تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: الولاء والبراء ( متجدد )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    47

    افتراضي الولاء والبراء ( متجدد )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    باب الولاء والبراء من أهم الأبواب التي علينا أن نتدارسها
    ونلم بكل ما جاء في هذا الباب

    وبإذن الله ستكن لي دروس في هذا الباب
    لتعم الفائدة






    نبدأ بالله مُستعينين



    نبدأ أولاً بتعريف الولاء والبراء في اصطلاح علماء الإعتقاد
    الولاء في الاصطلاح :هو التعاضد والنصرة والمحبة .
    البراء في الاصطلاح : المصارمة والعداوة والمجانبة والتبري والبغض .





    وبإذن الله نتناول في الدرس القادم
    على ماذا يدور الولاء وعلى ماذا يدور البراء ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )

    ما الذي يدور عليه الولاء والبراء ؟


    نقول : الولاء مداره على الحب ، والبراء مداره على البغض
    فأما الحب فلابد أن يتوفر في الولاء
    : بل هو عاموده الأساسي ، الذي يبنى عليه بعد ذلك لوازم
    هذا الولاء وتوابع هذا الحب ، وهذا الحب مكانه ومقره القلب الذي هو مكانه العاطفة ،
    إلا أنه لابد أن تظهر آثاره على الجوارح ، وإلا لكان كذباً وزوراً وادعاءً
    وبناءً عليه فمن يدعي الولاء للمؤمنين وهو يبغضهم فهو كاذب في دعواه
    ومن يدعي الولاء لهم وهو يخادعهم ويغشهم فهو كاذب في دعواه
    ومن يدعي الولاء لهم وهو يخذلهم ويسلمهم ويعين عليهم عدوهم فهو كاذب في دعواه
    ومن يدعي ولاءهم وهو لا يهتم بأمورهم فلا يحزن لحزنهم ولا يفرح لفرحهم فهو كاذب في دعواه
    ومن يدعي الولاء لهم وهو يؤذي أولياء الله تعالى من العلماء والعباد والدعاة والصالحين فهو كاذب في دعواه

    وأما البغض الذي هو مدار البراء
    : فكذلك نقول فيه إم محله ومقره القلب
    إلا أنه لابد أن يكون له أثر ظاهر على سلوك العبد وتصرفاته
    وبناءً عليه فمن يدعي البراء من الكفرة وهو قد ارتمى في أحضانهم يربونه كيف شاءوا فهو كاذب في دعواه
    ومن يدعي البراء منهم وهو معظم لحضارتهم ومقدم لهديهم على هدي الكتاب والسنة فهو كاذاب في دعواه
    ومن يدعي البراء منهم وهو يحكم قوانينهم فهمو كاذب في دعواه.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )

    مفهوم البراء في الشريعة الإسلامية والعقيدة السلفية عقيدة أهل السنة والجماعة


    إن مفهوم البراء في الشريعة الإسلامية والعقيدة السلفية - عقيدة أهل السنة والجماعة -


    يقتضي
    1/ بغض أعداء الله تعالى
    2/ معاداتهم
    3/ والتبري منهم
    4/ والتجافي عنهم
    5/ ومصارمتهم
    6/ وعدم التودد لهم بقول أو فعل أو إشارة
    7/ مجاهداتهم بكل أنواع الجهاد بالقلب واللسان واليد والسيف والقلم.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    382

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )

    متابعين بارك الله فيك
    إذا لم تتحرك الفطرة والعفاف والطهر فاجعلوا التاريخ لا يجد منكم إلا الصمت فالصمت لا يكتبه التاريخ ولا يصوره الزمن ولا تعرفه الكتب ولا يُحتاج معه إلى الاعتذار
    (الشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي حفظه الله)

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    72

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )

    متابعين بارك الله فيك

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    175

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )

    تسجيل متابعة!
    وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الجروان مشاهدة المشاركة
    متابعين بارك الله فيك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة درداء مشاهدة المشاركة
    متابعين بارك الله فيك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أويس الفَلاَحي مشاهدة المشاركة
    تسجيل متابعة!

    وفيكم بارك الرحمن الرحيم
    بإذن الله لنا عودة في نقل درس آخر
    هي حقيقة دروس مختصرة وددت أن يكون لها هُنا مكان

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )

    الولاء الذي يريده الله تعالى منا


    الولاء الذي يريده الله جل وعلا من عباده هو الولاء له جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم
    ولعباده المؤمنين ، فهذه أنواع الولاء المشروعة وما عداها فليس بمشروع ، بل أن ما عداها داخل
    في الولاء الممنوع.
    وبه نعلم أن الولاء قسمان : ولاء مشروع أي مأمور به ، ولاء ممنوع أي منهي عنه .


