تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هنا التيه... وهاهنا المخرج!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    توفني يارب وأنت راض عني
    المشاركات
    124

    افتراضي هنا التيه... وهاهنا المخرج!!

    بسم الله ارحمن الرحيم
    يقول المحتاج إلى رحمة خالقه
    أبوعبدالرحمن عبدالله نياوني

    إن المسلم الحصيف الغيور ليمتلؤ أسى وأسفا حينما يرى انحرافات بواحة في مجتمعاتنا ويزداد هذا الأسى والأسف عندما يرى عدم الإدراك لهذه الإنحرافات، فالآن في دنياالناس، كثيرا ما نرى ونسمع عن أزمات ومشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية ومناخية بل ونسمع عن تهديد بعض هذه الأزمات للعالم بأسره، لذا تؤخذ التدابير ويبحث عن الحلول للوقوف سدا منيعا لها...
    هي أزمات كثيرة معلومة يتكرر ذكرها بين الفينة والأخرى هنا وهناك..إلا أزمة واحدة لا نسمع عنها عند صناع الكلم ولا يتنافس في أخذ الحلول لها، مع أنها حاضرة في حياة البشر في مجتمعاتهم، في أسرهم، بل في أفرادهم،وهي أشد وأخطر الأزمات..
    ألا وهي الأزمة الإيمانية أو الأزمة العقدية!
    هل سمعنا يوما عن مؤتمر أو قمة على صعيد الدول فضلا عن القارات عقدت للنظر في هذه الأزمة الخطيرة؟!
    لا ينكر منصف ولا يتنازع اثنان مسلمان في أن الناس اليوم يعيشون في أزمة إيمانية خطيرة، فلقد تحولت الإفكار إلى أفكار مادية، وتحولت لبنات أساس حياة الناس إلى مادة، بل وحتى الأخوة أصبحت مبنية على مادة إلا من رحم ربي !!!
    وهذا لعمري أزمة إيمانية خطيرة يعيشها الناس ويعيشون لها وفيها ومعها وهم مع الأسف غافلون أو متغافلون ..
    وهذه القمم والمؤتمرات التي تعقد هنا وهناك لحلول مشاكل الدنيا، أحيانا هي أيضا تزيد الطين بلة لدى كثير من الناس حيث تجعلهم لا يشعرون بالمسؤولية ولا بالخطر الحقيقي، وهذا نوع من التيارات الفكرية الهدامة التي يركز عليها الغرب الآن، أن لا يكون لدى المسلم شعور بالمسؤولية ولا شعور بالتحدي فتموت حياته الروحية أو على الأقل ينهكها مرض اللاشعوري.
    هذا لا يعني ذم تلكم الإجراءات المتخذة تصديا لتلكم الأزمات ولكن الأساس أولى بالإهتمام به من الفرع،فالعيش الرغد بلا إيمان جفاء، بينما الإيمان في ظل الإنهيار الإقتصادي زيادة في الأجر وإن كنا نحبذ الإيمان تحت ظل مظلة رغد العيش..
    وينبغي أن يدرك المسلم أن موقفه في وجه تقلبات الحياة موقف مغاير تماما لموقف غيره من العلمانيين واليهود والنصارى.
    المسلم يربي ويوطن ويؤسس بنيان نفسه على مبدأ قوله تعالى:
    (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وقوله تعالى: (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
    وقوله تعالى: (ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)
    فالأزمة الإيمانية وحدها وليدة الأزمات المختلفة التي يذوق الناس عذابها اليوم، السياسية منها والإقتصادية والإجتماعية وحتى البيئية (المناخية)...
    لقد أصابت المسلمين الأوائل أزمات، فعلق الله سببها بأزمتهم الإيمانية، ففي يوم أحد لما انقلب الظفر والنصر إلى ابتلاء كان سببه الأزمنةالإيماني ة المتمثلة في عصيان أمر رسول الله (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد أن أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم.....)
    وفي يوم حنين أيضا علق الله ما أصابهم بأزمتهم الإيمانية المتمثلة في تعلق قلوبهم بكثرتهم (ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين)
    هذه عقيدة المسلم أنه لا يحدث شيئ في حياة البشر اعتباطا
    يعتقد المسلم أن لا سعادة لأفرادنا ولاأسرنا ولامجتمعاتنا إلا بالإيمان بالله تعالى قبل كل شيئ المبني على العلم واليقين والإخلاص والمحبة والصدق والإنقياد والقبول.
    يتكلمون عن أزمة سياسية ولا يتكلمون عن الظلم والإستبداد
    يتكلمون عن أزمة اقتصادية ولا يتكلمون عن خطورة الربا
    يتكلمون عن أزمة بيئية(مناخية)ولا يتكلمون عن الطغيان والغطرسة
    يتكلمون عن أزمة اجتماعية ويغضون الطرف عن تفشي الزنا واللواط ..
    هذه هي الأزمة الإيمانية التي يعانيها البشر والتي هي وليدة هذه الأزمات كلها..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق أصبعه السبابة والإبهام فقالت زينب بنت جحش رضي الله عنه أنهلك وفينا الصالحون يارسول الله؟ قال نعم إذا كثر الخبث)
    قال الحافظ بن حجر رحمه الله: أي: الزنا وأولاد الزنا والفواحش والفجور..
    فمن منا ينكر تفشي الزنا وأولاد الزنا والفواحش والفجور في مجتماعات البشر اليوم؟؟!!
    ثم قال أيضا عليه الصلاة والسلام: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا ابتلوا بالأمراض والأسقام التي لم تكن في أسلافهم)
    من ذا الذي ينكر انتشار الدعارة؟؟!!
    هذه هي الأزمة الإيمانية التي تهدد، في الحقيقة قبل كل الأزمات..
    فما هو الحل؟؟
    الحل في كتاب الله في قوله تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
    اللهم اجعلني من أنصار هذا الدين بالعلم والنفس والمال خالصا لوجهك الكريم.
    وهنا بعض خطب ومحاضرات أبي عبدالرحمن عبدالله نياوني
    http://niaoune.maktoobblog.com/

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    توفني يارب وأنت راض عني
    المشاركات
    124

    افتراضي رد: هنا التيه... وهاهنا المخرج!!

    للذكرى (فإن الذكرى نفع المؤمنين)
    اللهم اجعلني من أنصار هذا الدين بالعلم والنفس والمال خالصا لوجهك الكريم.
    وهنا بعض خطب ومحاضرات أبي عبدالرحمن عبدالله نياوني
    http://niaoune.maktoobblog.com/

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: هنا التيه... وهاهنا المخرج!!

    جزاك الله خيرا على حسن التذكرة ... أبقى مع هذه...."ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد أن أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم"
    أسأل الله النجاة من طبع بني اسرائيل

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    توفني يارب وأنت راض عني
    المشاركات
    124

    افتراضي رد: هنا التيه... وهاهنا المخرج!!

    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم الأمة الإسلامية...
    اللهم اجعلني من أنصار هذا الدين بالعلم والنفس والمال خالصا لوجهك الكريم.
    وهنا بعض خطب ومحاضرات أبي عبدالرحمن عبدالله نياوني
    http://niaoune.maktoobblog.com/

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    417

    افتراضي رد: هنا التيه... وهاهنا المخرج!!

    جزيت خيرا وكفيت شرا ورزقت علما و بوركت يمينك أخي عبد الله

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •