يخطئ في نظري خطأ شديدا من يقصر قضية النقاب بحسب وضعها الحالي الذي يعلمه كل الناس على دائرة الصراع الفكري الشرعي ولا يتعدى نظره هذا الإطار الضيق ويقيم النزال فيه ردا على الطاعنين في مشروعية النقاب القائلين ببدعيته وتصنيف الكتب وإلقاء الخطب النارية التي تبين جهل هؤلاء الأدعياء وتناقضهم بإظهار بعض الفتاوي التي صدرت عن بعضهم تناقض ما يدعون إليه حاليا كما حصل مع شيخ الازهر و المفتي المصري اللذين سبقت لهما بعض الفتاوي التي قالوا فيها بمشروعية النقاب وأنه دائر بين الوجوب والاستحباب.
و الخطأ الذي يمكن أن يرتكب في نظري بهذا الصدد هو أن نلج معهم في دائرة صراع من هذا النوع بل أقول إن الانزلاق في هذه الدائرة أمر مقصود من قبل مديري إدارة الصراع الفكري في بلادنا متبعين في ذلك أسلوب مصارعة الثيران إذ يظهر المصارع للثور مديلا أحمر فيهيج الثور ويجن جنونه ويظل هكذا إلى أن تخور قواه ويفقد كل طاقاته في الجري وراء هذا المنديل الاحمر وحينئذ يكون القضاء عليه وقتله من أيسر ما يكون لدى مصارعه
هذه هي الصورة في قضية النقاب التي تشغل أذهان الناس هذه الأيام ....تستأجر بعض الأقلام والأبواق للطعن في النقاب مثلا على الصورة التي نراها اليوم فيقولون بدعة تشدد تخلف (بتنجان) فيثور الصف الإسلامي برمته ويهيج ويفرغ كل طاقاته في العراك والصراع في قضية هي في أساسها مفتعلة وتهدف في النهاية إلى شغل الصف الإسلامي عن أي مشروع ملموس على أرض الواقع
فسبيل الدخول في دائرة صراع من هذا النوع أن تنحصر الخصومة فيها في إطار قانوني حقوقي بعيدا عن الاطار الفقهي للقضية فنتنب الحديث عن هل النقاب مشروع ام هو بدعة ....لأن ذلك سيدخلنا فيما يطمحون اليه
فلنسلم لهم ببدعية النقاب و انه ليس مشروعا بل نسلم لهم بفوق ما يطمون إليه نسلم يا سادة بأن النقاب ناقض من نواقض الإيمان ....فما رأيكم ؟؟
أليس النقاب قبل ذلك وبعده نمطا من الثياب لكل أنثى أن ترتديه أو تخلعه شأنه في ذلك شأن المايوه البكيني ؟
فهو على ذلك حرية شخصية كفلها الدستور ولا يحق لجهة ما أن تتدخل في ذلك كما أنه لا يمكنها أن تدخل في ثني من تريد لبس البكيني عن لبسه
أليس ذلك صحيحا أيها السادة ؟؟ قالوا : بلى ....فأين المشكل إذن ؟؟
المشكل هو أننا نخطئ ونزلق إلى الصراع في إطاره الفكري
أما السبيل السليم هو أن نرغمهم على النزال في دائرة الصراع الحقوقي القانوني مهما قاموا به من استفزازات كي يرغمونا على الانزلاق في الاطار الفكري .
أظن أن هذا الطرح لو تبناه رؤوس التيارات الإسلامية في مصر وخارجها ووجهوا به عموم الناس لتغيرت أشياء كثيرة تحيط بنا