إن من سنة الله تعالى التي لا تتخلف ، أن يبقى الحق والباطل في تدافع وصراع ، في مد وجزر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لقد كان لإغلاق دور القرآن بالمغرب أثر كبير على نفسية روادها والغيورين بصفة عانة ، ولكن ليقضي الله أمر كان مفعولا ، وكما قال تعالى : لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير .
لقد اضطهد النبي صلى الله عليه وسلم وضيق عليه خناق الدعوة فماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم .
كيف استطاع النبي صلى الله عليه وسلم في مدة 23 سنة أن يبلغ دعوته للقاصي والداني ، هل كل من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم كلنوا ممن توجه إليه النبي صلى الله عليه وسلم بالخطاب ، بمعنى آخر هل الخطاب والكلمات على المنابر السبيل الوحيد لتبليغ الدعوة ، ألم يكن من أكبر عوامل نجاح النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته هو طيب أخلاقه ، إذن فماذا نحن فاعلون .
كثير من الشباب بعد إغلاق دور القرآن هجر المتون، والسلاسل العلمية، ووقف على الأطلال يندب حظه .
إن الواجب علينا اليوم أن يسعى كل واحد منا جاهدا على نشر السنة بالقدوة الحسنة و طلاقة الوجه ، والكلمة الطيبة ، والهدية الجميلة ، والصفح الحسن ، و المواقف النبيلة ، أن يحاول جاهدا أن يمد يد العون والمساعدة لأصدقائه وأقاربه وجيرانه و أن يكون بلسما لجراحهم يواسيهم ولو بكلمة طيبة .
لآ أريد أن أذكر استمالة أهل الأهواء وتضحياتهم من أجل نشر أفكارهم ، ثم يتخاذل المسلمون عن التضحية من أجل رسالتهم .
أذكر نفسي وإخواني أن هذه الرسالة لا تنشر إلا بالخلق الحسن ، والكلمة الطيبة ، ولنتأمل قول الله عزوجل لموسى وأخيه هارون : إذهبا إلى فرعون فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى. هذا فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى ، يأمر الله تعالى موسى ليقول له قولا لينا ، ونجد الأخ المسلم يشحن نفسه بسلسلة من الكلمات النابيات ليقذفها في وجه أخيه المسلم بدعوى أو بأخرى.
نسأل الله تعالى أن يهدينا ويهدي بنا