    والولاء المشروع هو الولاء لله تعالى ، والولاء لرسول صلى الله عليه وسلم ، والولاء لعبادة المؤمنين
    والدليل على ذلك قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )
    فقوله : ( إِنَّمَا ) هي أداة حصر ، أي : أنه يجب حصر الولاية فيما ذكر فقط ونفيها عما عداه
    فهذه الآية الكريمة حددت لنا الذين يتوجه إليهم بالولاء : وهم الله تعالى ، ورسوله صلى الله عليه وسلم ، والذين آمنوا.

    وأعلم أن المراد بالولاء بكل واحد من هؤلاء يقتضي أمرين : الحب ، والنصرة

    فأما حب الله تعالى : فهو أساس الدين وقاعدة الشريعة ، فهو جل وعلا أحق من يتوجه إليه
    بالموالاة بكل أشكالها ومختلف صورها ، ومحبته جل وعلا محبة تعبد واتباع ، بل لا يقبل إسلام بدون هذا الحب
    بل يجب على المسلم أن يفوق حُبه لله تعالى كلَّ حب كما قال سبحانه وتعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ).


    وهذا الحب له مقتضيات : توقيره ، وتعظيمة ، وإفراده بالعبادة جل وعلا ، والتوكل عليه ، والإنابة إليه ،
    والتحاكم إليه ، وإسلام القلوب والوجوه له ، والإيمان به ، واللجوء إليه في جميع الأمور ، ورجاؤه ، والتقرب إليه بما يحبه .


    وأما نصرته جل وعلا : فهي الركن الثاني من أركان موالاته يبحانه ، فيجب على المسلم الذي يوالي الله تعالى
    أن ينصر الله تعالى كما قل جل شأنه :
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) والمراد بنصره جل شأنه نصره بإتباع شريعته
    بفعل المأمور وترك المحظور ، ونصر كتابه ، والدفاع عن دينه .



    ،،،،،،،،،،،،،،


    أما المولاة للنبي صلى الله عليه وسلم فهي أيضاً تقتضي أمرين هما المحبة والنصرة
    أما محبته : فهي فرض لازم على كل أحد ، بل هي من مقتضيات الشهادة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    بل لابد أن تكون محبتنا له مقدمة على محبة الأباء والأبناء والإخوان والأزواج والعشيرة والأموال
    والتجارات والمساكن والنفس والناس أجمعين ، فإنه لم يحقق الإيمان الواجب من قدم شيئاً من هذه
    المحاب على محبته صلى الله عليه وسلم
    كما قال عليه الصلاة والسلام في الصحيحين (
    لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده
    ووالده والناس أجمعين
    )


    أما نصرته صلى الله عليه وسلم - فأعلم رحمك الله تعالى - أن من تمام الموالاة أن ينصر المسلم
    رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل أنواع النصرة ، وبكل ما تحويه هذه الكلمة من معان ولوازم.
    فمن جملة هذه المعاني : نصرته بالإيمان به وأنه آخر الأنبياء ، فلا نبي بعده .
    ومنها : نصرته بالذب عن سنته والدفاع عنها بما يفتحه الله على العبد من العلم النافع.
    ومنها : نصرته بالإقبال على سنته تعلماً وتعليماً وحفظاً وشرحاً ونشراً.
    ومنها : نصرته بتقديم قوله على قول كل أحد .
    ومنها : نصرته بطاعة أمره وترك نهيه وتصديقه في كل ما أخبر .
    ومنها : نصرته وتوقيره وتعظيمه وتقديره حق قدره .



    ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،


    وأما موالاة المؤمنين : فلها ركنان أيضاً ، وهما المحبة والنصرة.
    فأما المحبة فأعلم -رعاك الله- أنه يجب وجوب عين على كل مسلم أن يحب أخوانه المسلمين
    فهم أخوة له في العقيدة شركاء له في التوحيد ، كما قال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )
    وقال تعالى عن المشركين ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ )
    وهذه المحبة تقتضي أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك ، كما قال صلى الله عليه وسلم
    ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فجعل النبي ذلك شرطاً لا يتحقق كمال الإيمان الواجب إلا به
    ومحبته أيضاً تقتضي تحقيق قول صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه )
    وأما نصرته فأعلم أنه يجب على المسلم الذي صرف ولاءه للمؤمنين أن ينصر إخوانه في الله
    وأن يشد عضد إخوانه في العقيدة بما آتاه الله تعالى من قوة وقدرة قال تعالى
    ( وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ )
    فنرى المسلم الحق يشعر بأخيه المسلم في كل مكان وإن تباعدت الأقطار وأختلفت اللوان واللغات
    والجنسيات ، فكل ذلك لا أثر له في زيادة الحب أو ضعفه ، فإنه مهما تباعدت مساقط رؤوسهم
    فإن الدين يشملهم والعقيدة تجمعهم .
    وهذه النصرة تقتضي أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وتعليمه إن كان جاهلاً وتذكيره إن كان
    ناسياً وتخليصه من الأسر والرق إن كان مأسوراً أو رقيقاً ، وتقتضي اللين وخفض الجناح
    له كما قال تعالى : ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ )





  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )

    كيف يكون المؤمن لكتاب الله تعالى؟

    نقول يكون ولاء المؤمن لكتاب الله تعالى إذا حقق عدة أمور :
    منها
    : أن يعتقد أنه كلام الله منزل غير مخلوق ، وأنه من الله بدأ وإليه يعود.
    ومنها :
    السعي الحثيث في تحقيق مقاصد إنزاله ، وهي تلاوته باللسان وتدبره وتعقله
    والتذكر والاتعاظ به وتفهمه ، قال تعالى : (
    كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب
    )
    ومنها
    : العمل به بالائتمار بأوامره واجتناب زواجره وتصديق أخباره وأخذ العبرة والفائدة
    والدروس من قصصه وأمثاله .
    ومنها
    : الحذر والتحذير من تحريفه عن مواضعه أو الإلحاد في آياته بتكذيبها أو تعطيلها
    عن معانيها المرادة منها أو إخراجها عن مدلولاتها الصحيحة إلي معانٍ باطلة.
    ومنها
    : احترامه بكل أنواع الإحترام المشروعه من تعظيمة وألا يمسه إلا على طهارة كاملة
    وأن يبعده عن الأماكن التي لا تليق به.




  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )

    كيف يكون ولاء الؤمن لدين الله تعالى ؟

    يكون ولاء المؤمن لدين الله تعالى بتحقيق عدة أمور :
    منها : حب شريعة الله تعالى ، الحب الذي يثمر العمل بها بانشراح صدر وإقبال قلب وسعادة روح.
    ومنها : تعلم أحكام هذا الدين العظيم وشرائعة.
    ومنها : نشره بمختلف الوسائل وعلى جميع بقاع الأرض وبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك.
    ومنها : نصره بالجهاد بالنفس والمال لإعلاء كلمة هذا الدين.



    ...

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )

    كيف يكون ولاء المؤمن لصحابة النبي ( صلى الله عليه وسلام ) ؟

    يكون ولاؤنا للصحابة بتحقيق عدة أمور :

    منها : أن نعتقد الاعتقاد الجازم أنهم خير البشر بعد الأنبياء والرسل ،
    فلا كان ولا يكون مثلهم .
    ومنها : أن نعتقد أن الله تعالى رضي عنهم ورضوا عنه .
    ومنها : أن نحبهم وننصرهم بالقول واليد والقلم وبكل ما يدخل تحت ذلك المسمى.
    ومنها : أن ننشر فضائلهم ونظهر محاسنهم للعامة والخاصة .
    ومنها : أن نمسك عن الخوض فيما شجر بينهم مع اعتقادنا الجازم أنهم في ذلك الخلاف مجتهدون
    محبون للحق ، فالمصيب له أجران والمخطيء له أجر واحد.
    ومنها : أن نذب عن أعراضهم ونرد على من قدح فيهم .
    ومنها : سلامة الألسنة لهم وسلامة القلب لهم .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )



    أقسام البراء ( بإستعراض بعض الإدلة والتمثيل )



    قسم العلماء البراء إلي قسمين : البراء الكلي ، والبراء الجزئي
    * ونعني بالبراء الكلي : أي البراء التام من الفعل وصاحب الفعل ، كما قال تعالى عن إبراهيموالذين معه
    ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ
    مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ
    وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )

    فالمراد بالبراءة هنا البراءة المطلقة الكلية التامة الأبدية حتى يحصل منهم الإيمان .
    هذه البراءة الكلية لها مقتضيات حتى تكون براءة صادقة وهي
    1 - العداوة الكاملة التي لابد من ظهور آثارها على الجوارح من مجانبتهم المجانبة التامة وعدم
    العيش معهم والاستئناس بهم أو التشبه بهم في شيء من عباداتهم وعاداتهم وهكذا .
    2 - البغضاء المطلقة في القلب .

    من الأمثلة على ذلك : عبد الله بن أبي بن سلول ، نبرأ منه البراءة المطلقة ونبغضه البغض المطلق
    ونعادية المعاداة المطلقة ، لأنه منافق النفاق الأكبر ، بل هم عند أهل العلم رأس المنافقين .
    ومن ذلك : أبو لهب وأبو جهل ، نبرأ منهما البراءة المطلقة ونبغضهما البغض المطلق ونعاديهما
    المعاداة المطلقة ، لأنهما كافران ومشركان ، بل هما رأس كفار هذه الأمة ، لعنهم الله وأبعدهم
    وسحقاً لهم ثم سحقاً.


    * أما البراء الجزئي : فإنه يكون لعصاة الموحدين سواءً كانت المعصية معصية شهوة أو شبهة
    ويدخل في ذلك المبتدعة الذين لم يكفروا ببدعتهم كالأشاعرة والمعتزلة والماتريدية والخوارج
    والكلابية والمرجئة ونحوهم ، فنبرأ منهم لكن ليس البراء المطلق ، لأن معهم أصل الإسلام
    وإنما نحبهم ونواليهم بما معهم من الإيمان ، ونبغضهم ونعادية بما معهم من الفسوق والعصيان.

    ومن الأمثلة على ذلك :
    السراق والزناة وشاربو الخمر وقطاع الطريق والبغاة وسائر أصحاب المعاصي ، فهولاء لا يخرجون
    من دائرة الإسلام بهذه المعاصي ، بل ينقص إيمانهم بقدر ما عندهم من المعصية.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )

    أمثلة على موالاة الكفار لنحذرها ونحذِّر منها

    الأمثلة على موالاة الكفار كثيرة ، ولكن نذكر لك أهمها

    منها : الرضا بكفرهم وعدم تكفيرهم أو الشك في كفرهم أو تصحيح أي مذهبٍ من مذاهبهم الكافرة ، وهذه الصورة ناقضة للتوحيد من أساسه وقد جعلها العلماء من جملة نواقض الإسلام ، فنبرأ إلى الله منها ومن أهلها ، والله أعلم .

    ومنها : التولي العام للكفار باتخاذهم أنصارًا وأعوانًا وأصدقاء وإخوانًا أو الدخول في دينهم أو إعانتهم على مراسم كفرهم بقولٍ أو عمل ، والله المستعان .
    ومنها : التحاكم إليهم عند نزول الحوادث وترك التحاكم للشريعة ، فما أن تنـزل نازلة بالمسلمين إلا ويرفعون الأمر إلى الكفار ليحكموا فيه ، وهذا خطير جدًا ؛ لأنه نوع من الإيمان بما هم عليه من الكفر ، قال تعالى : }ألم ترى إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيدًا{ ، والله أعلم .
    ومنها : مودتهم ومحبتهم والسعي الحثيث في تحقيق ما يرضيهم ولو كان على حساب
    الإسلام وقضاياه ، وهذا مزلق خطير وطامة كبيرة ، قال تعالى : }لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ...{ الآية .
    ومنها : الركون إليهم ، قال تعالى : }ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون{ ، والمراد بالركون إليهم أي الاعتماد عليهم في سائر الأمور أو أغلبها اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا وفكريًا وغير ذلك ، والله المستعان .
    ومنها : مداهنتهم ومجاملتهم ومداراتهم على حساب ديننا ، قال تعالى : }ودوا لو تدهن فيدهنون{ .
    ومنها : اتخاذهم بطانة من دون المؤمنين ، قال تعالى : }يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون{ .
    ومنها : طاعتهم فيما يأمرون ويشيرون به ، قال تعالى : }ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا {، وقال تعالى : }يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين{ .
    ومنها : توليتهم أمرًا من أمور المسلمين كالإمارة والكتابة وقيادة الجند أو توزيرهم ، ونحو ذلك .
    ومنها : التشبه بهم فيما هو من عباداتهم أو عاداتهم ومشاركتهم في أعيادهم وفي مراسم كفرهم الخاصة بهم وتهنئتهم على ذلك .
    ومنها : تهنئتهم باستقلال بلادهم والدعاء لهم بمزيد من الرخاء والاستقرار كما هو حاصل هذه الأزمنة في كثير من بلاد الإسلام .
    ومنها : البشاشة لهم والطلاقة وانشراح الصدر لهم وإكرامهم ، وتقديمهم في المجالس وتقريبهم ، وإفساح الطريق لهم ، وبداءتهم بالسلام ، قال النبي e : ((لا تبدءوا اليهود
    والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه )) .
    ومنها : السكنى معهم في ديارهم وتكثير سوادهم ، وقد قال النبي e : (( من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله )) ، رواه أبو داود بإسناد حسن .
    وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم أو جامعهم فليس منا )) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي .

    وبناءً عليه فإنه لا يجوز السفر إلى ديارهم إلا بثلاثة شروط :
    الأول : أن يكون عنده علم يمنع به الشبهات .
    الثاني : أن يكون عنده دين يمنع به الشهوات .
    الثالث : أن يكون ثمة حاجة أو ضرورة لسفره هذا كتعلم علم نافع للأمة لا يوجد في بلاد المسلمين ، أو لعلاجٍ لا يوجد في بلاد المسلمين ونحو ذلك .

    ومنها : معاونتهم على ظلمهم ونصرتهم فيه .
    ومنها : تعظيمهم بإطلاق الأوصاف عليهم كصاحب الفخامة أو السيد الرئيس أو صاحب العظمة .

    ومنها : مناصحتهم والثناء عليهم ونشر فضائلهم .
    ومنها : تفضيلهم على المسلمين ، وهذه طامة يقع فيها كثير من المغرورين بما عليه الغرب من الحضارة والتقدم .
    ومنها : التآمر معهم وتنفيذ مخططاتهم والدخول في أحلافهم وتنظيماتهم ومكاتبتهم بعورات المسلمين ونقاط الخلل فيهم .
    ومنها : فرح القلوب بانتصارهم على المسلمين كما قد فرح بعض المنافقين هذه الأزمنة
    بانتصار بعض دول الكفر على بعض دول الإسلام .
    ومنها ولعله آخرها : من هرب إلى ديارهم مبغضًا الإقامة في ديار المسلمين ومعتزًا بالكافرين ومحتميًا بهم كما هو حاصل من بعض المنافقين في هذه الأزمنة ، والله أعلم

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )

    خلاصة عقيدة أهل السنة والجماعة في الولاء للكفار - باختصار -
    إن موالاتهم تختلف باختلاف الحال ، فإن من الموالاة ما يكون كفرًا وردة وانسلاخًا من الدين ، وذلك مثل : التولي المطلق ، ومودتهم لأجل دينهم وسلوكهم والرضا بأعمالهم وتمني انتصارهم على المسلمين ، وطاعتهم في التشريع ، واعتقاد مساواتهم بالمسلمين وأن المسلمين لا ميزة لهم ، والوثوق بهم وائتمانهم دون المسلمين ، ونصرتهم ومساعدتهم على حرب المسلمين ، والتشبه بهم إعجابًا واستحسانًا في قضايا التوحيد والعبادات ، وكذلك التشبه المطلق بهم ، فهذه الصور من الموالاة كفر أكبر - والعياذ بالله تعالى - .

    ومن الولاء ما يكون كبيرة من الكبائر ، لا يكفر فاعلها إلا إذا فعلها استحلالاً ، وذلك كاتخاذهم بطانة ، ومداهنتهم ، والتذلل لهم ، وملاينة الحربيين منهم ، والمبالغة في رفع شأنهم وتعظيمهم ، والدخول في سلطانهم بلا حاجة ولا اقتضاء مصلحة عامة ، والتشبه بهم في أخلاقهم وشعائرهم كالموالد والأعياد ، والإقامة عندهم لمن لا يستطيع إعلان دينه مع قدرته على الهجرة ، فهذه الصور من الولاء لا تصل إلى حد الكفر ، بل هي في دائرة الكبائر ما لم يكن مستحلاً لها .
    ومن الموالاة ما يكون أقل من ذلك ، وذلك كميل القلب غير الإرادي إلى الزوجة الكتابية أو للابن غير المسلم ، أو لمن بذل إلينا معروفًا ، أو من كان منهم صاحب خلقٍ وأدب ، أو الثقة فيهم ، أو العمل لديهم مع وجود الإهانة والاحتقار مع وجود فرص عملٍ أخرى ، أو بداءتهم بالسلام والدعاء لهم بالصحة والعافية ولبلادهم بمزيد من الأمن والاستقرار والرخاء ، أو تهنئتهم في المناسبات العادية والأفراح مثل الزواج والسلامة من الحوادث والكوراث ، ونحو ذلك ، فهذه تتراوح بين التحريم والكراهة بحسب الحال والملابسات ، والله المستعان .

    واعلم - رحمك الله تعالى - أن هناك أشياء مباحة لا تعد من باب الموالاة لهم ، وذلك كمعاملتهم بالحسنى واللطف ولاسيما المسالمين منهم ، والصدقة على محتاجيهم والإهداء إليهم وقبول الهدية منهم ، وتعزيتهم في مصائبهم على الوجه المشروع ورد التحية عليهم ، ومعاملتهم في العقود المالية المباحة وتأجيرهم المساكن والدور بشرط أن لا تكون من بنيان المسلمين المجاورين ولا تتخذ كنيسة أو دار فساد ، وكذلك استعمالهم عند الحاجة إليهم في الأمور العادية كإصلاح سيارة أو بناء مسكن أو صناعة شيء من الأشياء ، وأيضًا السفر إليهم للأغراض المباحة مع توفر الشروط المعروفة وقد تقدم ذكرها ، وكذلك زيارتهم للغرض المشروع ، ومن ذلك أيضًا مصالحتهم ومسالمتهم عند الحاجة ، والاستفادة من مخترعاتهم وصناعتهم ، وأكل طعامهم إذا كانوا من أهل الكتاب وذكروا اسم الله على ذبائحهم ، فهذه الصور وأشباهها لا تدخل في الموالاة الممنوعة ، بل هي جائزة وقد ورد لكثير منها أدلة ، لكن تركت ذكرها خشية الإطالة .
    وبهذا يتبين لك جليًا أن موالاة الكفار منها ما هو كفر وردة ، ومنه ما هو كبيرة ، ومنه ما هو صغيرة ، ومنه ما هو مكروه ، ومنه ما قد يعده البعض من الموالاة لهم وهو ليس من الموالاة لهم في شيء ، فلا يطلق على جميع صور الموالاة حكم واحد ، بل لابد من معرفة عين الصورة وإنزالها على الأدلة الشرعية والاستنارة بآراء أهل العلم الراسخين ، وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح ، والله أعلى وأعلم .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: الولاء والبراء ( متجدد )

    حكم ما يتردد على ألسنة البعض من قولهم : ( الدين لله والوطن للجميع ) فهل لهذه الكلمة تعلق بقضية الولاء والبراء ؟
    إن هذه الكلمة كلمة ضالة خبيثة فاجرة ، يراد بها تمييع قضية الولاء والبراء ، وهي من وسائل مكر الكفرة من اليهود والنصارى وغيرهم بالمسلمين ، فإن مفادها ومؤداها تمييع قضية المحبة والعداوة وعدم التمييز بين الطيب والخبيث ، فيعيش المسلم مع الكافر دون تحديد شخصية ولا معرفة دين ولا بيان معتقد ، ويعيش الجميع تحت راية واحدة وأنه لا اعتبار باختلاف الأديان والاعتقادات والملل والنحل ما دام الوطن واحدًا ، ولا حق لأحدٍ من أفراد هذا الوطن أن ينكر على الفرد الآخر ما يدين به ويعتقده ، فكل يعتقد ما يشاء فهو حر في اعتقاده ولا دخل لأحدٍ فيه .
    وهذه دعوى لنبذ التفريق بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن ، وبين حزب الله المفلحين وحزب الشيطان الهالكين ، ومؤداها ترك الإنكار والأمر بالمعروف ، وهي نفخة علمانية خبيثة يراد بها تعظيم صورة الوطن في النفوس وتقديم الوطنية على أخوة الدين ، فالواجب رفضها والبراءة منها والإنكار على من يتلفظ بها ، وهي كقولهم : ( ما لله لله وما لقيصر لقيصر ) ، أي أن الدين حقه جل وعلا وأما المواطنة فهي حق الجميع ، فالجميع يعيش تحت راية واحدة ، فتكون المحبة والعداوة والولاء والبراء مرتبطة بالمصالح الدنيوية الشخصية والعلاقات المادية ، ولا دخل للعقيدة والدين فيها ، فنعوذ بالله من فساد العقائد وخداع الألفاظ البراقة ، فالحذر الحذر - أيها الأخ المبارك - من هذه الكلمة ، فإنه يراد بها إزهاق روح الأخوة الإيمانية وإذهاب هيبة الولاء والبراء ، والله المستعان ، وهو أعلى وأعلم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •