تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الرد على صاحب مقالة حدود العقل في الإلهيات والغيبيات وبيان تدليسه وافترائه على الأئمة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    141

    Arrow الرد على صاحب مقالة حدود العقل في الإلهيات والغيبيات وبيان تدليسه وافترائه على الأئمة

    الرد على صاحب مقالة حدود العقل في الإلهيات والغيبيات
    وبيان تدليسه وافترائه على الأئمة الثقات
    الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيماً لينذر باساً شديداً من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً، الحمد لله الذي هدى أهل السنة والجماعة إلى الحق بفضله وأضل أهل البدعة والغواية عن الحق بعدله ، والحمد لله الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار والحمد لله الذي بلّغ قلوب أوليائه منزلة النظر إليه في هذه الدار بما آتاهم من البينات الواضحات التي لا سبيل لبلوغها لولا ما منّ عليهم من إرسال الرسل وإنزال الكتب فكان جزاؤهم أن رأوه عياناً كما يُرى القمر ليلة البدر، فلذلك كان الحجاب أشد أنواع الحسرة والعذاب ، والحمد لله الذي لا يحيط أحد به علماً إلا بما شاء وهو بكل شيء محيط ، والصلاة والسلام على من أرسله ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً أما بعد..
    فإن المقدمة التي افتتح بها الأخ مقالته مأخوذة من كتاب نهج البلاغة الذي يُنسب زوراً إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهذا الكتاب من الكتب المحظور قراءتها لما اختلط فيها من الحق بالباطل ومن نصرة للتشيع والقدح في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجريحهم وغير ذلك فكيف يجرؤ أخ يقول أنه سلفي أن يؤسس بناءه على مقدمة مأخوذة من كتب أهل الضلال ، ألم يسعه ما في القرآن والسنة والمقدمات المأخوذة من كتب أهل العلم حتى يأخذ بكلام أكثره حشو ليس له مدلول لا في القرآن ولا في السنة، وهو أشبه بطريقة المتكلمين المتكلفين المتشدقين ؟! لكن لا عجب وقد اشترك وإياهم في القول بحجية العقل وإن لم يرد بذلك شرع وخالف بذلك أصول أهل السنة والجماعة ووافق أصول المبتدعة كما سترى في مقالة أخينا هدانا الله وإياه سواء السبيل .
    الرد على قولك : [ أن العقل يحبس الإنسان عن مساوئ الأقوال والأعمال ويرشد للهدى والحق فهو يعقل صاحبه ويمنعه من الضلال والردى ..] إلى آخر كلامك
    أقول : هذا قول باطل من وجهين ، إذ لا يمكن للعقل سلوك الخير والاسترشاد إلى الهدى إلا باتباعه الشرع ومن كابر فليقل من الذي سلك عقله الخير دون ورود الشرع ؟! نعم قد يَعرف العقل مجمل الخير لكن لا
    سبيل إلى إدراك تفاصيله إلا بالشرع ، كذلك قوله تعالى {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون }الأية 26 من سورة الأحقاف تبين بطلان ما تقول فليست العلة من كفر المشركين أنهم أصحاب عقول أم لا ، ولكن سبب كفرهم هو جحدهم بآيات الله فلذلك كفّرهم الله إذ لا يمكن لعقلٍ مهما بلغ شأنه أن يهتدي فإن نورالهداية لا يسْطع إلا بالوحي فإذا حصل الاتباع من صاحب العقل اهتدى وإلا فلا .
    أما تعريفك للعقل اصطلاحاً كان الأولى بك ذكر تعاريف علماء أهل السنة والجماعة ، والاستشهاد بأقوالهم التي هي أبعد عن الفلسفة والسفسطة مما ذكرت..
    وقد عرّف ابن تيمية العقل بقوله : العقل شرط في معرفة العلوم وكمال وصلاح الأعمال وبه يكمل العلم والعمل ولكنه ليس مستقلاً بذلك فهو غريزة في النفس وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين فإن اتصل به نور الإيمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس والنار ، وإذا انفرد بنفسه لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن إدراكها فإن عُزل بالكلية كانت الأقوال والأفعال مع عدمه أموراً حيوانية قد يكون فيها حجية ووَجْد وذوق كما يحصل للبهيمة ، فالأحوال الحاصلة مع عدم العقل ناقصة والأقوال المخالفة بالعقل باطلة. (مجموع الفتاوى 3 \( 338
    أليس هذا أقرب إلى الوحي من كلام الغزالي الذي قال عنه تلميذه القاضي أبو بكر بن العربي ( إن شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر) وأبو حامد يقول عن نفسه ( أنا مزجي البضاعة في الحديث ) وهو من جملة واضعي القوانين التي رد عليها ابن تيمية رحمه الله في كتابه (درء تعارض العقل والنقل) ونصيحتي للكاتب - فإني أشم من نفَس كتابته أنه وَلَج هذا الباب - ألا فليتق الله فإن فيما أنزل الله على رسوله كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، قال سبحانه { أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون } 51 العنكبوت .
    ورحم الله السعدي إذ يقول " فلا كفى الله من لم يكفه القرآن ولا شفى الله من لم يشفه الفرقان ومن اهتدى به واكتفى فإنه رحمة له وخير" .
    وقبل ان أذكر الرد على قولك [ أن العقل العظيم هو حجة قائمة لوحده في إثبات وجود الله وعبادته ونفي الشريك عنه وإن لم يرد بذلك شرع..] سأذكر تبرئة العلماء الذين نقلت عنهم مبيناً ما وقع في نقلك من تدليسٍ وتحريفٍ لمرادهم .
    تبرئة ابن القيم
    فأبدأ بتفنيد نقولاتك عن ابن القيم رحمه الله وهي ثلاث نقولات :
    1- فقد قلتَ في مطلع الصفحة الثالثة من مقالك :[ فإن الله سبحانه ركب العقول في عباده ليعرفوا بها صدقه وصدق رسله ويعرفوه بها ويعرفوا كماله وصفاته وعظمته وجلاله وربوبيته وتوحيده وأنه الإله الحق وما سواه باطل فهذا هو الذي أعطاهم العقل لأجله بالذات والقصد الأول وهداهم به إلى مصالح معاشهم التي تكون عوناً لهم على ما خلقوا لأجله وأعطوا العقول له فأعظم ثمرة العقل معرفته لخالقه وفاطره ومعرفة صفات كماله ونعوت جلاله وأفعاله وصدق رسله والخضوع والذل والتعبد له].
    هذا الكلام نسبته صحيحة إلى ابن القيم رحمه الله وعزو الكاتب لكتاب ابن القيم صحيح أيضاً وهو كتاب الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ، لكنه كلام مجتزأ يتبين لك من خلال قراءته كاملاً أن في اجتزائه غرض وراء ذلك ألا وهو النصرة لما ذهب إليه الأخ في مقالته ، وقد أعظم في ذلك الفرية على ابن القيم وغيره من الأئمة ، وحمل كلامهم على غير الأوجه التي من أجلها ساقوا هذا الكلام .
    وإليك نص كلام ابن القيم كاملاً:
    "الوجه التاسع والثلاثين بعد المائة "
    إنكم أسأتم القول في العقل غاية الإساءة وقدحتم فيه أعظم القدح فإن الله سبحانه ركب العقول في عباده ليعرفوا بها صدقه وصدق رسله ويعرفوه بها ويعرفوا كماله وصفاته وعظمته وجلاله وربوبيته وتوحيده وأنه الإله الحق وما سواه باطل فهذا هو الذي أعطاهم العقل لأجله بالذات والقصد الأول وهداهم به إلى مصالح معاشهم التي تكون عوناً لهم على ما خلقوا لأجله وأعطوا العقول له فأعظم ثمرة العقل معرفته لخالقه وفاطره ومعرفة صفات كماله ونعوت جلاله وأفعاله وصدق رسله والخضوع والذل والتعبد له فإذا أقررتم على العقل بأنه لا يدرك ذلك ولا يصدق ذلك به بل يعارضه ويكذبه ويرده فقد نسبتموه إلى أقبح الجهل وأعظم شهادة الزور وما كان هكذا فلا تقبل له شهادة في شيء فضلاً عن تقديم شهادته على ما شهد الله به لنفسه وشهدت له به رسله من أولهم إلى آخرهم . انتهى كلامه رحمه الله .
    أنظر إلى قول ابن القيم رحمه الله : ( إنكم أسأتم القول في العقل غاية الإساءة وقدحتم فيه أعظم القدح) هذه العبارة لم يوردها كاتب المقالة - هداه الله - فإن من قرأها بإنصاف علم أن في رد ابن القيم أمر وراء ذلك ومعلوم كما قيل أن الكلام سياق وسباق ولحاق ، فإني لا أرى مثالاً لما يفعله هذا الأخ في الأخذ من نصوص العلماء مما يوافق هواه وينصر دعوته إلا كالذي يقول : ( فويل للمصلين ) ويقف عند ذلك الحد ! والذي ينبغي لكل طالب حقٍ وهدىً إذا ما تفرغ لكتابة مقالٍ أو لتأصيل أصل أن يتخلى عن كل خلفية ويجمع كل همه على اتباع الحق ويكون مأموماً للوحيين ، أما من تبنى فكرة ويصبح همه بعد ذلك التدليل عليها وحمل نصوص القرآن والسنة وأقوال العلماء لموافقتها فإنه يقيناً لن يهتدي إلا لنصرة رأيه وفكرته جزاءً وفاقاً فيا رب هداك. قال ابن قتيبة رحمه الله في كتابه مشكل القرآن " إن المتكلمين يبتدعون بدعة ثم ينظرون في نصوص القرآن والسنة فإن وجدوا ما يوافق هواهم أخذوه وإن لم يوافق هواهم أولوه "
    وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى :{ يحرفون الكلم عن مواضعه } لا يزيلون الحرف عن مواضعه إنما يتأولونه على غير تأويله.
    هذا ما وقع به الأخ الكاتب لينصر ما ذهب إليه وهو أنه لا يشترط إقامة الحجة على من وقع في الكفر وابتدأ به الأمر بقوله أن الحجة مقامة على العباد بمجرد وجود القرآن بين أيديهم ثم استطال به الأمر حتى وصل إلى ما هو أعظم من ذلك فقال في كلمته التي نرد عليها : [ وهذا العقل العظيم هو حجة قائمة بنفسه في إثبات وجود الله تعالى وعبادته ونفي الشريك عنه وإن لم يرد بذلك شرع ] وسيأتي الرد بإذن الله مفصلاً على هذا الكلام.
    ولا أقصد الكفر الذي هو معلوم من الدين بالضرورة مما يستوي به الجاهل والعامي ، فهذا لا يعذر أحد بجهله ولا يشترط فيه إقامة الحجة ولكن قد يكون مما هو معلوم بالضرورة لدى العالم وليس كذلك لدى العامي . فهذا الذي أشترط به أهل العلم إقامة الحجة وأعتبر مانعا من موانع التكفير لدى العلماء المحققين كما سيظهر لك في أخر الرد .
    نعود فنقول أن الجملة التي لم يأت على ذكرها الأخ في مطلع كلام ابن القيم يتبين لك من خلالها أن ابن القيم يرد على المخالف ، فكيف يجوز أخذ الأصول والبناء عليها من أوساط ردود أهل العلم ونحن نعلم أن علماءنا يتنزلون في كثير من الأحيان على أصول المخالفين ويردون عليهم بما خالفوا أصولهم ، كيف وقد صرح ابن القيم رحمه الله قبل ذكره هذا الكلام بذلك .
    فقال رحمه الله :"ونحن ننزل معه درجة ونبين أن المعقول الذي ذكره لا يصلح لمعارضة المعنى الباطل الذي فهمه من الوحي فضلا عن المعنى الصحيح الذي دل عليه الوحي فإنه يستحيل أن يعارض معارضة صحيحة البتة بل هو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال والله تعالى هو الحق وكلامه حق ورسوله حق ودينه حق ووحيه حق وما خالف ذلك فهو الباطل المحض الذي لا يقوم على صحته دليل بل الأدلة الصحيحة التي تنتهي مقدماتها إلى الضروريات تدل على بطلانه . وأما الجهل بالعقل فإنه لا يتصور أن يعارض العقل الصحيح الوحي أبداً ولكن الجاهل يظن أن تلك الشبهة عقلية وهي جهلية خيالية من جنس شبه السوفسطائية فالحاصل أنه إن عارض ما فهمه من النص بما هو الباطل كان جاهلاً بالوحي ومدلوله وإن عارض مدلوله وحقيقته التي دل عليها فهو جاهل بالعقل فلا يتصور أن يجتمع لهذا المعارض علم بالوحي والعقل أصلا بل إما أن يكون جاهلا بهما وهو الأغلب على هؤلاء أو بأحدهما ولسنا ندفع معرفتهم ببعض العقليات المشتركة بين المسلمين واليهود والنصارى والمجوس وعباد الأصنام بل ولا ندفع تبريزهم فيها وحذقهم بها وإنما نبين بالبراهين الواضحة أنهم من أجهل الناس بالعقليات المتعلقة بأسماء الرب وصفاته وأفعاله كما هم جهال بوحيه وبما جاءت به رسله وقد نفى الله سبحانه السمع والعقل عمن أعرض عن رسله فكيف بمن عارض ما جاءوا به وأخبر سبحانه أنه لا بد أن يظهر لهم في معادهم أنهم لم يكونوا من أهل السمع ولا من أهل العقل "انتهى كلامه رحمه الله.
    قلت : أن كلام ابن القيم المذكور جاء رداً على الرازي والجويني فانظر أنت واحكم بنفسك.
    الوجه الرابع والثلاثون بعد المائة
    " إن من أئمة هؤلاء المعرضين من يقول إنه ليس في العقل ما يوجب تنزيه الرب سبحانه وتعالى عن النقائص ولم يقم على ذلك دليل عقلي أصلا كما صرح به الرازي وتلقاه عن الجويني وأمثاله قالوا وإنما نفينا النقائص عنه بالإجماع وقد قدح الرازي وغيره من النفاة في دلالة الإجماع وبينوا أنها ظنية لا قطعية فالقوم ليسوا قاطعين بتنزيه الله عن النقائص بل غاية ما عندهم في ذلك الظن فيا للعقلاء ويا لأولي الألباب كيف تقوم الأدلة القطعية على نفي صفات كماله ونعوت جلاله وعلوه على خلقه واستوائه على عرشه وتكلمه بالقرآن حقيقة وتكليمه لموسى حقيقة بكلامه القائم به ورؤية المؤمنين له بأبصارهم عيانا من فوقهم في الجنة حتى تدعي أن الأدلة السمعية الدالة على ذلك قد عارضها صريح العقل وأما تنزيهه عن العيوب والنقائص فلم يقم عليه دليل عقلي ولكن علمناه بالإجماع وقد قلتم دلالته ظنية فوالله لو قال المشبه المجسم بزعمكم ما قال ما رضي لنفسه بهذا ولكان رب العالمين وقيوم السماوات والأرض أكبر في صدرهوأجل في قلبه من أن لا يكون في عقله دليل ينزهه عن النقائص ولعل جاهلا أن يقول إنا قلنا عليهم ما لم يقولوا أو استجزنا ما يستجيزونه هم من حكاية مذاهب الناس عنهم فما يعتقدونه هم لازم لأقوالهم فيكذبون عليهم كذبا صريحا يقولون مذهب الحنابلة إن الله يجوز أن يتكلم بشيء ولا يعني به شيئا ومذهبهم أن الله لا يجوز أن يرى وأمثال ذلك مما هو كذب صريح وفرية مستندهم فيها ما فهموه من لازم قولهم فنحن لا نستجيز ذلك على أحد من الناس ولكن هذه كتب القوم فراجعها ولا تقلد الحاكي عنهم ويكفيك من فساد عقل يعارض الوحي أنه لم يقم عنده دليل عقلي ينزه ربه وخالقه عن العيوب والنقائص فلقد كشف لك صاحب هذا العقل عن حقيقة معقوله وأقر على نفسه وعقله أنه أقل وأحقر شأنا أن يعارض الوحي ونصوص الأنبياء ثم يتقدم عليها وبالله التوفيق " انتهى كلامه.
    قلت : وليته عندما ساق هذا الكلام اطلع على الفقرة التي قبلها مباشرة ، ولكن الظفر بالمراد أعماه عن ذلك وإليك ما يقوله ابن القيم واحكم بإنصاف يرحمك الله وبرئ ساحة علمائك من أقوال المغرضين ولاحول ولا قوة إلا بالله .ومن المحال أن تستقل العقول البشرية بمعرفة ذلك وإدراكه على التفصيل فاقتضت رحمة العزيز الرحيم أن بعث الرسل به معرفين وإليه داعين ولمن أجابهم مبشرين ولمن خالفهم منذرين وجعل مفتاح دعوتهم وزبدة رسالتهم معرفة المعبود سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله إذ على هذه المعرفة تنبني مطالب الرسالة جميعها وإن الخوف والرجاء والمحبة والطاعة والعبودية تابعة لمعرفة المرجو المخوف المحبوب المطاع المعبود .
    قلت : أليس من الظلم وقلة الأمانة العلمية أن يُفعل مثل ذلك بكلام مصابيح الدجى وأئمة الهدى كل ذلك لأجل نصرة رأيك ومذهبك ؟!!
    2- وقال ابن القيِّم رحِمه الله في قولِه عزَّ وجلّ{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} فقُبح عبادة غير الله قد استقرَّ في الفِطَر والعقول وإن لم يرِد بالنَّهي عنه شرع، بل العقْل يدلُّ على أنَّه أقبح القَبيح على الإطلاق، ومن المُحال أن يشْرعه الله قط، فصلاح العالم في أن يكون الله وحده المعبود، وفساده وهلاكه في أن يُعبد معه غيره، ومحالٌ أن يشرع لعباده ما فيه فساد العالم وهلاكه بل هو المنزه عن ذلك.

    قلت : هذا الكلام مأخوذ من كتاب مفتاح دار السعادة ولو تأملته من أوله لوجدت أن ابن القيم رحمه الله لا يتكلم في الغيبيات والإلهيات بل جل كلامه في إظهار محاسن وحكم العبادات والشعائر التعبدية ثم انتقل في الرد على المعتزلة والكلابية - الذين هم مرجع الأشاعرة - في مسالة التحسين والتقبيح العقليين وبين المنهج الوسط في ذلك وأبطل استدلال كلا الطائفتين وأثبت أنه ليس معهم شيء من أنوار الوحي ومن أراد الاستزادة والتبيان فليراجع ذلك في موضعه فإنه بحث نفيس .
    3- وقال ابن القيِّم رحِمه الله: " واعلم أنَّه إن لم يكن حسن التَّوحيد وقبح الشرك معلومًا بالعقْل، مستقرًّا في الفطر، فلا وثوق بشيء من قضايا العقْل، فإنَّ هذه القضيَّة من أجلِّ القضايا البديهيَّات وأوضح ما ركَّب الله في العقول والفِطَر؛ ولهذا يقول - سبحانه - عقيب تقْرير ذلك: أفلا تعقلون، أفلا تذكَّرون, وينفي العقْلَ عن أهل الشرك ويُخبر عنهم بأنَّهم يعترفون في النَّار أنَّهم لم يكونوا يسمعون ولا يعقلون، وأنَّهم خرجوا عن مُوجب السَّمع والعقل، وأخبر عنهم أنَّهم صمٌّ بكْمٌ عمْي فهم لا يعقلون، وأخبر عنهم أنَّ سمْعَهم وأبصارَهم وأفئدتهم لم تُغْنِ عنْهم شيئًا .

    وكالعادة الأخ صادق في نقله وعزوه ، لكنه للاسف ليس كذلك في بيان مراد كاتبه ، واللوم في ذلك غالباً في زمن البلادة يرجع إلى فضيلة الشيخ google فإنه من أعون الأدوات على التدليس .
    وكلام ابن القيم اللاحق الذي استدل به الكاتب على مراده ما هو إلا ردٌ على الكلابية والمعتزلة ، هذا ما فعله الكاتب مع كلام ابن القيم فصرفه عن مراد مؤلفه وظلمه به فكأنما نسبه إلى الإعتزال وهو منه براء كل ذلك الخبط لنصرة ما ذهب إليه ، وسيتبين لك أيها القارئ الكريم من خلال قراءتك كلام ابن القيم كاملاً مقولة من قال إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم .
    وإليك كلام ابن القيم وانظر كيف أتى بالرد على الأشاعرة والمعتزلة واحكم أنت بنفسك متحرياً الإنصاف:

    قال رحمه الله:وهو توحيد العامة الذي يصح بالشواهد قد عرفت أن هذا هو التوحيد الذي دعت إليه الرسل ونزلت به الكتب واتفقت عليه الشرائع ثم بين مراده بالشواهد أنها الرسالة والصنائع فقال والشواهد الأدلة على التوحيد والرسالة أرشدت إليها وعرفت بها ومقصوده أن الشواهد نوعان آيات متلوة وهي الرسالة وآيات مرئية وهي الصنائع قوله ويجب بالسمع ويوجد بتبصير الحق وينمو على مشاهد الشواهد هذه ثلاث مسائل إحداها ما يجب به والثانية ما يوجد به والثالثة ما ينمو به فأما المسألة الأولى فاختلف فيها الناس فقالت طائفة يجب بالعقل ويعاقب على تركه والسمع مقرر لما وجب بالعقل مؤكد له فجعلوا وجوبه والعقاب على تركه ثابتين بالعقل والسمع مبين ومقرر للوجوب والعقاب وهذا قول المعتزلة ومن وافقهم من أتباع الأئمة في مسألة التحسين والتقبيح العقليين وقالت طائفة لا يثبت بالعقل لا هذا ولا هذا بل لا يجب بالعقل فيها شيء وإنما الوجوب بالشرع ولذلك لا يستحق العقاب على تركه وهذا قول الأشعرية ومن وافقهم على نفي التحسين والتقبيح والقولان لأصحاب أحمد والشافعي وأبي حنيفة والحق أن وجوبه ثابت بالعقل والسمع والقرآن على هذا يدل فإنه يذكر الأدلة والبراهين العقلية على التوحيد ويبين حسنه وقبح الشرك عقلا وفطرة ويأمر بالتوحيد وينهى عن الشرك ولهذا ضرب الله سبحانه الأمثال وهي الأدلة العقلية وخاطب العباد بذلك خطاب من استقر في عقولهم وفطرهم حسن التوحيد ووجوبه وقبح الشرك وذمه والقرآن مملوء بالبراهين العقلية الدالة على ذلك كقوله {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} وقوله{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}وقو ه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}إلى أضعاف ذلك من براهين التوحيد العقلية التي أرشد إليها القرآن ونبه عليها ولكن ههنا أمر آخر وهو أن العقاب على ترك هذا الواجب يتأخر إلى حين ورود الشرع كما دل عليه قوله تعالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} وقوله {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا} وقوله{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} وقوله{ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} فهذا يدل على أنهم ظالمون قبل إرسال الرسل وأنه لا يهلكهم بهذا الظلم قبل إقامة الحجة عليهم فالآية رد على الطائفتين معا من يقول إنه لا يثبت الظلم والقبح إلا بالسمع ومن يقول إنهم معذبون على ظلمهم بدون السمع فالقرآن يبطل قول هؤلاء وقول هؤلاء كما قال تعالى{وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فأخبر أن ما قدمت أيديهم قبل إرسال الرسل سبب لإصابتهم بالمصيبة ولكن لم يفعل سبحانه ذلك قبل إرسال الرسول الذي يقيم به حجته عليهم كما قال تعالى {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وقال تعالى{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ} وقوله {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} إلى قوله {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} وهذا في القرآن كثير يخبر أن الحجة إنما قامت عليهم بكتابه ورسوله كما نبههم بما في عقولهم وفطرهم من حسن التوحيد والشكر وقبح الشرك والكفر وقد ذكرنا هذه المسألة مستوفاة في كتاب مفتاح دار السعادة وذكرنا هناك نحوا من ستين وجها تبطل قول من نفى القبح العقلي وزعم أنه ليس في الأفعال ما يقتضي حسنها ولا قبحها وأنه يجوز أن يأمر الله بعين ما نهى عنه وينهى عن عين ما أمر به وأن ذلك جائز عليه وإنما الفرق بين المأمور والمنهي بمجرد الأمر والنهي لا بحسن هذا وقبح هذا وأنه لو نهى عن التوحيد والإيمان والشكر لكان قبيحا ولو أمر بالشرك والكفر والظلم والفواحش لكان حسنا وبينا أن هذا القول مخالف للعقول والفطر والقرآن والسنة والمقصود الكلام على قول الشيخ ويجب بالسمع وأن الصواب وجوبه بالسمع والعقل وإن اختلفت جهة الإيجاب فالعقل يوجبه بمعنى اقتضائه لفعله وذمه على تركه وتقبيحه لضده والسمع يوجبه بهذا المعنى ويزيد إثبات العقاب على تركه والإخبار عن مقت الرب تعالى لتاركه وبغضه له وهذا قد يعلم بالعقل فإنه إذا تقرر قبح الشيء وفحشه بالعقل وعلم ثبوت كمال الرب جل جلاله بالعقل أيضا اقتضى ثبوت هذين الأمرين علم العقل بمقت الرب تعالى لمرتكبه وأما تفاصيل العقاب وما يوجبه مقت الرب منه فإنما يعلم بالسمع.
    [واعلم أنه إن لم يكن حسن التوحيد وقبح الشرك معلوما بالعقل مستقرا في الفطر فلا وثوق بشيء من قضايا العقل فإن هذه القضية من أجل القضايا البديهيات وأوضح ما ركب الله في العقول والفطر ولهذا يقول سبحانه عقيب تقرير ذلك افلا تعقلون أفلا تذكرون وينفي العقل عن أهل الشرك ويخبر عنهم بأنهم يعترفون في النار أنهم لم يكونوا يسمعون ولا يعقلون وأنهم خرجوا عن موجب السمع والعقل وأخبر عنهم أنهم صم بكم عمي فهم لا يعقلون وأخبر عنهم إن سمعهم وأبصارهم وأفئدتهم لم تغن عنهم شيئا] وهذا إنما يكون في حق من خرج عن موجب العقل الصريح والفطرة الصحيحة ولو لم يكن في صريح العقل ما يدل على ذلك لم يكن في قوله تعالى انظروا واعتبروا وسيروا في الأرض فانظروا فائدة فإنهم يقولون عقولنا لا تدل على ذلك وإنما هو مجرد إخبارك فما هذا النظر والتفكر والاعتبار والسير في الأرض وما هذه الأمثال المضروبة والأقيسة العقلية والشواهد العيانية أفليس في ذلك أظهر دليل على حسن التوحيد والشكر وقبح الشرك والكفر مستقر في العقول والفطر معلوم لمن كان له قلب حي وعقل سليم وفطرة صحيحة قال تعالى {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} وقال تعالى{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} وقال تعالى{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} وقال تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} وقال تعالى {ذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون} وقال تعالى {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} وقال تعالى{وَيَضْرِب اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}.
    ومن بعض الأدلة العقلية ما أبقاه الله تعالى من آثار عقوبات أهل الشرك وآثار ديارهم وما حل بهم وما أبقاه من نصر أهل التوحيد وإعزازهم وجعل العاقبة لهم قال تعالى {وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ} وقال في ثمود {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون} وقال في قوم لوط {إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} وقال تعالى{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِ ينَ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} وقال تعالى في قوم لوط {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} وهو سبحانه يذكر في سورة الشعراء ما أوقع بالمشركين من أنواع العقوبات ويذكر إنجاءه لأهل التوحيد ثم يقول إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم فيذكر شرك هؤلاء الذين استحقوا به الهلاك وتوحيد هؤلاء الذين استحقوا به النجاة ثم يخبر أن في ذلك آية وبرهانا للمؤمنين ثم يذكر مصدر ذلك كله وأنه عن أسمائه وصفاته فصدور هذا الإهلاك عن عزته وذلك الإنجاء عن رحمته ثم يقرر في آخر السورة نبوة رسوله بالأدلة العقلية أحسن تقرير ويجيب عن شبه المكذبين له أحسن جواب وكذلك تقريره للمعاد بالأدلة العقلية والحسية فضرب الأمثال والأقيسة فدلالة القرآن سمعية عقلية" انتهى كلامه رحمه الله .

    تبرئة ابن تيمية
    [ والعقْل حجَّة قائمة في التَّحسين والتَّقبيح للأفعال،قال ابن تيمية رحمه الله عند قوله عزَّ وجلَّ{وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُون}الأع اف 28, 29والفاحشة أُريدَ بها كشف السوءات ، فيستدلّ به على أنَّ في الأفعال السيِّئة من الصفات ما يمنع أمر الشَّرع بها، فإنَّه أخبر في سياق الإنكار عليْهِم أنَّه لا يأمر بالفحشاء، فدلَّ ذلك على أنَّه منزَّه عنه، فلو كان جائزًا لم يتنزَّه عنه، فعُلم أنَّه لا يجوز عليه الأمر بالفحْشاء وذلك لا يكون إلاَّ إذا كان الفعل في نفسه سيِّئًا، فعُلم أنَّ كلَّ ما كان في نفسه فاحشةً فإنَّ الله لا يجوز عليه الأمر به، وهذا قول مَن يثبت للأفعال في نفسها صفات الحسن والسوء، كما يقول أكثر العلماء كالتميميّين وأبي الخطَّاب، خلاف قول مَن يقول: إنَّ ذلك لا يثبُت قطُّ إلاَّ بخطاب، وذلك قوله: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا }الإسراء: 32، علَّل النَّهيَ عنه بما اشتمل عليه أنَّه فاحشة وأنَّه ساء سبيلاً؛ فلو كان إنَّما صار فاحشةً وساء سبيلاً بالنَّهي، لَمَا صحَّ ذلك؛ لأنَّ العلَّة تسبق المعلول، لا تتْبعه؛ ومثل ذلك كثير في القرآن ]
    قلتُ : عنوان مقالة الأخ حدود العقل في الإلهيات والغيبيات فإن كلام ابن تيمية المذكور آنفاً في المشاهدات والمحسوسات ولا يؤخذ من كلام ابن تيمية المذكور آنفاً الاستدلال في مسألة الإلهيات والغيبيات قط ، فلم المخالفة لما عليه أصّلت ؟!! وكلام ابن تيمية هنا مقارب لكلام ابن القيم جاء للرد على مسألة التحسين والتقبيح العقليين ، وسيأتي تأصيل ابن تيمية لمسألة العقل مع الشرع في الجزء الآتي من الرد .
    وقولك : [وهذا العقْل العظيم هو حجَّة قائمة لوحده في إثبات وجود الله تعالى وعبادته، ونفْي الشَّريك عنْه حتَّى وإن لم يرِدْ بذلك شرع ، فإنَّ الله تعالى قد ركَّز في الفِطَر والعقول حقيقة الإيمان بالله والكُفْر بما يعبد من دونه، وإنَّما جاءت الرسل للتَّذْكير بما هو مستقرٌّ في عقول وفِطَر الخلق قبل وقوع الانحِراف فيهما].

    قلتُ :هذا مخالف لصريح القرآن كمثل قوله {يا ايها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله}الحجرات1
    وكيف خطت بنانك مثل هذا القول والله يقول { رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً}165النساء ، ثم أين تذهب بقوله تعالى{وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا }
    وكلامك عين كلام المعتزلة الذين يوجبون المعارف قبل ورود الشرع .
    وقولك [أن العقل حجة في إثبات عبادة الله ] وقد عرف شيخ الإسلام المفهوم الجامع لمعنى العبادة فقال : العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ".
    فأنى لعقل مهما بلغ شأنه أن يصل إلى كل ما يحبه الله ويرضاه وأن يدرك تفاصيل ذلك من غير ورود وحيٍ من الله سبحانه !
    كيف بك إذا سقتُ لك كلام الأئمة الذين كانت عمدتك عليهم وأسأل الله أن يمدني بالعون لتبرئة ساحتهم مما نسبت إليهم زوراً مما يخالف أصولهم ويوافق أصول خصومهم وهم أبعد الناس عما ذهبت إليه وغالب ما سأسوقه من المصادر نفسها التي ذكرتها ليتبين بذلك تدليسك على القراء واستخفافك بعقولهم .
    ثم إن استدلالك بكلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله على ما أصلت مغاير تماماً لما عليه الإمامين من الأصول ، وإليك نص كلامهما من المحكم منه لا من المتشابه لأنه كما أن الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه من الكتاب ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ويتركون محكمه ، كذلك أشباههم يتبعون ما تشابه من كتب العلماء ويتركون المحكم منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله !
    يقول ابن تيمية:"وحق على كل أحد بذل جهده واستطاعته في معرفة ما جاء به الرسول وطاعته،والطريق إلى ذلك الرواية والنقل إذ لا يكفي في ذلك مجرد العقل ، بل كما أن نور العين لا يرى إلا مع ظهور نور قدامه ، فكذلك نور العقل لا يهتدي إلا إذا طلعت عليه شمس الرسالة. فلهذا كان تبليغ الدين من أعظم فرائض الإسلام وكان معرفة ما أمر الله به رسوله واجباً على جميع الأنام .
    الشاهد من قول ابن تيمية أن طريق النجاة من العذاب الأليم والسعادة في دار النعيم هي سلوك طريق الرواية والنقل إذ لا يكفي من ذلك مجرد العقل- وأنت تقول أنه حجة قائمة بذاته – وشيخ الإسلام ينفي الهداية عن العقل إلا بطلوع شمس الرسالة.
    وأنت أثبت أن بالعقل المجرد يهتدى إلى وجود الباري إلى هنا قولك صحيح جزئياً فقد يهتدي الإنسان إلى وجود الباري إن لم تجتليه الشياطين أما أن يهتدي للعبادة وإن لم يرد بذلك شرع فهذا ما لا يقوله رجل درس عقائد أهل السنة المحققين .
    ثم قال ابن تيمية عقب هذا الكلام :"والله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالكتاب والسنة وبهما أتم على عباده المنة قال سبحانه{ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون}150-152سورة البقرة(فتاوى ابن تيميةج/1 ص8)
    ويقول ابن القيم رحمه الله : " ومن المحال أن تستقل العقول البشرية بمعرفة ذلك وإدراكه على التفصيل فاقتضت رحمة العزيز الرحيم أن بعث الرسل به معرفين وإليه داعين ولمن أجابهم مبشرين لمن خالفهم منذرين وجعل مفتاح دعوتهم وزبدة رسالتهم معرفة المعبود سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله إذ على هذه المعرفة تنبني مطالب الرسالة جميعها وإن الخوف والرجاء والمحبة والطاعة والعبودية تابعة لمعرفة المرجو المخوف المحبوب المطاع المعبود".(الصواعق المرسلة 4/1234)
    ويقول رحمه الله كلاماً شافياً أسأل الله أن يلقى في قلوب قرائه محِل : اعتراف العبد بقيام حجة الله عليه من لوازم الإيمان أطاع أم عصى فإن حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به سواءً علم أو جهل فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة والله سبحانه لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه فإذا عاقبه على ذنبه عاقبه بحجته على ظلمه قال سبحانه{وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً}مدارج السالكين ص1641طبعة دار الكتب العلمية
    يقول إمام المفسرين الطبري رحمه الله في قوله تعالى { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} أي ما كنا مهلكي قوم إلا بعد الإعذار عليهم بالرسل وإقامة الحجة عليهم بالآيات التي تقطع عذرهم .
    ويقول القرطبي رحمه الله تحت قوله تعالى{ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} أي لم نترك الخلق سدىً ، بل أرسلنا الرسل وفي هذا دليل على أن الأحكام لا تثبت إلا بالشرع ، خلافاً للمعتزلة القائلين بأن العقل يقبح ويحسن ويبيح ويحظر.
    ويقول السعدي رحمه الله : والله تعالى أعدل العادلين لا يعذب أحداً حتى تقوم عليه الحجة الرسالية ثم يعاند الحجة ، وأما من انقاد للحجة أو لم تبلغه حجة الله فإن الله لا يعذبه .
    يقول ابن القيم في مطلع الجزء الذي نقلت عنه من كتاب مفتاح دار السعادة: وأما الشريعة فمبناها على تعريف مواقع رضا الله وسخطه في حركات العباد الاختيارية فمبناها على الوحي المحض . (ص 319 مفتاح دار السعادة)
    قولك :[ ومع هذا الدَّور العظيم الَّذي منحه الشَّارع للعقل، إلاَّ أنَّه قطع مرام العقْل في الخوض فيما لا يصلح له، ولا يمكن أن يكون له فيه دوْر في البحث، في الغيبيَّات الخارجة عن نطاق تصوُّر العقل لها، وعلى رأسِها قضيَّة الألوهيَّة بجوانبها الثَّلاثة: (الذَّات - الصِّفات – الأفعال ).
    فوقف دوْر العقْل فيها على التَّصديق بما جاء عن طريق الخبَر الصَّادق من الكتاب والسنَّة, ومنع الشارعُ العقلَ من الخوض فيها؛ لأنَّه لا طاقة له في الوصول إلى حقائق عينيَّة في هذا الجانب؛ قال تعالى: { وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}طه: 110 وقال : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} الشورى: 11 وقال: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} مريم:65 ولأنَّ قضيَّة الألوهيَّة ليست قضيَّة من القضايا المحسوسة الَّتي يُمكن للعقل البحْث فيها بناء على ما يشاهِدُه منها ومن أحوالها, فالعقل لم يشاهد هذه الأمور الغيبية فلا يصح له الكلام فيها، فالكلام في الشَّيء فرعٌ عن تصوُّره، والتصوُّر للشيء إنَّما هو العلم به؛{وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}البقرة 255، {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا }طه: 110]
    قلت :أخي حفظك الله وهداك فبعد أن جئتنا بكلام يوافق ما عليه المعتزلة فها قد جئتنا بكلام يفضي إلى التفويض وتقول أنه لا يمكن أن يكون للعقل دور في البحث في الغيبيات الخارجة عن نطاق تصور العقل لها وعلى رأسها قضية الألوهية بجوانبها الثلاثة الذات والصفات والأفعال.
    فهذا إلزام ما لا يلزم فإن كان توحيد الألوهية بمجموعه أي أن أسماء الله وصفاته وأفعاله غيباً بالنسبة لك ولم يشاهده قلبك فإن لله عباداً يشاهدون الله بقلوبهم ولم يغب عنهم طرفة عين وهم يقرون بذلك في الخطب والتشهد والتأذين وهم الذين تحققوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبيان أشرف المقامات" أن تعبد الله كأنك تراه" فلما غابت عنهم عينية كنهه جاء اللطف والحنان : " فإن لم تكن تراه فإنه يراك". فسلبك لهذا الدور بالكلية غير موفق وفيه نظر وكان ينبغي أن تقتصر على كنه الذات فحسب وهذه طريقة القرآن والسنة ، ومنْعُك العقل الخوض في مسائل الألوهية لأنه لا طاقة إلى الوصول إلى حقائق عينية في هذا الجانب ، وهذا مخالف للآية التي ذكرتها {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} فالعلم من صفاته وشاء الله أن يطلعنا على بعضه ، وهذا متجدد في كل حين ، ثم جئت بآيات النفي كما يفعله أهل التفويض الذين يفوضون الكيف والمعنى ويزعمون أن هذه طريقة السلف وقد نبتت منهم نابتة في عصرنا يترأسها حسن قاطرجي مؤسس جمعية الأتحاد حمل لواء هذه الضلالة ويزعم أنه ليس ثمة أحد غيره على طريقة السلف ، فأسأل الله أن يهيء من يتفرغ لدحض شبهه وبيان وضلاله ،ومعلوم أن من وصف ربه بصفات النفي فلا يتضمن ذلك مدحاً ولا كمالاً إلا إذا انضم له الإثبات ، وهذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" وينبغي أن يعلم أن النفي ليس فيه مدح ولا كمال إلا إذا تضمن إثباتاً، وإلا فمجرد النفي ليس فيه مدح ولا كمال لأن النفي المحض عدم محض والعدم المحض ليس بشيء ، ولذلك كان عامة ما وصف الله به نفسه من النفي متضمناً للإثبات"( الفتاوى ج 3\25)
    وقال شيخ الإسلام- رحمه الله - والله بعث رسله بإثبات مفصل ونفي مجمل فأثبتوا لله الصفات على وجه التفصيل ونفوا عنه ما لا يصلح له من التشبيه والتمثيل.( مجموع الفتاوى ج39)
    قولك :[وقد شكَّلت مسألة الألوهيَّة قديمًا وحديثًا أعظم مشكلة واجهت العقل البشري؛ لأنَّ البشر أدخلوا هذه المسألة تحت نطاق العقْل، وفرضوا أنَّ للعقل قدرة في إدراكها ومعرفة حقائقها مجردة، بالعقل دون مصدر آخر يبيِّن لها سبيل التَّعامُل وإزالة اللبس الحاصل للعقْل فيها, فاختلفت الحلول وتباينت التَّصوُّرات العقليَّة لهذه القضيَّة، من فلسفةٍ إلى أُخرى، ومن تصوُّر إلى آخر].

    أقول :كان الأولى بك الترفع عن مثل هذه الفلسفة والتفيهق وأنت تتكلم عن القضية التي من أجلها خلق الله السماوات والأرض وأرسل الرسل وأنزل الكتب مع ايقاني أنك لا تقصد إلا خيراً ولكن كم من مريد للخير لم يبلغه .

    قولك : [فأوْلى بالعقل أن يقف خاضعًا طائعًا مصدقًا لما جاء من خبر الصِّدق كتابًا وسنَّة، وأن يُعمل العقل قدراتِه في إثْبات وجود الباري - تعالى - وأحقِّيَّة عبادتِه وإثبات حكمتِه في أفعاله، وأن يقرَّ إقْرارًا جازِمًا بقُصور العقْل عن معرفة ماهيَّة وحقيقة ذات الله تعالى وصفاته].
    ما زال إصرارك واضحاً جليا فلقد كان من الأولى لك أن تقول أن يعمل العقل قدراته في اتباع ما أنزل الله من كتاب وسنة ويثبت للباري ما أثبته لنفسه من صفات الكمال وينفي عنه ما نفاه عن نفسه من صفات النقص ، أما أحقية العبادة فليس للعقل إدراك تفاصيلها وسبق الرد على مثله وكفى.

    وأختم بقصيدة لابن القيم :
    لا يستقل العقل دون هداية بالوحي تأصيلاً ولا تفصيلا
    كالطرف دون النور ليس بمدرك حتى يراه بكرة وأصيلا
    فإذا النبوة لم ينلك ضياؤها فالعقل لا يهديك قط سبيلا
    نور النبوة مثل نور الشمس للعين البصيرة فاتخذه دليلا
    طرق الهدى محدودة إلا على من أم ّ هذا الوحي والتنزيلا
    فإذا عدلت عن الطريق تعمداً فاعلم بأنك ما أردت وصولا
    يا طالباً درك الهدى بالعقل دون النقل لن تلقى لذلك دليلا

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    كتبه مصباح بن نزيه الحنون
    طرابلس الشام
    25 \ ربيع الأول \1431






  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    141

    افتراضي رد: الرد على صاحب مقالة حدود العقل في الإلهيات والغيبيات وبيان تدليسه وافترائه على ال

    أشكر الإدارة الكريمة أن أتاحت لي المشاركة في هذا الصرح العلمي
    كما أود أن أشكر كل من كان له مرور على هذه المقالة ، وأرجو المولى أن يوفقني ويسددني لأكون عوناً لإخواني في هذا الموقع على نشر العقيدة الصحيحة التي لا يشوبها بدع ولا مخالفات.
    وأشكر كل من قدم لي نصحيحة أو أرشاداً أوتصويباً لإتمام هذا العمل المتواضع
    كما أشكر سلفاً كل من قرأ المقالة ولم يبخل علي بنصيحة أو تسديد أو تعليق
    وجزاكم الله كل خير

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    5

    افتراضي رد: الرد على صاحب مقالة حدود العقل في الإلهيات والغيبيات وبيان تدليسه وافترائه على ال

    جزاك الله خيراً وثبت خطاك وجعل الجنة مثوانا ومثواك

  4. #4

    افتراضي رد: الرد على صاحب مقالة حدود العقل في الإلهيات والغيبيات وبيان تدليسه وافترائه على ال

    مبدع كعادتك
    ولم اجد في الكتب ما يوفيك حقك سوى
    جزاك الله خيرا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    141

    افتراضي رد: الرد على صاحب مقالة حدود العقل في الإلهيات والغيبيات وبيان تدليسه وافترائه على ال

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ماريا الخرساني مشاهدة المشاركة
    مبدع كعادتك
    ولم اجد في الكتب ما يوفيك حقك سوى
    جزاك الله خيرا
    بوركت أخي الحبيب ، عندي تنبيه لك على موضوع من كتابتك لعلك تراسلني على الخاص أبينه لك جزاك الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •