا أنهم يختلفون معهم في المنطلقات وفي نقطة حساسة وكبيرة وهي التعامل مع النص الشرعي فبينما تجد اللبراليين يتفاوتون في تعاملهم مع النص الشرعي بين مكذب به وجاحد له وبين من يرى أنه لا بد أن يخضع للنقد والتقييم وبين من ينكر أن القرآن كلام الله ويرى أنه من كلام البشر وهؤلاء على اختلافاتهم إلا أنهم ليسوا مجال بحثي هنا ولست أقصدهم في حديثي.وهم بين ملحد يرى أن التنوير عدوا للإسلام وبين محرف يرى أنه لا بد من إعادة فهم النص وفق معطيات العصر الحديث ومن أمثلة هذا التيار الذي يمكن أن نطلق عليه التيار التنويري العلماني بشقيه الجاحد والمحرف د.زكي نجيب محمود، د.فؤاد زكريا، د.جابر عصفور صاحب "محنة التنوير"، والدكتور محمد أركون، والدكتور صادق جلال العظم، والدكتور الطيب التيزيني، والدكتور عاطف العراقي وغيرهم.ومن أرباب التيار التحريفي أمثال رفاعة الطهطاوي، وجمال الدين الأفغاني، محمد عبده وبعض تلامذته كقاسم أمين وعلي عبد الرازق وطه حسين وأحمد لطفي السيد وسعد زغلول ومحمد حسين هيكل باشا، ومحمد أسد ومحمد فتحي عثمان ومحمود الشرقاوي وحسن حنفي ونصر حامد أبو زيد ومحمد شحرور وغيرهم كثير .

    وهؤلاء لا أقصدهم في مقالاتي هذه ولا أتحدث عنهم لوضوح أمرهم وجلاء منهجهم مع اعترافي بخطورتهم ومشاركتهم في التغريب حيث كانوا رواده وسفراءه وأكبر من يحامي عنه ويدعوا إليه .

    من أقصدهم هم تجمع لبعض الشباب الذين فتنوا وانبهروا بالغرب وبزيف الديمقراطية وكذبها وأصبحوا ينادون بالنهضة والإصلاح ويدندنون حول المقاصد والمصالح العليا و يلتحفون السلفية ليصلوا إلى الشريحة الكبرى في المجتمع التي تحمل هذا المنهج وتسير عليه وإن كانوا من أشد الناقمين على السلفية والمناوئين لها .

    هذا الحزب أو التجمع الذي أطلق عليه مصطلح أهل التنوير هم في الواقع قد تربوا في أحضان السلفية ونهلوا من معينها فترة من الزمن ولكن مرت بهم تحولات فكرية كبيرة في فترة التسعينات الميلادية وبداية الألفية الجديدة نتج عنها تساؤلات كبيرة في أذهانهم وشبهات انتشرت بينهم عن طريق المجالس الخاصة التي كانوا يجلسونها ويتحدثون فيها .

    لقد بدأت هذه التساؤلات الكبيرة والتي لم يمتلكوا الجرأة في طرحها على العلماء في وقتها تسبب لهم كثير من القلق والحيرة , إضافة إلى أن جهلهم بأمور الشريعة أوقعهم في تناقضات كبيرة وخاصة أن بعضهم قرأ بعض كتب الفقه التي فيها بعض مسائل الخلاف وهو لم يتقن أبواب الفقه وقواعد التعامل مع الأقوال فأوقعه ذلك في استشكالات كثيرة وكما قال الغزالي في الإحياء " ولا يبدأ الطالب بالخلاف فإن ذلك يفسده " .

    العجيب أنك حينما تناقشهم في مسألة من مسائل الخلاف فتطلب منهم أقوال أهل العلم ومن قال بها وماهي أدلتهم التي استدلوا بها وهل هذا القول راجح أو مرجوح ؟ لا تجد إجابة وإنما هو الهروب من الالتزام بأقوال العلماء الراسخين !!

    ألف أحدهم كتابا فجمع المسائل التي يرى أن فيها خلاف و دعا إلى أن من اتبع أي قول من هذه الأقوال مصيب أيا كان هذا القول وقد إطلعت على كتاب لأحدهم يشنع على من ينكر على حالق اللحية أو تارك صلاة الجماعة أو مسبل الثوب وهكذا !! ولا تجد في مثل هذا الكتاب دليلا واحدا من الكتاب والسنة أو حتى قول عالم معتبر.

    إذاً نحن نتحدث عن مجموعة تسمت أو سميت بالتنوير ونادت بالنهضة واتصفت بمنهج معين سنوضحه بإذن الله في هذا الموضوع تباعا , وهذه المدرسة إن صحت التسمية تعتد بالعقل كثيرا وترى أن طاعة العلماء وتقليدهم هو تأجير للعقل وتنادي بالتجديد والنهضة والإصلاح , وترى أن حفظ الحقوق وحفظ المال العام من الضرورات التي أمر الشرع بحفظها , وتنادي بالحرية والديمقراطية وبفتح باب الاجتهاد . وقد تأثرت هذه المجموعة برموز إسلامية حاولت فتح باب الاجتهاد والاعتناء بالمقاصد فأخطأت الطريق حيث وقعت في التحريف والتبديل بحجة موافقة العصر والواقع وبحجة العناية بالمقاصد والكليات ومن أمثال هذه الرموز التي تأثر بها هؤلاء الشباب صاحب كتاب " الحريات العامة في الدولة الإسلامية" والغزالي وغيرهم ممن وقع في أخطاء كبيرة وخطيرة ونرى اليوم انجراف آخرين خلف هذه المدرسة مما أثر على بعض طلابهم .

    ولعله من المناسب قبل أن أتحدث عن هؤلاء الشباب المساكين أن أنقل بعض معالم منهج الرموز التي يقلدها هؤلاء كما ذكر الشيخ مشهور آل سلمان في مقدمته عند تحقيقه للموافقات حيث تحدث عن هؤلاء الذين يحتجون بالشاطبي رحمه الله لمحاربة الجمود حيث يعتبرون التقليد للسلف جمود وتحجر ورجعية وينادون بالتجديد والتنوير والتحديث وقد وصف منهجهم وصفا دقيقا حيث قال : " هذه النصوص المطولة التي أوردناها أعلاه عن كافية لبيان منهجه العصري في فهم الإسلام والذي يتلخص في أن الأفراد والجماعات ومنهم المسلمون في تطور وتغير دائم وتعتريهم حالات الصحة والمرض والقوة والضعف والإسلام يجب أن يكون بناء على ذلك قابلا للتطور والتغيير ويجب أن يكون مرنا وإلا لم يكن صالحا فالأحكام يجب أن تتغير بحسب الواقع فما كان حراما قد يصير حلالا والقاعدة التي تتبع في ذلك المصلحة التي يراها العقل فما يراه العقل محققا للمصلحة ودارئا للمفسدة فهو مشروع وإن خالف نصا لأن النصوص برأيه ليست جامدة ولا مصوغة في صيغة نهائية ولم تعط حكما لكل فعل وحالة والمجال فسيح أمام العقل ..." الموافقات تحقيق مشهور آل سلمان 1/46 .

    وعند تتبع نتاج هذه الرموز والنظر في دعوات هؤلاء الشباب نجد أنهم يسيرون على نفس الخط والمنهج بشكل كبير وواضح وسأستشهد عليه من أقوالهم وأقارنها بأقوال أمثال الغنوشي والغزالي ليتضح للجميع أنهم أتباع لهذه المدرسة.

    وهؤلاء للأسف قد دخلوا في باب لا يحسنونه ولا يجيدونه إذ أن علم المقاصد من العلوم التي ينبغي أن يتصدى لها الكبار والمتقدمين لا صغار الطلبة وقليلي الفهم والعلم إضافة إلى البعد التخصصي عند كثير منهم , ومن رموزهم الموجودة والتي تصرح بإتباعها لمنهج التنوير وتعترف بذلك نواف القديمي وعبد العزيز قاسم وسليمان الضحيان وعبد العزيز خضر وغيرهم كثير .

    لعلني الآن وضحت منهم هؤلاء الذين أقصدهم في مقالاتي هذه وسأتحدث عنهم وأسلط الضوء على منهجهم بشكل عام مع الاستشهاد ببعض أقوالهم وليكن في المقال القادم والذي هو بعنوان :

    "منهج التنويريين الإسلاميين السعوديين ومطالبهم "

  3. #3

    افتراضي رد: دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

    تسجيل متابعة ...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    322

    افتراضي رد: دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

    طرح قيم جزاك الله خيرا ونفع بك.

    وهنا ايضا رابط يتعلق بذات القضية (التنويريون أو الوسطيون أو العصرانيون)
    تعدد الأسماء والمسمى واحد.
    الوسطيون الجانب الأخطر في هذه المرحلة.
    قال ابن المبارك:
    وجدت الدين لأهل الحديث،والكلام للمعتزلة، والكذب للرافضة، والحيل لأهل الرأي.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

    منهج التنويريين الإسلاميين السعوديين

    يتسم منهج دعاة التنوير من الإسلاميين بتناقضات كبيرة وأخطاء فادحة مما جعلهم يتخبطون بشكل ملفت كما أنه يتسم بخلل كبير في فهم الواقع وتقييمه والتعامل معه وبعدم وضوح الرؤية ومعرفة الأولويات فتجدهم يطالبون بالعدل والحرية والنهضة والحقوق وحفظ المال العام ويهتمون كثيرا بالمقاصد والحكم والكليات وعند التدقيق والتفحص تجدهم أبعد الناس عن المقاصد وأقلهم عناية بها ولعلني أيها الكرام أقف بكم على أهم ملامح منهجهم من خلال التالي :



    1- الانهزام النفسي الظاهر من خلال الانبهار بالحضارة الغربية الزائفة والمديح والثناء لها وعليها واعتبارها نبراسا يهتدى به ويخضع له حيث تجد في مقالاتهم من الاعجاب بما عند الغرب ما يظهر انبهارا واستلابا لما عليه القوم بصورة غريبة وتناغم واضح فيما بينهم.. ألَّف بعض الصغار كتبا يحاول أن يقارب بها بين المنهج السلفي والديموقراطية الغربية كما فعل نواف القديمي في كتابه أشواق الحرية , ويظهر بجلاء هزيمة القوم النفسية من خلال نبرة حديثهم عن الغرب وتفوقه المادي ويحاولون أن يختاروا من الآراء الفقهية ما يتناسب مع هذه الحضارة الغربية بغض النظر عن الدليل الشرعي فهم يعتبون المصلحة ويدندنون حولها كثيرا وعندما تنظر إلى أي مصلح يقصدون إذا هم يعنون عدم التعارض مع بعض ما عند الغرب من مظاهر الحضارة , والعجيب أيضا أنهم يظهرون غيرة على الإسلام ونحسبهم صادقين فيما يظهرون ولكن الصدق وحب الخير لا يكفي بل اتباع الحق والدليل هو المعيار والمقياس لا مناقضته ومخاتلته .


    2-اضطرابهم في مسألة الولاء والبراء بشكل واضح وفج للغاية حيث يتجلى ذلك في غلظتهم مع شباب الدعوة ورموزها وعلمائها بحجة النقد البناء وتصحيح الأخطاء بينما تجد تساهلا ولينا كبيرا منهم مع أعداء الدين من أهل العلمنة ومن الفرق الضالة بل قد تجد بعضهم يسطر مقالا للدفاع عن رمز لفرقة ضاله ليقف في صف الخصوم ضد إخوانه كما تجلى ذلك في موقف كثير منهم من السستاني بحجة التقارب والتعايش ولا تجد لأحدهم ردا واحدا في الدفاع عن علماء أهل السنة مع قرب التوقيت في الحادثتين كما حصل مع الشيخ البراك بل تجدهم يصطفون في جانب الأعداء بصورة تنبئ بخطر عظيم وتحول غريب , ولا شك أن ما يقومون به بحجة التقريب والتأليف مخالف لمنهج السلف الكرام في التعامل مع المبتدعة والضلال من أهل الكلام والزندقة , و هجر أهل البدع هو منهج أهل السنة قال تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ).
    قال الشوكاني : وفي هذه الآية موعظة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله ، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله ، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة ، فإذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم .
    وقال تعالى (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) .
    استدل مالك بهذه الآية على معاداة القدرية ، وترك مجالستهم ، وفي معنى أهل القدر جميع أهل الظلم والعدوان .
    3- العقلانية المفرطة واتباع أساليب أهل الكلام من المناطقة والفلاسفة والاستشهاد بأقوال فلاسفة الغرب ومناطقة العرب , بصورة كبيرة حيث أهدروا ميزان أهل السنة في ضبط علاقة العقل والنقل , والتوسع في ذلك بحجة إعمال العقل وعدم تأجيره وتعطيله , حتى أصبح لهم رأي في كل مسألة ونازلة مع جهل كثير منهم بأبسط أمور الدين وقواعده , كما أنهم للأسف فتنوا بمصطلحات يلوكونها ويرددونها بدون وعي مثل مصطلح حرية التعبير عن الرأي ولا أدري من أي منطلق ينطلقون مما جعلهم يشرعون جواز السماح للمنافقين بالتعبير عن آراؤهم وإن كانت كفرا ظاهرا , واعتزازهم بعقولهم لا ينكره متابع لمقالاتهم وآرائهم حيث تسمع كثير منهم يردد كثيرا مصطلح من وجهة نظري وفي رأي الشخصي وفي تصوري , والمضحك أن كثيرا من آرائهم لا تعتمد على دليل ولا تستند إليه , بل قد تجد أحدهم يتكلم لساعة ولا تسمعه يذكر آية أو حديث , كما اتصفت مقالاتهم بالبعد عن الاستشهاد بالآيات أو حتى الافتتاح بالبسمة والحمد والثناء .. ولا أدري هل يظنون أن الافتتاح بالبسمة والحمد معيب أو لا يناسب العصر أو ينافي الذوق الأدبي أم أنها الانهزامية التي تجلت حتى في أساليبهم .
    4- من أهم الملامح التي ظهرت على هذا التيار هو ضعف إعتزازه بالمنهج السلفي وضعف ثقتهم بمنهجهم وعلمائهم فقد انطلت عليهم شبه أهل الفساد فنقموا على العلماء والدعاة ووجهوا إليهم سهام القدح باسم النقد وأصبحوا أداة في يد أعداء المنهج لحرب المنهج باسم النقد والتجرد والإنصاف فناوئوا أهل العلم الكبار ونقموا عليهم ووصفوهم بالجمود والتشدد والغلو واتبعوا معهم منهج أعداء الأمة فحاكموهم بلوازم أقوالهم واعتبروا لازم القول قول للعالم وألزموهم بأقوال طلابهم وأنهم السبب في ما يصدر عن بعض طلاب العلماء من أقوال لا توافق منهج هؤلاء المميعين من دعاة التنوير , وإضافة إلى ضعف القناعة والاعتزاز يظهر عليهم رقة التدين وضعف العبادة فبدؤوا بتقصير لحاهم وتتبع الرخص والآراء الضعيفة التي يرون أنها تناسب الانفتاح العصري والتقدم الحضاري , كما استهانوا بالهدي الظاهر وبدأ حديثهم عن أن المهم هو الجوهر والمخبر في إظهار للخور ومحاولة للهروب والتبرير .
    5- من أظهر صفات منهجهم خلطهم في مسائل الخلاف حيث يرون أنه لا إنكار في مسائل الخلاف , بدون تفريق بين الخلاف العقدي والفقهي , ولا بين الخلاف القوي والضعيف , ولا بين الأصول والفروع , ولا بين مافيه نص وماليس فيه نص , وهم بهذا يقعون في منهج خطير سبقهم إليه أهل الكلام من الزنادق من أصحاب القول الملفق فيرون أن لكل شخ حرية مطلقة في اختيار أي رأي فقهي بغض النظر عن موافقته لمقاصد الشريعة ولنصوص الوحي أو مخالفته فعندهم في كل مسألة قولان لك أن تأخذ بأحبهما إلى نفسك فمسألة اللحية يجوز حلقها ويجوز تركها ومن أخذ بأحد القولين لم نشنع عليه وصلاة الجماعة ليست بواجبة ولا ينكر على من تخلف عنها ومن يسمع الغنا لا يعنف عليه لأن هناك من قال بجوازه وكذلك الخمر والإسبال وكشف الوجه وغيرها ولا أدري في الحقيقة ما أبقوا من الدين عندما يعرضون الشرائع بهذه الطريق الغريبة من باب التيسير زعموا وحقيقة منهجهم في هذه المسألة هي تمييع الدين وفتح الباب أمام الناس في زمن قلت فيه التقوى والورع وظنوا أنهم بذلك يسايرون الواقع ويسهلون الدين ويرغبون فيه وما علموا أن من أخذ بقولهم لم يبق له من دينه شيء وقد تكلم السلف الأطهار عن خطورة هذا المنهج وضرره على الإسلام .
    6- الاستبداد الفكري ومصادرة آراء العلماء الربانيين والفرار من الحوار العلمي وتحت شعار الغيرة على الإسلام ومحاربة فكر الغلو رفع بعض كتاب هذا التيار الأسنة على بعض أئمة أهل السنة بكل ما أمكنه من القدح اللاذع وأطلق في حقهم عبارات لا تليق في حق الصبية الأحداث فضلا عن رموز الإسلام من العلماء الربانيين والمجددين المجاهدين فرأينا من ينتقد ابن تيمية رحمه الله ومن يتجاوز الأدب معه ومن ينتقد كبار أهل العلم بأسلوب رخيص ينم عن ضعف ديانة وضعف عقل فاتسقت كتابات القوم _ رغما عنهم _ مع مقاصد وخطط أهل الإفساد فكانوا بوقا لهم لحرب علماء أهل السنة وكانوا نصيرا لهم لإسقاط رموز السلفية ورواد نهضتها وكانوا سهاما في يد أعداء الأمة وجهوهم إلى نحور أهل الإسلام .
    7- فرحهم بثناء أهل الباطل وتعاونهم معهم والركون إليهم والتبسط معهم حيث رأينا تبادل الثناءات والإطمئنان إلى مديح أهل الشهوات وهذا لعمرك من المهلكات فمتى مدح أهل الباطل من يكشف زيغهم ومن يرد عليهم باطلهم ولكنه التوافق والاستفادة منهم في تحقيق مآربهم وما يسعون له من أهداف .
    8- اتسمت خطابات التنويريين بالمناداة بالإصلاح السياسي والمالي والإداري بالدرجة الأولى حتى أنك تشعر حينما تقرأ لأحدهم أنه يحمل فكرا ثوريا يخشى من عواقبه يقول محمد العبد الكريم في مقال له يسخر من الهيئة بصورة النقد " إننا نتطلع لرؤية شبابنا وهم يقفون أمام جور الحكام والاستبداد والفساد والقهر والظلم، وإقامة العدل والحقوق والنهضة... بكل الوسائل السلمية، نتطلع أن نسمع شهيداً نرتل أمام جثمانه آيات البطولة.. ننثر فوق رحى روحه الطاهرة قصائد الشرفاء، تدوي في كل أرجاء الوطن وتسمع الثكالى والمقهورين أناشيد النصر والتمكين. هكذا سوف نكسر أنوف الجبابرة، ونطعن الاستبداد بهندسة العمل السلمي " مجلة العصر فانظر كيف يفكرون وكيف يريدون الاحتساب , كما اتسمت تلك الخطابات بتعلقها بالمقاصد الشرعية والحرص على تحقيقها والاستشهاد بأقوال مجتزأة لبعض الأئمة من أمثال ابن تيمية والشاطبي رحمهما الله مع أنهم في الحقيقة يخالفون منهج هؤلاء الأعلام في الحقيقة ومن خلال متابعتي لما يطرحون أنهم لم يطالعوا كتب الأئمة في هذا الباب وإن استشهدوا ببعض أقوالهم بل اكتفوا بكتب المتأخرين الذين تحدثوا عن المقاصد فكان لهم أخطاء كبيرة لم ينتبه لها هؤلاء بسبب ضعف تأصيلهم وقلة إطلاعهم على كتب المتقدمين وممن تأثروا بهم في هذا الباب علال الفاسي وراشد الغنوشي وابن عاشور , والواقع أنهم وقعوا في التناقض والجدلية لأنهم فصلوا المقاصد عن النصوص وأسندوها إلى استحسانات عقولهم ومناسبتها لواقعهم بعيدا عن فهم المقاصد الشرعية .
    9- من معالم منهجهم اضطرابهم وعدم اضطرادهم فتجدهم يتعاملون مع حدثين متماثلين بطريقتين مختلفتين في كثير من الأوقات كما تجد أنهم كثيروا التقلب والتلون بشكل مفاجئ فبينما تجدهم اليوم على رأي سرعان ما تجدهم غدا على رأي مناقض تماما , ومع أن كثيرا من رموز هذا التيار يؤمن بأن المرجعية هي الكتاب والسنة ولكنه في الواقع يضع لنفسه فهما مخالفا لما فهمه السلف الأطهار من الصحابة والتابعين فيكثر عندهم التأويل والتحوير .
    10- سعيهم لفرض آراؤهم الفقهية على الناس والعجيب في ذلك أنهم ينادون بعدم التعصب للرأي الفقهي ثم يحاولون ويسعون إلى تعميم وعولمة آراؤهم والتي لا يظهر كثير منها إلا في أثناء المعارك بين علماء الإسلام وأهل الفساد وكأنهم يبررون لأهل الفساد مع غياب أصواتهم وآراؤهم قبل ذلك وكأن وراء هذه الأصوات مصالح بعيدة أو قريبة يطمعون فيها فهم في الواقع العملي ينكرون على المحتسبين وعلى من يحرم الاختلاط وعلى من ينادي بالحجاب الشرعي والحشمة للمرأة ويحاولون إظهارها على القنوات ليحققوا مكاسب كبيرة فاليوم يظهرونها محجبة غدا يظهرون غير المحجبة بحجة الرأي الفقهي فأي تخبط وقع فيه امثال هؤلاء يقول عبد العزيز قاسم "أحاول جهدي أن يكون البرنامج لكل أبناء الوطن، وأن تكون الشخصيات ممثلة لكل تيارات الوطن،
    وطالبت حتى بالسماح باستضافة أخوات في البرنامج وهن بكامل حجابهن الشرعي ومنتقبات،مثل الدكتورة نورة السعد أو الدكتورة نورة العدوان أو الدكتورة رقية المحارب أوالسيدة الأصيلة حصة العون"صحيفة سبق
    11- التشويش على الناس والتلبيس عليهم ومحاولة بث الشبه فيتحدث أحدهم في صحيفة سيارة وهو يعلم أن هذه الصحيفة ستستغل كلامه بصورة مباشرة لدعم التغريب وتستند عليه لرد أقوال أهل العلم الثقات ومع ذلك يساندها ويساهم معها في التلبيس على الناس في أمور دينهم وعندما يناقش يتعذر بأعذار واهية بأنه لم يرد ما تم نشره ويتراجع عن بعض آرائه في المجالس الخاصة ولا أدري كيف يسمح لنفسه أن يبث الشبهات على الناس ثم لا يمتلك الجرأة لتصحيح المفاهيم المغلوطة والرسائل المغرضة التي بثتها تلك الصحف !!.
    12- وصف السلفية بالتقليدية أو الرسمية في استنقاص لكبار العلماء ومحاولة للحط من قدرهم وأنهم مجرد موظفين في الحكومة لا يفتون إلا بما يتوافق معها ويتناسب مع توجهاتها وبعد ذلك كله يظهرون بمظهر الناصح المنتقد وقد جرؤوا كتاب الأعمدة على أعلام الأمة وكبار علمائها وحينما ينبري للرد عليهم من وفقه الله يتهمونه بالتعصب والتقليد وتأجير العقل والغلو مع أنهم يرفضون النقد إذا ما وجه إلى رموزهم وأعلامهم !! ولكنه التناقض والاضطراب .
    هذه أهم ملامح منهج هذا التيار الخطير الذي أرى أنه سفير للتغريب ومزمارا له وخطره لا يقل عن خطر أهل العلمنة إن لم يكن أخطر فهو يظهر حب الخير ويبث الشبهات ويوغل الصدور على العلماء وينسب إليهم الرجعية والجمود , ولعلنا بعد أن تعرفنا على أهم ملامح هذا المنهج أن نبدأ في مقال قادم في نقد هذا التيار وتوضيح خط سيره من خلال مقارنة أقوال رموزه مع أقوال مدرسة رفاعه الطهطاوي وعلى عبد الرزاق وراشد الغنوشي وغيرهم ولنتمكن من ذلك لا بد لنا من تفصيل القول عن كل قضية من القضايا على حده فنتحدث عن كل قضية ونتابع سويا آراء رموز هذا التيار فيها من خلال مقالاتهم وكتبهم ولقاءاتهم .
    "يتبع"

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

    الفاضل

    زين العابدين الأثري

    أهلا بك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    عمان-الأردن
    المشاركات
    497

    افتراضي رد: دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

    جزاكم الله خيراً

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

    شذى الجنوب

    بارك الله فيك ونفع بك

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

    الفاضل

    أبو الحسن الرفاتي

    وجزاك الله خيرا وشكر لك

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    51

    افتراضي رد: دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

    سددك الله أخي الكريم أبو الجمان ونفع بك
    وقد سبقتني في بعض ما طرحت فقد كنت أعد موضوعا بنفس النَفَس والتوجه
    والفضل لك كما أن لك السبق .
    نفع الله بك .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    6

    افتراضي رد: دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

    بارك الله تعالى بكم..

    نسأل الله تعالى النصر والتمكين لهذه الأمة.

    الأمور تتشابك في بعضها، والأحداث تتسارع.. وأصعب ما يوجه المسلم اليوم هو حالة ما أسميه "بانفصام في الشخصية أو الهوية الحضارية".
    والأمر الصعب هو غياب مجتمع مسلم يمثل الوجه الحضاري للإسلام بصورته الحقيقية.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

    سددك الله أخي الكريم أبو الجمان ونفع بك
    وقد سبقتني في بعض ما طرحت فقد كنت أعد موضوعا بنفس النَفَس والتوجه

    والفضل لك كما أن لك السبق .
    نفع الله بك
    بارك الله فيك ويسعدني إثراءك للموضوع فهو بحاجة إلى مزيد بحث وتفصيل وفي النية متابعته ولكن الوقت يضيق بي لإنشغالي

    سددك الله ورفع قدرك

    شاكر ومقدر لك

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: دعاة التنوير ... الخطر القادم !!!

    بارك الله تعالى بكم..

    نسأل الله تعالى النصر والتمكين لهذه الأمة.

    الأمور تتشابك في بعضها، والأحداث تتسارع.. وأصعب ما يوجه المسلم اليوم هو حالة ما أسميه "بانفصام في الشخصية أو الهوية الحضارية".
    والأمر الصعب هو غياب مجتمع مسلم يمثل الوجه الحضاري للإسلام بصورته الحقيقية.
    بارك الله فيك أخي الفاضل

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •