بارك الله فيك على هذا الموضوع و الشرح الجيد للوسواس، فهو مهم جدا في إصلاح الفرد و بالتالي المجتمع .
و لي بعض التعليق سدد الله سعيك تتمة للفائدة:
لي تجربة مع الوساوس و نحوها و لا أزال أصارع الشيطان القرين حتى أنه في الحديث يأتي المسلم في آخر ما يأتيه عند سكرات الموت ليفتنه عن دينه و هناك يسبق عليه الكتاب فيختم له بخير أو بشر و يثبت الله الذين آمنوا و يضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء .
و حديث سيكون عن أسباب هذه الوساوس .
يقول البخاري في صحيحه في كتاب البيوع باب من لم يرى الوساوس ونحوها من الشبهات
و أورد تحته حديثين الأول شكي إلى النبي صلى الله عليه و سلم الرجل يجد في الصلاة شيء أيخرج من الصلاة فقال " لا حتى يسمع صوت أو يجد ريحا"
و الثاني لا يحضرني الآن ، لكن يفهم من هذا الحديث قاعدة فقهية مهمة و هي " اليقين لا يزول بالشك"
و زدت قاعدة أخرى و هي "الحقيقة لا تزول بالأوهام"
و لي فيها موضوع في هذا المنتدى المبارك .
فالوساوس إما شك أو وهم .
و هي سهام إبليس الخفية يلقيها على العبد من حيث لا يراه فلا يمكنه تجنبها إلى بعصمة الله و ذكره
فهنا سبب لتجنب الوسواس ليس للعبد غيره
فما هو الذكر؟
لما قرأت موضوعك لاحظة غفلتك لأمر مهم جدا ذكرته الأخت المبتلاة في القصة و هو
فتورها عن الذكر و الدعاء
فأقول لو تدوم قلوبنا على الذكر لصافحتنا الملائكة في الطرقات
ساعة فساعة
لكن العبادة في القلب لا تنعدم أبدا و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إحفظ الله في السراء يحفظك في الشدة " و قال " إحفظ الله يحفظك " فقلب المؤمن يجد راحة في حب الله و الرضا بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد رسولا
فمن أين يصل إليه الشيطان و هو في هذه العبادة القلبية المريحة و الكبيرة بل هي أعظم العبادات على الإطلاق.
و قد قلت لك أني لي تجربة مع الوسواس عرفة منها سبب أو الباب الذي يدخل منه الشيطان و الذي هو الشك
فالقلب الذي لا يقين فيه تراوده الشكوك
و هنا مسألة هل الأصل في القلب اليقين أم الشك
فأقول الأصل في القلب هو الفطرة يقول الله تعالى في محكم تنزيله "و هو الذي أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيأ و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليل ما تشكرون " (سورة النحل 78)
إذا فالفطرة هي جهل بسيط مع الشكر لنعمة السمع و البصر و الفآد التي هي آلة العلم و العلم هو اليقين على قول .
ثم في الحديث "كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب فأبواه يهودانه أو ينصرانه " مع تصرف في الحديث ينظر فيه
فقوله يعرب أي يتكلم و يفهم
و قد جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن الوسواس يكون على القلب من لحضت الولادة حتى إذا ذكر إنخنس .
فهذا كله ينبئنا على أن الأصل هو اليقين و الحقيقة و أن الوسواس و الشك و الأوهام طارئة و زائلة بذكر الله.
فنحن لدينا عبادة مريحة و هي الرضا و الفرح بفضل الله و رحمته لكن لا يعني هذا الأمن من مكر الله
فينبغي للفقيه أن يعطي لله حقه و لقلبه حقه و لجسده حقه و لكل ذي حق حقه ما إستطاع
أقول قولي هذا و أستغفر الله .