تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 84

الموضوع: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

  1. #1

    افتراضي مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة


    إنّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
    فإنّ العالم البشري كله يشهد في هذا العصر من الاضطراب والضياع والفوضى، وسواد المستقبل، وتجهّم المصير ما يُرعب القلوب، ويُزلزل الأفكار، فهو أشبه ما يكون بسفينة مهترئةٍ تتقاذفها أمواج متلاطمة في غمرات بحر لجّي لا تجد من اجتيازها مناصاً، ولا من سطوته خلاصاً.
    وقد أمسك بزمامها أمم كافرة عملاقة "تستعمل قوة العفاريت بعقول الأطفال" – كما قال جود -، ويحفزها التنافس الضاري إلى مزيد من الصراع والتهور والاندفاع، وتأتي أمم الكفر الأقلّ شأناً، فتحاول أن تثب وثبات كبرى؛ لتصل إلى مستوى الصراع مع العمالقة المسيطرين، وتبحث لنفسها عن موضع قدم في هذه السفينة الهائجة، وأصبح التفكير في هذا الواقع الأسود والمصير الكالح، هو الشغل الشاغل للمفكّرين والمتعلقين في الغرب وغيره، بل أصبح بفعل التدفّق الإعلامي الهائل من الهموم اليومية لرجل الشارع – كما يسمونه -، إذ ما من نشرة أخبار يسمعها، أو صحيفة يُطالعها، إلا ويجد فيها النذر الصارخة بهذا المصير، فأخبار الحروب والفتن، والانفجارات، والانهيارات، والزلازل، والانقلابات، والجفاف، والفيضانات، والكوارث، والانتحارات... إلخ.
    أصبحت من كثرة ما ترددت في ذهنه مثل: أخبار الرياضة، وأحوال الطقس!
    ومع سباق التسليح الرهيب، والتنافس في نشر أسلحة الفتك المبيد، أحسّ الناس حقيقة بالهلع الذي يقض المضاجع، وهرع الفلاسفة والمفكرون إلى التنقيب عن حل للمعضلة الإنسانية الكبرى، وتلمّسوا أيّ مخرج للانعتاق من الظلمة الكثيفة التي غطّت وجه الأرض وردمت الإنسان في المفاوز المهلكة، والأحراج الشائكة.
    ووصل الأمر بكثير منهم إلى الاقتناع المطلق بأنّ خلاص هذا العالم - إن قُدّر له الخلاص - لن يكون من داخله، وأن السفينة الهاوية إلى أعماق المحيط لن ينتشلها من هو قابع في داخلها.
    ومع هذا لم يظهر - مع الأسف الشديد - ما يدل على أوبة صادقة إلى الله، واستجابة لدينه الحقّ الوحيد الذي ما زال غضّاً طريّاً في مسمع الدنيا ومرآها.
    بل دفعت عوامل أخرى – ولا مجال هنا لتفصيلها، ولبيان ذنبنا نحن المسلمين فيها – إلى أن قامت كل أمةٍ من الأمم تشحذ همتها، وتقدح زناد فكرها، وتستلهم من عتيق حضارتها وماضي أسلافها؛ فمع إفلاس المذاهب الوضعيّة الحديثة ارتد الناس قروناً إلى الوراء، وبدأوا يستعرضون الذاكرة البشرية على ما فيها من قتم وغبش وإسفاف، لعل في متاهات الماضي ما يقيهم شر غوائل المستقبل، ولعل في خبايا القرون الخوالي كوة صغيرة ينفذ فيها اللاهثون العصريون إلى بَرّ الأمان.
    لقد كانت أوروبا القرون التاسع عشر تدين بالعقلانية، والإطلاق بعقلانية لا تتردد في تفسير أي شيء، وإطلاق لا يستثني من قواعده الصارمة شيئاً، فلما صدمتها السنن الربانية الثابتة، وعصفت بها التحولات الخطيرة حتى أشرفت على الهاوية، عادت إلى مذاهب "اللامعقول"(1)، الذي يرفض أن يضبطه شيء، والنسبية التي تأبى كل أحكام العموم والإطلاق، حتى أن مذهباً إطلاقياً حتماً – كالشيوعية – تراجع من الحلم بالسيطرة على معظم العالم في الستينيات، يُصبح في نهاية الثمانينات رأسمالية حمراء.
    وبتبني اللامعقول، والنسبية انتكست أوروبا من جديد، وأعلنت – وهي في قمة السيادة الحضارية – إفلاسها وانهيارها، واختبأ رواتها وشعراؤها وعامة أبطال فكرها وفنّها في أقبية الجاهلية اليونانية الهالكة، يحتمون بظلامها وظلالها من لظى الأفكار المادية المهترئة، والشعارات المجدبة، وسعير التطبيقات الرعناء لآراء وضعها في القرن الماضي جهلاء ارتدوا زيّ الحكماء.
    ومع عودة سيدة الحضارة العجوز وانتكاستها عادت الأمم التابعة تلهث في الطريق نفسه.
    فانتفضت الصين على "ماو"، وحطمت تماثيله على يد الجماهير الكادحة التي كانت تصرخ منذ سنوات ليست بالكثيرة: "ماو ماو، رب الكادحين"، وعادت بلهفة وشوق إلى "كونفشيوس" الدفين منذ آلاف السنين في أعماق الذاكرة الصينية.
    وبدأت الهند في ترميم أصنامها العتيقة بعد أن أصبحت تستقبل من الغربيين اللاهثين بحثاً عن "بوذا"، و"كرشنا" أكثر مما تستقبل من الإرساليين الكنسيين الطامعين في إدخال الهند إلى دين "بولس"(2) وبابواته.
    وتفوّقت اليابان على أمريكا في كثير من مجالات التكنولوجيا – أو نافستها – في حين أنه ما يزال الإمبراطور منسوباً إلى سلالة الآلهة، وكأن اليابانيين قد اقتنعوا – أمام عودة الغرب الحائرة – بأن التقدم التكنولوجي لا يزيد هذا النسب الإلهي إلا عراقة ورسوخاً.
    وظهرت أمريكا الجنوبية وأستراليا دعاوى عريضة بأن لها حضارات ماضية، وأمجاداً وطنية غابرة.
    ومهما قيل عن عدم مطابقتها للحقيقة؛ فالغرض المهم هو أنها إعلان للعودة وللتوقف عن السير وراء الضائعين في الغرب المفلس.
    لقد أخذت كل أمة من الأمم تبحث في مجاهل تاريخها عن فيلسوف قديم، أو شاعر غابر، أو مصلح سالف؛ لتقدمه للبشرية على أنه منقذ جديد، وأن في "إلهاماته" ما ينير الطريق لإنسان القرن العشرين الحائر المضطرب، وأصبحت الميادين الكبرى في عواصم هذه الأمم معابد عصرية تتوسطها تماثيل أولئك الغابرين.
    وهكذا برزت ظاهرة إنسانية كبرى هي ظاهرة "العودة إلى الماضي"، التي هي تعبير صارخ عن عدم الثقة في الحاضر، والتي لا تعدو في مقاييسنا الإسلامية أن تكون عرضاً من أعراض الخسران الأكبر، والإفلاس الماحق لقوم كفروا بالله ورسوله {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ} *النمل: 66*.
    ومع بروز هذه الظاهرة - عالمياً - بدأ التيار التغريبي العلماني في العالم الإسلامي يتردد، بل ينحسر ويندحر، وبدأت جمع جمة من القطيع السائر خلفه تتوقف وترعوع، وانكسرت حدة الانبهار بالغرب الكافر لدى عدد لا يستهان به، وتنادوا – لا سيما الشباب منهم – بالعودة لماضينا الذي ليس ماضي سائر الأمم بأولى منه.
    وفي وسط طريق العودة التقى هذا الرافد العالمي العصري بالرافد الأصلي الذي ظل في غمرات القرون مستقيماً، لم يشذ مستعلياً، ولم ينبهر، ألا وهو بقايا الخير في هذه الأمة من رجال ما تزعزع يقينهم لحظة واحدة في أنه لا يصلح هذا العالم إلا بهذه الأمة، وأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
    وبدأ هذان الرافدان في تشكيل نهر لا بد أن يصبح في يوم من الأيام تياراً، ومن ثَمَّ يجتاح ما على هذه الأرض من الشرور والأدران والأوثان، كما وعد الله وبشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم!
    لكن الشيطان الذي تعهد بإضلال بني آدم إلى يوم يبعثون، وأعوانه بل أقرانه الذين ما فتئ الشيطان يتعلم منهم فنون المكر والتآمر، عمدوا إلى إحباط هذا الأمل العظيم من طريقين:
    الأولى: تضخيم هذه العودة الإسلامية البريئة – بل الساذجة في كثير من مظاهرها – وتسميتها "يقظة العملاق"، و"قوة الغد"، و"صحوة الإسلام"، ونحو ذلك مما هو إغراءٌ صارخٌ للقوى العالمية ووكلائها المحليين باستئصال هذه النبتات الغضة في مهدها، مع أن الحقيقة أنه حتى هذه اللحظة ما تزال ظاهرة العودة في العالم الإسلامي متأخرة عملياً عما وصلت إليه في البلاد الأخرى، حيث وصلت هناك إلى دفّة الحكم أو قاربت!!
    إن الإعلام الغربي لا يستكثر على "الدالاي لاما" المطالبة بدولة بوذية مستقلة عن الصين، بل لم يستكثر على الهندوس المتعصبين أن يحكموا الهند، وإنما يستكثر على أمة الإسلام العظيمة الممتدة من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي أن يكون في بعض جامعاتها شباب متدينون، ويستغرب وجود جامعات غير مختلطة، أو جامعيات غير متبرجات، مع أن ذلك لا يمثل إلا نسبة ضئيلة من الانتشار السكاني الهائل للأمة.
    يستكثرون ذلك ويستغربونه، ويتابعهم عليه في بلاد الإسلام من يتابعهم، مع أن الأصل في الأمة الإسلامية ألا تنحرف ولا تنبهر، مع أن الأصل في المسلم إذا انحرف وعصى أن يتوب ويستقيم.
    إن الأصنام العصرية الكبرى تعرضت لنسف تماثيل "لينين"، و"ستالين"، وتماثيل "ماو"، وتماثيل "شاوسكو" بمباركة الغرب إلا صنماً واحداً يحرسه الإعلام الغربي أكثر مما يحرس تماثيل المسيح عليه السلام، ذلك هو صنم "أتاتورك"!!
    تماماً مثلما ضاقت باريس – عاصمة النور والحرية عند كثير من المخدوعين – بغطاء رأس فتاة مسلمة من بين ألوف الأزياء والموضات!!
    ومثلما ضاقت دولة الحياء والكرامة الإنسانية و.. "سويسرا"!!
    في نظر الغرب لا ضير في عودة الملايين إلى أسفار "فيدا"، وتعاليم "بوذا"، أما عودة بعض أمة الإسلام إلى نور القرآن وهدي محمد صلى الله عليه وسلم فهي وحدها نذير الشؤم، وداعية الويل والثبور، وعظائم الأمور!!
    وليس أعجب حالاً من هؤلاء إلا من يصدقهم ويجاريهم من أبناء جلدتنا المستغربين، أو من يأخذه الغرور بقولهم من التائبين العائدين.
    نعم إن إفلاس المذاهب الأرضية في العالم الإسلامي وسقوط ممثليها أصبح حقيقة ثابتة وقد جرى ذلك وفق سنة إلهية ثابتة.
    ولكن رجوع المسلمين إلى الإسلام ما يزال في أول بشائره، وأمامه عقبات كبرى ذاتية خارجية، كما أن له سنته الإلهية الأخرى التي ما لم يرعاها ويسير بمقتضاها فلن نصل أبداً.
    الثاني: استنفار أفاعي "الطابور الخامس" من قطّاع الطريق إلى الله الذين عملوا منذ عهد عبدالله بن سبأ، والجعد بن درهم، وبشر المريسي، والنظام(3).... إلخ، لنسف القلعة الإسلامية من داخلها، وإجهاض كل محاولة لرفع هذه الأمة إلى القمة التي أراد الله أن تكون عليها.
    فأما العدو الخارجي: فللحديث عنه مواضعه الأخرى، وما عداؤه لنا، واستعداؤه علينا بجديد، وما هو بالذي يُحسب له كل هذا الحساب لو كنا في أنفسنا أمةً تعيش وتسير كما أمر الله، فالله تعالى يقول: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} *آل عمران: 120*. ونحن قد فقدنا الخصلتين كلتيهما إلا من رحم الله.
    وأما قُطّاع الطريق فهم لعمر الله آفة هذه الأمة قديماً وحديثاً، وهم "حصان طروادة" الذي ما دخلت إلينا الأفكار الغربية قديمها وحديثها إلا من خلاله وبآثاره.
    ولن نستعرض تاريخهم القديم، وهل في الإمكان استعراض المحيط الزاخر؟ ولكننا نشير بإجمال إلى دورهم في ركوب موجة التوبة الجماعية التي نسميها – ولو على سبيل التفاؤل – "الصحوة الإسلامية"!!
    لقد أراد كل كمين من هذه السبل المتفرقة التي نهى الله عن أتباعها أن يستغل بواكير هذه الصحوة، ويستغفل شبابها الغض، فيلقي عليهم ثوب بدعته، ويقنعهم بقناع مذهبه حتى تصبح الأمة العائدة – وهي التي أراد الله لها، ونريد لها أن تكون أمة واحدة على المنهج الأبلج النقي – تصبح شيعاً وأحزاباً، كما كان حالها أيام الزحف التتري أو الصليبي.
    فأحدهم "صوفي" لا يعرف من التدين إلا الطبل والمزمار، والحضرة والتواجد... يندس في الصفوف العائدة رافعاً راية التصوف، - أو خرقته -، ساعياً بأقصى جهده إلى تصويف المسيرة كلها.
    وذاك رافضي خبيث يتقمص شخصية الدجال تحت عمامة المجدد، ويلوّح للجموح الباحثة عن الطريق: أن تعالوا إلى الإسلام، وما غايته إلا ترفيض القافلة بأجمعها.
    وذلك مستشرق عربي! غذّاه المستشرقون الغربيون بما استطاعت عقولهم الضحلة أن تلتقطه من فتات أفكار الفرق البائدة، وأظهروا أمامه التباكي على تراثها الإسلامي المفقود، وكنوزه الضائعة، واستحثوه أن يشتغل بالتنقيب عنها ونشرها(4)، فجاء المخدوع أو المتآمر ينبش رميم الباطنية والحلولية، وينفض الغبار عن هرطقة الفلاسفة والمعتزلة، ويحقق كتب البدع والفرقة، تحت ستار إحياء التراث والتحقيق العلمي النزيه.. وما الغرض إلا تمزيق طريق العودة، وتشتيته ذات اليمين وذات الشمال، وإذكاء القروح الميتة في كبد الأمة الجريحة، وأقل ما فيه صرف النظر عن الكنوز الحقيقية التي ليست مجرد تراث!! بل هي منبع الحياة الفكرية، ومعالم على طريق المنهج القويم. وجاءت سبل وطوائف أخرى... وتكدست في المكتبة الإسلامية.
    وفي أخطر ركن فيها - وهو ركن العقيدة - صحائف سود، لا أعني سواد مدادها ولكن سواد فكرها، واستشرت ظلمات بدعتها حتى ظهرت على صفحات المجلات والجرائد، فأخرجوها من دوائر المتخصصين إلى متناول العوام المساكين.
    وهذه الكتب والمقالات قد تبدوا للناظر أولّ وهلة وكأنها هي مجرد امتداد للفرق المنحرفة القديمة، ولا دافع لها إلاّ التعصب لتلك الفرق والمذاهب. والواقع أن وراء تلك الأكمة ما وراءها، وأن هذه النظرة إن صدقت على بعضهم لا تصدق على كلهم، فهي لا تهدف للتعصب للماضي بقدر ما هي تخطط وتبرمج للمستقبل، مستغلة سذاجة غالب شباب الصحوة كما أسلفنا.
    ومن الأدلة على ذلك: ما يفتعله أصحاب هذا الاتجاه البدعي المقنع حين ينشرون أفكارهم وكتبهم على الملأ، ويحثون الشباب على قراءتها، ثم لا يفوتهم أن يقرنوا ذلك بالتباكي على ما تعيشه أمة الإسلام من تفرق وتمزق، وأنها ما تزال تبحث مسألة "أين الله؟"، ومسألة "القرآن مخلوق أم قديم؟"، و "قضايا الفلاسفة والمعتزلة والصوفية والأشاعرة... إلخ".
    في حين أن العدو يحتل أراضيها ويهدد كيانها، ولا يفرق بين أحد منها، فهلا انصرف المسلمون لمحاربة الشيوعية، ومقاومة الخطط الصهيونية، وتركوا هذه الخلافات.
    يتباكون على هذا، وهم يقدمون للشباب مؤلفات كلها تفلسف وتجهّم واعتزال وتصوف وتشعر... إلخ.
    وأشهد أن بعضهم - إن لم أقل كثيراً منهم - قد كتب الكثير من المؤلفات في الطعن على السلف، والنيل من عقيدتهم، والدعوة الصريحة إلى البدعة التي هي أصل الانقسام والفرقة، وما كتب حرفاً واحداً قطّ عن الشيوعية والصهيونية، بل إنّ واقع حاله يدل على أن تضليل - أو تكفير - أئمة عقيدة السلف أولى عنده وأهم من محاربة الشيوعية والصهيونية.
    وأخطر من هؤلاء طائفة من القطّاع هالها كساد سوقها، وتكدّس مصنفاتها البدعية، فعمدت إلى أسلوب أمكر وأخبث، وهو انتحال مذهب السلف الصالح ظاهراً، وادعاء أنه ومذهبها سواء، وزعمت أنها بذلك تخدم مصلحة الإسلام، وتسعى لجمع المسلمين، فبعثروا المعالم والمعايير أمام الشباب الحائر، فلم يعد يدري كيف يسير؟!
    هذا الأسلوب بدأه الرافضة منذ مطلع القرن العشرين بما أسموه "التقريب بين المذاهب الإسلامية"، ثم تبعتهم الفرق البدعية الأخرى تحت شعار "توحيد الصفوف"، فقدموا للشباب الذهب مع البهرج والحجارة والنحاس، وقالوا: لا بد من صهر الجميع في بوتقة واحدة، ولا عليك إن اخترت منها ما شئت، فالكل يسمى معدناً.
    وإن مما يدمي القلب أن كثيراً من شباب الصحوة خدعته هذه الدعاوى الزائفة، وعصبت عينيه عن رؤية الحق الصراح، فتطوعوا بخدمة قطّاع الطريق الماكرين، حتى أن بعض المراكز الإسلامية في الغرب وغيره أصبحت أوكاراً للرافضة وغيرها، وانتعشت البدع والشركيات حتى صرح بعض سدنة الأضرحة أن إقبال الشباب عليهم في زيادة مستمرة، وأن المريدين أخذت أعدادهم في السنوات الأخيرة تتضاعف، وكلما سمعت أو رأيت شيئاً من هذه الظواهر المرعبة أسأل نفسي بحق، هذه الصحوة الإسلامية التي نبتهج ببشائرها، ونتطلع إلى بواكيرها، أهي صحوة فعلاً، أم هي - عياذاً بالله - انتكاسة جديدة إلى موروثات الوثنية الإغريقية، والصوفية الهندية؟
    أم أن الخمر المسكرة الوحيدة في نظر بعضنا، هي خمرة الافتتان بالغرب، وأفكاره ونظمه ومن صحا منها، فلا عليه أن يسكر بخمرة الوجد والفناء، أو نبيذ البدع والأهواء، فلا يصحو إلى يوم يبعثون؟!
    وأسأل نفسي أيضاً لماذا يرفض الشباب الإسلام الفكرة الواحدة نفسها إن كان سندها - مثلاً -: ماركس عن هيجل عن أرسطو، ويعدها كفراً وإلحاداً، ويقبلها ويتعصب لها - بذاتها - إذا كان سندها: الرازي عن ابن سينا عن أرسطو؟!
    أم أن عداوتنا أصبحت كعداوة الثور للون الأحمر فقط، فنعادي الباطل؛ لأنه منقول عن الغرب وأذنابه، لا لأنه باطل يجب معاداته أينما وجد في واقع أنفسنا، أو في صفحات تاريخنا، أو موروثات مجتمعاتنا ومذاهبنا.
    واسم الإسلام يطلق على:
    1- المنتحلون لمذهب السلف اسماً، والمخالفون له سلوكاً وفهماً.
    2- عموم الاسم لكل مسلم لم ينتسب لعقيدة بدعية، وظل على الإيمان المجمل الصحيح، أو أيّاً كان تخصصه العلمي؛ فقيها، محدثاً، لغويا، مؤرخاً، شاعراً، بل العامي من المسلمين يطلق عليه ذلك.
    وأما كلمة "أهل السنة والجماعة" فهو مصطلح عزيز، وشعار عظيم، وكيف لا وهو يعبر عن حقيقة الإسلام الصافية النقية التي لا شائبة فيها ولا زيغ، وهو منار وعلم على الفرقة الناجية من أمة الإجابة، تلك الفرقة التي تمسكت بما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وصبرت عليه، وجاهدت في سبيله، فكانوا كما قال بعض السلف: "أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام في سائر الملل".
    والتفرق والاختلاف من البلاء الذي لم يرفعه الله عن هذه الأمة منذ أن قتلت خليفتها الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه ظلماً وعدواناً، كما أشار حديث حذيفة في الفتن التي تموج موج البحر(5).
    فهو في حقيقته عقوبة جرى بها القدر المحكم، تحقيقا لقوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} *الأنعام: 65*.
    على ما فسرتها به الأحاديث الصحيحة(6)، ولله في ذلك الحكمة البالغة، وما أصاب المسلمين عامة من مصيبة فبما كسبت أيديهم ويعفو عن كثير، وليس بخارج عن سنة الله أن يبتليهم بما لم يبتل به أمم الكفر، أو يذيقهم من البأس ما لم يذقها.
    وليس عجيباً في سنة الله أن يأتي عصر يقل فيه أهل السنة والجماعة ويستضعفون، ويعلو فيه أهل البدعة والفرقة ويسيطرون، فهذا أيضاً من الابتلاء - ابتلاء التمحيص والرفع - الذي هو سنة الله في الأنبياء من قبل: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} *الفرقان: 31*.
    {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ } *الأنعام: 53*.
    ولكن العجب المستنكر أن تطغى البدع حتى يبلغ من جرأة أصحابها أن يدعوا أنهم هم أهل السنة والجماعة، وأن أهل السنة والجماعة هم أهل الضلالة والفرقة!
    أو يضيع الحق بين تفريط أهل السنة والجماعة، وتلبيس أهل الضلالة والفرقة؛ فيقال: إن هؤلاء من هؤلاء، وأن الفرقتين سواء - دون نكير ولا اعتراض -.
    فهذا - حسب التشبيه المأثور في حال أهل السنة بين أهل الإسلام - مثلما لو ادعى عدو للإسلام أن أهل الإسلام بين أهل الأديان قليل؛ كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، ورتب على هذا أنهم شذّاذ لا اعتداد بخلافهم، ولا اعتبار لدينهم الذي خالفوا به سائر أمم الأرض.
    فهذا ادعاء لا يستحق كبير اهتمام، ولا يبعث كثير عجب، ولكن لو ادعى هذا العدو أن اليهود والنصارى هم المسلمون المتمسكون بما كان عليه الأنبياء جميعاً، وأنهم هم الأمة المصطفاة التي أورثها الله الكتاب، وأن المسلمين هم المخالفون لمنهج الأنبياء، وهم أولى أن يسموا بكل اسم سمي به أعداء الأنبياء ومخالفوهم، وسماهم هذا العدو "المشركين أو الصابئين"(6)، أو نحو ذلك.
    فهذا ما لا يملك أي مسلم يعرف حقيقة دينه أن يسكت عليه؛ لأنه قلب للحقائق، ومكابرة للعقول، ولو شاع مثل هذا الادعاء وسكت عليه المسلمون أو أقروه – كلهم أو بعضهم – حتى أصبح مصطلح "المشركين" أو "الصابئين" يعنيهم عند الإطلاق، ومصطلح "المسلمين" يعني اليهود أو النصارى أو المشركين... لكان هذا خرقاً فظيعاً لما استقرت عليه الأفهام، وأجمعت عليه العقول، وتعارف عليه التاريخ المتواتر.
    والمؤلم حقاً أن هذا الذي لا يصدقه العقل بالنسبة للإسلام مع الملل قد أصبح - إلى حد ما - حقيقة واقعة بالنسبة لأهل السنة والجماعة مع الفِرَق!
    وقد يكون سبب ذلك أن بعض أهل السنة والجماعة لا يعرفون المضمون الكامل، والمنهج الشامل الذي يحويه مدلول "أهل السنة والجماعة"، ولا يدركون حقيقة مناهج الفرق البدعية وأصولها، ومن ثَمَّ كانت الخسارة الكبرى لأهل السنة والجماعة، لا أعني خسارة الأتباع، ولكن اضمحلال الشعار، وضياع الحقيقة في ركام الزيف، وفقدان المنهج المتميز في زحمة المناهج.
    وقد ركب الله تعالى في نفوس بني آدم كافة من معرفة العدل ما ينكرون به أن يتقمص اللص شخص الحارس، وأن ينتحل الفاجر شخصية التقي، وأن يدعي الشيطان حقيقة الملك.
    وعن هذا عبر شاعر المعرة بقوله:


    فوا عجباً كم يدّعي الفضل ناقصٌ

    ووا أسفا كم يُظهر النقص فاضلُ

    إذا وصف الطائي بالبخل مادرٌ

    وعير قسًّا بالفهاهة باقلُ

    وقال السهي: يا شمسُ أنتِ خفيةٌ

    وقال الدجي: يا صُبح لونك حائلُ


    وطاولت الأرضُ السماءَ سفاهةٌ

    وفاخرت الشهب الحصى والجنادلُ

    فيا موت زُرْ إن الحياة ذميمةٌ

    ويا نفس جدِّي إن دهرك هازلُ




    إن الله سبحانه وتعالى أخبرنا عن أصحاب جهنم أنهم يقولون: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} *الملك: 10*. فنفهم من هذا: أن الكفار لا سمع لهم ولا عقل، وأن المؤمنين أهل السنة والجماعة هم أصحاب السمع الصحيح، والعقل الكامل؛ من جهة أنهم يتلقون عن القرآن والسنة الصحيحة، ويستخدمون قوة العقل، وملكة الفهم للتمييز بين الحق والباطل، وأن أصحاب البدع أصحاب فساد في السمع وخلل في العقل.
    ومن فساد السمع التلقي عن الدجالين والكهان والمشعوذين، أو الفلاسفة والملاحدة والصابئين، والاستشهاد بالروايات الموضوعة والواهية.
    ومن فساد العقل عندهم تحريف معاني النصوص الصحيحة، والتأويلات الباطلة، وضرب الوحي بعضه ببعض من أجل تغيير البدعة التي لا أصل لها فيه.
    فللمعرفة إذن مصدران لا ثالث لهما:
    1- إما الوحي، والعقل السليم، والفطرة المستقيمة، كل منها يصدق الآخر، وهذا من نصيب أهل السنة والجماعة دون سائر الفرق والملل.
    2- وإما الأساطير والأوهام والتخرّصات والخيالات والوساوس، وهذه تسمّيها كل ملة منحرفة باسم تزعمه:
    فالكفار أصحاب النظريات الكونية والنفسية المخالفة للوحي يسمونها "حقائق علمية"، وهؤلاء كذّبهم الله تعالى وهدم منهجهم بآية واحدة من كتابه: {مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا } *الكهف: 51*.
    والفلاسفة ومن حذا حذوهم من المتكلمين المنتسبين للإسلام يسمونها "البراهين" أو "القواطع العقلية"، وهؤلاء ساروا على المنهج الإبليسي في معارضة الوحي بالرأي {أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} *الأعراف: 12*.
    والمشعوذون والدجّالون وغلاة الصوفية المنتسبون للإسلام يسمونها "كشفاً وفيضاً ووجداً وذوقاً..."، وهؤلاء اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما ورثوه من تعاليم هاروت وماروت، وسحرة الفراعنة، وكهّان الهندوس، وأصحاب البدود(8)، كما كانوا يسمونهم.

    -----------------
    (1) أو "اللاعقلي"، ومن مذاهبه: الروحية (برجسون)، والوجودية (سارتر)، والبعثية (ألبير كامو)، واتجاهات أخرى كالرمزية والسوريالية، وكثير من المدارس النفسية والاجتماعية.
    (2) المؤسس للدين المعروف حالياً باسم "المسيحية"، واسمه الأصلي "شاؤل" اليهودي، وهو النموذج الذي احتذا حذوه عبدالله بن سبأ اليهودي لإفساد الإسلام، فأسس دين التشيع وفروعه. انظر: مقدمة منهاج السنة.
    (3) ذكر الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء (10/542) أنه كان برهميا، فأراد أن يبرهم الإسلام عن طريق الاعتزال، كما أراد عبدالله بن سبأ أن يهوده عن طريق التشيع!!.
    (4) انظر على سبيل المثال: تقديم المستشرق "ألفرد جيوم" لكتاب المعتزلة لزهدي جار الله، وكلام المستشرق "اربري" في مقدمة كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي، تحقيق فتح الله خليفة. أما جهد "ماسينيون" و"نيكلسون" لإحياء الفكر الصوفي، وما بذله تلامذتهم الشرقيون، فلا تحتاج إلى تمثيل.
    (5) أخرجه مسلم (144).
    (6) وهي أحاديث كثيرة، جمعها الحافظ ابن كثير رحمه الله، انظر: الطبعة المحققة من تفسيره (3/264-272).
    (7) كما كانت قريش تسمي النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه "الصباة".
    (8) وهم البوذيون، فأصل الكلمة واحد (بوذا) أو (بذ) ومعناها: العارف.



  2. #2

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    ليت أنّ أحد المقربين من الشيخ ينقل له ردود بعض المثقفين الأشاعرة على كتابه
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    602

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    فيه رد متهافت بيع في بعض المكتبات , لكنه لم يسم الشيخ ولا كتابه ..
    اللهم اسلل سخيمة قلبي

  4. #4

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جذيل مشاهدة المشاركة
    فيه رد متهافت بيع في بعض المكتبات , لكنه لم يسم الشيخ ولا كتابه ..

    الرد الذي أقصده هو كتاب (عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين) للشيخ صلاح الدين الإدلبي


    وكتاب (دررالألفاظ العوالي في الرد على الموجان ) تأليف غيث بن عبدالله الغالبي
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    602

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر مشاهدة المشاركة
    عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين
    هذا الذي اعنيه بارك الله فيك .. ولعل ما يبين هذا قول الادلبي :
    فنحن امة أغنانا الله تعالى بالطرق القرآنية في اثبات العقائد , ولا حاجة لنا الى غيرها .. !!
    طيب أين - على الاقل - المتواتر من السنة ..!؟
    مع انه قال قبل هذا بقليل انه يحب الكتاب والسنة منذ نعومة اظفاره ..
    فياليته اخبرنا عن نوعية هذه المحبة ...!
    هذا الكلام شيء من بعض ما في مقدمته ..
    والله المستعان ..
    اللهم اسلل سخيمة قلبي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    602

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر مشاهدة المشاركة
    ولا يكفي هنا إدعاء أخونا (جذيل) فهو استخفاف باهت بخصم قوي ومن كان هذا حاله سهل قطعه عند الكلام فاحذر من الإستخفاف فالشبهات تغزوا المنتديات وكثرت التساؤلات عند العوام وصغار الطلبة وبعض كبار طلاب العلم غير مدرب على فنون المناظرة والأخذ والرد فاحذر من الإستخفاف فإنه قاتل
    نعم اخي الكريم
    جزيت خيرا على حرصك , ولكن الحقيقة ما ذكرته لك , وتاثر بعض الناس في مثل هذه الامور حاصة ما يتعلق بمنهج الشاعرة اظنه في غير محله لو تسمح لي , هل من الممكن ان تذكر لنا عددا قليلا ممن تأثر بالمنهج الاشعري ..؟
    نعم قد يتأثر البعض ببعض المسائل او الفروع العقدية , لكن ان يكون التأثير بهذه الصورة التي ذكرت فأنا استبعد مع المعذرة ..
    اما المنهج الاشعري ذاته فالاشاعرة والمتحمسون من شبابهم يرون ان العالم الاسلامي اكثره اشاعرة , وهم مع هذا القول من اكثر الناس خوفا على منهجهم وعقيدتهم , وهم يرون الجموع تتجه الى المنهج السلفي .. إن لم نقل ان تلك الجموع ان لم تتحول فهي في اضمحلال , اما بسبب وفيات جيل سابق حارب من اجل الاشعرية .. او بسبب نشأة شباب الامة في عصر الصحوة الاسلامية , والتي هي صحوة سلفية , بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى .
    أما كون الخصم قوي فلا اظن المسألة بهذه الصورة .. ولعل ما يتناقله البعض عن مقولة تلك العجوز من اوضح ما يبين ضعفهم وشكوكهم , وقد رات الرازي فلما سألت عنه قيل هذا الذي يحفظ مائة دليل على وجود الله أجابت قائلة : لو لم يكن عنده مائة شبهة او شك ما احتاج الى مائة برهان ..
    بل ان طريقة الاشاعرة من اضعف المناهج وقد عدهم الهروي او غيره من المخانيث لضعف استدلالهم وبرهانهم ..
    وما تلك المراحل التي مرت بالاشعرية الا اوضح دليل على ما اقوله لك بارك الله فيك ..
    والسلام عليكم
    اللهم اسلل سخيمة قلبي

  7. #7

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    كونه قويا في الجدل لا يعني قوة الأصول التي يبني عليها أخي الفاضل فنحن لا نتحدث عجزا ولا قهرا بل نريد إسكات الباطل بقذائف الحق حتى تنهار تلك السقف الهشة على رؤوس أصحابها فقد أضحت لسكوتنا ذات أضواء تسلب العقول وتجري مدامع السذج فخرا أمّا عن الإحصائيات التي تطالب بها رغم عدم جدية هذا الطلب فالجواب عليه هو مقارنة حجم المؤلفات والرسائل الجامعية التي بدأت تطفوا على الساحة من سنين وبين مثيلاتها قبل خمسة عشر إلى عشرين سنة فأنا أتحدّث عن واقع أعيشه في بلدي لا عن السعودية فالواقع غير الواقع والحال غير الحال أمّا حديثك عن (صحوة سلفية) فالواقع يرده بل هي (صحوة أشعرية ماتريدية صوفية) بوجه علمي جديد يحاول استخدام وتوظيف نفس آليات المنهج السلفي وهذا هو الواقع
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    22

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    السلام عليكم.
    أستحلفكم بالله أن توضحوا لي هذا الأمر:
    هل تعتقدون أن الله عز وجل وفق أماجد من أمثال النووي وابن حجر وابن العربي والقاضي عياض ولمازري والرامهرمزي والبيهقي والسرخسي ـ وفقهم في الفروع الفقهية، وفي علوم السنة والتفسير، وخذلهم في الأصول وفي العقيدة، فلم يتبينوا الحق من الباطل، ولم يعرفوا الصواب من ضده، فكانوا ـ بزعم بعض الناس ـ متذبذبين في العقيدة؟
    هل لي بمن يوضح هذا توضيحا سهلا بينا؟
    والسلام عليكم.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    602

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    اخي الكريم .. هل تقول ان هؤلاء العلماء الذين ذكرتهم - او غيرهم - معصومين من الخطأ ..؟
    اللهم اسلل سخيمة قلبي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    22

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جذيل مشاهدة المشاركة
    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    اخي الكريم .. هل تقول ان هؤلاء العلماء الذين ذكرتهم - او غيرهم - معصومين من الخطأ ..؟
    وعليكم السلام أخي الكريم، وأشكرك على دماثة الخلق.
    لكن ألا ترى أخي أن الخطأ لم يكن من واحد أو اثنين، كلا بل من غالب أماجد الأمة على مر العصور، ممن تعلم وأعلم والكل يعلم أنهم كانوا من التقى والورع والقرب من الله بحيث يستحيل شرعا أن يجانبوا الصواب في أخص خصوصيات الدين، ألا وهو العقيدة. كيف وقد وفقوا أيما توفيق في تبيين وتوضويح مفردات الشريعة في كل العلوم، بحيث لو لم يكونوا ثمة ما كنت أنت ولا أنا ولا أحد لنعلم ونفهم من أمر الشريعة إلا النزر اليسير، فتدبر.
    والسلام عليكم.

  11. #11

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي أبو محمد مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام أخي الكريم، وأشكرك على دماثة الخلق.
    لكن ألا ترى أخي أن الخطأ لم يكن من واحد أو اثنين، كلا بل من غالب أماجد الأمة على مر العصور، ممن تعلم وأعلم والكل يعلم أنهم كانوا من التقى والورع والقرب من الله بحيث يستحيل شرعا أن يجانبوا الصواب في أخص خصوصيات الدين، ألا وهو العقيدة. كيف وقد وفقوا أيما توفيق في تبيين وتوضويح مفردات الشريعة في كل العلوم، بحيث لو لم يكونوا ثمة ما كنت أنت ولا أنا ولا أحد لنعلم ونفهم من أمر الشريعة إلا النزر اليسير، فتدبر.
    والسلام عليكم.

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    وما ذا عن مخالفتهم لجماهير الصحابة والتابعين والأئمة السابقين مما لا يحصيهم إلاّ الله عزّ وجل؟؟؟؟ ولم لم تفكّر الأشعرية بهذه المنهجية يوم لم يكن منها غير الأشعري ؟؟؟ لم لم تكن الأمور مطروحة بهذه الطريقة يومها أخي الفاضل ؟؟؟ جوابك سهل ميسور أخي الفاضل ( ... وقليل من الآخرين )
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    602

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي أبو محمد مشاهدة المشاركة
    لكن ألا ترى أخي أن الخطأ لم يكن من واحد أو اثنين، كلا بل من غالب أماجد الأمة على مر العصور، ممن تعلم وأعلم والكل يعلم أنهم كانوا من التقى والورع والقرب من الله بحيث يستحيل شرعا أن يجانبوا الصواب في أخص خصوصيات الدين، ألا وهو العقيدة. كيف وقد وفقوا أيما توفيق في تبيين وتوضويح مفردات الشريعة في كل العلوم، بحيث لو لم يكونوا ثمة ما كنت أنت ولا أنا ولا أحد لنعلم ونفهم من أمر الشريعة إلا النزر اليسير، فتدبر.
    والسلام عليكم.
    اخي الكريم
    الجواب على كلام على عدة فروع
    الاول : على قولك ان غالب اماجد الامة كانوا ما تذكر
    الثاني : ان التقوى والورع يستحيل معها ان يجانب معها الصواب
    الثالث : الاستدلال على تصويبهم بتوفيقهم وتوضيحهم مفردات الشريعة .
    الرابع : ان فهمي وفهمك وفهم غيرنا كان متكئا على توضيحهم وتبيينهم .

    فالجواب عن الاول :
    أن غالب الامة اشاعرة , والسؤال : اين القرون الأولى المفضلة وما يليها بقليل .. أين موقعهم من حساباتك رعاك الله , وأين المخالفين لهم من معتزلة وقدرية وبقية السبعين فرقة , ثم الاشاعرة انفسهم يرون ان من سبقهم من القرون الاولى ليسوا على طريقتهم , ولهم الكلمة المشهورة : طريقة السلف اسلم وطريقتهم اعلم ..!

    الجواب عن الثاني :
    التقوى لا علاقة لها بالصواب والخطا , ولا اظنه يخفى عليك تقوى ابي حنيفة وورعه - احسبه كذلك ولا ازكيه على الله - ومع ذلك ذكر بعض اهل العلم الاتفاق على ضعفه في الحديث , بل ليس له ولا حديث واحد في الكتب الستة , بينما هناك من رجالات البخاري او مسلم اقل بكثير من مستوى فهم وعلم بل وورع ابي حنيفة ومع ذلك تجده معدود من الثقات الاثبات .

    الجواب عن الثالث :
    وهو الاستدلال بتوفيقهم وتوضيحهم مفردات الشريعة , فلعله لا يخفاك انه ليس كل من اصاب في مسألة فيلزم ان يصيب في أخرى , ثم يقال : غالب الحنابلة وغيرهم من الفرق من المخالفين للاشاعرة , فكيف تخطئ الحنابلة ومن يخالف الاشاعرة مع توفيقهم وتوضيحهم لمفردات الشريعة ..!

    الجواب عن الرابع :
    اتكاء فهمي وفهكم عليهم , وهذا في الحقيقة اجحاف لغيرهم .. والسؤال : اين فهم الصحابة وتفسيرهم لنا , وأين فهم الطبقة الاولى من التابعين والطبقة الثانية منهم , بل والقرن الثاني , ثم الثالث , ثم الرابع .. ثم الذين يلونهم ممن هم مخالفون للاشاعرة - عن هذا الاتكاء ..
    ثم نحن لم نقل ان من ذكرت مخطئون في كل شيء .. بل فيما نعلمه من خطأ سواء في التاويل او ما يماثله .. ولسنا في مزايدة حتى نذكر لك حبنا لهم وتقديرنا ودعائنا لهم , بل والاشادة بجهودهم .. اما ما اخطاوا فيهم فيبين ولا يعني اسقاط حقهم او جحد فضلهم ..

    نعم نحن نقول ان الاشاعرة كثرة .. لكن ليست كل كثرة تعني الصواب .. ولو تتبعت لفظ الكثرة في القرآن لوجدت الذم له , على العكس من القلة ..

    وفقك الله ورعاك

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    22

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    وما ذا عن مخالفتهم لجماهير الصحابة والتابعين والأئمة السابقين مما لا يحصيهم إلاّ الله عزّ وجل؟؟؟؟
    وعليكم السلام.
    الأخ الفاضل: هذه دعوى تحتاج منك لدليل يثبتها، ولازم كلامك يقتضي أن أمثال النووي وابن حجر والمازري وعياض وابن رشد والباقلاني والبيهقي والرامهرمزي والسرخسي وابن الجوزي وابن عقيل ... إلى آخر من هو على شاكلتهم هم إما فهموا ووعوا مذهب جماهير الصحابة والتابعين والأئمة السابقين ثم خالفوهم عمدا، وإما لم يفهموا ولم يعوا مذهبهم، فإن كانت الأولى فالواجب طرح كلامهم والإعراض بالكلية عنهم، بل وتبديعهم وتفسيقهم والتحذير منهم ومن كتاباتهم، كيف وقد خالفوا عمدا أهل القرون المفضلة!! وإن كانت الأخرى فكيف نثق بما سطروه في كتبهم مما هو من أساسيات الشريعة؟!! وكيف تأتى لنا نحن أن يكون فهمنا أصوب من فهمهم؟!! ولماذا فهموا مذاهب السلف في الفروع، ولم يفهموا مذاهبهم في الأصول؟
    لا يخفى ما في هذين الطرحين من خطر، لأن أيا من الإجابات على الأسئلة المطروحة سينتج عنه نقض لعرى المعرفة الإسلامية، فقليل غير هؤلاء الأعلام ساهموا في إقامة صرحها.
    والسلام عليكم.

  14. #14

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    (كلامك مردود عليك)
    أخي الكريم :
    لا يجاب عن سؤال بسؤال ... وجميع ما أوردته يرد على شيخك الأشعري !! فإمّا أن يكون جماهير الأئمة السابقين (= قبل الأشعري ) فهموا ووعوا مذهب جماهير الصحابة والتابعين ثم خالفوهم عمدا .... وإما لم يفهموا ولم يعوا مذهبهم ؟!!!
    فإن كانت الأولى فالواجب طرح كلامهم والإعراض بالكلية عنهم، بل وتبديعهم وتفسيقهم والتحذير منهم ومن كتاباتهم، كيف وقد خالفوا عمدا أهل القرون المفضلة!! وإن كانت الأخرى فكيف نثق بما سطروه في كتبهم مما هو من أساسيات الشريعة؟!! وكيف تأتى لنا نحن أن يكون فهمنا أصوب من فهمهم؟!! ولماذا فهموا مذاهب السلف في الفروع، ولم يفهموا مذاهبهم في الأصول؟ حتى قال قائل القوم : أشعرية في الأصول مالكية في الفروع !!!
    لا يخفى ما في هذين الطرحين من خطر، لأن أيا من الإجابات على الأسئلة المطروحة سينتج عنه نقض لعرى المعرفة الإسلامية، فقليل غير هؤلاء الأعلام ساهموا في إقامة صرحها.
    والسلام عليكم.
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    22

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    (كلامك مردود عليك)
    أخي الكريم :
    لا يجاب عن سؤال بسؤال ... وجميع ما أوردته يرد على شيخك الأشعري !! فإمّا أن يكون جماهير الأئمة السابقين (= قبل الأشعري ) فهموا ووعوا مذهب جماهير الصحابة والتابعين ثم خالفوهم عمدا .....
    الأخ الفاضل
    السلام عليكم
    هذا هروب منك للأمام، وعجز واضح عن الإجابة، فأنا لم أجب عن سؤالك بسؤال، لأني أجبتك عن سؤالك بقولي: هذه دعوى تحتاج منك لإثبات، يعني أن دعوى مخالفة الأعلام النبلاء الذين ذكرتهم وأمثالهم {ومن بينهم الإمام الأشعري}لجماهير الصحابة والتابعين والأئمة السابقين تحتاج منك لإقامة الأدلة على صحتها، فإن لم تفعل فما وجه النقد لهم وتخطئتهم، وإن فعلت فعند ذلك ترد عليك الأسئلة الأخرى التي ذكرتها آنفا.
    والله المستعان.
    والسلام عليكم.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    175

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    أما مخالفة المتكلمين للسلف الصالح؛ فإنه معروف مشهور لا يرده إلا مكابر ..
    بل يوجد من المنتسبين للأشعرية (معدودين في الأئمة) اعترفوا بتلكم المباينة ..
    فما أدري ما سبب إصرار بعضهم على رد هاتيك المباينة، وهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار!
    والله المستعان لا رب سواه ..
    وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    175

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    هذه دعوى تحتاج منك لإثبات،
    فما رأيك أن نثبتها بقولِ إمام أشعري ..
    لكن أخشى ما أخشاه ..
    عند انقطاع المخالف ..
    نسمع نفس الشريط الذي سمعناه ..
    من مثل قولهم :
    -كلام مدسوس
    -ألم تر قوله في كيت وكيت
    الخ هذه الكلمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..
    والتي هي أولى باستحقاق قولهم : "هذه دعوى تحتاج منك لإثبات"

    والله المستعان ..

    -فهل أنت مستعدٌ لردِّ إثبات الدعوى بالدليل دون الكلام الإنشائي والمهاترات؟!

    في انتظار الجواب على السؤال الأخير

    بعدها أنقل ما يثبت تلكم الدعوى!

    والله الموفق ..
    وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    22

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أويس الفَلاَحي مشاهدة المشاركة
    فما رأيك أن نثبتها بقولِ إمام أشعري ..
    لكن أخشى ما أخشاه ..
    عند انقطاع المخالف ..
    نسمع نفس الشريط الذي سمعناه ..
    من مثل قولهم :
    -كلام مدسوس
    -ألم تر قوله في كيت وكيت
    الخ هذه الكلمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..
    والتي هي أولى باستحقاق قولهم : "هذه دعوى تحتاج منك لإثبات"

    والله المستعان ..

    -فهل أنت مستعدٌ لردِّ إثبات الدعوى بالدليل دون الكلام الإنشائي والمهاترات؟!

    في انتظار الجواب على السؤال الأخير

    بعدها أنقل ما يثبت تلكم الدعوى!

    والله الموفق ..
    الأخ الفاضل
    السلام عليكم
    هات ما عندك أخي، مع علمي مسبقا بما ستذكر، ومن ستذكر، لكن رجائي المواصلة والثبات بعدذلك، فسنحتاج بعد نقولاتك لتحرير محل النزاع، وعلى أساسه تكون المناظرة حتى يستبين الأمر وينجلي.
    أما قولك أن البعض من المخالفين عندما ينقطع ـ على حد تعبيرك ـ يتعذر بمثل قوله: كلام مدسوس، وغير ذلك، فاعلم أخي أن الأمر فيه من ذلك شيء كثير، ولا أدل على ذلك من كتاب الإمام الأشعري الإبانة، فإن المتداول بين الناس في السعودية وغيرها فيه سقط وحذف وزيادة، وأن أصح النسخ هو ما طبع محققا من قبل دكتورة اسمها (فوقية) التي قامت بعملها معتمدة على ست نسخ للكتاب بالإضافة للمطبوعة، بحيث استدركت فيه ووضحت الزيادة والنقص والسقط وغير ذلك، فلا تظنن أن مثل تلك المقولة مهرب من قبل بعض من ينقطع ـ زعمت.
    ورجائي من المشرفين عدم حذف الموضوع، كما فعل ببعض مداخلاتي في السابق، فإن الغرض إنما هو إجلاء للأمر، ودفاع عن أهل العلم والحلم والورع.
    والسلام عليكم.

  19. #19

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي أبو محمد مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل
    السلام عليكم
    هذا هروب منك للأمام، وعجز واضح عن الإجابة، فأنا لم أجب عن سؤالك بسؤال، لأني أجبتك عن سؤالك بقولي: هذه دعوى تحتاج منك لإثبات، يعني أن دعوى مخالفة الأعلام النبلاء الذين ذكرتهم وأمثالهم {ومن بينهم الإمام الأشعري}لجماهير الصحابة والتابعين والأئمة السابقين تحتاج منك لإقامة الأدلة على صحتها، فإن لم تفعل فما وجه النقد لهم وتخطئتهم، وإن فعلت فعند ذلك ترد عليك الأسئلة الأخرى التي ذكرتها آنفا.
    والله المستعان.
    والسلام عليكم.
    أخي الكريم !! بل أنت أولى بوصف الهروب منّي ذلك أنّي من سأل أوّلا فاخترت أنت تجاهل الجواب ثمّ رحت تقرر إلزاماتك الباهتة ظنا منك غفلة محاوريك عن أساليبكم في تحوير الكلام وتفضيل السياقات الجدلية على الكلام الواضح الصريح فحفرت حفرة أراك تعلق في شراكها التي نصبتها بيديك ولن يخرجك منها أحد أمّا عن طلبك فهو مجاب بإذن الله وفوق ما تتصور وحسبي أنّه سؤال مضحك جاء في ثنايا موضوع يدور حول كتاب يردّ على الأشعرية وينقض أصولها ويبين مجانبتها لمنهج أهل السنة في العديد من أبواب الإعتقاد بدء من مسائل التوحيد إلى مسائل الإيمان إلى القضاء القدر والحكمة والتعليل إلى النبوات وغيرها فهلاّ قرأ المخالف الكتاب وأتحفنا بملاحظاته أم تراه إطّلع عليه وأقرّ بما جاء فيه !! ثمّ الأشعرية نفسها تعترف بمباينتها للسلف وإلاّ فما الذي دفعهم لقول ( مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم ) كما هو معروف في مؤلفاتهم وما الدافع لقولهم إذا ( أشعرية الأصول مالكية-مثلا- الفروع ... ) فإن لم يكن هذا إقرارا منهم بمخالفتهم للسلف فماذا يكون ؟!! ولكن لي طلب بسيط قبل أن أثبت لك المباينة تفصيلا وهو أن تقرني في كل مرة أنسب فيها قولا ما للأشعرية بأنّه قولهم حتى لا تأتي في الأخير وتتهمني بما تعلم قبل غيرك براءتي منه وهو شرط نتج عن تجربة سابقة في الحوار مع -بعض-الأشعرية - دفعت إليها دفعا - لانعدام من يكفيني ذلك من طلاّب العلم حينها أمّا الآن فلن أسوق لك شيئا حتى تخبرني :
    هل القول بأنّ ظاهر الصفات - ما عدا سبعا منها كالسمع والبصر والحياة ... - يقتضي التشبيه هو قول الأشعرية أم هذا إفتراء عليهم ؟؟؟
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    22

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم !! بل أنت أولى بوصف الهروب منّي ذلك أنّي من سأل أوّلا فاخترت أنت تجاهل الجواب ثمّ رحت تقرر إلزاماتك الباهتة ظنا منك غفلة محاوريك عن أساليبكم في تحوير الكلام وتفضيل السياقات الجدلية على الكلام الواضح الصريح فحفرت حفرة أراك تعلق في شراكها التي نصبتها بيديك ولن يخرجك منها أحد
    السلام عليكم.
    هذا والله العجب، لقد أجبتك أيها الفاضل وقلت لك ما مؤداه أن من ذكرت لم يخالفوا السلف فيما ذهبوا إليه، وطلبت منك أن تثبت مخالفتهم للسلف؛ لأن المطالب بالدليل والإثبات إنما هو النافي لاتفاقهم مع السلف ـ الذي هو أنت، لا المثبت ـ الذي هو أنا، فتعقل.
    والتي سميتها إلزامات باهتة هي في حقيقتها من القوة بحيث لم تستطع الإجابة عنها، ولم تأت لي بشيء يثبت أن من ذكرت من أعلام ومن هو على شاكلتهم خالفوا السلف عموما، وفي مسائل الصفات على وجه الخصوص، بل رحت تراوغ وتصفني بأني أفضل السياقات الجدلية على الكلام الواضح الصريح، فلا أدري عن أي سياقات جدلية تتحدث، فكلامي وسؤالاتي هي من الوضوح والصراحة بحيث يفهمها كل عربي أو ناطق بالعربية من غير العرب، ومع ذلك فإنني أتحداك مرة أخرى أن تجيب عليها إجابة بكلام واضح وصريح ـ على حد تعبيرك.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر مشاهدة المشاركة
    أمّا عن طلبك فهو مجاب بإذن الله وفوق ما تتصور
    هات ما عندك أخي فأنا في الانتظار.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي من الجزائر مشاهدة المشاركة
    ثمّ الأشعرية نفسها تعترف بمباينتها للسلف وإلاّ فما الذي دفعهم لقول ( مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم ) كما هو معروف في مؤلفاتهم وما الدافع لقولهم إذا ( أشعرية الأصول مالكية-مثلا- الفروع ... ) فإن لم يكن هذا إقرارا منهم بمخالفتهم للسلف فماذا يكون ؟!!
    أما القول الأول ( مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم ) فهو مبني على ما ذكرت لك أعلاه أننا نريد تحرير محل النزاع أولا، لنستبين رأي السلف الصحيح في هذه المباحث حتى نتبين الفرق بين الرأيين، وإلى أي مدى يصدق هذا القول، وهل كان رأي السلف دائما على منوال واحد، أم أيضا ثبت عنهم ما يظن كثيرون أنه مقصور على خلفهم؟
    وأما القول الثاني ( أشعرية الأصول مالكية-مثلا- الفروع ... ) فهو أعجب ما يمكن أن يستدل به على مخالفة الخلف للسلف؟ فالفروع شيء والأصول شيء آخر، فالجصاص هو من الأئمة المعتبرين في المذهب الحنفي، وهومع ذلك معتزلي، والقاضي عبد الجبار كان شافعيا مع أنه رئيس المعتزلة، وابن الجوزي حنبلي أشعري.
    فأجب على تساؤلاتي أولا ثم أنا أرد على كل ما أردته.
    ولك الشكر.
    والسلام عليكم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •