تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: رد شبهة الرافضة ( كره عائشة لخديجة و إساءتها لها ، و غيرتها منها و من سائر الزوجات)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    62

    افتراضي رد شبهة الرافضة ( كره عائشة لخديجة و إساءتها لها ، و غيرتها منها و من سائر الزوجات)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    يقول الحاقد المدعو سعيد السماوي في مقال له : يقول الحاقد المدعو سعيد السماوي في مقال له : وبسبب قبحها فإنها كانت تكره بشدة سائر أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سيما مولاتنا خديجة (عليها السلام) وقصتها في الإساءة إليها بوقاحة أمام رسول الله وتوبيخه لها على إساءتها لها معروفة ولا حاجة لتكرارها.

    قلت: و هذه من أظهر افتراءات هذا الحاقد على حِبِّ رسول الله صلى الله عليه و سلم. و قبل أن ننتقل لبيان ذلك بحول الله، أقول لهذا الدعي الأفاك: لماذا لم تذكر الحديث كعادتك لتبين للقارئ مدى إساءة أم المؤمنين عائشة لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنهما؟؟؟
    و لماذا لم تذكر الباب الذي خرج فيه الحديث؟؟؟
    و لماذا لم تذكر الراوي الأعلى للحديث؟؟؟
    لكن لا ضير إن صرت على نهج أسلافك، فلست أول رافضي أمين في نقله!!!
    و لكي نبين عوارك، و نظهر مخازيك -ليبقى القارئ على بينة من أمره-، نذكر ما يلي:
    أولا الحديث أخرجه البخاري: ( باب تزويج النبي صلى الله عليه و سلم خديجة وفضلها رضي الله عنها )
    و مسلم : (باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها )
    و غيرهما في فضائل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، و إنما اقتصرنا على الصحيحين لجلالتهما عند أهل السنة.
    أما الراوي الأعلى للحديث: فهو أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، و هذا وحده يجتث اتهامك الجائر هذا من أصوله، كما سوف نوضحه بحول الله.
    و الآن لنذكر روايات القصة و نترك الحكم للقارئ الكريم:
    عن عائشة رضي الله عنها قالت:( استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه و سلم فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال اللهم هالة قالت فغرت فقلت ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها) و عند مسلم: فارتاح بدل فارتاع.
    و في رواية:عن عائشة رضي الله عنها قالت ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه و سلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه و سلم يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد.)أخرجه البخاري 3/1389 ؛و مسلم 4/1888 بنحوه إلا أنه قال : إني قد رزقت حبها، بدل : إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد.


    و في رواية أخرى عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء، قالت: فغرت يوما فقلت ما أكثر ما تذكرها، حمراء الشدق قد أبدلك الله عز وجل بها خيرا منها، قال: ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء.) أحمد 6/117 و الطبراني في الكبير23/13 ؛و ابن عساكر في الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين : الحديث السادس1/56 ؛ و ابن هبة الله في تاريخ دمشق3/194 .

    هذه هي القصة، و هذه رواياتها، فبالله عليك هل وجدتها تمتدح أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، أم وجدتها تسيء إليها و تنتقصها، كما تنتقص أنت و أمثلك من الحثالة أم المؤمنين؟؟؟
    و الواضح الذي لا ينكره إلا مغرض مكابر؛ أن أم المؤمنين عائشة، إنما ذكرت هذه الأحاديث، في معرض المدح و الثناء على أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهما.
    و هذا ما قَصَدَته رضي الله عنها، من ذكر استئذان هالة بنت خويلد أخت خديجة رضي الله عنها، و تذكر النبي صلى الله عليه و سلم لخديجة ، و حنينه إليها.يقول النووي رحمه الله في شرحه للحديث: (فارتاح لذلك، أي هش لمجيئها ، و سر لتذكره بها خديجة و أيامها).
    فهل رأيت امرأة على وجه الأرض تذكر حنين زوجها لضرتها التي تكرهها؟، كما ادعيت على أم المؤمنين عائشة ظلما و بهتانا دون حجة أو دليل، و الله المستعان.
    بل إن عائشة قد ذكرت تصريحا سبب حنين النبي صلى الله عليه و سلم لخديجة ، فعند مسلم كما مر معنا، من حديث حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة،رضي الله عنها قالت:( ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه و سلم إلا على خديجة وإني لم أدركها قالت وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذبح الشاة فيقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة قالت: فأغضبته يوما فقلت خديجة فقال: رسول الله صلى الله عليه و سلم إني قد رزقت حبها)
    سبحان الله ، هل سمعت يوما بامرأة تصرح بحب زوجها لضرتها!؟؟فكيف إذاً لو كانت تكره هذه الضرة!،كما تدعي أيها الأفاك؟؟؟
    و في رواية عبد الله البهي عن عائشة عند الطبراني: (و كان إذا ذكر خديجة لم يسأم من ثناء عليها، و استغفار لها)
    فهل رأيت مدى كراهية عائشة لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنهما!!!
    بل اقرأ هذا الحديث:عن عائشة رضي الله عنها قالت:(لم يتزوج النبي صلى الله عليه و سلم على خديجة حتى ماتت) مسلم 4/1889 ؛ و عبد بن حميد في مسنده 1/429؛ و أبي عوانة في مسنده2 :3/72 .
    يقول ابن حجر رحمه الله: (وهذا مما لا اختلاف فيه بين أهل العلم بالأخبار وفيه دليل على عظم قدرها عنده وعلى مزيد فضلها لأنها أغنته عن غيرها واختصت به بقدر ما اشترك فيه غيرها مرتين لأنه  عاش بعد أن تزوجها ثمانية وثلاثين عاما انفردت خديجة منها بخمسة وعشرين عاما وهي نحو الثلثين من المجموع ومع طول المدة فصان قلبها فيها من الغيرة ومن نكد الضرائر الذي ربما حصل له هو منه ما يشوش عليه بذلك وهي فضيلة لم يشاركها فيها غيرها)7/137 .
    هكذا تذكر عائشة من فضل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهما، فهل اكتفيت أيها الحاقد أم أزيدك ؟؟؟ بل إليك هذا الحديث:
    عن عائشة رضي الله عنها قالت: (بشر رسول الله صلى الله عليه و سلم خديجة بنت خويلد ببيت في الجنة) متفق عليه.
    فهل رأيت مديحا و إطراء أعظم من هذا؟؟ ، لم تترك شيئا من خيري الدنيا و الآخرة إلا و ذكرتها به، و هي أهل لذلك رضي الله عنها و أرضاها.
    فذكرت من فضائلها:
    - حنين النبي صلى الله عليه و سلم إليها.
    - حبه صلى الله عليه و سلم لها
    - كثرة ذكره لها
    - ثناؤه عليها
    - استغفاره لها
    - إيمانها به إذ كذبه الناس
    - تصديقها له إذ كذبه الناس
    - مواساتها له بمالها إذ حرمه الناس
    - رزق ولدها إذ حرم ولد غيرها
    - لم يتزوج عليها حتى ماتت
    - بشرها ببيت في الجنة
    - تعهده صلى الله عليه وسلم لصديقاتها إكراما لها
    فهل علمت أيها الخبيث مدى حب عائشة لأم المؤمنين خديجة ، و احترامها لها و ذكرها لها بكل خير؟؟؟ أم أن غشاوة الحقد و الغل ختمت على سمعك و بصرك فلا ترى إلا ما يذكره لك أسيادك من دعاة جهنم؟؟، و لا تسمع إلا ما يمليه عليك أفراخ الصهاينة من أصحاب العمائم، المتسترين بلبوس الإسلام، الطاعنين في ظهره على غفلة من الأنام ؟؟؟ .
    أما الغيرة ، فنعم لا احد ينكر غيرتها من خديجة رضي الله عنها، و قد صرحت نفسها بذلك رضي الله عنها.
    لكن ما تتجاهله أنت و أمثالك من مرضى القلوب، الذين ملئت قلوبهم حقدا و غلا على أم المؤمنين، فأصبح شغلهم الشاغل اختلاق الزلات من لا شيء، هو أن أم المؤمنين إنما ذكرت غيرتها من خديجة لتبرز لنا مكانة خديجة عند النبي صلى الله عليه و سلم، هذا من جهة.
    و من جهة أخرى: ما وقع لعائشة من الغيرة؛ إنما وقع لها في صغر سنها و بداية شبيبتها.قال النووي رحمه الله: (قال القاضي وعندي أن ذلك جرى من عائشة لصغر سنها وأول شبيبتها ولعلها لم تكن بلغت حينئذ) مسلم بشرح النووي 15/202 .
    ثالثا: الغيرة مسامح للنساء فيها ، قال ابن حجر رحمه الله: (قولها ما غرت على امرأة للنبي صلى الله عليه و سلم فيه ثبوت الغيرة، و أنها غير مستنكر وقوعها من فاضلات النساء فضلا عمن دونهن) فتح الباري :7/136 .و قال أيضا: قال عياض قال الطبري وغيره من العلماء الغيرة مسامح للنساء ما يقع فيها ولا عقوبة عليهن في تلك الحالة لما جبلن عليه منها ولهذا لم يزجر النبي صلى الله عليه و سلم عائشة عن ذلك) الفتح 7/140-141 .
    وقال النووي رحمه الله: (قال القاضي قال المصري وغيره من العلماء الغيرة مسامح للنساء فيها لا عقوبة عليهن فيها لما جبلن عليه من ذلك ولهذا لم تزجر عائشة عنها)
    و في الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال: (...إن الله كتب الغيرة على النساء والجهاد على الرجال ...)
    أخرجه الطبراني في الكبير10/87 ؛ والبزار 4/309 عن ابن مسعود رضي الله عنه،
    قال الهيثمي في مجمع الزوائد: فيه عبيد بن الصياح ضعفه أبو حاتم ووثقه البزار وبقية رجاله ثقات.و سئل الدارقطني رحمه الله عن هذا الحديث فقال: (يرويه كامل بن العلاء عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله حدث به عبيد بن الصباح عنه واختلف عنه فرواه أبو يعلى الإبلي عن موسى المسروقي عن عبيد بن الصباح فقال عن شعبة عن الحكم عن أبي وائل عن عبد الله ووهم فيه في موضعين في قوله عن شعبة وفي قوله عن أبي وائل)العلل الواردة في الأحاديث النبوية 5/160.
    قلت : و غيرة عائشة على النبي صلى الله عليه و سلم، أكبر دليل على حبها الشديد له، و كما في الحديث عنها رضي الله عنها أنها سئلت عن أعجب شيء رأته من النبي صلى الله عليه و سلم فقالت: (لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك...) أخرجه ابن حبان2/386 ؛و الهيثمي 1/139 .
    و في هذا أكبر رد على من يطعنون في شرفها و يخوضون في عرضها، و يرمونها بالبهتان عياذا بالله. فالمرأة التي تحب زوجها يستحيل أن تنظر إلى رجل آخر، فكيف إذا كان هذا الرجل هو رسول الله صلى الله عليه و سلم، الذي حاز من الشمائل ما لا ينبغي لأحد، و من جمال الْخَلق و حسن الخُلق ما لا يتأتى لأحد ؟؟؟
    و كيف تستطيع امرأة تطلعت إلى رسول الله، و أمعنت النظر في وجهه الكريم، و خالطت أنفاسها أنفاسه، مع ما عرف عنه من حسن العشرة مما لا يدانيه فيه أحد. فكيف تستطيع امرأة بعدها أن تفكر و لو للحظة أن تتطلع إلى غيره؟؟؟
    يا من تتبركون بتراب أضرحة الأئمة، و تدَّعون البركة في بولهم و غائطهم ، يا من تتبركون بأصحاب العمائم و تتمسحون بهم ، هل علمتم أنه لا يتبرك إلا بآثار رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟؟؟
    وهب جدلا أن التبرك بآثار الأئمة مشروع، ألستم تقرون بأن التبرك بآثار رسول الله صلى الله عليه و سلم أولى و أبرك؟؟؟ فيا هؤلاء أما نال أم المؤمنين شيء من البركة؛ و أنفاسها تخالط أنفاس النبي صلى الله عليه و سلم لسنوات، و جسدها يباشر جسده لسنوات؟؟؟أما نالها من البركة شيء؟؟؟ إذن لابارك الله في شيء إن لم يبارك في آثار رسوله!.
    و الغيرة لم تنقل عن عائشة رضي الله عنها وحدها و إنما نقلت عن سائر أزواج النبي صلى الله عليه و سلم، بل إن أزواج النبي صلى الله عليه و سلم كن يغرن من عائشة رضي الله عنها بالخصوص.
    فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قالت أرسل أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي فأذن لها فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة قالت فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم أي بنية ألست تحبين ما أحب فقالت: بلى قال فأحبى هذه قالت فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلن لها ما نراك أغنيت عنا من شيء فارجعى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقولي له إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقالت فاطمة والله لا أكلمه فيها أبدا قالت عائشة فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه و سلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه و سلم وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى ما عدا سورة من حد كانت فيها تسرع منها الفيئة قالت فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه و سلم ورسول الله صلى الله عليه و سلم مع عائشة في مرطها على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها فأذن لها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت ثم وقعت بي فاستطالت على وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه و سلم وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يكره أن أنتصر قالت فلما وقعت بها لم أنشبها حين أنحيت عليها قالت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وتبسم إنها ابنة أبي بكر.)أخرجه مسلم 5/281 ؛و أحمد 6/88 ؛ و ابن حبان 16/38 ؛ و النسائي في الكبرى 5/281 و في المجتبى 7/65 ؛ و البخاري في الأدب المفرد 1/196 ؛ و البيهقي في سننه 7/299 و غيرهم.
    فهل ندعي أنهن كن يكرهنها و يحقدن عليها؟؟؟ أم نقر أن الغيرة مما سمح لفضليات النساء فيه، فضلا عن من دونهن؟. و في قصة سارة مع هاجر بعد أن ولد لها إسماعيل ، و غيرتها الشديدة منها دليل آخر على صحة ما نقول، يقول ابن كثير: المقصود أن هاجر عليها السلام لما ولد لها إسماعيل عليه السلام، اشتدت غيرة سارة منها و طلبت من الخليل أن يغيب وجهها عنها، فذهب بها و بولدها، فسار بهما حتى وضعهما حيث مكة اليوم.قصص الأنبياء ص:164 .

    ثم قال هذا الضال: وتعترف عائشة نفسها بأنها كانت تغار من سائر الزوجات لأنهن كن أجمل منها فحول مارية (عليها السلام) قالت عائشة: "ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية وذلك أنها كانت جميلة". (طبقات ابن سعد ج8 ص212 والإصابة ترجمة مارية وأنساب الأشراف ج1 ص449).
    أعود فأقول لهذا الدعي: من أين استنتجت أنها كانت تغار من زوجات النبي صلى الله عليه و سلم لأنهن كن أجمل منها؟؟؟ أمن هذا الرواية الساقطة ؟؟؟
    فكل ما تدل عليه الرواية أنها غارت من مارية لجمالها، و هذا لا يستلزم أنها كانت أجمل منها؛ كما تبادر إلى عقلك المعكوس، و أقول هذا على فرض صحة الحديث، و هو ما سوف نبين عكسه، بحول الله.
    و من جهة أخرى ألا تلاحظ أنك أسرفت جدا في الحديث حول هذه النقطة، مما يبين سفالتك، و عجزك عن البحث العلمي الرصين، لتتهرب إلى الكلام الإنشائي الخالي عن الأدلة و الحجج؟؟.
    أما الحديث فقد أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/212 ) قال:
    أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن عبد الرحمن بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن عمرة عن عائشة.
    و أخرجه الزبير بن بكار في المنتخب من كتاب أزواج النبي(1/57 ) قال: حدثني محمد بن حسن عن محمد بن موسى عن فليح بن سليمان عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة عن أيوب بن بشير قال قالت عائشة.
    و أما عزوك الحديث إلى: الإصابة؛ و أنساب الأشراف، فخطأ فادح!! لست أدري أجهلا منك ارتكبته- و الجهل أليق بك- ؟؟ أم عن عمد؟؟
    فكل من الإصابة و الأنساب لا يعدان مصدران أصليان لتخريج الحديث! فتنبه يا جاهل.
    علل الطريق الأولى
    فأما الطريق الأول ففيه : محمد بن عمر و هو الواقدي صاحب المغازي و السير.
    قال فيه البخاري : متروك الحديث، تركه أحمد، و ابن نمير، و ابن المبارك، و إسماعيل بن زكريا .
    و قال في موضع آخر : كذبه أحمد .
    و قال معاوية بن صالح : قال لي أحمد بن حنبل : هو كذاب .
    و قال معاوية أيضا عن يحيى بن معين: ضعيف.
    و قال في موضع آخر: ليس بشيء . و قال في موضع آخر: قلت ليحيى: لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك ؟ قال : أستحي من ابنه ، و هو لي صديق . قلت : فماذا تقول فيه ؟ قال: كان يقلب حديث يونس يغيرها عن معمر، ليس بثقة.
    و قال عباس الدوري، عن يحيى بن معين: ليس بشيء.
    و قال عبد الوهاب بن الفرات الهمداني : سألت يحيى بن معين عن الواقدي ، فقال : ليس بثقة .
    و قال المغيرة بن محمد المهلبي : سمعت على ابن المديني يقول : الهيثم بن عدى أوثق عندي من الواقدي ، و لا أرضاه في الحديث و لا في الأنساب و لا في شيء .
    و قال أبو داود : أخبرني من سمع على ابن المديني يقول : روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب .
    و قال مسلم: متروك الحديث.
    و قال النسائي: ليس بثقة .
    و قال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث.
    و قال ابن حجر في التقريب :متروك مع سعة علمه
    و أما شيخ الواقدي فهو: موسى بن محمد بن عبد الرحمان، لم أجد له ترجمة، و قد وجدت ترجمة لموسى بن محمد الأنصاري، ذكرها ابن حبان في الجرح و التعديل :8/160.و البخاري في التاريخ الكبير7/294 .
    لكن لم يُذْكَر أنه روى عن والده ، و لا أن محمد بن عمر الواقدي من تلامذته. مما يجعلنا نستبعد أن يكون هذا هو، و الله أعلم.
    و بذالك يتبين أن هذه الطريق تالفة، شديدة الضعف.
    أما الطريق الثانية ففيها:
    محمد بن الحسن و هو ابن زبالة القرشي المخزومي:
    قال معاوية بن صالح: قال لي يحيى بن معين : محمد بن الحسن الزبالي والله ما هو بثقة.
    و قال هاشم بن مرثد الطبراني ، عن يحيى بن معين : ابن زبالة كذاب خبيث لم يكن بثقة و لا مأمون يسرق .
    و قال البخاري : عنده مناكير .
    و قال ابن معين : كان يسرق الحديث .
    و قال أحمد بن صالح المصرى : كتبت عنه مئة ألف حديث ثم تبين لي أنه كان يضع الحديث فتركت حديثه .
    و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : لم يقنع الناس بحديثه .
    و قال أبو زرعة: واهي الحديث .
    و قال أبو حاتم : واهي الحديث ، ذاهب الحديث ، ضعيف الحديث ، عنده مناكير ، منكر الحديث ، و ليس بمتروك الحديث ، و ما أشبه حديثه بحديث عمر بن أبى بكر المؤملي، و الواقدي ، و يعقوب بن محمد الزهري ، و العباس بن أبى شملة ، و عبد العزيز بن عمران الزهري و هم ضعفاء مشايخ أهل المدينة .
    و قال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : كذابا المدينة : محمد بن الحسن ابن زبالة ، و وهب بن وهب أبو البختري ، بلغني أنه كان يضع الحديث بالليل على السراج .
    و قال النسائي: متروك الحديث.و قال في موضع آخر : ليس بثقة و لا يكتب حديثه .
    و قال مسلم بن الحجاج : محمد بن زبالة غير ثقة .
    و قال الساجي: وضع حديثا على مالك ، و وضع كتاب " مثالب الأنساب " فجفاه أهل المدينة .
    و قال الدارقطني: متروك .
    و قال ابن حبان : كان يروى عن الثقات ما لم يسمع منهم .
    و قال الحاكم : يروى عن مالك و الدراوردى المعضلات .
    و قال الخليلي : روى عن مالك مناكير ، و هو ضعيف .
    انظر ترجمته من التهذيبين.
    و فيه أيضا :أيوب بن عبد الرحمان بن صعصعة
    ذكره ابن حبان في الثقات و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا، وابن حبان متساهل في توثيق المجاهيل كما هو معلوم، و قال ابن حجر في التقريب صدوق، مشيا على توثيق ابن حبان له، و قال المزي في تهذيب الكمال: روى له أبو داود، و الترمذي، و ابن ماجة حديثا واحدا.
    قلت: فهو مجهول الحال.
    و بالتالي يتبين لنا أن هذه الطريق ساقطة كسابقتها، فلا تتقوى، و لا تقوي غيرها. فهل يعتمد على مثل هذه الروايات في الحكم على المسلمين؛ إلا فاسق ساقط العدالة و المروءة.
    و بذلك تزول هذه الشبهة، و تندحر تلك الفرية، و الفضل لله أولا و آخرا.
    ثم قال الجاهل الضال:
    وحول أسماء جاء عن ابن عباس: (تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان وكانت من أجمل أهل زمانها وأشَبّه، فلما جعل رسول الله يتزوج الغرائب قالت عائشة: قد وضع يده في الغرائب ويوشكن أن يصرفن وجهه عنا! وكان خطبها – أي أسماء – حين وفدت كندة عليه إلى أبيها، فلما رآها نساء النبي حسدنها)
    أقول بحول الله:
    كما سبق و أشَرتُ من قبل، فإن ذِكْرَك للحديث بصيغة التمريض لا يغني عنك شيئا!
    أولا: للأسباب التي ذكرناها من قبل، و التي تتجلى أساسا في التدليس على العوام.
    ثانيا: لكونك بنيت على الحديث أحكاما جائرة، اتهمت بها أم المؤمنين، و سمحت بها لنفسك بالحكم على زوج النبي صلى الله عليه و سلم، دون دليل أو برهان، و الله المستعان.
    { مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ }الزخرف20
    ثم ها أنت ذكرت في الحديث أن: نساء النبي (هكذا مطلقا) قد حسدنها ! فلماذا تعيب أم المؤمنين عائشة وحدها ؟؟
    ثم هناك مسألة أخرى : لماذا لم تكمل لنا الحديث إلى آخره؟ أم أنك تنقل ما يحلو لك و تترك ما يحلوا لك ؟؟.
    و لنذكر بقية الحديث و نترك الحكم للقارئ (فلما رآها نساء النبي صلى الله عليه و سلم حسدنها فقلن لها إن أردت أن تحظي عنده فتعوذي بالله منه إذا دخل عليك، فلما دخل وألقى الستر مد يده إليها فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: أمن عائذ الله الحقي بأهلك)
    هذه هي تتمة الحديث، و لنفرض جدلا انه صحيح، فما هو حكم امرأة تتبرأ من النبي صلى الله عليه و سلم ؟؟؟ { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46.

    أما هذه الرواية الساقطة، فذات علل تسع، و إليك البيان؛ بحول الله:
    أولا : شدة ضعف هشام بن محمد بن السائب.
    قال البخاري في التاريخ الكبير: صاحب سمر ونسب . وقال أحمد ما ظننت أن أحدا يحدث عنه إنما هو صاحب سير، و قال مرة: صاحب انساب وسمر وهو أحب إلي من أبيه. وقال يحيى بن معين غير ثقة وليس عن مثله يروى الحديث. وقال الدراقطني متروك . و قال ابن حجر في لسان الميزان: قلت واتهمه الأصمعي وذكره العقيلي وابن الجارود وابن السكن وغيرهم في الضعفاء . و قال الذهبي في تذكرة الحفاظ: هشام بن الكلبي الحافظ أحد المتروكين ليس بثقة فلهذا لم أدخله بين حفاظ الحديث وهو أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكوفي الرافضي.
    ثانيا :شدة ضعف ما رواه عن أبيه كما هو الحال هنا.
    قال ابن حبان : يروي عن أبيه ومعروف مولى سليمان والعراقيين العجائب والأخبار التي لا أصول لها.
    ثالثا:محمد بن السائب الكلبي: متروك
    قال ابن حبان في المجروحين: كان الكلبي سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ من أولئك الذين يقولون إن عليا لم يمت وإنه راجع إلى الدنيا قبل قيام الساعة فيملؤها عدلا كما ملئت جورا وإن رأوا سحابة قالوا أمير المؤمنين فيها، و ذكر بسنده على همام قال: سمعت الكلبي يقول أنا سبئي ، و ذكر بسنده على أبي عوانة قال: كان جبريل يملي الوحي على النبي  فلما دخل النبي  الخلاء جعل يملي على علي .
    قال الذهبي في المغني في الضعفاء: محمد بن السائب الكلبي الكوفي أبو النضر عن الشعبي تركوه كذبه سليمان التيمي وزائدة وابن معين وتركه القطان وعبد الرحمن .و قال سفيان الثوري : عجبا لمن يروى عن الكلبي . و كان زائدة يقول: اطرحوا حديث الأربعة الحجاج وجابر وحميد صاحب مجاهد والكلبي. و كان ليث بن أبي سليم يقول بالكوفة كذابان الكلبي وذكر آخر.
    و قال البخاري: محمد بن السائب الكلبي كوفي تركه يحيى بن سعيد وابن مهدي.
    و قال يحيى بن معين: الكلبي ليس بشيء . و كان حماد بن سلمة يقول حدثنا الكلبي وكان والله غير ثقة . و قال قرة بن خالد:كانوا يرون أن الكلبي يزرف يعنى يكذب . و قال عبد الرحمن : سألت أبى عن محمد بن السائب الكلبي فقال الناس مجتمعون على ترك حديثه لا يشتغل به هو ذاهب الحديث.
    قيل لزائدة لم لا تروى عن الكلبي قال كنت أختلف إليه فسمعته يوما وهو يقول مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت آل محمد  فنفثوا في فِيِّ فحفظت ما كنت نسيت فقلت لا والله لا أروي عنك بعد هذا شيئا فتركته.
    قال أبو حاتم: الكلبي هذا مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه يروي عن أبي صالح عن بن عباس التفسير وأبو صالح لم ير بن عباس ولا سمع منه شيئا ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف فجعل لما احتيج إليه تخرج له الأرض أفلاذ كبدها لا يحل ذكره في الكتب فكيف الاحتجاج به.
    رابعا: حديثه عن أبي صالح كله موضوعات.
    قال سفيان الثوري : قال لنا الكلبي ما حدثت عني عن أبى صالح عن بن عباس فهو كذب فلا تروه.
    و قال أبو نعيم في كتاب الضعفاء: محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح أحاديثه موضوعة.
    خامسا : أبو صالح باذان (وقيل: باذام) مولى أم هانئ بنت أبي طالب: ضعيف يرسل.
    قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : كان ابن مهدي ترك حديث أبى صالح .
    و قال أبو حاتم : يكتب حديثه ، و لا يحتج به . و قال النسائي: ليس بثقة . وقال أبو أحمد بن عدى: لم أعلم أحدا من المتقدمين رضيه.
    قال ابن حجر في التهذيب: قال الجوزقانى : إنه متروك .و نقل ابن الجوزي عن الأزدي أنه قال : كذاب . و قال الجوزجانى : كان يقال له ذو رأى غير محمود .و قال أبو أحمد الحاكم : ليس بالقوى عندهم . و قال ابن حبان : يحدث عن ابن عباس ، و لم يسمع منه
    و قد شذ العجلي فوثقه و هو مشهور بالتساهل كما هو معروف و قد أشار الحافظ إلى ذلك فقال: قلت وثقة العجلي.
    سادسا: ما رواه عنه الكلبي-كما هو الحال هنا- فليس بشيء.
    قال يحيى بن معين: و إذا روى عنه الكلبي، فليس بشيء
    سابعا:الإنقطاع
    قال ابن حبان : يحدث عن ابن عباس ، و لم يسمع منه. و قال أبو حاتم: وأبو صالح لم ير بن عباس ولا سمع منه شيئا.
    ثامنا: التفرد
    لم يروي هذا الحديث أي من أصحاب ابن عباس ،كسليمان بن يسار،و طاووس بن كيسان، و غيرهما. فأين كان أصحاب ابن عباس حينما حدث بهذا الحديث ؟؟و هي علة لا تعقلها الرافضة!.
    تاسعا: النكارة في المتن
    و أما نكارة متنه فمن وجهين:
    الوجه الأول: لا شك أن الحسد من الصفات الذميمة، و الأخلاق المنهي عنها شرعا، و إذا كان الحسد لا ينبغي لعامة المؤمنين ، فإن صدوره من أمهات المؤمنين -و هن خير نساء العالمين- أبعد ما يكون، و لا ينبغي في حقهن، و حاشاهن أن يتصفن به، و لا يخفاك أن اتهامهن بالحسد قدح في حقهن جميعا، و هو ما تَبَنَّيته باستشهادك بالحديث !!.
    و الطعن في أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين ليس بغريب على رافضي! كما سنبينه بحول الله في حينه.
    الوجه الثاني: يقول الله عز و جل في محكم كتابه: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2 . و لا شك أن الأمر بالتعوُّذِ من النبي صلى الله عليه و سلم ، من أكبر التعاون على الإثم و العدوان، { و يََتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَت الرَّسُولِ } المجادلة8 . بل هو من الأَمْرِ بعظيم المنكر، الذي لا ينبغي في حق أزواج النبي صلى الله عليه و سلم، و هذا قدح آخر في حقهن رضي الله عنهن تَبَنَّيْتَهُ بدوره بإيرادك لهذا الحديث المكذوب، الذي وضعه رافضي مثلك ، طبعا حبا في أزواج النبي صلى الله عليه و سلم ، و تعظيما لقدرهن ، شأنه شأنك في مقالك المسموم هذا.
    خلاصة : و الحديث كما هو واضح رجال سنده كلهم من الضعفاء و المتروكين، و متنه في غاية النكارة، و هو حديث موضوع . قال أبو نعيم في كتاب الضعفاء: (محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح أحاديثه موضوعة).
    و المتهم به هو ابن السائب الرافضي السَّبئي، و الله أعلم.
    ثم قال الضال المضل:
    وحول مليكة جاء: (تزوج النبي مليكة بنت كعب، وكانت تذكر بجمال بارع، فدخلت عليها عائشة فقالت لها: أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك! فاستعاذت من رسول الله فطلقها)
    قلت أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/148) و علي بن الحسن بن هبة الله في تاريخ دمشق (3/231 ). كلاهما من طريق : محمد بن عمر حدثني أبو معشر قال:( تزوج النبي صلى الله عليه و سلم مليكة بنت كعب..) مرسلا.
    و هي رواية ساقطة كسابقاتها، و فيها ثلاث علل
    أولا : محمد بن عمر الواقدي متروك
    وقد سبقت ترجمته إثر بيان علة حديث مارية السالف الذكر.
    ثانيا: أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندى ، ضعيف و قد اختلط بآخره
    قال: هشيم : ما رأيت مدنيا أكيس من أبى معشر، و ما رأيت مدنيا يشبهه
    و قال أبو زرعة الدمشقي : سمعت أبا نعيم يقول : كان أبو معشر كيسا حافظا.
    قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سمعت أبى و ذكر " مغازي " أبى معشر ، فقال : كان أحمد ابن حنبل يرضاه ، و يقول : كان بصيرا بالمغازي.
    و قال أحمد بن حنبل: كان صدوقا لكنه لا يقيم الإسناد ، ليس بذاك . و كان ابن مهدي يقول: كان أبو معشر تعرف و تنكر . و قال يحيى بن معين : ضعيف ، يكتب من حديثه الرقاق ، و كان رجلا أميا يتقى أن يروى من حديثه المسند، و قال مرة: ليس بشيء ، كان أميا، و قال مرة أخرى: ضعيف. و قال: ليس بقوى في الحديث. و قال البخاري : منكر الحديث .
    و قال عمرو بن على : كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه ، و يضعفه و يضحك إذا ذكره ، و كان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه . و قال أبو زرعة : صدوق في الحديث ، و ليس بالقوى .
    و قال ابن المديني: كان شيخا ضعيفا ضعيفا ، و كان يحدث عن محمد بن قيس ، و يحدث عن محمد ابن كعب بأحاديث صالحة ، و كان يحدث عن المقبري ، و عن نافع بأحاديث منكرة .
    و قال أبو داود ضعيف، و قال مرة : له أحاديث مناكير. و قال النسائي: ضعيف . و قال الترمذي : قد تكلم بعض أهل العلم في أبى معشر من قبل حفظه . و قال صالح بن محمد الحافظ : لا يسوى حديثه شيئا .و قال ابن سعد: كان كثير الحديث، ضعيفا . و قيل لعبد الرزاق: هو ثقة ؟ قال: صالح ، لين الحديث ، محله الصدق . و قال بن عدى: و هو مع ضعفه يكتب حديثه.
    و قال الخليلي : أبو معشر ، له مكان في العلم و التاريخ ، و تاريخه احتج به الأئمة، و ضعفوه في الحديث، و كان ينفرد بأحاديث ، أمسك الشافعي عن الرواية عنه، و تغير قبل أن يموت بسنتين تغيرا شديدا. و قال أبو بكر الأثرم : قلت لأبى عبد الله : أبو معشر المدني يكتب حديثه ؟ فقال : حديثه عندي مضطرب لا يقيم الإسناد ، و لكن أكتب حديثه أعتبر به .
    و ذكره ابن البرقي فيمن احتملت روايته في " القصص " ، و لم يكن متين الرواية .
    و قال الساجي: منكر الحديث، و كان أميا صدوقا ، إلا إنه يغلط . و قال ابن نمير : كان لا يحفظ الأسانيد . و قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالمتين عندهم . و قال الدار قطني : ضعيف .
    قلت : فأما من وثقه كهشيم و أبا نعيم ، فإنما قصد بذلك العدالة دون الضبط و الإتقان، و هو و إن كان ثقة في نفسه إلا انه ضعيف في الحديث، ضعفه أئمة الشأن، و جرحوه جرحا مفسرا، فذكروا من ذلك أنه كان مضطرب الحديث، كثير الغلط، لا يقيم الأسانيد و لا يحفظها.
    و أما ما كان من حديثه في التاريخ و المغازي و القصص فقد تساهل بعض أهل العلم في قبوله.و هو مع ذلك يكتب حديثه للاعتبار، لأن من تكلم فيه، فإنما من قبل حفظه.
    ثالثا: الإرسال
    فأبو نجيح من الطبقة السادسة : من الذين عاصروا صغار التابعين كما ذكره المزي في تهذيب الكمال، و جميع رواياته عن التابعين و أتباع التابعين.

    ثم قال الجاهل: (وحول خديجة (عليها السلام) قالت: "ما غرت على امرأة لرسول الله كما غرت على خديجة" . (صحيح البخاري ج2 ص209) . )
    قلت: أما غيرة أم المؤمنين من خديجة رضي الله عنهما، فقد سبق الحديث عنها بما يشفي القلوب.
    و أقول لهذا الحاقد: لماذا لم تذكر الحديث بكامله ؟؟؟ !
    و لنذكر الحديث و نترك الحكم للقارئ . عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:( ما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه و سلم كما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم إياها وثنائه عليها وقد أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبشرها ببيت لها في الجنة من قصب ). سبق تخريجه.
    {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }ق37.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    62

    افتراضي رد: رد شبهة الرافضة ( كره عائشة لخديجة و إساءتها لها ، و غيرتها منها و من سائر الزوجا

    يرفع للأهمية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    3

    افتراضي رد: رد شبهة الرافضة ( كره عائشة لخديجة و إساءتها لها ، و غيرتها منها و من سائر الزوجا

    استمتعت كثيرا بقراءة هذا المقال الرائع

    لا حرمت الأجر جزاء دفاعك عن حبيبة المصطفى

  4. #4

    افتراضي رد: رد شبهة الرافضة ( كره عائشة لخديجة و إساءتها لها ، و غيرتها منها و من سائر الزوجا

    بارك الله فيك

  5. #5

    افتراضي رد: رد شبهة الرافضة ( كره عائشة لخديجة و إساءتها لها ، و غيرتها منها و من سائر الزوجا

    رآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآئع ومذهل بحق شكراً لكـــــــــــــ ـــــــــــــم سأترك هذا الموضوع في بالي وارفعه كل فترة واخرى
    موضوع هام للغاية وطرح قوي جداً
    بوركتم.

    إني اصاحب حلمي وهو بي كرم
    ولا اصاحب حلمي وهو بي جبن


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •