تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله، أما بعد:
    فهذا موقف أعجبني وكلام سرني، وهو للشيخ شرف الدين ابن تيمية،
    وإن كان العنوان ليس على إطلاقه

    قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ في ذيل طبقات الحنابلة 2/16 ـ في ترجمة الإمام الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ـ رحمه الله ـ :
    ولقد عُقِد مرةً مجلسٌ لشيخِ الإسلامِ أبي العباسِ ابنِ تيميةَ ، فتكلمَ فيهِ بعضُ أكابرِ المخالفينَ ـ وكان خطيب الجامعِ ـ، فقالَ الشيخُ شرفُ الدينِ عبدُ اللهِ أخوْ الشيخِ(1): كلامُنا معَ أهلِ السنةِ، أما أنتَ : فأنا أكتبُ لكَ أحاديثَ من الصحيحينِ، وأحاديثَ من الموضوعاتِ، وأظنُهُ قالَ: وكلامًا من سيرةِ عنترَ = فلا تـُمَيّزُ بينهما !
    أو كما قالَ، فسكتَ الرجلُ. اهـ .

    ونحو هذا ما قاله أخوه شيخ الإسلام كما مجموع الفتاوي 4/71 :
    .. فإن فرض أن أحدا نقل مذهب السلف كما يذكره، فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف كأبي المعالي وأبي حامد الغزالي وابن الخطيب، وأمثالهم ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يعدون به من عوام أهل الصناعة، فضلا عن خواصها، ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف البخاري ومسلما وأحاديثهما إلا بالسماع ، كما يذكر ذلك العامة، ولا يميزون بين الحديث الصحيح المتواتر عند أهل العلم بالحديث، وبين الحديث المفترى المكذوب! وكتبهم أصدق شاهد بذلك، ففيها عجائب، وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك إما عند الموت، وإما قبل الموت، والحكايات في هذا كثيرة معروفة.[ثم ذكر شيئا منها].اهـ.
    هذا كلام جليل في هذين الكتابين، وهو كلام حق بلا شك ، فمن لم يعرف الصحيحين فماذا عرف ؟!
    وأهمية الصحيحين غير خافية، لكن هذا النص قد شدني حين قرأته قبل سنين لكني أضعتُ مكانه؛ لأني قرأته في حال السفر، ولم أقيده، ثم لم أهتد إليه بعد عناء .
    ويستفاد من هذين النصين تعظيم أئمة أهل السنة لهذين الكتابين، وأن الإعراض عنهما أو التشاغل بغيرهما ككتب الكلام، والرأي من فعل أهل البدع.
    ورحم الله الإمام الشوكاني حين قال: وليس في علم إنسان خير إذا كان لا يعرف علم الحديث، وإن بلغ في التحقيق إلى ما لا ينال.
    البدر الطالع 2/262.
    -------------------------
    (1) له ترجمة مليحة في ذيل طبقات الحنابلة 2/382.


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,901

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من أهل السنة

    جزاكم الله خيرا شيخ عبدالرحمن على هذه الدرة.
    قل للذي لايخلص لايُتعب نفسهُ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    359

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من أهل السنة

    ما رأيك يا شيخ عبدالرحمن لو عدلناها وقلنا (( من لم يعرف الصحيحين فليس من طلبة العلم ))

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من أهل السنة

    بارك الله فيكم ونفع بكم
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الخليفي مشاهدة المشاركة
    ما رأيك يا شيخ عبدالرحمن لو عدلناها وقلنا (( من لم يعرف الصحيحين فليس من طلبة العلم ))
    رأي حسن، وإنما اخترت العنوان لقوله:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس مشاهدة المشاركة
    كلامُنا معَ أهلِ السنةِ، أما أنتَ : فأنا أكتبُ لكَ أحاديثَ من الصحيحينِ، وأحاديثَ من الموضوعاتِ، وأظنُهُ قالَ: وكلامًا من سيرةِ عنترَ = فلا تـُمَيّزُ بينهما !
    ولو جعل من طلبة العلم دخل أهل البدع، فلعله يكون : (ليس من علماء أهل السنة).

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    كان العلم في القرون الأولى إذا أطلق انصرف إلى علم الحديث ومنه قول علي بن المديني - مثلا- : "معرفة الرجال نصف العلم" يعني علم الحديث لكن سرعان ما نازع أهل الحديث غيرهم ، وفي هذا السياق يقول الإمام الخطابي البستي رحمه الله :" رأيت أهل العلم في زماننا قد انقسموا فرقتين : أصحاب الحديث وأصحاب الفقه وكل فرقة لا تنفك محتاجة إلى ما عند الأخرى إذ الحديث أساس والفقه بناء ، وكل بناء على غير أساس فمنهار وكل أساس لا بناء عليه فخراب"
    يتبع إن شاء الله

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    بارك الله فيكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس
    وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
    وهناك مثال على عدم معرفة هؤلاء بعلم الحديث فقد قال أبو المعالي الجويني عن حديث معاذ في القضاء بالرأي
    ((والحديث مدون في الصحاح ، متفق على صحته ، لا يتطرق إليه التأويل))
    بينما قال علماء الحديث :
    أولا : قال البخاري : الحارث بن عَمرو ، ابن أخي الْمُغِيرة بن شُعبة ، الثَّقَفيّ ، عن أصحاب مُعاذ ، عن مُعاذ ، رَوى عنه أبو عَوْن ، ولا يَصح ، ولا يُعرف إلا بِهَذا ، مُرسلٌ. التاريخ الكبير (2/2449).
    ثانيًا : أورده العقيلي في الضعفاء 1/215 (262) ، ونقل قول البخاري السابق.
    ثالثًا : قال الترمذي ، بعد أن أخرجه : هذا حديثٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وليس إسناده عندي بمتصلٍ ، وأبو عون الثقفي اسمه محمد بن عُبيد الله . سنن الترمذي (1327 و1328).
    رابعًا : قال ابن حَزم : وحديث معاذ ، الذي فيه : أجتهد رأيي ولا آلو ، لا يصح ، لأنه لم يروه أحدٌ إلا الحارث بن عمرو ، وهو مجهولٌ ، لا ندري مَنْ هو ، عن رجالٍ من أهل حمص لم يُسَمِّهم ، عن معاذ. ((المحلى)) 1/62.
    وقال ابن حَزم : وأما حديث معاذ ، فيما رُوِيَ من قوله : أجتهد رأيي ، وحديث عبد الله بن عمرو ، في قوله : أجتهد بحضرتك يا رسول الله ، فحديثان ساقطان ، أما حديث معاذ ، فإنما رُوي عن رجالٍ من أهل حمص ، لم يُسَمَّوْا ، وحديث عبد الله منقطعٌ أيضًا ، لا يتصل. ((الإحكام في أصول الأحكام)) 5/121.
    خامسًا : أخرجه ابن حَجَر في كتابه ((تلخيص الحبير)) 4/182 ، ثم قال : أخرجه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن عدي ، والطبراني ، والبيهقي ، من حديث الحارث بن عمرو ، عن ناسٍ من أصحاب معاذ ، عن معاذٍ.
    قال الترمذي : لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وليس إسناده بمتصل.
    وقال البخاري ، في ((تاريخه)) : الحارث بن عمرو ، عن أصحاب معاذ ، وعنه أبو عون ، لا يصح ، ولا يُعرف إلا بهذا.
    وقال الدارقطني ، في ((العلل)) : رواه شعبة ، عن أبي عون ، هكذا ، وأرسله ابن مهدي ، وجماعاتٌ ، عنه ، والمرسل أصح.
    قال أبو داود ، يعني الطيالسي ، أكثر ما كان يحدثنا شعبة ، عن أصحاب معاذ ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال مرةً : عن معاذ.
    وقال ابن حزم : لا يصح ، لأن الحارث مجهولٌ ، وشيوخه لا يُعرفون ، قال : وادعى بعضُهم فيه التواتر ، وهذا كذبٌ ، بل هو ضد التواتر ، لأنه ما رواه إلا أبو عون ، عن الحارث ، فكيف يكون متواترًا.
    وقال عبد الحق : لا يُسند ، ولا يوجد من وجه صحيحٍ.
    وقال ابن الجوزي ، في ((العلل المتناهية)) : لا يصح ، وإن كان الفقهاء كلهم يذكرونه في كتبهم ، ويعتمدون عليه.
    * وقال ابن طاهر ، في تصنيفٍ له مفرد ، في الكلام على هذا الحديث : اعلم أني فحصت عن هذا الحديث في المسانيد الكبار والصغار ، وسألتُ عنه مَنْ لَقِيتُهُ من أهل العلم بالنقل ، فلم أجد إلا طريقين ، أحدهما طريق شعبة ، والأخرى عن محمد بن جابر ، عن أشعث بن أبي الشعثاء ، عن رجل من ثقيف ، عن معاذ ، وكلاهما لا يصح ، قال : وأقبح ما رأيتُ فيه ، قول إمام الحرمين ، في كتاب ((أصول الفقه)) : والعمدة في هذا الباب على حديث معاذ ، قال : وهذه زلةٌ منه ، ولو كان عالمًا بالنقل ، لما ارتكب هذه الجهالة.
    قال ابن حَجَر : كلام إمام الحرمين أشد مما نقله عنه ، فإنه (أي الجويني) قال : والحديث مدون في الصحاح ، متفق على صحته ، لا يتطرق إليه التأويل. انتهى كلام ابن حَجَر ، نقلا عن تلخيص الحبير ، مع الاختصار.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مارأي الإخوة الكرام في مثل هذه الأقوال للإمام مالك رحمه الله :
    " ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم نور يضعه الله في القلوب "
    وقوله لآبني أبي أويس"إن أحببتما أن تنتفعا به وينفع الله بكما فأقلا منه وتفقها "
    وقوله عن ابن وهب :"سبحان الله أيما فتى لولا الإكثار" وهو أمر اعترف به ابن وهب نفسه فقال : "لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت ، فقيل له : كيف ذلك فقال : أكثرت من الحديث فحيرني فكنت أعرض ذلك على مالك والليث فيقولان : خذ هذا ودع هذا
    وما رأيهم في مثل ما رواه الخطيب بإسناده إلى الأعمش قال : لما سمعت الحديث قلت: لوجلست إلى سارية أفتي الناس ، قال فجلست إلى سارية فكان أول ما سألوني عنه لم أدر ما هو .
    إلى أمثلة أخرى تنسجم مع النص الذي سبق ذكره من قول الإمام الخطابي ، مع العلم أن المناقشة علمية وأنا شغلي بالدرجة الأولى هو الحديث وإن كنت لا أدعي فيه علما ...

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مارأي الإخوة الكرام في مثل هذه الأقوال للإمام مالك رحمه الله :
    " ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم نور يضعه الله في القلوب "
    وقولهل لابني أبي أويس"إن أحببتما أن تنتفعا به وينفع الله بكما فأقلا منه وتفقها "
    وقوله عن ابن وهب :"سبحان الله أيما فتى لولا الإكثار" وهو أمر اعترف به ابن وهب نفسه فقال : "لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت ، فقيل له : كيف ذلك فقال : أكثرت من الحديث فحيرني فكنت أعرض ذلك على مالك والليث فيقولان : خذ هذا ودع هذا
    وما رأي الإخوة كذلك في مثل ما رواه الخطيب بإسناده إلى الأعمش قال : لما سمعت الحديث قلت: لوجلست إلى سارية أفتي الناس ، قال فجلست إلى سارية فكان أول ما سألوني عنه لم أدر ما هو .
    إلى أمثلة أخرى تنسجم مع النص الذي سبق ذكره للإمام الخطابي ، مع العلم أن هذه المناقشة علمية خالصة وأنا شغلي بالدرجة الأولى هو الحديث وإن كنت لا أدعي فيه علما ...

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    لا شك في أهمية معرفة الفقيه واعتنائه بالحديث لأنه أصل الفقه ومنه يستنبط

    لكن التوفيق إلى فهم هذه الأحاديث الفهم الصحيح الذي كان عليه السلف ومن تبعهم من الأئمة الأربعة وغيرهم من أجلّ النعم وأعظمها
    قال ابن القيم معلقا على قول عمر رضي الله عنه : "فافهم إذا أدلي إليك":
    صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده بل ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما بل هما ساقا الإسلام وقيامه عليهما وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم وهم أهل الصراط المستقيم الذين أمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يميز به بين الصحيح والفاسد والحق والباطل والهدى والضلال والغي والرشاد..ا.هـ

    قال ديوان العلم الإمام عبد الله بن وهب رحمه الله : كل صاحب حديث ليس له إمام في الفقه فهو ضال ولولا مالك والليث لضللنا"

    فمن نعمة الله على كثير من فقهاء المذاهب الأربعة أن وفقهم للفهم الصحيح للنصوص كيف لا وهم تربوا على كلام الشافعي وتلامذته والنعمان وتلامذته ومالك وتلامذته والشيباني وتلامذته
    وهذا يجبر ما كان عندهم من نقص في معرفة الأحاديث فيسلموا من الوقوع في الفهم المغلوط للنصوص

    لكن المشكلة والمعضلة فيمن يفهم الصحيحين بعيدا عن فهم علمائنا وكلامهم
    فالحمد لله على نعمة الفهم الصحيح التي يفتقدها بعض المتفقه
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  10. #10

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    هل لى بمعهد يعتنني بحفظ ودراسه الصحيحين

    وجزاك الله خيرا

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى مشاهدة المشاركة
    لا شك في أهمية معرفة الفقيه واعتنائه بالحديث لأنه أصل الفقه ومنه يستنبط

    لكن التوفيق إلى فهم هذه الأحاديث الفهم الصحيح الذي كان عليه السلف ومن تبعهم من الأئمة الأربعة وغيرهم من أجلّ النعم وأعظمها
    قال ابن القيم معلقا على قول عمر رضي الله عنه : "فافهم إذا أدلي إليك":
    صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده بل ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما بل هما ساقا الإسلام وقيامه عليهما وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم وهم أهل الصراط المستقيم الذين أمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يميز به بين الصحيح والفاسد والحق والباطل والهدى والضلال والغي والرشاد..ا.هـ

    قال ديوان العلم الإمام عبد الله بن وهب رحمه الله : كل صاحب حديث ليس له إمام في الفقه فهو ضال ولولا مالك والليث لضللنا"

    فمن نعمة الله على كثير من فقهاء المذاهب الأربعة أن وفقهم للفهم الصحيح للنصوص كيف لا وهم تربوا على كلام الشافعي وتلامذته والنعمان وتلامذته ومالك وتلامذته والشيباني وتلامذته
    وهذا يجبر ما كان عندهم من نقص في معرفة الأحاديث فيسلموا من الوقوع في الفهم المغلوط للنصوص

    لكن المشكلة والمعضلة فيمن يفهم الصحيحين بعيدا عن فهم علمائنا وكلامهم
    فالحمد لله على نعمة الفهم الصحيح التي يفتقدها بعض المتفقه
    الأخ الفاضل أمجد
    كلامك خارج عن الموضوع !! كذلك قول عبد الله ابن وهب ما الدليل عليه من الكتاب والسنة؟؟
    ولكن سنجاريك في طرحك :
    خذ هذه المسألة ، وحاول فهمها بفهم من ذكرت :
    هل يصح أن نقول : صلى الله عليه وسلم ، لأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم ؟.
    قال ابن حجر : عن مالك : يكره.
    وقال عياض : عامة أهل العلم على الجواز.
    وقال سفيان : يكره أن يصلى إلا على نبي.
    ووجدت بخط بعض شيوخي : مذهب مالك ، لا يجوز أن يصلى إلا على محمد صلى الله عليه وسلم , وهذا غير معروف عن مالك , وإنما قال : أكره الصلاة على غير الأنبياء ، وما ينبغي لنا أن نتعدى ما أمرنا به.
    وخالفه يحيى بن يحيى ، فقال : لا بأس به , واحتج بأن الصلاة دعاء بالرحمة ، فلا يمنع إلا بنص ، أو إجماع.
    قال عياض : والذي أميل إليه ، قول مالك ، وسفيان.
    وقالت طائفة : لا تجوز مطلقا ، استقلالا ، وتجوز تبعا ، فيما ورد به النص ، أو ألحق به ، لقوله تعالى : ? لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ?.
    وهذا القول اختاره القرطبي في ((المفهم)) ، وأبو المعالي من الحنابلة.
    وهو اختيار ابن تيمية من المتأخرين.
    وقالت طائفة : تجوز تبعا مطلقا ، ولا تجوز استقلالا , وهذا قول أبي حنيفة وجماعة.
    وقالت طائفة : تكره استقلالا ، لا تبعا ، وهي رواية عن أحمد.
    وقال النووي : هو خلاف الأولى.
    وقالت طائفة : تجوز مطلقا , وهو مقتضى صنيع البخاري ، فإنه صدر بالآية ، وهي قوله : ? وصل عليهم ?. ((فتح الباري)) 6359.
    هذه مسألة واحدة ، مرت على فهم السلف ، قال بعضهم : تجوز ، وقال بعضهم : تكره ، وقال بعضهم : لا تجوز ، وقال بعضهم : لا بأس بها ، وقال بعضهم : لا تجوز مطلقا ، استقلالا ، وتجوز تبعا ، وقال بعضهم : تكره استقلالا ، لا تبعا.
    وهناك آراء أخرى ، نكتفي بما ذكرنا.
    ونقول : هذا فهم السلف ، نقلناه من كتاب رجل من السلف ، هو ابن حجر ، وعلى هذا الفهم ، فيجب أن تفهم ، أن الصلاة على أحد غير النبي صلى الله عليه وسلم حكمها ، كما فهمه السلف ، هو :
    تجوز ، وتكره ، ولا تجوز ، ولا بأس بها ، ولا تجوز مطلقا ، استقلالا ، وتجوز تبعا ، وتكره استقلالا ، لا تبعا.
    والآن هل أصبح الدين واضحا ، أم تشعر كأنك في ظلمات بعضها فوق بعض ، وهل فهم من ذكرت يسر الإسلام ، أم زادنا فرقة ؟.
    وهذه مسألة أخرى :
    ما حكم صلاة النافلة قبل صلاة العيدين ، وبعدها ؟
    قال ابن حجر : وقد اختلف السلف في جميع ذلك ، فذكر ابن المنذر ، عن أحمد ، أنه قال : الكوفيون يصلون بعدها ، لا قبلها , والبصريون يصلون قبلها ، لا بعدها , والمدنيون لا قبلها ، ولا بعدها.
    وبالأول : قال الأوزاعي ، والثوري ، والحنفية.
    وبالثاني : قال الحسن البصري ، وجماعة.
    وبالثالث : قال الزهري ، وابن جريج ، وأحمد.
    وأما مالك فمنعه في المصلى ، وعنه في المسجد روايتان.
    وقال الشافعي في ((الأم)) : ونقله البيهقي عنه في ((المعرفة)) ، بعد أن روى حديث ابن عباس ، ما نصه : وهكذا يجب للإمام ، أن لا يتنفل قبلها ولا بعدها , وأما المأموم ، فمخالف له في ذلك ، ثم بسط الكلام في ذلك.
    وأما النووي في شرح مسلم ، فقال : قال الشافعي ، وجماعة من السلف : لا كراهة في الصلاة قبلها ولا بعدها.
    قال ابن حجر : فإن حمل كلامه على المأموم ، وإلا فهو مخالف لنص الشافعي المذكور.
    ونقل بعض المالكية الإجماع على أن الإمام لا يتنفل في المصلى.
    وقال ابن العربي : التنفل في المصلى لو فعل لنقل , ومن أجازه رأى أنه وقت مطلق للصلاة , ومن تركه رأى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله , ومن اقتدى فقد اهتدى ، انتهى.
    قال ابن حجر : والحاصل أن صلاة العيد لم يثبت لها سنة قبلها ، ولا بعدها ، خلافا لمن قاسها على الجمعة , وأما مطلق النفل فلم يثبت فيه منع بدليل خاص إلا إن كان ذلك في وقت الكراهة الذي في جميع الأيام , والله أعلم.
    والآن ، إذا سألك أحد ، عن حكم صلاة النافلة ، قبل صلاة العيدين ، وبعدها ، وكنت تأخذ بفهم من ذكرت فعليك أن تقول :
    لاتصل قبل صلاة العيد ، وصل قبلها ، ولا تصل بعدها ، وصل بعدها.
    والنتيجة من هذا ، ولكي تحافظ على عقلك ، لا تذهب لصلاة العيد أصلا ،لأنك ، لو استغنيت عن عقلك ودينك ، وذهبت لتصل صلاة العيدين ، إذا قمت تصل ركعتين قبلها ، سيقول لك الأوزاعي ، والثوري ، وأبو حنيفة : اجلس ، وصل بعدها.
    فإذا جلست ، فسوف يغضب منك الحسن البصري وجماعة ، ويقولون لك : قم ، صل قبلها ، ولا تصل بعدها.
    فمطلوب منك ، أن تكون القائم القاعد ، في حالة واحدة !!
    ومسألة ثالثة :
    حديث أبي هريرة ، قال : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم :
    (( تسموا باسمي ، ولا تكنوا بكنيتي.)).
    أخرجه ابن أبي شيبة ، والحميدي ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجة ، والترمذي ، والنسائي.
    ولأن البعض يعتقدون أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى محللين ، ومحققين ، :
    قال ابن القيم : فصح عنه صلى الله عليه وسلم ، أنه قال :
    (( تسموا باسمي ، ولا تكنوا بكنيتي.)).
    فاختلف الناس في ذلك على أربعة أقوال :
    أحدها : أنه لا يجوز التكني بكنيته مطلقا ، سواء أفردها عن اسمه ، أو قرنها به ، وسواء محياه ، وبعد.
    وحكى البيهقي ذلك عن الشافعي.
    واختلف هؤلاء في جواز تسمية المولود بقاسم :
    فأجازه طائفة ، ومنعه آخرون.
    القول الثاني : أن النهي إنما هو عن الجمع بين اسمه وكنيته ، فإذا أفرد أحدهما عن الآخر فلا بأس.
    القول الثالث : جواز الجمع بينهما ، وهو المنقول عن مالك.
    القول الرابع : أن التكني بأبي القاسم كان ممنوعا منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو جائز بعد وفاته.
    قال ابن القيم : والصواب أن التسمي باسمه جائز ، والتكني بكنيته ممنوع منه ، والمنع في حياته أشد ، والجمع بينهما ممنوع منه. ((زاد المعاد)) 2/345.
    هذا هو الفهم الذي يدعوننا إليه ، وماذا عليك أن تفعل الآن ؟!.
    طائفة منعت ، وطائفة أباحت ، وطائفة منعت بشرط ، وطائفة أباحت بشرط ، فإذا سألك سائل : هل يحل التكني بأبي القاسم ؟.
    فوجب عليك أن تقول إن فهم السلف يقول : يجوز ، ولا يجوز ، ويجوز إذا لم يكن اسمك محمدا ، ولا يجوز إذا لم يكن اسمك محمدا أيضا ...
    ما الحل أخي الكريم؟؟!!!

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    بارك الله فيك
    لا أريد أن نخرج عن موضوع الشيخ السديس .....

    لكن قد طرحت شبهة وجب ردها وعدم السكوت عنها
    فأقول : مرادي بالرجوع إلى فهم السلف الأخذ بفهمهم لا باختلافهم مجموعا فهذا لا يقوله عاقل
    ألا ترى أنا أبا محمد ابن حزم أخذ بفهم الصحابة الذين صلوا الظهر في بني قريظة وترك الفهم الآخر
    فهل أنت تأخذ بالفهمين والقولين معا ؟؟ لا طبعا ولكن تأخذ بالراجح منها
    وكذا في مسائل كثيرة اختلف فيها الصحابة أخذ أبو محمد أحدها وترك الباقي
    لاكن لانخرج عن اختلافهم ونأت بقول جديد
    وكذا لا نفهم من النصوص فهما لم يفهمه أحدهم أو نفهم منها فهما مخالفا لفهم اتفقوا عليه
    كمسألة عدم فهم تحريم الضرب من قوله " ولا تقل لهما أف" ففهمتهم فهما مخالفا لفهم اتفق عليه السلف من الآية أو أنكرتموه
    وكمسألة التفريق بين الغائط والبول في مسألة البول في الماء الراكد فمن فهم هذا الفهم قبلكم؟؟
    وكذا مسألة التفريق بين الفأرة وغيرها عندما تسقط في مائع فمن فهم هذا الفهم قبلكم ؟؟
    وكذا وكذا...
    مسائل كثيرة لم يسبقكم إليها أحد
    ولا تقل لي كما يقول أبو محمد في المحلى سلفي في هذا هو الله عزوجل في كتابه ورسول الله صلى الله عليه وسلم
    لأن هذا هو محل النزاع من فهم من الآية الفلانية والحديث الفلاني هذا الفهم الذي فهمته ؟؟

    وكما قلت لا نريد أن نفسد موضوع الشيخ السديس ....
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    يمكنني الرد على كل كلمة قلتها ولكن لا أريد أن أفسد موضوع الشيخ السديس
    ولكني أسألك كيف تعرف الراجح من المرجوح من الأقوال المتعارضة ؟

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    الإخوة الفضلاء ما ذكرتم أحسب أنه تُكلم عنه مرارا.
    فإن رأيتم ـ تكرما ـ أن تلقوا الضوء على أهمية السنة الصحيحة، واطلاع طلاب العلم عليها قراءة وحفظا وبحثا؛ فإن من الناس اليوم من يتقلد القضاء ولم يقرأ مختصرات الصحيحين فضلا عن أصولها،
    ومنهم من يعين معيدا في الجامعة ثم يأخذ الماجستير والدكتوراه ـ وربما يكون في تخصص الحديث ـ وهو لم يقرأ الصحيحين ولا قراءة جرد دع البحث والنظر في الشروح.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    لي بعض التساؤلات حول عنوان هذا الموضوع الجليل من حيث تعلقه بالحديث النبوي الشريف بعيدا عن نص الحافظ ابن رجب رحمه الله منطلق هذا الحوار:
    1- ما المقصود بمعرفة الصحيحين ؟ هل هي معرفة دراية أم معرفة رواية؟
    2- هل لابد من معرفة الصحيحين ليكون الرجل من علماء أهل السنة ؟ وماذا نقول عمن كانت له معرفة تامة بأحد الصحيحين فقط ؟ أو كانت له معرفة شاملة بكتب السنن أو بمسند الإمام أحمد
    3- وقبل الصحيحين بل في عهد الصحابة هل كان الحفاظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الأعلم ؟ هل كان أبو هريرة - مثلا - أعلم من علي بن أبي طالب أو أبي بنكعب أو معاذ بن جبل أو زيد بن ثابت رضي الله عنهم جميعا
    4- من كان تخصصه القرآن الكريم حفظا وقراءات وأحكاما ، أليس هذا من علماء أهل السنة ...مع العلم أن معرفته بالصحيحين لا تتجاوز ما يحتاج إليه في فهم كتاب الله .
    نرجو أن يكون الخطاب مفهوما ، إن أحاديث الصحيحين مرتبة معجميا وموضوعيا اليوم وهي متاحة في أقراص لكل أحد ، لكنها تفتقر إلى من يخرجها من حيز التصور إلى رحاب التطبيق ... إن الصيدلية حافلة بالأدوية الناجعة لكن أين الأطباء

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    بارك الله فيك
    ليس العنوان متنا ولا قاعدة عامة، وقد سبق أن كتبت : إنه ليس على إطلاقه.
    وغايته أنه لتقريب لما يتضمنه الموضوع.
    والغرض منه الحث على الاعتناء بالسنة، وأن من سيما أهل البدع جهلهم بها حيث لا يفرقون بين ما في الصحيحين وبين الموضوعات .
    إذ لا يتصور وجود عالم من علماء أهل السنة لا يفرق بين ما في الصحيحين وبين الموضوعات!
    وأرى أن هذا يتضمن الجواب على جملة ما ذكرتم من تساؤلات، مع التأكيد على وجوب ملاحظة معنى: «عالم» .

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة

    الشيخ عبد الرحمن السديس جزاك الله كل خير على الفائدة الرائعة
    ورحم الله آل تيمية على ما أفادوا به المسلمين من بعدهم ...
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •