تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 50

الموضوع: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيئته؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيئته؟

    السـلام عليكم ورحمة الله
    سأل أحد الاخوة عن مسألة مهمة وهي هل صفتي السمع والبصر لله متعلقة بمشيئته أم لا

    وقد بحثت في عدد من الكتب المرتبطة بالعقيدة وبحثت عن طريق جوجل ولكن لم أجد شيئا في هذا الموضوع سوى هذا الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (من مجموع الفتاوى) :

    و" الْمَقْصُودُ هُنَا " أَنَّهُ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ إذَا خَلَقَ الْمَخْلُوقَاتِ رَآهَا وَسَمِعَ أَصْوَاتَ عِبَادِهِ وَكَانَ ذَلِكَ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ ؛ إذْ كَانَ خَلْقُهُ لَهُمْ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَبِذَلِكَ صَارُوا يُرَوْنَ وَيُسْمَعُ كَلَامُهُمْ وَقَدْ جَاءَ فِي
    الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنَّهُ يَخُصُّ بِالنَّظَرِ وَالِاسْتِمَاعِ بَعْضَ الْمَخْلُوقَاتِ كَقَوْلِهِ : { ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : مَلِكٌ كَذَّابٌ وَشَيْخٌ زَانٍ وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ } وَكَذَلِكَ فِي " الِاسْتِمَاعِ " قَالَ تَعَالَى : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } أَيْ اسْتَمَعَتْ . وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءِ كَإِذْنِهِ لِنَبِيِّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ } وَقَالَ : { لَلَّهُ أَشَدُّ إذْنًا إلَى صَاحِبِ الْقُرْآنِ مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إلَى قَيْنَتِهِ } فَهَذَا تَخْصِيصٌ بِالْإِذْنِ وَهُوَ الِاسْتِمَاعُ لِبَعْضِ الْأَصْوَاتِ دُونَ بَعْضٍ . وَكَذَلِكَ ( سَمِعَ ) الْإِجَابَةَ كَقَوْلِهِ : { سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ } وَقَوْلِ الْخَلِيلِ : { إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ } وَقَوْلِهِ : { إنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } يقتضي التَّخْصِيصَ بِهَذَا السَّمْعِ فَهَذَا التَّخْصِيصُ ثَابِتٌ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَهُوَ تَخْصِيصٌ بِمَعْنَى يَقُومُ بِذَاتِهِ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ - كَمَا تَقَدَّمَ - وَعِنْدَ الْنُّفَاةِ هُوَ تَخْصِيصٌ بِأَمْرِ مَخْلُوقٍ مُنْفَصِلٍ لَا بِمَعْنَى يَقُومُ بِذَاتِهِ . وَتَخْصِيصُ مَنْ يُحِبُّ بِالنَّظَرِ وَالِاسْتِمَاعِ الْمَذْكُورِ يَقْتَضِي أَنَّ هَذَا النَّوْعَ مُنْتَفٍ عَنْ غَيْرِهِمْ . لَكِنْ مَعَ ذَلِكَ هَلْ يُقَالُ : إنَّ نَفْسَ الرُّؤْيَةِ وَالسَّمْعِ الَّذِي هُوَ مُطْلَقُ الْإِدْرَاكِ هُوَ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهِ فَلَا يُمْكِنُ وُجُودُ مَسْمُوعٍ وَمَرْئِيٍّ
    وَقَدْ تَعَلَّقَ بِهِ كَالْعِلْمِ ؟ أَوْ يُقَالُ : إنَّهُ أَيْضًا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ فَيُمْكِنُهُ أَنْ لَا يَنْظُرَ إلَى بَعْضِ الْمَخْلُوقَاتِ ؟ هَذَا فِيهِ قَوْلَانِ : وَالْأَوَّلُ قَوْلُ مَنْ لَا يَجْعَلُ ذَلِكَ مُتَعَلِّقًا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ يَجْعَلُونَهُ مُتَعَلِّقًا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ فَقَدْ يَقُولُونَ : مَتَى وُجِدَ الْمَرْئِيُّ وَالْمَسْمُوعُ وَجَبَ تَعَلُّقُ الْإِدْرَاكِ بِهِ . وَالْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّ جِنْسَ السَّمْعِ وَالرُّؤْيَةِ يَتَعَلَّقُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ فَيُمْكِنُ أَنْ لَا يَنْظُرَ إلَى شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ وَهَذَا هُوَ الْمَأْثُورُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ السَّلَفِ كَمَا رَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجوني قَالَ : مَا نَظَرَ اللَّهُ إلَى شَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ إلَّا رَحِمَهُ وَلَكِنَّهُ قَضَى أَنْ لَا يَنْظُرَ إلَيْهِمْ . وَقَدْ يُقَالُ : هَذَا مِثْلُ الذِّكْرِ وَالنِّسْيَانِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْته فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْته فِي مَلَإِ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْت إلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْت إلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْته هَرْوَلَةً } فَهَذَا الذِّكْرُ يَخْتَصُّ بِمَنْ ذَكَرَهُ فَمَنْ لَا يَذْكُرُهُ لَا يَحْصُلُ لَهُ هَذَا الذِّكْرُ وَمَنْ آمَنَ بِهِ وَأَطَاعَهُ ذَكَرَهُ بِرَحْمَتِهِ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ الذِّكْرِ الَّذِي أَنْزَلَهُ أَعْرَضَ عَنْهُ كَمَا قَالَ : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } { قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا } { قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ : { الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَا تُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } . وَقَدْ فَسَّرُوا هَذَا النِّسْيَانَ بِأَنَّهُ . . . (1) وَهَذَا النِّسْيَانُ ضِدُّ ذَلِكَ الذِّكْرِ وَفِي الصَّحِيحِ فِي حَدِيثِ الْكَافِرِ يُحَاسِبُهُ قَالَ : { أَفَظَنَنْت أَنَّك مُلَاقِيَّ ؟ قَالَ : لَا . قَالَ فَالْيَوْمَ أَنْسَاك كَمَا نَسِيتنِي } فَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّهُ لَا يَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ أَهْلَ طَاعَتِهِ هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ أَيْضًا وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَدْ خَلَقَ هَذَا الْعَبْدَ وَعَلِمَ مَا سَيَعْمَلُهُ قَبْلَ أَنْ يَعْمَلَهُ وَلَمَّا عَمِلَ عَلِمَ مَا عَمِلَ وَرَأَى عَمَلَهُ فَهَذَا النِّسْيَانُ لَا يُنَاقِضُ مَا عَلِمَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حَالِ هَذَا. ا.هـ
    ______
    (1) بياض بالأصل



    أولا: فهمت بعضا مما قاله شيخ الإسلام وليس كله، أي أن المسألة لم تتضح كليًّا بعد، فهل أجد كلاما آخر لشيخ الإسلام أو لغيره من السلف وعلماء السنة قديما أو حديثا في هذه المسألة حتى أفهمها بشكل أفضل؟
    ثانيا: القولان اللذان ذكرهما شيخ الإسلام هل هما لأهل السنة، يعني ان هناك خلاف بين السلف في هذه المسألة؟ أم انهم لم يختلفوا في هذه المسألة واحد القولين ليس لأهل السنة؟
    إذا استفدت من المشاركة فادع الله لي ولزوجي أن يهدينا ويرزقنا الجنة من غير حساب
    التواني في طلب العلم
    معهد آفاق التيسير

  2. #2

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    لي وجهة نظر في هذا الموضوع
    وقد أكون مخطئاً في نظر الكثيرين
    ولكن حسبي أن ما اخترته هو ما تعلمته من سلفنا الصالح .
    والذى أراه هو عدم الخوض في مثل هذا أو مناقشته
    والعلماء الكبار ممن تكلم في العقيدة وناقش أهل البدع أو رد عليهم كابن تيمية وغيره يبقى كلامه في الرد عليهم ولا نخوض فيه...أو ننشره بين العوام .
    أبو محمد المصري

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد العمري مشاهدة المشاركة
    والذى أراه هو عدم الخوض في مثل هذا أو مناقشته
    بارك الله فيك... أوافقك... وفقك الله.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    هذه مسألة هامة ومفيدة.
    وسأعود إليها بعدُ إن شاء الله.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    602

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    الذي اراه هو طريقة السلف , وهو الحديث عن ذلك بين العامة عند الاعتراض او الصرف ..
    فالقولان اللذان نقلهما شيخ الاسلام عن صفتي السمع و البصر ليسا في اثباتهما او نفيهما , بل في امر آخر , والخلاف الذي ذكره باختصار في كون الصفتين :
    اما انهما صفتان لازمتان للذات لا تنفك عنها , كالعلم ..
    واما انهما من الصفات الاختيارية المتعلقة بالمشيئة ..
    وليس مقصوده ذكر الخلاف في اثباتهما او نفيهما .
    ثم ذكر ان كونهما من الصفات الاختيارية التي يفعلهما متى شاء هو قول من ذكر من السلف ..
    والله تعالى اعلم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    هذا تعجيل بشيءٍ يتعلق بسؤالكِ الأول:

    قال ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض: «قول الخلال في كتاب السنة:
    وقال أبو بكر الخلال في كتاب السنة (أخبرني يوسف بن موسى أن أبا عبد الله -يعني أحمد بن حنبل- قيل له: أهل الجنة ينظرون إلى ربهم عز و جل ويكلمونه ويكلمهم؟ قال : نعم ينظر وينظرون إليه ويكلمهم ويكلمونه كيف شاء وإذا شاء)
    ......
    فقول أحمد : ( إنه ينظر إليهم ويكلمهم كيف شاء وإذا شاء ) وقوله : ( هو على العرش كيف شاء وكما شاء ) وقوله : ( هو على العرش بلا حد كما قال : { ثم استوى على العرش } كيف شاء المشيئة إليه والاستطاعة له ليس كمثله شيء )
    قلت : وهو خالق كل شيء وهو كما وصف نفسه سميع بصير شيء يبين أن نظره وتكليمه وعلوه على العرش واستواءه على العرش مما يتعلق بمشيئته واستطاعته..».

    وقال رحمه الله أيضًا في مجموع الفتاوى: «... وكذلك السمع و البصر و النظر قال الله تعالى وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله هذا فى حق المنافقين وقال فى حق التائبين وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وقوله فسيرى الله دليل على أنه يراها بعد نزول هذه الآية الكريمة.
    والمنازع اما ان ينفى الرؤية واما ان يثبت رؤية قديمة ازلية.
    وكذلك قوله ثم جعلناكم خلائف فى الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون ولام كى تقتضى ان ما بعدها متأخر عن المعلول.
    فنظره كيف يعملون هو بعد جعلهم خلائف.
    وكذلك قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى الى الله والله يسمع تحاوركما اخبر انه يسمع تحاورهما حين كانت تجادل وتشتكى الى الله.
    وقال النبى اذا قال الامام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد يسمع الله لكم فجعل سمعه لنا جزاء وجوابا للحمد فيكون ذلك بعد الحمد، والسمع يتضمن مع سمع القول قبوله واجابته ومنه قول الخليل ان ربى لسميع الدعاء وكذلك قوله لموسى اننى معكما اسمع وارى.
    و المعقول الصري يدل على ذلك فإنَّ المعدوم لا يرى ولا يسمع بصريح العقل واتفاق العقلاء.
    لكن قال من قال من السالمية انه يسمع ويرى موجودا فى علمه لا موجودا بائنا عنه ولم يقل انه يسمع ويرى بائنا عن الرب، فاذا خلق العباد وعملوا وقالوا فاما ان نقول انه يسمع اقوالهم ويرى اعمالهم واما لا يرى ولا يسمع فان نفى ذلك فهو تعطيل لهاتين الصفتين وتكذيب للقرآن وهما صفتا كمال لا نقص فيه فمن يسمع ويبصر أكمل ممن لا يسمع ولا يبصر.
    والمخلوق يتصف بأنه يسمع ويبصر فيمتنع اتصاف المخلوق بصفات الكمال دون الخالق سبحانه وتعالى.
    وقد عاب الله تعالى من يعبد من لا يسمع ولا يبصر فى غير موضع ولأنه حى والحى اذا لم يتصف بالسمع والبصر اتصف بضد ذلك وهو العمى والصمم وذلك ممتنع وبسط هذا له موضع آخر.
    وإنَّما المقصود هنا انه اذا كان يسمع ويبصر الاقوال والاعمال بعد أن وجدت فإما ان يقال أنه تجدد وكان لا يسمعها ولا يبصرها فهو بعد ان خلقها لا يسمعها ولا يبصرها.
    وان تجدد شىء فاما ان يكون وجودا او عدما.
    فان كان عدما فلم يتجدَّد شىءٌ.
    وان كان وجودا فاما أن يكون قائما بذات الله او قائما بذات غيره.
    والثانى يستلزم ان يكون ذلك الغير هو الذى يسمع ويرى فيتعين ان ذلك السمع والرؤية الموجودين قائم بذات الله وهذا لا حيلة فيه!
    والكلابية يقولون فى جميع هذا الباب المتجدد هو تعلق بين الامر والمأمور وبين الارادة والمراد وبين السمع والبصر والمسموع والمرئي.
    فيقال لهم: هذا التعلُّق إمَّا أنْ يكون وجودًا، وإمَّا أنْ يكون عدمًا.
    فإن كان عدمًا فلم يتجدَّد شيءٌ؛ فإنَّ العَدَم لا شيءٌ، وإنْ كان وجودًا بطل قولهم...».



  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زوجة وأم مشاهدة المشاركة
    كما أن هذه المسألة مرتبطة بفهم آية معينة سأكتب موضوعا آخر لها - إن شاء الله - حيث انه لدي بعض الاستفسارات في معنى تلك الآية واقوال العلماء فيها
    انتهيت من كتابة الموضوع:

    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48201


    وسأعود لقراءة الردود الجديدة في هذا الموضوع لاحقا إن شاء الله
    إذا استفدت من المشاركة فادع الله لي ولزوجي أن يهدينا ويرزقنا الجنة من غير حساب
    التواني في طلب العلم
    معهد آفاق التيسير

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    كذا نقل عن بعض السلف ما أصله شيخ الاسلام مما نقله الشيخ عدنان من عدم التفريق بين اصلهم في الكلام و اصلهم في الرؤية كما بينه الامام الدارمي و الامام الأشعري
    قال سليمان بن حرب : القرآن غير مخلوق وأخذته من كتاب الله تعالى قال الله تعالى :
    ( لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ) من الآية ( 77 / 3 ) وكلام الله ونظره واحد يعني غير مخلوق

  9. #9

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    أمر آخر أود أن ألفت النظر إليه ولا أقصد أحداً بعينه .
    قد يفخر البعض أو يدخله العجب بقدرته على مناقشة مثل هذه الأمور وأود أن أوضح أن من تركها قد تركها رغبة عنها لا قصوراً في فهمه أو ضعفاً في تصورها ، ولا عجزاً في مواهبه عن مناقشتها بل لمآلاتها ...
    فلما خاضوا تلك البحار ونجاهم الله برحمته رجعوا إلى الشاطئ وقعدوا عنده يحذرون من يخوض من الغرق .
    ولو تكلموا فيها لما شق احد لهم غبار .
    وفق الله الجميع إلى ما يرضاه .
    أبو محمد المصري

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    وقال رحمه الله في درء التَّعارض (2/239-241): «دعوى المدِّعي أنَّ الجمهور إنَّما يلزمهم تجدُّد الإضافات والأحوال والأعدام، لا تجدُّد الحادث الذي وُجِد بعد العَدَم، ذاتًا كان أوصفةً =دعوى ممنوعة، لم يُقِم عليها دليلًا، بل الدليل يدلُّ على أنَّ أؤلئك الطوائف يلزمهم قيام أمورٍ وجوديةٍ حادثةٍ بذاتهٍ، مثال ذلك: أنَّه سبحانه وتعالى يسمع ويرى ما يخلق من الأصوات والمرئيَّات.
    وقد أخبر القرآن بحدوث ذلك في مثل قوله: ﴿وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون﴾، وقوله تعالى: ﴿ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون﴾.
    وقد أخبر بسمعه ورؤيته في مواضع كثيرة، كقوله لموسى وهارون : ﴿إنِّني معكما أسمع وأرى﴾، وقوله: ﴿الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين﴾، وقوله: ﴿لقد سمع الله قول الذين قالوا إنَّ الله فقير ونحن أغنياء﴾، ﴿قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله﴾.
    وفي الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: سبحان الذي وسع سمعه الأصوات! لقد كانت المجادلة تشتكي إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في جانب البيت، وإنَّه ليخفى عليَّ بعض كلامها، فأنزل الله تعالى: ﴿قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله﴾. ومثل هذا كثيرٌ.
    فيُقال لهؤلاء: أنتم معترفون وسائر العقلاء بما هو معلوم بصريح العقل أنَّ المعدوم لا يُرَى موجودًا قبل وجوده، فإذا وُجِد فرآه موجودًا وسمع كلامَه فهل حصل أمرٌ وجوديٌّ لم يكن قبل أولم يحصل شيءٌ؟
    فإن قيل: لم يحصل أمرٌ وجوديٌ، وكان قبل أن يخلق لا يراه، فيكون بعد خلقه لا يراه أيضًا.
    وإن قيل: حصل أمرٌ وجودي.
    فذلك الوجودي إمَّا أن يقوم بذات الرَّب.
    وإمَّا إن يقوم بغيره، فإن قام بغيره لزم أن يكون غير الله هو الذي رآه، وإن قام بذاته عُلِم أنَّه قام به رؤية ذلك الموجود الذي وجد، كما قال تعالى: ﴿وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون﴾.
    وما سمّوه إضافات وأحوالًا وتعلّقات وغير ذلك يقال لهم: هذه أمورٌ موجودة أوليست موجودة، فإن لم تكن موجودةً فلا فرق بين حاله قبل أن يرى ويسمع، وبعد أن يرى ويسمع؛ فإنَّ العَدَم المستمرَّ لا يوجب كونه صار رائيًا سامعًا.
    وإنْ قلتم: بل هي أمورٌ وجوديةٌ فقد أقررتم بأنَّ رؤية الشيء المعيَّن لم تكن حاصلة ثمَّ صارت حاصلة بذاته وهي أمر وجودي...».

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    الحمد لله وحده.
    شكر الله للأخت الفاضلة طرح هذه المسألة المفيدة، وقد ترد على أذهان بعض الناس - لا سيما حديثي العهد بالإسلام في بلاد الغرب (وهم يتنازعهم في تلك البلاد قطبان متضادان: قطب الإلحاد المحض وقطب الوثنية المحضة) - شبهات بهذا الشأن، فيحتاج الأمر إلى ضبط للفهم.
    وأرجو ألا يتحسس الإخوة من طرح مثل هذه المسألة للنقاش العلمي بقولهم إن قوما من العلماء قد خاضوا فيها حتى غرقوا فرجعوا يقولون للعامة إياكم والكلام فيها!! فالمنع المطلق غلو، تماما كما أن الخوض بلا ضابط ولا حد ودون الحاجة الملجئة إلى ذلك غلو! فالغلو إما إفراط وإما تفريط! وليس تفويض المفوضة في الصفات إلا من غلوهم في الجهة المقابلة لخوض الفلاسفة فيها، ففرطوا في طلب ما أنزله الله وحذروا الناس منه كما أفرط الفلاسفة في الجهة المقابلة في طلب ما ليس لهم به سلطان!
    فالقصد أن طالب العلم ينبغي أن يتحلى ببصيرة - من فهم السلف وصنيعهم رضي الله عنهم - يرى بها الحد الذي من جاوزه في الكلام في مثل هذه المسائل = نُهي وزُجر وقيل له "هذا سبيل قد ضل من قبلك كثير ممن خاض فيه ولم يرجعوا بشيء، فأقصر، فالسلامة لا يعدلها شيء"!
    ولا يقولن قائل إن تقسيم الصفات إلى صفات فعلية وصفات ذاتية (مثلا) هذا تقسيم حادث لم يتكلم به السلف، ومن ثم فالسلامة في ألا نتكلم به! هذا غير صحيح، بل تكلم السلف بمثله ولم يمتنعوا ما دعت الحاجة إلى ذلك التقسيم، وحدوث التصنيف والتقسيم والاصطلاح في أبواب العلم لا يمنع لمجرد كونه حادثا! وقد قسم أئمة السلف من التابعين ومن تبعهم ومن تبع أتباعهم تقاسيم كثيرة في مختلف أبواب العلم ولم يستقبح أحدهم ذلك لمجرد حدوثه، فقسموا التوحيد إلى ثلاثة أقسام، وقسموا الأعمال والأقوال إلى أربعة أقسام، وقسموا الدين إلى أصول وفروع، وغير ذلك من تقاسيم وتراتيب علمية دعت إليها الحاجة ولم تخرج إلا من جملة فهوم السلف الأول للكتاب والسنة.

    والمسألة التي بين أيدينا مسألة دقيقة ترد الشبهة فيها من جهة تصور البعض أن حال عدم النظر إلى مخلوق من المخلوقات أو عدم سماعه يلزم منه النقص في الموصوف به، فمن هنا تخوف من تخوف من القول بأن من المخلوقات ما لا ينظر إليه الخالق جل وعلا أو لا يسمعه.. ولكن هذا التصور فاسد من وجوه:
    لو كان يلزم من عدم النظر إلى مخلوق من المخلوقات في حال من الأحوال ورود النقص في حق الخالق جل وعلا للزم مثل ذلك من حال عدم الكلام - مثلا - وليس يلزم، فالله لم يزل متكلما بما يشاء متى يشاء، وكذا فهو سبحانه لم يزل ناظرا إلى ما يشاء من خلقه متى يشاء، مستمعا إلى ما يشاء من خلقه متى يشاء. والنقص من عدم السماع أو الإبصار لمعيَّن من المخلوقات في حقنا نحن المخلوقين إنما يكون بالنظر إلى كون علمنا بالأشياء لا يأتينا إلا من السمع أو البصر، فإن لم نر الشيء أو نسمعه فإننا نحتاج إلى من يخبرنا عنه حتى نكتسب المعرفة به (كعلم يسبقه الجهل) وليس الأمر كذلك في حق الله سبحانه وتعالى، فصفة العلم في حقه جل وعلا أزلية وهي منفكة عن السمع والبصر، وإحاطة علمه بالموجودات سابقة على خلق المخلوقات، فلا يخرج منها شيء قط! فهو سبحانه إن شاء ألا ينظر إلى مخلوق من مخلوقاته فإن هذا لا يعني أنه سبحانه قد انتقصت بذلك إحاطته بأحوال ذلك المخلوق! بل هو سبحانه - وإن شاء ألا ينظر إلى عبد من عباده - لا يحتجب عن علمه شيء في حال من الأحوال، وهو القائل جل وعلا: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)) [قـ : 16]
    وفي الحقيقة فعند التأمل في معنى السمع والإبصار لآحاد المسموعات والمنظورات، فإننا نرى أنه حتى في المخلوقين فإن معنى كون المخلوق ليس بناظر إلى شيء آخر من المخلوقات في أي حال من الأحوال = ليس يلزم منه - بمجرده - النقص في حق ذلك المخلوق، إذ هو اختار وشاء ألا ينظر بمحض مشيئته، وليس لعجزه عن ذلك، ولو شاء لنظر! أما ما كان من عجز المخلوق عن رؤية شيء يريد رؤيته فهذا ولا ريب يتنزه عنه الخالق جل وعلا، ((عَالِمِ الْغَيْبِ لا يعزبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) (سبأ : 3)
    فالقصد أن مجرد معنى عدم النظر لشيء من المخلوقات في حال من الأحوال هذا لا يلزم منه النقص لا في حق المخلوق ولا في حق الخالق جل وعلا!
    وأنت إذا ما علمت أنه ما من كلمة تنطق بها إلا والله عليم بها وهي عنده في كتاب من قبل أن تخلق السماوات والأرض، لم يشكل عليك معنى عدم سماع الله لك في أي حال من أحوالك، فهو سبحانه وتعالى منزه عن نقائص المخلوقين، لا يشغله سمع عن سمع ولا بصر عن بصر، ولا يخفى عليه شيء.
    والصفات إما ذاتية وإما فعلية، فالأولى لا تتعلق بالمشيئة إذ لا تنفك عنها الذات في حال من الأحوال، وأما الثانية فتتعلق بالمشيئة.. إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، سبحانه وتعالى. فالسمع والبصر كالكلام من جهة كون أصل القدرة على ذلك ملازمة لذات الله تعالى لا تنفك عنها، إذ لم يزل الله تعالى متكلما متى شاء بما يشاء، لم تحدث تلك الصفة لذاته بعد أن لم تكن! وكذا لم يزل ناظرا ومستمعا لما يشاء متى يشاء. ولكن كما هو ظاهر فإن صفتي السمع والبصر لهما تعلق بالموجودات المخلوقة، فإن لم يوجد ما يُسمع في الوجود لم يوجد فعل السمع من الله تعالى، وكذا يقال في البصر. فكل حال انعدم فيها المسموع، انعدم فيها فعل السمع ممن تتصف ذاته بالسمع، وهذا بصريح العقل.. بخلاف صفة الكلام فإن الله إن شاء أن يتكلم وليس في الوجود غيره لفعل، ولا يقال إنه ليس يوجد من يخاطَب بكلامه جل وعلا فيمتنع أن يتكلم والحال كذلك.. هذا من التألي على الله والقول عليه بغير علم!
    فإن كان لا يمكن - عقلا - أن يقع فعل السمع بلا مسموع، فإن الكلام لا يقال فيه مثل هذا، والله أعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    18

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    إخواني الأفاضل:

    أولا: لا بد من فهم صفات الله تعالى قبل الخوض في دقائق مباحثها، وبهذا يزول اللبس إن شاء الله.

    تطلق صفة البصر ويراد بها البصر العام، أي رؤية الله تعالى لخلقه ومراقبته لأعمالهم وأقوالهم ونياتهم، كما في قوله:( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَايُمْسِكُهُنّ َ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) (الملك:19)
    وقوله: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (سـورة البقـرة:110)
    فلا يجوز أن يقال في هذا المعنى أن الله لا يرى صنفا من الناس أو جنسا من الأعمال، لأنه يستلزم كذب خبر الله، وسبحانه جل في علاه.
    إنما يبقى البحث مع كونه –في هذا المعنى- لا يغيب عنه شيء مطلقاً، هل هذه الصفة-في هذا المعنى- من الصفات الاختيارية أو من الصفات الذاتية؟
    كونها صفة اختيارية أقرب؛ لأن الصفات الذاتية لا تتعلق بغير الذات وهذا من معاني كونها ذاتية، ومعلوم بأوليات العقل ومفهومات النقل أن البصر كما له تعلق البصير فله تعلق بالمبصَر، وهذا المعنى غائب عند بحثه في الصفات الذاتية.
    إلا أن الله قضى أن لا يتخلف عن بصره شيء، فقد يكون اللبس حصل من هنا.

    وتطلق صفة البصر ويراد بها بصر الرحمة والعفو أي بقيد الرحمة والعفو، كما في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) {آل عمران/77}
    وهنا يصح يقال أن الله يرى أصنافا من الناس دون أصناف لتفاوت أعمالهم، فهي على هذا من الصفات الاختيارية والخلاف هنا أضعف.
    نعم، قد يقال هنا أن الله قضى أن ينظر إلى المطيع يعني نظر الرحمة، فصفة نظره إلى المطيع صفة ذاتية، فالجواب زائدا على ما سبق في المعنى الأول أن كونه تعالى قادر على أن ينظر إلى المطيع نظر الرحمة وقادر على أن لا ينظر أكمل من كونه غير قادر إلا على أن ينظر إلى المطيع نظر الرحمة، وإنما يصح هذا على مذهب من يرى أن فعل الأحسن غير واجب على الله وهو مذهب الأشاعرة، وهذ المعنى لا يجوز ذكره في المعنى الأول لأن الأكمل إحاطة الله بجميع خلقه بصرا وما سوى ذلك فهو نقص، وقد يقال هذا في المعنى الثاني أيضا على مذهب من يرى أن فعل الأحسن واجب على الله.

    وتطلق صفة البصر ويراد بها بصر المحاسبة والمجازاة ومنه قوله عليه الصلاة والسلام:( إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم) رواه أحمد ومسلم وابن ماجه عن أبي هريرة.

    فليس المعنى أن الله لا يرى الصور والأجسام وهو البصير سبحانه إنما المعنى لا يحاسب العباد على ما جبلوا عليه فيما لا يدخل في طوقهم فعله أو يدخل لكنه خارج حيز التكليف.

    هنا نكتة تساوي رحلة في طلب العلم، وهي أن يقال: لماذا عبر في المعنى الأول بلفظ البصر وفي المعنيين التاليين له بلفظ النظر؟

    لا جائز عندي أن يقال لا لمعنى، فإن كان لمعنى فلا بد من ذكره وهو أن يقال:

    لما كانت الصفة في المعنى الأول لما هو في الحال غير مؤجل عبر عنها بلفظ البصر الدال على وجود الصفة في الحال، ولما كانت الصفة في المعنيين التاليين للأول لما هو مؤجل غير حال كما في قول الحق: ( وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وكما في الحديث السابق لأن المجازاة على الأعمال في يوم الفصل، ذكر الله من الألفاظ ما يناسب التأجيل وهو النظر لأن فيه معنى الانتظار والتأجيل كما في قول الحق حكاية عن إبليس: ( قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ){الأعراف/14}أي أجلني . فانظر كيف راعى مناسبة اللفظ للمعنى تجده حقا وبالحق نزل.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    أليست الرؤية أعم من النظر ؟
    يعني أن النظر رؤية خاصة

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زوجة وأم مشاهدة المشاركة
    أليست الرؤية أعم من النظر ؟
    يعني أن النظر رؤية خاصة
    قال أبوهلال العسكري في الفروق اللغوية: "الفرق بين النظر والرؤية: أن النظر طلب الهدى، والشاهد قولهم: نظرت فلم أر شيئا.
    وقال علي بن عيسى: النظر طلب ظهور الشئ، والناظر الطالب لظهور الشئ والله ناظر لعباده بظهور رحمته إياهم، ويكون الناظر الطالب لظهور الشئ بإدراكه من جهة حاسة بصره أو غيرها من حواسه ويكون الناظر إلى لين هذا الثوب من لين غيره، والنظر بالقلب من جهة التفكر، والانظار توقف لطلب وقت الشئ الذي يصلح فيه قال والنظر أيضا هو الفكر والتأمل لاحوال الاشياء.
    ألا ترى أن الناظر على هذا الوجه لابد أن يكون مفكرا والمفكر على هذا الوجه يسمى ناظرا وهو معنى غير الناظر وغير المنظور فيه.
    ألا ترى أن الانسان يفصل بين كونه ناظرا وكونه غير ناظر.
    ولا يوصف القديم بالنظر لان النظر لا يكون إلا مع فقد العلم.
    ومعلوم أنه لا يصلح النظر في الشئ ليعلم ألا وهو مجهول، والنظر يشاهد بالعين فيفرق بين نظر الغضبان ونظر الراضي.
    واخرى فإنه لو طلب جماعة الهلال ليعلم من رآه منهم ممن لم يره مع أنهم جميعا ناظرون.
    فصح بهذا أن النظر تقليب العين حيال مكان المرئي طلبا لرؤيته.
    والرؤية هي إدراك المرئي، ولما كان الله تعالى يرى الاشياء من حيث لا يطلب رؤيتها صح أنه لا يوصف بالنظر".

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    القول بأن عدم نظره إليهم أي نظر رحمة أو نظر اعتبار وما أشبهه, ليس من التأويل المذموم , بل هذا من المبالغة في تقريعهم دون اقتضاء ذلك نفي صفة النظر أو البصر,إلخ
    كما يقول القائل لشخص كرهه:لن أنظر إليك بعد اليوم, فينظر إليه بعينه ومع هذا يكون متلبساً بمعنى ما وعد به من عدم النظر إليه, لأن الله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء, وسع سمعه الأصوات
    ووسع بصره جميع ما انتهى إليه من خلقه , فدعوى أنه لا ينظر إليهم بمعنى :لا يبصرهم, أشبه بدعوى أنه تعالى إذا شاء :لا يعلم عن بعض مخلوقاته شيئا -تعالى الله عن ذلك-, فليتفطن لهذه المعاني الجليلة
    وليلاحظ الأريب أن الله استعمل كلمة النظر في هذا المقام,دون البصر
    وبهذا المعنى السابق :لا أتصور عاقلا يخالف فيه

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة

    ولا يوصف القديم بالنظر لان النظر لا يكون إلا مع فقد العلم.
    ومعلوم أنه لا يصلح النظر في الشئ ليعلم ألا وهو مجهول، والنظر يشاهد بالعين فيفرق بين نظر الغضبان ونظر الراضي.
    واخرى فإنه لو طلب جماعة الهلال ليعلم من رآه منهم ممن لم يره مع أنهم جميعا ناظرون.
    فصح بهذا أن النظر تقليب العين حيال مكان المرئي طلبا لرؤيته.
    والرؤية هي إدراك المرئي، ولما كان الله تعالى يرى الاشياء من حيث لا يطلب رؤيتها صح أنه لا يوصف بالنظر".
    قول ابي هلال العسكري بأن الله عز وجل لا يُوصف بالنظر مخالف للصواب، فالله عز وجل وصف نفسه بالنظر

    قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني في كتابه "الحجة في بيان المحجة":

    وقال ابن فورك : لا يجوز وصفه بأنه ناظر نظراً هو رؤية لأنه لا يجوز أن نثبت له إلا ما وصف بها نفسه ، أو وصفه رسوله.
    وليس كما ذكر ابن فورك : فإن الله عز وجل قد وصف بهذه الصفة ، ووصفه بها رسوله [ ] ، وقال تعالى : ( ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) فوصف نفسه بالنظر .
    وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي [ ] قال : ' إن الله عز وجل لا ينظر إلى صوركم وألوانكم ، ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ' .
    515 - وروي إذا كان أول ليلة في رمضان نظر الله إليهم ، ومن نظر إليه لم يعذبه . قالوا : وإذا جاز وصفه بالرؤية جاز وصفه بالنظر . وأما قولهم : روي
    ' إن الله عز وجل لم ينظر إلى الدنيا مذ خلقها ' . فليس إذ نفينا النظر في حال دل على نفي ذلك في الجملة ، كما قال تعالى : ( ولا يكلمهم الله يوم القيامة ) ولم يدل على نفي الكلام بالجملة . ا.هـ.
    ___

    إضافة إلى ذلك
    اثبتها السلف الصالح
    قال الإمام عبد الله بن أحمد في كتابه السنة:
    حدثني عباس بن عبد العظيم سنة ست وعشرين ومائتين سمعت سليمان ابن حرب قال القرآن ليس بمخلوق فقلت له انك كنت لا تقول هذا فما بدا لك قال استخرجته من كتاب الله عز و جل لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم فالكلام والنظر واحد // إسناده صحيح

    فهنا اثبت أن النظر صفة مثل أن الكلام صفة وانهما غير مخلوقين
    إذا استفدت من المشاركة فادع الله لي ولزوجي أن يهدينا ويرزقنا الجنة من غير حساب
    التواني في طلب العلم
    معهد آفاق التيسير

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    بارك الله فيكِ.. لم أنقل كلام أبي هلال للاحتجاج به في انحرافه العقدي، بل للتفريق اللغوي في مسألة النظر والرؤية، وما ذكره لا شك في غلطه بأدنى نظر، وله مثلها في مواضع كثيرة من كتابه المذكور.
    وكتب أهل اللغة مليئة من مثل هذا

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    تنبيه مهم:

    غاية ما قررته في المشاركة الآنفة - وحتى لا يساء فهمه - أن السمع والبصر صفات ذات - من جهة بقاء القدرة عليها من قبل الخلق وأزلية ملازمتها لذات الله تعالى - وصفات أفعال من جهة حدوث آحاد أفعال النظر والسمع وارتباط تلك الأفعال بوجود المسموع والمنظور، فإن لم يوجد ما يُسمع وما يُنظر فلا توجد أفعال السمع والبصر. وهذا ما قرره شيخ الإسلام فيما تقدم نقله عنه، رحمه الله.

    أما أن يقال إنه قد يوجد شيء من المخلوقات يشاء الرب ألا يبصره أو ألا يسمعه، فلا نقول به إذ لا نجد دليلا عليه (وإن كان قد نسبه شيخ الإسلام إلى بعض السلف كما في النقل في أول الصفحة، وذكر الخلاف)، ولكني أردت تقرير معنى أنه إن ثبت فلا يلزم منه نقص في حق الله تعالى، إذ إحاطة علمه جل وعلا بخقله إحاطة مطلقة كاملة، وهي لا تقوم على مدخلات السمع والبصر والإدراك كما هو حال المخلوقين.

    وأما التفريق اللغوي بين معنى النظر ومعنى الرؤية فصحيح، إذ الأولى أعم من الثانية، ويدخل فيها التفكر في المرئيات والمسموعات (في حق المخلوقين: يقال نظر في شيء أي قلبه في ذهنه) ويدخل فيها الكلأ والرحمة والمغفرة والمحاسبة وغير ذلك من معان أشمل، ولهذا فإن إيراد آية ((ولا ينظر إليهم)) في هذا المحل مصادرة على المطلوب، إذ لا تعلق لهذه الآية بصفة البصر أصلا، وليست من آيات الصفات! والذي يدعي أنها تعني "لا يبصرهم" هذا مخالف لما عليه سلف الأمة وخلفها في فهم الآية.

    الذي قرره شيخ الإسلام رحمه الله فيما نُقل عنه = أن الله تعالى قد يخص بعض عباده بآحاد من أفعال السمع والبصر هي أخص وأفضل مما يكون من إحاطة سمعه وبصره لعامة المخلوقات، إذ فيها معنى زائد على مجرد الإدراك السمعي أو البصري. ففيما ثبت عن الرسول عليه السلام المفاضلة في صفة السمع بين ما يجعله الله تعالى للنبي الذي يتغنى بالقرءان، وما يجعله لغيره من الخلق، فهو سبحانه أسمع لهذا من غيره، كما يكون صاحب القينة أسمع لها من غيرها، ولا يلزم من ذلك نقص في حقه سبحانه (كالنقص الذي يكون في حق صاحب القينة من كونه لا يسمع سواها حال سماعها) إذ الله تعالى لا يشغله سمع عن سمع ولا بصر عن بصر، فليُتأمل.

    ونظير هذا التفاضل في صفة السمع - بالمناسبة - التفاضل في صفة الكلام، فالله تعالى بعض كلامه في القرءان أفضل من بعض، ولا يلزم من مجرد التفاضل أن يكون المفضول ناقصا أو معيبا، سبحانه، تعالت صفاته كلها عن ذلك علوا كبيرا.

    قول أخي ابن خويز

    تطلق صفة البصر ويراد بها البصر العام، أي رؤية الله تعالى لخلقه ومراقبته لأعمالهم وأقوالهم ونياتهم، كما في قوله:


    ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَايُمْسِكُهُنّ َ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) (الملك:19(

    وقوله: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (سـورة البقـرة:110)

    فلا يجوز أن يقال في هذا المعنى أن الله لا يرى صنفا من الناس أو جنسا من الأعمال، لأنه يستلزم كذب خبر الله، وسبحانه جل في علاه
    هذه النصوص فيها تقرير صفة إبصار الله تعالى لجميع خلقه وإحاطته بهم في جميع أحوالهم، وهذا لم ينفه أحد ولا قال أحد بخلافه.

    وتطلق صفة البصر ويراد بها بصر الرحمة والعفو أي بقيد الرحمة والعفو، كما في قوله

    : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (آل عمران/77)

    وهنا يصح يقال أن الله يرى أصنافا من الناس دون أصناف لتفاوت أعمالهم، فهي على هذا من الصفات الاختيارية والخلاف هنا أضعف.
    هذا فيه نظر، إذ البصر والنظر لا يستويان كما تقدم. ونحن لم نقل إن من مخلوقات الله ما قضى سبحانه ألا يبصره أو لا يراه، ولكن منها ما قضى ألا ينظر إليه، وينبغي التنبه إلى الفرق بين المعنيين. وقولك - وفقك الله - يرى أصنافا ولا يرى أخرى = غلط!

    قوله


    فصفة نظره إلى المطيع صفة ذاتية
    ليست كذلك، بل هي صفة فعل وهذا واضح، فهو يجعلها لمن يستحقها بإرادته سبحانه، وما كان متعلقا بالإرادة فليس من صفات الذات!

    قوله وفقه الله


    كونه تعالى قادر على أن ينظر إلى المطيع نظر الرحمة وقادر على أن لا ينظر أكمل من كونه غير قادر إلا على أن ينظر إلى المطيع نظر الرحمة، وإنما يصح هذا على مذهب من يرى أن فعل الأحسن غير واجب على الله وهو مذهب الأشاعرة، وهذ المعنى لا يجوز ذكره في المعنى الأول لأن الأكمل إحاطة الله بجميع خلقه بصرا وما سوى ذلك فهو نقص، وقد يقال هذا في المعنى الثاني أيضا على مذهب من يرى أن فعل الأحسن واجب على الله
    هذا فيه التباس كبير. فالنظر بنظر الرحمة لمن كتب الله لهم الرحمة ليس بواجب على الله عند أهل السنة، وهو فعل من أفعاله يجعله سبحانه تفضلا على من يشاء من عباده، وليس تخلفه عن أعيان من الخلق بل ليس تخلفه عن سائر البشر بما يلزم منه النقص في صفات الله جل وعلا.. نسأل الله أن نكون من أهل نظره سبحانه. أما خروجك من هذا المعنى ودخولك في لزوم إبصار الله تعالى لجميع خلقه في كل الأوقات ولزوم النقص من عدم ذلك فقد تقدم الرد على هذا بما نقله الشيخ عدنان من كلام شيخ الإسلام، وبما زدته عليه من تعقيب.

    قوله وفقه الله:


    وتطلق صفة البصر ويراد بها بصر المحاسبة والمجازاة ومنه قوله عليه الصلاة والسلام:


    ( إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم) رواه أحمد ومسلم وابن ماجه عن أبي هريرة.

    هذا خلط آخر إذ هذا الحديث كآية آل عمران = ليس من نصوص الصفات! فلا يقال يطلق "البصر" ويراد به بصر المحاسبة! هذا ليس من معاني البصر في اللغة أصلا! أما النظر فصحيح.
    والله أعلى وأعلم
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    ولهذا فإن إيراد آية ((ولا ينظر إليهم)) في هذا المحل مصادرة على المطلوب، إذ لا تعلق لهذه الآية بصفة البصر أصلا، وليست من آيات الصفات! والذي يدعي أنها تعني "لا يبصرهم" هذا مخالف لما عليه سلف الأمة وخلفها في فهم الآية.


    أخي الكريم
    كيف لا تكون من نصوص الصفات وقد استدل بها السلف الصالح في صفة الكلام لله عز وجل
    كما أن الإمام سليمان بن حرب قال في هذه الآية بأن الكلام والنظر واحد، أي انهما صفتان لله عز وجل غير مخلوقتان
    وما الدليل على أن الآية ليست على ظاهرها؟
    خاصة وأن النظر أخص من الرؤية، أي أنه يراهم ولكن لا ينظر إليهم نظرة خاصة .. نظرة رحمة مثل ما فسرها مجموعة من علماء أهل السنة
    وهو مثل صفة الكلام في الآية، فليس المقصود انه لا يكلمهم مطلقا ولكنه لا يكلمهم كلاما يسرهم.

    كما قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني:
    فليس إذ نفينا النظر في حال دل على نفي ذلك في الجملة ، كما قال تعالى : ( ولا يكلمهم الله يوم القيامة ) ولم يدل على نفي الكلام بالجملة .

    إذا استفدت من المشاركة فادع الله لي ولزوجي أن يهدينا ويرزقنا الجنة من غير حساب
    التواني في طلب العلم
    معهد آفاق التيسير

  20. #20

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زوجة وأم مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم
    كيف لا تكون من نصوص الصفات وقد استدل بها السلف الصالح في صفة الكلام لله عز وجل
    كما أن الإمام سليمان بن حرب قال في هذه الآية بأن الكلام والنظر واحد، أي انهما صفتان لله عز وجل غير مخلوقتان
    وما الدليل على أن الآية ليست على ظاهرها؟
    خاصة وأن النظر أخص من الرؤية، أي أنه يراهم ولكن لا ينظر إليهم نظرة خاصة .. نظرة رحمة مثل ما فسرها مجموعة من علماء أهل السنة
    وهو مثل صفة الكلام في الآية، فليس المقصود انه لا يكلمهم مطلقا ولكنه لا يكلمهم كلاما يسرهم.

    كما قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني:
    فليس إذ نفينا النظر في حال دل على نفي ذلك في الجملة ، كما قال تعالى : ( ولا يكلمهم الله يوم القيامة ) ولم يدل على نفي الكلام بالجملة .

    [/right]
    ما هو الضابط في رأيكم في كون نص ما في الصفات من نصوص الصفات أو ليس منها ؟
    أبو محمد المصري

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •