تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الدياربكرى..وصف استيلاء التتار على بغداد من كتابه الخميس

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    61

    Lightbulb الدياربكرى..وصف استيلاء التتار على بغداد من كتابه الخميس


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    وصف استيلاء التتار على بغداد من كتابه الخميس..

    ذكر في سنة خمٍس وخمسين وستمائةٍ ثارت فتنة
    مهولة ببغداد بين السنية والرافضة أدت إلى نهٍب
    عظيم وخراب وقتل عدة من الرافضة فغضب لها
    وتنمر ابن العلقمى الوزيروجسر التتارليشتفى من
    السنية , وفى أول سنة ست وخمسين وستمائةٍ
    وصل الطاغية هولاكو ابن تولى بن جنكيز خان
    المغلى بغداد بجيوشه وبالكرج وبعسكرالموصل
    فخرج الدويدار بالعسكر, فالتقى بطلائع هولاكو
    وعليهم ياجنوس , فانكسرالمسلمون لقلتهم ثم أقبل
    ياجنوس فنزل على بغداد من غربيها , ونزل
    هولاكو من شرقيها . فقال الوزير ابن العلقمى
    للخليفة المستعصم بالله : إنى أخرج إلى القاءان
    الأعظم فى تقرير الصلح . فخرج الكلب وتوثق
    لنفسه ورجع . فقال : إن القاءان قد رغب فى
    أن يزوج بنته بابنك , وأن تكون الطاعة له
    كالملوك السلوجوقية ويرحل عنك , فخرج
    المستعصم فى أعيان دولته وأكابر الوقت ليحضروا
    العقد , فضربت رقاب الجميع وقتلوا الخليفة
    ورفسوه حتى الموت , ودخلت التتاربغداد
    واقتسموها , وأخذ كل ناحية وبقى السيف
    يعمل أربعة وثلاثين يوما , وقل من سلم
    فبلغت القتلى ألف ألف وثمانمائة ألف وزيادة
    فعند ذلك نادوا بالأمان , ثم أمرهولاكو بضرب
    عنق ياجنوس , لكونه كاتب الخليفة , وأرسل
    إلى صاحب الشام يهدده إن لم يخرب أسوار بلاده

    سبب قتل المستعصم بالله أنه لما ولى الخلافة لم
    يتوثق أمره , لأنه كان قليل المعرفة بتدبيرالملك
    نازل الهمة , مهملاً للأموارالمهمة , محبا لجمع
    المال . أهمل أمر هولاكو وانقاد إلى وزيره ابن
    العلقمى الرافضى كان كتب كتابا ألى هولاكوملك
    التتار فى الدشت : إنك تحضر إلى بغداد وأنا أسلمها
    لك , وكان قد داخل قلب اللعين الكفر. فكتب هولاكو
    : إن عساكربغداد كثيرة , فإن كنت صادقا فيما قلته
    وداخلا فى طاعتنا فرق عساكربغداد ونحن نحضر,
    فلما وصل كتابه إلى الوزير, دخل إلى المستعصم
    وقال : إن جندك كثيرة وعليك كلفة كبيرة , والعدو
    قد رجع من بلاد العجم , والصواب أنك تعطى دستورا
    لخمسة عشر ألفا من عسكرك , وتوفر معلومهم ,
    فأجابه المستعصم لذلك فخرج الوزير لوقته ومحا اسم
    من ذكر من الديوان , ثم نفاهم من بغداد ومنعهم من
    الإقامة بها . ثم بعد شهر فعل مثل فعلته الأولى ومحا
    اسم عشرين ألفا من الديوان , ثم كتب إلى هولاكو
    بما فعل . وكان قصد الوزير بمجئ التتار أشياء منها
    أنه كان رافضيا خبيثا , وأراد أن ينقل الخلافة من
    بنى العباس إلى العلويين , فلم يتم له ذلك من عظم
    شوكة بنى العباس وعساكرهم , فأفكر أن هولاكو
    إذا قدم بقتل المستعصم وأتباعه ثم يعود إلى حال
    سبيله , وقد زالت شوكة بنى العباس , وقد بقى
    هو على ما كان عليه من العظمة والعساكر وتدبير
    المملكة , فيقوم عند ذلك بدعوة العلويين الرافضة
    من غير ممانعٍ لضعف العساكرولقوته , ثم يضع
    السيف فى أهل السنة .فهذا كان قصده لعنه الله .
    ولما بلغ هولاكو مافعل الوزير ببغداد ركب
    وقصدها إلى أن نزل عليها وصار المستعصم
    يستدعى العساكر ويتجهز لحرب هولاكو وقد
    اجتمع أهل بغداد وتحالفوا على قتال هولاكو ,
    وخرجوا إلى بغداد , ومشى عليهم هولاكو بعساكره
    فقاتلوا قتالا شديدا وصبر كل من الطائفتين صبرا
    عظيما وكثرت الجرحى والقتلى بين الفريقين
    إلى أن نصرالله تعالى عساكربغداد وانكسرهولاكو
    أقبح كسرة وساق المسلمون خلفهم وأسروا منهم
    جماعة وعادوا بالأسرى ورءوس القتلى إلى ظاهر
    بغداد ونزلوا بخيمهم مطمئنين بهروب العدو,
    فأرسل الوزيرابن العلقمى فى تلك الليلة جماعة
    من أصحابه فقطعوا شطرالدجلة . فخرج ماءوها
    على عساكر بغداد وهم نائمون فغرقت مواشيهم
    وخيامهم وأموالهم وصار السعيد منهم من لقى فرسا
    يركبها . وكان الوزير قد أرسل إلى هولاكو يعرفه
    بما فعل ويأمره بالرجوع إلى بغداد . فرجعت عساكر
    هولاكو إلى بغداد فلم يجدوا هناك من يردهم فلما
    أصبحوا أستولوا على بغداد وبذلوا فيها السيف
    وأخذ المستعصم أسيرا ثم بذل السيف فى المسلمين
    فلم يرحم شيخا كبيرا لكبره , ولا صغيرا لصغره
    ولما أخذ الخليفة أسيرا هو وولده أحضربين يديه
    وأمربه هولاكو فأخرج من بغداد وأنزله بمخيم
    صغير بظاهربغداد هووولده . ثم فى فى عصر
    ذلك اليوم وضع الخليفة وولده فى عدلين(2)
    وأمرالتتار برفسهما إلى أن ماتا فى المحرم
    سنة ست وخمسين وستمائة , ثم نهبت دار
    الخلافة ومدينة بغداد حتى لم يبق فيها لاما قل
    ولا ماجل . ثم أحرقت بغداد بعد أن قتل أكثر
    أهلها وانقرضت الخلافة من بغداد بقتل المستعصم
    هذا , وبقت الدنيا بلا خلافةٍ سنين إلى أن أقام
    الملك الظاهر بيبرس البندقدارى بعض بنى
    العباس فى الخلافة . وكنت خلافة المستعصم
    خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وأياما وتقدير
    عمره سبع وأربعون سنة .

    أما الوزير ابن العلقمى فلم يتم له ماأراد وبذلوا
    السيف فى أهل السنة والرافضة كلهم وهو فى
    منصبه مع الذل والهوان , وهو يظهرقوة النفس
    والفرح وأنه بلغ مراده , فلم يلبث أن أمسكه
    هولاكو بعد قتل المستعصم بأيام ووبخه بألفظ
    شنيعة معناها : أنه لم يكن له خير فى مخدومه
    ولا فى دينه , فكيف يكون له خير فى هولاكو؟
    ثم إنه قتله شرقتلة , فى أوائل سنة سبع وخمسين
    وستمائة . ! إلى سقر , لا دنيا ولا اخره !


    (1) هو حسين بن محمد بن الحسن الديار بكرى
    نسبة الى ديار بكر تولى قضاء مكة وتوفى بها
    سنة 982هجرى
    (2) العدل بكسر العين : الجولق ( الشوال )

    حسبنا هذا القدر والله ولى التوفيق
    اللهم صلى على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
    عبدالعزيز العطوي

  2. #2

    افتراضي رد: الدياربكرى..وصف استيلاء التتار على بغداد من كتابه الخميس


    بارك الله فيك أخي الكريم ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    61

    افتراضي رد: الدياربكرى..وصف استيلاء التتار على بغداد من كتابه الخميس

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح عبد الله التميمي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك أخي الكريم ..

    اسعدنى ردك
    جزاك الله خيراً
    عبدالعزيز العطوي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •