تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

  1. #1

    Lightbulb كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    الذب عن شيخ الإسلام الحافظ أبو عمر ابن عبد البر القرطبي رحمه الله (368-463هـ)


    قال الحافظ الذهبي : ( ابن عبد البر الإمام العلامة ، حافظ المغرب ، شيخ الإسلام أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري الأندلسي القرطبي المالكي صاحب التصانيف الفائقة ) ([1]) .
    هذا أقل ما يقال عن هذا العالم الجليل ، فهو حافظ المغرب والأندلس في زمانه شيخ الإسلام صاحب التصانيف الفائقة ، وقد مدحه كثير من العلماء وأثنوا عليه ، وقد عدَّ الإمام ابن حزم مصنفاته من فضائل الأندلس حيث قال :
    ( ومنها كتاب " التمهيد " لصاحبنا أبي عمر يوسف بن عبد البر، وهو الآن بعد في الحياة لم يبلغ سن الشيخوخة ، وهو كتاب لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلاً فكيف أحسن منه ، ومنها كتاب " الاستذكار " وهو اختصار التمهيد المذكور ، ولصاحبنا أبي عمر بن عبد البر المذكور كتبٌ لا مثيل لها : منها كتابه المسمى بالكافي في الفقه على مذهب مالك وأصحابه خمسة عشر كتاباً اقتصر فيه على ما بالمفتي الحاجة إليه وبوبه وقربه فصار مغنياً عن التصنيفات الطوال في معناه ، ومنها كتابه في الصحابة ليس لأحد من المتقدمين مثله على كثرة ما صنفوا في ذلك ، ومنها كتاب " الاكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو ابن العلاء ، والحجة لكل واحد منهما " ، ومنها كتاب " بهجة المجالس وأنس المجالس ، مما يجري في المذاكرات من غرر الأبيات ونوادر الحكايات " ، ومنها كتاب " جامع بيان العلم وفضله ، وما ينبغي في روايته" ) ([2]) .
    ومع علو صيت كتابي التمهيد والاستذكار وعلو شانهما ، إلا أنه لم تصلنا ولا نسخة مكتملة واحدة من هذين الكتابين بسبب النكبات المتتالية على أهل الإسلام .
    فإن قلت : فكيف يحصل ما حصل لمثل هذا الكتاب ؟
    أقول بحول الله تعالى : لقد حصل ما هو أشنع لكتاب أجل من هذا ، وهو تفسير الإمام بقي بن مخلد ومسنده وهما أعظم تأليف في الإسلام .
    قال الإمام ابن حزم في معرض ذكره فضائل الأندلس : ( كتاب أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد فهو الكتاب الذي أقطع قطعاً لا أستثني فيه أنه لم يؤلف في الإسلام تفسير مثله ، ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره . ومنها في الحديث مصنفه الكبير الذي رتبه على أسماء الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، فروى فيه عن ألف وثلاثمائة صاحب ونيف ، ثم رتب حديث كل صاحب على أسماء الفقه وأبواب الأحكام ، فهو مصنف ومسند ، وما أعلم هذه الرتبة لأحد قبله ، مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث وجودة شيوخه ، فإنه روى عن مائتي رجل وأربعة وثمانين رجلاً ليس فيهم عشرة ضعفاء ، وسائرهم أعلام مشاهير . ومنها مصنفه في فضل الصحابة والتابعين ومن دونهم الذي أربى فيه على مصنف أبي بكر ابن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق بن همام ومصنف سعيد بن منصور وغيرها وانتظم علماً عظيماً لم يقع في شيء من هذه ، فصارت تآليف هذا الإمام العلي قواعد للإسلام ، لا نظير لها ، وكان متخيراً لا يقلد أحداً ، وكان ذا خاصة من أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه ) ([3]) .
    وهذين الكتابين بل وكل كتب شيخ الإسلام بقي بن مخلد يعدان الآن من الكتب الضائعة المفقودة . فلا عجب إذا ما حصل لكتاب التمهيد والاستذكار للإمام ابن عبد البر القرطبي . ولقد كنا ذكرنا ضمن مقدمات هذا الجزء نبذة يسيرة من النكبات التي توالت على كتب علماء الإسلام . فكانت مكتبة واحدة تحتوي على 1200 نسخة من تاريخ الإمام الطبري وحده ، والآن لا توجد ولا مكتبة واحدة في العالم تحتوي على نسخة كاملة من كتاب التمهيد والاستذكار بل وتفسير الإمام بقي ومسنده في حكم الضائع ، فلله الأمر من قبل ومن بعد .
    لِمِثْلِ هَذَا يَذُوبُ القَلْبُ مِنْ كَمَدٍ إِنْ كَانَ فِي القَلْبِ إِسْلاَمٌ وَإِيمَانُ
    فلما كان الأمر كذلك سهل على أعداء الدين دسّ ما يريدونه في مصنف هو في حكم النادر ، بل لا عجب لو استحدثوا نسخة جديدة يدسون فيها سمومهم ومن ثم يزفونها إلى الحمقى من جهلة الناس تحت بشرى أنهم وجدوا مخطوطة جديدة لكتاب ندرت نسخه .
    ما يهمنا في هذا المقام كتاب التمهيد الذي جرى عليه التحريف والدس في غير ما موضع منه سنذكره بأدلته قريباً إن شاء الله تعالى . فأول نسخة طبعت من التمهيد هي الطبعة المغربية التي طبعت سنة 1387هـ الموافق 1967م تواظب في العمل عليها عدة محققين ، وهذه هي النسخة الوحيدة المحققة لكتاب التمهيد ، ولم نجد طبعة حجرية قديمة لهذا الكتاب .
    جاء في مقدمة الجزء الأول من هذه الطبعة : ( وقد مضى على تأليفه ما يقرب من ألف عام ، ورغم كثرة المتحدثين عنه والمقتبسين منه في كتب الفقه ، لا سيما فقهاء المالكية ، فإنه لا تكاد توجد منه نسخة كاملة في أية مكتبة حسبما نعلم ، وإنما هي أجزاء متفرقة هنا وهناك .
    وعندما صح العزم على إخراج الكتاب طبقاً لتعليمات جلالة الملك (زعموا) أيده الله (زعموا) ، استوردت الوزارة مصوراً على أشرطة لتسعة أجزاء من نسخة موجودة بمكتبة إستانبول بتركيا ينقصها جزءان ، وهي نسخة مكتوبة بخط مغربي واضح ) . التمهيد ، ج1 ، ص (د) .
    قلت بحول الله تعالى : فإن أهل المغرب والأندلس منذ معركة العقاب إلى يومنا هذا تتوالى عليهم النكبات تلو النكبات في دينهم ودنياهم . ألا ترى أن محققوا كتاب التمهيد لم يجدوا ولا نسخة كاملة في مكتباتهم وإنما هي نسخ قليلة جداً متناثرة هنا وهناك ، حتى أنهم اضطروا لاستيراد نسخة مكتوبة بخط مغربي من القسطنطينية ؟!
    ويكمل محقق الكتاب حول تفاصيل النسخة التي استوردوها من تركيا وهي تسعة أجزاء ، علماً أنه لا توجد تسعة أجزاء مجتمعة في أي مكتبة معروفة في العالم ، فيقول :
    ( 1) فالأول منها يبتدئ بالمقدمة التي أولها بعد البسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : قال أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الحافظ رضي الله عنه : الحمد لله الأول والآخر الخ .
    ( 2) والثاني يبتدئ بالحديث السابع لجعفر بن محمد بن علي ابن حسين ) .
    ( 3) وجزء آخر يبتدئ بالحديث السابع لأبي النضر سالم مولى عمر ابن عبيد الله ) .
    ( 4) وجزء آخر يبتدئ بالحديث الخامس والعشرين لعبد الله بن دينار ) .
    ( 5) وآخر يبتدئ بالحديث الرابع لعبد الله بن يزيد ) .
    ( 6) وآخر يبتدئ بالحديث الثالث لمحمد ابن شهاب الزهري ) .
    ( 7) وآخر يبتدئ بالحديث الثاني لمحمد بن المنكدر عن أميمة ) .
    ( 8) وآخر يبتدئ بالحديث الخامس والأربعين لنافع عن ابن عمر ) .
    ( 9) وأما الأخير فيبتدئ بالحديث الثاني والعشرين ليحيى بن سعيد الأنصاري وينتهي بقوله رحمه الله قد أتينا على ما قصدنا والحمد لله ) .
    وقد اتخدنا هاته النسخة أساساً لإخراج الكتاب وإعداده للطبع ، رغم أنها غير كاملة ، اعتماداً على ظن قوي في أن ما بها من نقص يوجد في الأجزاء المتفرقة الموجودة بالمكتبة العامة بالرباط والمكتبة الملكية العامرة ) . التمهيد ، ج1 ، ص (د+هـ)
    قلت بحول الله تعالى : أما هذه النسخة التركية فليست كلها بنفس الخط ونفس نوع الورق ، ولا يوجد اسم الكاتب ولا تاريخ النسخ إلا في آخر جزء منها ، فتأمل .
    ويكمل محقق الكتاب حول نسخ التمهيد الأخرى ، فيقول :
    ( وقد بحثنا في المكتبتين ([4]) فوجدنا بهما الأجزاء التالية .
    الأول : يجمل رقم (جـ i3) ويبتدئ بالمقدمة تليها ترجمة الإمام مالك وينتهي بالحديث الرابع لحميد بن قيس الأعرج المكي .
    وثان يحمل رقم (جـ i3) أيضاً ويبتدئ بالحديث السادس والثلاثين لزيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب.
    وثالث يحمل رقم (ق 59) ويبتدئ بالحديث الثالث والستين لمحمد ابن شهاب الزهري .
    ورابع يحمل رقم (ق i44) ويبتدئ بأحاديث محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري .
    وخامس يحمل رقم (ق i6) ويبتدئ بالحديث الثامن والعشرين ليحيى ابن سعيد الأنصاري وينتهي بآخر البلاغات فهو الأخير .
    وسادس يحمل رقم (ق i4) يبتدئ بحديث يونس بن حماس وهو الآخر أيضاً .
    ويوجد بالخزانة الملكية العامرة سفر ضخم مسجل تحت عدد (927) يبتدئ بالحديث السادس للعلاء بن عبد الرحمن وينتهي بالحديث الثاني والخمسين من أحاديث هشام بن عروة .
    وعند فحص هاته الأجزاء وترتيبها وجد أنها تكاد تكون نسخة فيها بتر بين الأول والثاني ، وفيما قبل الأخير .
    ولدينا شريط هام يبتدئ من الأول مصور من إحدى مكتبات العراق أهداه للوزارة صديقنا الأستاذ السيد (زعموا) عبد الهادي التازي السفير السابق بالعراق جزاه الله خيراً (زعموا).
    كما توجد بخزانة جامعة القرويين العامرة بفاس مجموعة أوراق من التمهيد غير مرتبة يمكن الاستفادة منها عند الحاجة ) . التمهيد ، ج1 ، ص (هـ+و).
    أقول بحول الله تعالى : أما قوله أن خزانة القرويين توجد فيها مجموعة أوراق غير مرتبة ، فغير صحيح .
    - فالجزء الأول من التمهيد من تحبيس السلطان أبي الربيع سنة 1217هـ موجود في خزانة القرويين في مدينة فاس بالمغرب تحت رقم 774 ، يبدأ من بداية الكتاب وينتهي بحديث خامس لحميد بن قيس المكي ، ولكن لا توجد الأجزاء الأخرى في يومنا هذا رغم قرب العهد ، لكن من العجيب أن الناسخ وهو فضيل بن الفاطمي ذكر في نهاية الكتاب أنه نسخه في 3 جمادى الثانية سنة 1313هـ ([5]) مع أن الكتاب مذكور أنه من تحبيس السلطان أبي الربيع سنة 1217هـ ! ([6])
    - وتوجد في نفس المكتبة نسخة عتيقة هي الجزء السابع من التمهيد بخط أندلسي كتب سنة خمس وخمسمائة أي بعد وفاة المؤلف باثنين وأربعين سنة ، موجودة في الخزانة تحت رقم 991 ، ميكروفيلم رقم 470 ، يبدأ من حديث أول لابن شهاب عن عروة وينتهي بحديث ثان لابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، مكتوبة بخط الحسن بن يوسف الأزدي ، وهي نسخة مهمة لقرب عهد المؤلف ولوجود سماع على أحد الأشياخ في آخره . ولكن لا توجد الأجزاء الأخرى لتلك النسخة ([7]) .
    - ويوجد الجزء السادس من التمهيد في نفس المكتبة تحت رقم 177 ، أوله حديث سابع وأربعين لنافع عن ابن عمر ، وينتهي بالحديث السادس والعشرون عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح ، وهي نسخة لا يلتفت إليها كثيراً لأن الناسخ قال في آخرها : ( تم الجزء الموفي ثلاثين وهو سادس جزء بحمد الله وعونه ، وكتبه محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبيدا المغاري المالكي لطف الله به في الدارين وختم له بخير ، وقد اشتريت نسخة ناقصة لهذا الجزء وللجزء الأول وقد كملتهما وكتبتهما رجاء ثواب الله سبحانه فكملت والحمد لله على ذلك وحسبنا الله ونعم الوكيل ) ولم يذكر تاريخ النسخ ([8]) .
    وتوجد في خزانة ابن يوسف بمراكش في المغرب نسختين من التمهيد ، وهما :
    - الجزء الرابع من التمهيد مسجلة تحت رقم 460/1 ، أوله حديث سادس لابن شهاب عن عبيد الله ، وآخره حديث رابع لأبي الزبير .
    - الجزء الثامن والأخير من التمهيد مسجلة تحت رقم 460/2 ، انتسخ في 20 جمادى الأولى عام 607هـ ، وهي من تحبيس أبي الحسن المريني عام 752هـ .
    أقول بحول الله تعالى : ولا أدري كيف لم يلتفت إلى هذه النسخ محققوا الكتاب .
    وتوجد في مكتبة حاجي سليم آغا بإستانبول في تركيا نسخة من التمهيد تحت رقم كمانكش 53 ، يبدأ من قوله : (حديث ثامن وثلاثون لزيد بن أسلم) وينتهي بقوله : (تم السفر الثالث من كتاب التمهيد بحمد الله وعونه يتلوه إن شاء الله حديث ثالث لابن شهاب عن حمبد يستمر من وجوه ، والله المعين من رحمته ) وهو بخط مغربي وعدد أوراقه 178 ورقة ، لكن للأسف لا يوجد عليه اسم ناسخه ولا تاريخ النسخ ، ولكن في بداية المخطوط عليه تملك بنص : (من كتب الفقراء أبو البركات محمد ابن الكيال الشافعي سنة 889 هـ) ، وكذلك مكتوب في بدايته أن السيد الحاج عبد القادر المعروف بأمير خولجة كمانكش الأسكداري أوقفه من ملكه الخاص . وتوجد نسخ أخرى متفرقة في ربوع الأرض لم يتيسر لنا معرفة تفاصيلها .
    ولقد من الله عز وجل على عباده بالعثور على سفرين نفيسين من كتاب التمهيد ، بخط الحسن بن علي بن الحسن بن حمزة الشريف الحسيني ، وهو أخو العلامة شمس الدين جمال المحدثين أبو المحاسن محمد بن علي بن الحسن ابن حمزة الشريف الحسيني . والسفرين موجودين في مكتبة مِلَّتْ بإستانبول في تركيا تحت رقم فيض الله أفندي 295 ، وفيض الله أفندي 468 . وفيض الله أفندي هو المفتي بالسلطنة العثمانية . وإليك تفاصيل كل مخطوطة .
    نسخة رقم (1) من التمهيد : نسخة مكتبة مِلَّتْ بإستانبول تحت رقم فيض الله أفندي 295 .
    تقع هذه النسخة في 274 ورقة ، وكل ورقة فيها 23 سطراً ، مكتوبة بخط نسخي واضح جداً ، وتبدأ من حديث ثالث لعبد الله بن دينار عن ابن عمر وتنتهي بحديث سادس لعبد الرحمن بن القاسم .
    في بداية النسخة أي في ورقة رقم 1أ ، وفي نهايتها أي في ورقة رقم 274ب يوجد ختم ونصه :
    (وقف شيخ الإسلام فيض الله أفندي غفر الله له ولوالديه بشرط أن لا يخرج من المدرسة التي أنشأها بالقسطنطينية سنة 1113هـ) .
    وكذلك مكتوب في ورقة رقم 1أ : ( من كتب الفقير السيد فيض الله المفتي في السلطنة العلية العثمانية عفى عنه سنة 1113) .
    رقم السفر غير مذكور لكنه يبدوا أنه السفر السادس بالنظر إلى أن هذه النسخة مكتوبة في ثمانية أسفار كما سيأتي بيانه ، وأظن سبب عدم ذكر رقم السفر في هذا الجزء مع أنه مذكور في الجزء الآخر أنه في هذه النسخة قد تم تجديد ورقة الغلاف بسبب تلف أو ما شابه ، وهذا التجديد يغلب الظن عليه أنه إنما كان في زمن فيض الله أفندي لأنه مكتوب عليه أنه من كتبه ، وظاهر على الورقة قدمها .
    وأما اسم الناسخ فمذكور في النسخة الأخرى التي هي بنفس خط وبنفس ورق وبنفس حجم هذا السفر مما لا يعطي أدنى شك في أن ناسخ الجزئين رجل واحد وهو ابن حمزة الشريف الحسيني رحمه الله . وهذه النسخة مذكور فيها تاريخ النسخ حيث ورد في ورقة رقم 274ب ما نصه : ( ووافق الفراغ من نسخه صبيحة نهار الثلاثاء منتصف شهر شوال سبع وثلاثين وسبعمائة ) . وبعد هذا النص فإن باقي الورقة ملصق عليها ورقة جديدة بهدف الترميم ، فلعله بعد أن ذكر تاريخ النسخ ذكر اسم الناسخ ولكن لم يظهر لنا ، ولعله أرجئ ذكر اسم الناسخ للسفر الأخير والذي سيأتي بيان تفاصيله ، والله تعالى أعلم وأحكم .

    نسخة رقم (2) من التمهيد : نسخة مكتبة مِلَّتْ بإستانبول تحت رقم فيض الله أفندي 468 .
    هذا هو السفر الثامن والأخير من التمهيد كما هو مذكور في ورقة رقم 1أ ، وكذلك مكتوب في ظهر الكتاب ( الثامن من التمهيد شرح الموطأ ) ، وتقع هذه النسخة في 245 ورقة ، وكل ورقة فيها 23 سطراً ، مكتوبة بخط نسخي واضح جداً ، وتبدأ من حديث موف خمسين لهشام بن عروة حتى آخر التمهيد .
    في بداية النسخة أي في ورقة رقم 1أ ، وفي نهايتها أي في ورقة رقم 245ب يوجد ثلاثة أختام :
    - ختم دائري صغير بلون بني غامق وهو نفس الحبر المكتوب به نص المخطوط ، ونص هذا الختم غير واضح وغير مقروء ، ويبدوا أنه ختم الخزانة التي كتبت هذه النسخة بأمرها كما سيأتي بيانه .
    - ختم كبير بلون أسود داكن ونصه : ( وقف شيخ الإسلام فيض الله أفندي غفر الله له ولوالديه بشرط أن لا يخرج من المدرسة التي أنشأها بالقسطنطينية سنة 1113هـ) .
    - ختم أزرق وهو ختم حديث فيه شعار الدولة التركية الحديثة .
    وجاء في ورقة رقم 243ب ما نصه : ( هذا آخر كتاب التمهيد نقل من نسخة دار الحديث الأشرفية بدمشق من أصل أربعة وعشرين سفراً فكتبته في ثماني أسفار هذا آخرها والحمد لله رب العالمين وصلوته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ) .
    وفي ورقة رقم 245ب جاء ما نصه : ( في الأصل المستنسخ منها النسخة التي نسخت منها هذه النسخة نسخت من مسودة المؤلف أبي عمر بن عبد البر بخط يده أنشد ابن عبد البر عند فراغ قراءة هذا الكتاب عليه
    سمير فؤادي مذ ثلاثين حجة وصيقل ذهني والمفرج عن همي
    بسطت لكم فيه كلام نبيكم بما في معانيه من الفقه والعلم
    وفيه من الآداب ما يهتدى به إلى البر والتقوى وينهى عن الظلم
    ووافق الفراغ من نسخه عشية الإثنين ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من شهر جمادى الآخرة من شهور سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة بمدينة دمشق المحروسة بسفح جبل قاسيون على يد أفقر عباد الله إلى الله الراجي عفو ربه الحسن بن علي بن الحسن بن حمزة الشريف الحسيني برسم الخزانة العالية المولوية المالكية المحذومية العزية عز الدين حمزة بن شيخ السلامية غفر الله له ولوالديه ونفعه بما علم ولجميع المسلمين يا رب العالمين .
    يا خالق الخلق طوراً بعد أطواري وغـافر الذنب من سر وإجهاري
    اغفر لـمالكه أيضا ونـاظره والمستعير لـه إن رد والـقـاري ) اهـ .

    وتأتي أهمية هذين السفرين لأسباب :
    - أنهما منسوختان من نسخة دار الحديث الأشرفية بدمشق ، ونسخة دار الحديث الأشرفية هي نسخة منسوخة من مسودة المؤلف كما سبق وبينا ، ويدل على أن نسخة دار الحديث الأشرفية منقولة فعلاً من نسخة المؤلف أنها في أربعة وعشرين سفراً وقد نقلها الناسخ في ثمانية أسفار .
    - أن أخو الناسخ عالم مشهور ، ودفن في سفح جبل قاسيون حيث كتبت هذه النسخة من مخطوطة التمهيد ، ومشهور أنه كتب بخطه كثيراً خصوصاً فيما يتعلق بعلم الحديث ، والعجيب أنه ذُكِرَ أن خطه كان معروفاً حلواً وأنه كان سريع الكتابة فلا عجب أن يكون أخوه حلو الخط أيضاً مما هو واضح من نسخة التمهيد ، وكذلك كان أخوه مهتماً بالحديث فلا عجب أن يكتب أخوه كتاب التمهيد .
    قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (773-852هـ) : ( وله تعليق على الميزان بين فيه كثيراً من الأوهام ، واستدرك عليه عدة أسماء وقفت على قدر يسير منه قد احترقت أطرافه لما دخلت دمشق سنة ست وثلاثين وقرأت بخط شيخنا العراقي أنه شرع في شرح سنن النسائي ، وقرأت بخطه ذيلاً على طبقات الحفاظ للذهبي ، وخطه معروف حلو ، وكان سريع الكتابة ) ([9]) .
    قال ابن قاضي شهبة الدمشقي (779-851هـ) : ( وقال ابن كثير : جمع أشياء مهمة في الحديث ، وكتب أسماء رجال مسند الإمام أحمد ، واختصر كتاباً في أسماء الرجال مفيداً ، وولي مشيخة الحديث التي وقفها في داره بهاء الدين القاسم بن عساكر داخل باب توما . وقال ابن رافع : جمع مختصراً من تهذيب الكمال لشيخنا المزي ، وزاد فيه رجال مسند أحمد ، وكتب بخطه كثيراً . وقال العراقي : إنه شرع في شرح سنن النسائي . انتهى . ومن مؤلفاته اختصار الأطراف للمزي ، وكتاب رياض الزاهدين في مناقب الخلفاء الراشدين ، وكتاب التذكرة في رجال العشرة ، اختصر التهذيب وحذف منه من ليس في التنبيه ، وأضاف إليهم من في الموطأ ، ومسند أبي حنيفة ومسند أحمد ، وكتاب الإلمام في آداب دخول الحمام ، وكتاب العرف الذكي في النسب الزكي . وقال فيه: إنه كتب بخطه ما لا يحصره العد . وكتب ذيلاً على العبر من سنة إحدى وأربعين إلى آخر سنة اثنتين وستين . وله تعليق على الميزان ، بين فيه عدة أوهام ، واستدرك عليه عدة أسماء ، وكتب ذيلاً على طبقات الحفاظ للذهبي . توفي في شعبان سنة خمس وستين وسبعمائة ، ودفن بقاسيون ) ([10]) .
    وقد ذكره ابن ناصر الدين الدمشقي فيمن مدحوا شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال : ( ومنهم السيد الشريف الإمام العالم العفيف الحافظ الناقد ذو التصانيف شمس الدين جمال المحدثين أبو المحاسن محمد بن علي بن الحسن ابن حمزة بن أبي المحاسن محمد ابن ناصر بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن الحسين بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني الدمشقي الشافعي ولد سنة خمس عشرة وسبعمائة في شعبان ، وسمع من خلق منهم أحمد بن علي الجزري وأبو الفتح الميدومي وزينب ابنة الكمال وغيرهم من الأعيان وخرج لنفسه معجماً يشتمل على خلق كثير وكان إماماً حافظاً مؤرخاً له قدر كبير ومن مصنفاته الفاخرة كتاب الذرية الطاهرة سماه العرف الذكي في النسب الزكي ، وكتاب الاكتفا في الضعفا وكتاب أسامي رجال الأئمة الستة ومسند أحمد بن حنبل ، وكتاب التاريخ وغير ذلك من مختصر ومطول ومنه كتاب الإلمام في آداب دخول الحمام وكان حسن الخلق رضي النفس من الثقات الأثبات وجدت بخطه في غير ما موضع من مؤلفاته سمي فيها ابن تيمية شيخ الإسلام ، توفي رحمه الله في شهر رمضان سنة خمس وستين وسبعمائة ) ([11]) .

    فإن قلت : فما حلَّ بنسخة التمهيد التي هي بدار الحديث الأشرفية بدمشق ؟
    قلت بحول الله تعالى : دار الحديث الأشرفية كانت من مراكز العلم المهمة جداً وقد ترأس مشيختها ثلة من العلماء المشهورين من أمثال ابن الصلاح صاحب المقدمة الشهيرة في الحديث ، والإمام النووي والحافظ ابن كثير وغيرهم . وهي الدار التي عناها ابن السبكي بقوله :
    وفي دار الحديث لطيف معنى أصلي في جوانبها وآوي
    عساني أن أمسّ بحُرِّ وجهي مكانا داسه قدم النواوي
    لكن هذه الدار تعرضت لنكبتين ، الأولى عندما احترقت على يد التتار عندما اجتاحوا دمشق عام 699هـ فخربوا معالم كثيرة من بينها دار الحديث الأشرفية ، ونهبوا كثيراً من الرباط الناصري والضيائية وخزانة ابن البزوري وصار الجند يبيعونها بأبخس الأثمان . لكن ابن حمزة الشريف الحسيني نقل نسخته من نسخة دار الحديث الأشرفية عام 738 هـ ، مما يعني أن نسخة دار الحديث الأشرفية من التمهيد نجت بفضل الله عز وجل من هذه النكبة . إلا أنه وقع حريق آخر عام 1330 هـ الموافق 1912م في زمن الشيخ بدر الدين الحسيني حيث احترقت مكتبة دار الحديث الأشرفية وأكثر مخطوطاتها ، ودمر هذا الحريق أربعة شوارع من شوارع مدينة دمشق مع ما فيها من المدارس ، فيغلب الظن أنها احترقت وقتذاك ، فلله الأمر من قبل ومن بعد ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
    قلت بحول الله تعالى : وينبغي هنا التعليق على ما ورد في مقدمة التمهيد المحققة الجزء الأول : ( أما تصحيح الأخطاء التي نعثر عليها في المخطوطات فذاك ما كان محط العناية الكاملة ، ومبعث المصاعب الجمة ، فليس بين أيدينا مراجع عدا نسختين قد تتفقان في وجود تحريف أو تصحيف أو نقص ، وليس ثمة من كتب على التمهيد شرحاً أو تعليقاً ، فهو لا يزال سراً من أسرار المخطوطات النادرة الوجود ، وكثيراً ما قضينا من جراء ذلك الأيام والأسابيع في البحث عن مصادر لتحقيق جملة أو إصلاح خطأ ، وعندما يضيق بنا مجال البحث نعتمد في الأخير على الفهم ، ونتحرى جهد المستطاع ، مستلهمين توفيق الله وهديه سبحانه . " التمهيد ، ج1 ، ص (ز) .
    قلت بحول الله تعالى : بل يوجد اختصار التمهيد للإمام ابن فرح القرطبي صاحب التفسير ، ومخطوطته موجودة في مكتبة خزانة القرويين بفاس في المغرب ، وكذلك فإنه يوجد كتاب أكبر من التمهيد اسمه الممهد الكبير الجامع لمعاني السنن والآثار والأخبار وما تضمنه موطأ مالك من الفقه والآثار وذكر الرواة البررة الأخيار ألفه عمر بن علي بن يوسف العثماني من علماء القرن الثامن الهجري ، وأظنه اعتمد على نفس طريقة ابن عبد البر في التمهيد ولكن أضاف فيه وزاد ، وبلغت أسفار الكتاب واحداً وخمسين سفراً صنفه العثماني في خمس سنين وسبعة أشهر موجود ثلاثة أجزاء من هذه الأسفار في مكتبة خزانة ابن يوسف بمراكش في المغرب ، والكتاب لا يعرفه الكثير ولعله يعد من الكتب الضائعة في يومنا .
    أما عن كتاب التقريب لكتاب التمهيد للإمام ابن فرح القرطبي الأنصاري صاحب التفسير ، فنسخته المخطوطة الوحيدة في العالم على ما نعلم موجودة فقط في مكتبة خزانة القرويين بفاس في المغرب ، وإليك تفاصيل النسخ .
    نسخة رقم (1) من التقريب لكتاب التمهيد للقرطبي .
    موجودة في مكتبة خزانة القرويين تحت رقم 992 ، وميكروفيلم رقم 471 ، وهما جزءان ضخمان بخط أندلسي واضح في كاغد متلاش مبتور ، والجزء الأول أصابه تلاش في الجملة وبه إصلاح قديم ، وهو من تحبيس السلطان أحمد المنصور بتاريخ شعبان عام 1011 كما في وثيقة الوقف بظهر أول ورقة منه . ولا يوجد اسم ناسخ ولا تاريخ نسخ ، والنسخة أشرفت على الاضمحلال والأمر لله وحده .
    قال المؤلف : ( الحمد لله رب العالمين ونشهد أن لا إله إلا الله الحق المبين ، وصلى الله على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فلما كان كتاب التمهيد للإمام الحافظ أبي عمر بن عبد البر من أجل ما صنف في علم الحديث في القديم والحديث على كتاب الموطأ رأيت أن أختصره وأزيل ما فيه من التطويل والتكرار وكثرة الأسانيد والأخبار ليقل حجمه ويسهل حفظه وأذكر ما ذكره من كلام في إسناد وفقه وغريب وخلاف غير مخل بشيء من ذلك إن شاء الله وسميته بكتاب التقريب لكتاب التمهيد على ما في الموطأ من المعاني والأسانيد ) اهـ . ([12])
    نسخة رقم (2) من التقريب لكتاب التمهيد للقرطبي .
    موجودة في مكتبة خزانة القرويين تحت رقم 807 ، وميكروفيلم رقم 407 ، قد أتمها ناسخها يوم الخميس التاسع لجمادى الأولى من سنة اثنين وثمانين وستمائة بالقاهرة ، وهي من تحبيس السلطان أبي العباس أحمد المنصور على خزانة القرويين في شعبان سنة 1011هـ . ([13])
    وقد ذكر في فهرس خزانة القرويين أن هذا الكتاب قد طبع في مصر سنة 1302 هـ ، ولم نعثر عليه ، فلله الأمر من قبل ومن بعد . ([14])




  2. #2

    افتراضي رد: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    أقول بحول الله تعالى : وبعد هذه المقدمة نأتي الآن إلى النصوص المنسوبة إلى الإمام ابن عبد البر ، فقد قال عنه المغرضون أنه يعذر من جهل قدرة الله عز وجل على كل شيء وينقل أن هذا قول المتقدمين من العلماء .
    وذكروا عنه نصوصاً عدة وردت في معرض شرحه لحديث الرجل الذي أوصى أولاده أن يحرقوه بعد موته وهو حديث سابع لأبي الزناد ، وهي وردت في النسخة المطبوعة في الجزء الثامن عشر ، بتحقيق سعيد أحمد أعراب من ص 37-47 .
    وقبل سرد النصوص المنسوبة والتعليق عليها لا بد أن نعرف الأصول التي اعتمد عليها سعيد أحمد أعراب في تحقيقه ذلك القسم ، فقد ذكر في مقدمة الجزء الثامن عشر ما نصه :
    ( يقوم تحقيق هذا الجزء على أربع نسخ :
    1- صورة عن نسخة خطية بإستانبول – وقد جعلناها الأصل ، ونرمز إليها بحرف ( ص ) .
    2- صورة عن نسخة خطية للكتاني ، ونرمز إليها بحرف ( ك ) ، ومر التعريف بالنسختين في الأجزاء السالفة .
    3- قطعة من نسخة دار الكتب المصرية ذيل بها كتاب ( التجريد ) المطبوع ، استعنت بها عند غياب نسخة ( ك ) من ص ( 64 ) إلى ص ( 129 ) من هذا المطبوع ، ونرمز إليها بحرف ( د ) .
    4- صورة عن نسخة خطية للأوقاف ، مودعة بالخزانة العامة بالرباط ، ونرمز إليها بحرف ( ق ) ؛ وهي مبتورة الأول ، تبتدئ من ص ( 127 ) من هذا الجزء ، كتبت بخط مشرقي واضح ، وهي لا بأس بها في الجملة ؛ على أنها انفردت بزوائد أفادتنا في تصحيح بعض أخطاء ) . التمهيد لابن عبد البر بتحقيق سعيد أحمد أعراب (18/3-4) .
    قلت بحول الله تعالى : النص الذي نعنى به موجود بين صفحة 37 وصفحة 47 من المطبوع ، إذا فالنسخ الخطية المعتمدة في المطبوع من التمهيد لتحقيق شرح حديث سابع لأبي الزناد هي النسخة التركية ، والنسخة الكتانية فقط .
    أما النسخة التركية فقد مر التعريف بها والتعليق عليها ، وأما النسخة الكتانية فقد مر التعريف بها في مقدمة الجزء السابع عشر من التمهيد المطبوع بتحقيق سعيد أحمد أعراب ومحمد الفلاح ، حيث وصفا تلك النسخة فقالا (17/3) : ( نسخة خطية للكتاني ، مودعة بالخزانة العامة بالرباط ، ونرمز إليها بحرف ( ك ) ؛ وقد كتبت بخط مشرقي واضح ، وبها تحريف ونقص في عدة مواضع ؛ ورغم ذلك ، فإننا استعنا بها في تصحيح بعض أخطاء الأصل ؛ على أنها انفردت بزيادات مهمة أثبتناها في الصلب وجعلناها بين قوسين ) .
    وحديث سابع لأبي الزناد ورد في نسخة أخرى مهمة وهي نسخة مكتبة مِلَّتْ بإستانبول تحت رقم فيض الله أفندي 295 ، وشرح حديث سابع لأبي الزناد موجود من ورقة 109ب – 112أ ، ونـرمز إليها بحرف ( م ) ، وقد مر التعريف بهذه النسخة قريباً ، وبهذا يصبح لدينا ثلاثة مصادر مخطوطة للنص المراد .
    فإليك النصوص التي استدل بها أهل الإفك في باطلهم حيث قالوا : لقد قال الإمام ابن عبد البر في كتاب التمهيد (18/42) " المطبوع" :
    ( وأما قوله (لئن قدر الله علي) فقد اختلف العلماء في معناه فقال منهم قائلون : هذا رجل جهل بعض صفات الله عز وجل وهي القدرة ، فلم يعلم أن الله على كل ما يشاء قدير ؛ قالوا : ومن جهل صفة من صفات الله عز وجل وآمن بسائر صفاته وعرفها لم يكن بجهله بعض صفات الله كافراً ؛ قالوا : وإنما الكافر من عاند الحق لا من جهله ؛ وهذا قول المتقدمين من العلماء ومن سلك سبيلهم من المتأخرين ) اهـ .
    أقول بحول الله تعالى : فهذا النص باطل معنى ، وباطل نسبة إلى الإمام ابن عبد البر .
    أما بطلان معناه فلا يخفى على أي موحد ، أن من جهل صفة من صفات الربوبية فليس بموحد ، ولم يحدد النص السابق ما هي بعض الصفات التي إن جهلها المرء لا يعد كافراً ، ولا يستطيع المغرضون الإجابة على هذا السؤال إلا بالتخبط ، وأما تعليل الكلام أن الكافر إنما هو من عاند الحق لا من جهله ، فقد سمى الله عز وجل قسماً من أهل الكتاب بأنهم كفروا مع أنهم لم تأتهم البينة فقال تعالى :
    [ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ] (البينة: 1-3)
    وأما قوله أن هذا قول المتقدمين من العلماء ومن سلك سبيلهم من المتأخرين ، فلقد بينا بحول الله تعالى في الجزء الأول من هذه الرسالة قول المتقدمين من العلماء ومن سلك سبيلهم من المتأخرين .
    وأما بطلان نسبة هذا النص إلى الإمام ابن عبد البر فهو من وجوه :
    أولاً : عقيدة الإمام ابن عبد البر ، ومدح العلماء والثناء عليه . مما يكفي وحده لرد هذه التهمة عنه.
    ثانياً : محقق التمهيد ذكر في الحاشية ما ورد في نسخة (ك) أي النسخة الكتانية حيث قال في حاشية نفس الصفحة ( وهذا قول المتقدمين من العلماء ومن سلك سبيلهم من المتأخرين قال أبو عمر : هذا قول يدفعه جماعة من أهل النظر وفيه ضروب من الاعتراضات والعلل ليس هذا موضع ذكرها (ك) ) اهـ .
    فالمغرضين يبدوا عليهم أنهم لا يقرؤون الكتاب جيداً ، ولا ينظرون في الحاشية ، فأضافوا إلى عمي بصائرهم عمي أبصارهم ، فلم نجد فيهم أهل إنصاف وعدل يذكر ما له وما عليه وسترى بإذن الله عز وجل أننا سنذكر ما لنا وما علينا دون أن نحاشي شيئًا بحول الله تعالى .
    إذا فلقد أثبت محقق الكتاب ما ورد في نسخة أي النسخة التركية ، وما ورد ما يضادها في نسخة ( ك ) أي النسخة التركية .
    والنسخة التركية وهي نسخة مكتبة كوبريلي بإستانبول في تركيا برقم فاضل أحمد باشا 348 ، والنص المذكور موجود في ورقة 77ب . لكن كما ذكرنا أن هذه النسخة فيها علل ولا يلتفت إليه كثيراً خصوصاً أنه يوجد ما يضادها في نسخة الكتاني ، بل لما رجعنا إلى النسخة المنقولة من نسخة دار الحديث الأشرفية بدمشق وهي نسخة ابن حمزة الشريف الحسيني وجدنا أن تعليق الإمام ابن عبد البر مطابق لما ورد في نسخة الكتاني حيث قال :
    ( وأما قوله (لئن قدر الله علي) فقد اختلف العلماء في معناه فقال منهم قائلون : هذا رجل جهل بعض صفات الله وهي القدرة ، فلم يعلم أن الله على كل شيء قدير ؛ قالوا : ومن جهل صفة من صفات الله وآمن بسائر صفاته وعرفها لم يكن بجهله بعض صفات الله كافراً ؛ قالوا : وإنما الكافر من عاند الحق لا من جهله ؛ قال أبو عمر رحمه الله : هذا قول يدفعه جماعة من أهل النظر وفيه ضروب من الاعتراضات والعلل ليس هذا موضع ذكرها ) ([15]) .

    فإن قال المغرضون : وماذا تقولون في قول الإمام ابن عبد البر في نهاية شرحه للحديث حيث قال ( حسب ما نسب إليه ) في التمهيد (18/46-47) : ( وأما جهل هذا الرجل المذكور في هذا الحديث بصفة من صفات الله في علمه وقدره فليس ذلك بمخرجه من الإيمان ألا ترى أن عمر بن الخطاب وعمران بن حصين وجماعة من الصحابة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القدر ومعلوم أنهم إنما سألوه عن ذلك وهم جاهلون به وغير جائز عند أحد من المسلمين أن يكونوا بسؤالهم عن ذلك كافرين أو يكونوا في حين سؤالهم عنه غير مؤمنين .
    حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا مضر بن محمد قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا عبد الوارث عن يزيد الرشك قال حدثنا مطرف عن عمران بن حصين قال : ( قلت : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟ ) ([16]) ، وذكر الحديث .
    وروى الليث عن أبي قبيل عن شفي الأصبحي عن عبد الله بن عمرو بن العاص فذكر حديثاً في القدر وفيه : ( فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فلأي شيء نعمل إن كان الأمر قد فرغ منه " ([17]) ) .
    فهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم العلماء الفضلاء سألوا عن القدر سؤال متعلم جاهل ، لا سؤال متعنت معاند فعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جهلوا من ذلك ولم يضرهم جهلهم به قبل أن يعلموه ولو كان لا يسعهم جهله وقتا من الأوقات لعلمهم ذلك مع الشهادة بالإيمان وأخذ ذلك عليهم في حين إسلامهم ولجعله عموداً سادساً للإسلام فتدبر واستعن بالله فهذا الذي حضرني على ما فهمته من الأصول ووعيته وقد أديت اجتهادي في تأويل حديث هذا الباب كله ولم آل وما أبرئ نفسي وفوق كل ذي علم عليم وبالله التوفيق ) اهـ .
    قلت بحول الله تعالى : هذا النص مضطرب ، وهناك تحريف للكلام سيزيل عنك هذا الاضطراب عند معرفته بحول الله تعالى . أما الاضطراب فهو أن نقول : ما هي المسألة في القدر التي سأل الصحابة عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهلاً ؟ هل كان هو سؤالهم عن علم الله الأزلي لأهل الجنة وأهل النار ؟ أم سؤالهم عن فائدة العمل رغم علم الله الأزلي لأهل الجنة وأهل النار ؟
    فالجواب الصحيح بحول الله تعالى : أن سؤالهم المقصود هو السؤال الثاني ، وهو الذي جهلوه ، وإنما السؤال الأول كان تمهيداً للسؤال الثاني . ولم يكونوا يجهلون القدر بل كانوا يجهلون مسألة منه ، ولذلك قال الإمام ابن عبد البر في التمهيد (18/47) : ( فعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جهلوا من ذلك ) فهم لم يجهلوا القدر كله ، بل جهلوا قسماً منه ، وهذا القسم الذي جهلوه مسألة لا علاقة لها بعلم الله بكل شيء .
    فإن قلت : قد روى الإمام ابن عبد البر أن عمران بن حصين رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟ ) وكان قبلها قد ذكر أن عمران بن حصين سأل هذا السؤال جاهلاً متعلماً ، فكيف تقول ما تقول .
    فالجواب بتوفيق الله عز وجل : إننا كما سبق وبينا أن لفظ الحديث الذي وجدناه أن السائل هو رجل من الصحابة وإنما نقله عنه الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه أنه سأل عن مسألة معينة في القدر سؤال جاهل متعلم ، ولعل تعيين سائل السؤال وهم وقع للحافظ ابن عبد البر رحمه الله أو أننا لم نجد تلك الرواية فالله أعلم ، لكن الإمام ابن عبد البر أشار أن للحديث تكملة حيث قال ( وذكر الحديث ) فالحديث لم يتمه هنا ولكن أشار إلى أن له تكملة ، فلم يشك الصحابي عمران بن الحصين رضي الله عنه ولا من سأل السؤال من الصحابة طرفة عين أن الله عز وجل يعلم علماً أزلياً أهل الجنة من أهل النار ، فلو كان سؤال السائل عن علم الله عز وجل لاكتفى عند هذا السؤال ، وإنما جعل هذا السؤال تمهيداً للسؤال الأصلي ، فانظر إلى تكملة تلك الرواية :
    عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟ قَالَ : فَقَالَ « نَعَمْ ». قَالَ : قِيلَ : فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ ؟ قَالَ « كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ » ([18]) .
    قلت بحول الله تعالى : فبدأه السؤال الثاني بحرف الفاء عقب السؤال الأول ، يدل على أن السؤال الأول كان تمهيداً للسؤال الثاني . والإمام ابن عبد البر صحيح أنه لم يكمل رواية عمران بن الحصين رضي الله عنه لكنه أشار إلى أن لها تكملة ، ولكنه لم يكتف بذلك أيضاً ، بل قد ذكر رواية أخرى تدل على أن هذا السؤال لم يصدر من صحابي واحد بل من مجموعة من الصحابة وهي الرواية الثانية . فاستغنى بتكملة الرواية الأولى بما ذكره في الرواية الثانية ، فتأمل .
    أما ما ورد في النسخة المطبوعة أن الرجل الذي أوصى أولاده أن يحرقوا جسده بعد الموت لو كان جاهلاً بصفة من صفات الله في علمه وقدره أن ذلك لا يخرجه من الإيمان ، وقياس ذلك بسؤال الصحابة عن القدر فهو مشكل ومضطرب ، فالصحابة لم يكونوا يجهلون علم الله عز وجل كما أشرنا ، لكن هذه الجملة تشير إلى أن السؤال الأول للصحابة كان جهلاً أيضاً لأنه سؤال متعلق بعلم الله عز وجل ، ونحن قد ذكرنا لك بتوفيق الله عز وجل أن السؤال الأول لم يكن بسبب الجهل وإنما كان تمهيداً للسؤال الثاني ، لكن بالرجوع إلى الأصل المخطوط وهي نسخة ابن حمزة الشريف الحسيني المنقولة من نسخة دار الحديث الأشرفية بدمشق المنقولة من نسخة المؤلف سينكشف عنك هذا الاضطراب بحول الله تعالى ، فقد جاء فيها قول الإمام ابن عبد البر كما يلي : ( وأما جهل هذا الرجل المذكور في هذا الحديث بصفة من صفات الله في عمله وقدره فليس ذلك بمخرجه من الإيمان ألا ترى أن عمر بن الخطاب وعمران بن حصين وجماعة من الصحابة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القدر ومعلوم أنهم إنما سألوه عن ذلك وهم جاهلون به وغير جائز عند أحد من المسلمين أن يكونوا بسؤالهم عن ذلك كافرين أو يكونوا في حين سؤالهم عنه غير مؤمنين .
    حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا مضر بن محمد قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا عبد الوارث عن يزيد الرشك قال حدثنا مطرف عن عمران بن حصين قال : ( قلت : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟ ) ([19]) ، وذكر الحديث .
    وروى الليث عن أبي قبيل عن شفي الأصبحي عن عبد الله بن عمرو بن العاص فذكر حديثا في القدر فيه : ( فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فلأي شيء نعمل إن كان الأمر قد فرغ منه " ([20]) ) . فهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم العلماء الفضلاء سألوا عن القدر سؤال متعلم جاهل لا سؤال معيب معاند فعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جهلوا من ذلك ، ولم يضرهم جهلهم به قبل أن يعلموه ، ولو كان لا يسعهم جهله وقتاً من الأوقات لعلمهم ذلك مع الشهادة بالإيمان ، وأخذ ذلك عليهم في حين إسلامهم ، ولجعله عموداً سادساً للإسلام فتدبر واستعن بالله ! فهذا الذي حضرني على ما فهمته من الأصول ووعيته وقد أديت اجتهادي في تأويل حديث هذا الباب كله ولم آل وما أبرئ نفسي وفوق كل ذي علم عليم وبالله التوفيق ) . ([21])
    قلت بحول الله تعالى : وبهذا يستقيم الكلام ، فجهل الرجل المذكور بصفة من صفات الله عز وجل في عمله وقدره ، أي جهله بصفة من صفات الله في عمله ( أي فيما إذا كان سيبعثه أم لا ) ، وقدره ( فيما إذا كان سيقدر عليه العذاب أو البعث إذا فعل بنفسه ما فعل ، أم لا ) فليس بمخرجه من الإيمان . وأما الاستدلال على هذا بسؤال الصحابة وقياس الأمرين ببعضهما البعض ، فيحتاج إلى تمعن وتدبر حتى يعلم وجه القياس كما أشار إلى ذلك الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالى .



  3. #3

    افتراضي رد: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    أما النص الآخر المنسوب إلى الإمام ابن عبد البر ، فالغريب أنني لم أجده في كتب أهل الإفك ممن يعذرون جاهل ربوبية الله وجاهل الشرك ، ويجعلونه مسلماً موحداً ( ولعله ورد ولم نطلع عليه ) ، بل لما رجعت إلى الاستذكار وهو اختصار التمهيد بتحقيق عبد المعطي أمين قلعجي - المشهور حتى عند قومه بالسرقة العلمية - لفت نظري هذا النص (8/366-367) :
    ( وأما قوله ( لئن قدر الله علي ) فقد اختلف العلماء في ذلك فقال بعضهم هذا رجل جهل بعض صفات الله تعالى وهي القدرة ، قالوا : ومن جهل صفة من صفات الله ( عز وجل ) وآمن به وعلم سائر صفاته أو أكثر صفاته لم يكن بجهله بعضها كافراً وإنما الكافر من عاند الحق لا من جهله ، والشواهد على هذا من القرآن كثيرة قد ذكرناها في باب عبد الله بن دينار من التمهيد .
    ومنها قول الله عز وجل : [ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ] (آل عمران: 70) ، وقال : [ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ] (آل عمران: 71) ، وقال : [ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ] (آل عمران: 78) ، وقال : [ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ] (البقرة: 22) ، وقال : [ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ] (الصف: 5) ، وقال : [ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنْفُسُهُمْ ] (النمل: 14) . فهذا هو الكفر المجتمع عليه في الاسم الشرعي والاسم اللغوي .
    والدليل على أن من جهل صفة من صفات الله تعالى لا يكون بها كافراً إذا كان مصدقاً بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر وغيره سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القدر ، ومعناه قدم العلم أنه مكتوب عنده ما سبق في علمه ، وفي ذلك يجري خلفه لا فيما يستأنف بل ما قد جف به القلم ، وكل صغير وكبير مسطر في اللوح المحفوظ ، فأعلمهم أنه ما أخطأهم لم يكن ليصيبهم ومعلوم أنهم في حين سؤالهم وقبله كانوا مؤمنين .
    وقد ذكرنا الآثار بهذا المعنى عنهم في التمهيد ، ولا يسع مسلماً أن يقول فيه غير ذلك ولو كان لا يسعه جهل صفة من صفات الله تعالى وهي قدم العلم لعلمهم بذلك مع الشهادة بالتوحيد ويجعله عموداً سادساً للإسلام ) اهـ .

    قلت بحول الله تعالى : انظر إلى هذا الاضطراب في قوله ( وعلم سائر صفاته أو أكثرها ) كأنه يبيع ويشتري ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، لكن لا شك أن قائل ذلك قد باع آخرته بعرض من الدنيا قليل فتلك هي التجارة الكاسدة .
    وقد أثبتنا بحول الله تعالى أن الإمام أبو عمر ابن عبد البر لا يؤيد هذا القول ، بل يعارضه ، وهذا الاعتراض أثبتناه بحول الله تعالى ومعونته وقدرته من نسخة الكتاني ، ومن نسخة ابن حمزة الشريف الحسيني التي نقلها من نسخة دار الحديث الأشرفية بدمشق ، والتي نقلت من نسخة المؤلف .
    لكن راعني ما في المطبوع من كتاب الاستذكار حول اتهام الصحابة أنهم جهلوا قدم العلم ، وسألوا عنه سؤال جاهل متعلم ، وقد أثبنا بطلانه أيضاً بحول الله تعالى من نسخة ابن حمزة الشريف الحسيني التي نقلها من نسخة دار الحديث الأشرفية بدمشق ، والتي نقلت من نسخة المؤلف . ومن المعروف أن الاستذكار هو اختصار التمهيد ، ولكن هذا الأحمق صاحب الدس – جازاه الله بما يستحق - وضع تفصيل دسه في الاستذكار بدل أن يضعه في التمهيد .
    ولتعلم أنه لم يختلف أحد من علماء الإسلام في تكفير من جهل قدم العلم ، وذلك أمر مجمع عليه ، ولقد أفتى بذلك من علماء الصحابة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حيث أخرج الإمام مسلم في أول حديث له ابتدأ به صحيحه في كتاب الإيمان / باب معرفة الإيمان والإسلام ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ : كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ فَقُلْنَا لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلاَءِ فِي الْقَدَرِ فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلاً الْمَسْجِدَ فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلاَمَ إِلَىَّ فَقُلْتُ : أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُون َ الْعِلْمَ ، وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لاَ قَدَرَ وَأَنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ . قَالَ : ( فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ ) ([22]) .
    أقول بحول الله تعالى : فهذا هو فتوى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، ولو كان فهم من أحاديث القدر السابقة التي أوردها الإمام ابن عبد البر أن المقصود هو السؤال عن قدم العلم ، وأن الصحابة كانوا جاهلين ، لما كان هكذا شديد اللهجة على من سألوه ، فضلاً عن أن يكفرهم ، ولقال لهم : لقد جهل ذلك الصحابة الفضلاء العلماء ومنهم أبي عمر بن الخطاب رحمه الله ، وسألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاهلين بذلك ، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم علَّمهم ذلك . فافهم هذا جيداً . ولعل الله ييسر برسالة قريبة في بيان الإيمان بالقدر وصلته بأصل التوحيد بالأدلة من الكتاب والسنة ، على فهم الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم ، إنه الموفق والمعين لكل خير .
    قلت بحول الله تعالى : ولقد راعني أيضا أنني رأيت هنا استشهاده بآيات ظن أنها شواهد على أن الكافر هو من عاند الحق لا من جهله ، منها قوله تعالى : [ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ] (البقرة: 22) ، فكأنه يريد أن يقول من جعل لله نداً وهو لا يعلم لا يكفر ، وإنما يكفر من جعل لله نداً وهو يعلم ذلك ، فراعني هذا الاستشهاد ، وانتبهت أنه يشير إلى التمهيد أنه قد ذكر هناك شواهد على أن الكافر هو من عاند الحق لا من جهله وأنه في باب عبد الله بن دينار ، ولما رجعت إلى التمهيد النسخة المطبوعة وجدت ما يشير إليه في شرح حديث سابع لعبد الله بن دينار عن ابن عمر ، وهذا نصه :
    ( وقد وردت آيات في القرآن محكمات تدل أنه لا يكفر أحد إلا بعد العلم والعناد منها قول الله عز و جل : [ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ] (آل عمران: 71) ، و [ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ] (آل عمران: 70) ، وقوله : [ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ] (آل عمران: 78) ، وقوله : [ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ] (النساء: 153) ، وقوله : [ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ] (الأعراف: 132) إلى قوله : [ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ] (الأعراف: 133) ، ثم قال على إثر ذلك : [ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ ] (الأعراف: 134-135) ، ثم ([23]) قال : [ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ] (المؤمنون: 76) ، ثم ([24]) ذكر الأمم فقال : [ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ ] (غافر:5) ، ثم ذكر الأمم فقال : [ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ] (الذاريات: 52-53) ، ولذلك قال : [ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ] (البقرة: 118) ، [ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ] (التوبة: 69) ، وقال : [ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ] (الصف: 5) ، وقال : [ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ] (الشورى: 14) ، وقال : [ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ] (البقرة: 22) ، وقال : [ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ] (المؤمنون: 70) ، وقال : [ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ] (الجاثية: 23) ، وقال : [ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ] (التوبة: 17) وقال : [ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا * اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ ] الآية (فاطر: 42-43) ، وقال : [ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ] (محمد: 32) ، وقال : [ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنْفُسُهُمْ ] (النمل: 14) ، إلى آيات كثيرة في معنى ما ذكرنا كلها تدل على معاندة الكفار ، وأنهم إنما كفروا بالمعاندة والاستكبار ، وقال عز وجل : [ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ] (الإسراء: 15) ، وقوله : [ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ] (التوبة: 115) ) اهـ .

    قلت بحول الله تعالى : فما دخل كل ما سبق بأن الإنسان لا يكفر إلا بعد العلم لولا الجهل وسوء الفهم ؟! فلا بد من بيان هذا الخلط في الاستدلال الذي لا يختلط إلا على من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحي .
    فهل قوله تعالى : [ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ] (آل عمران: 78) يدل على أن من كذب على الله جاهلاً لا يكفر ، وإنما يكفر من كذب على الله وهو يعلم ؟!
    وهل قوله تعالى : [ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ] (النساء: 153) يدل على أن من عبد العجل جاهلاً لا يكفر إلا بعد العلم ؟!
    وهل قوله تعالى : [ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ] (البقرة: 22) بدل على أن من اتخذ من دون الله نداً وهو جاهل لا يكفر إلا بعد العلم ؟!
    وهل قوله تعالى : [ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ] (الجاثية: 23) يدل على أن من اتخذ هواه إلهاً من دون الله عز وجل جهلاً منه أنه لا يكفر إلا بعد العلم ؟!
    وهل قوله تعالى : [ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ] (التوبة: 17) يدل على أنه لا يكفر إلا من شهد على نفسه بالكفر ؟!
    وما علاقة قوله عز وجل : [ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ] (الإسراء: 15) بمسألة التكفير أصلاً ، فإنما الآية تتحدث عن العذاب .
    وهل قوله تعالى : [ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ] (التوبة: 115) يدل على أن من ضل جاهلاً ولو كان ضلاله في الشرك أنه لا يكفر إلا بعد العلم ؟!
    قلت بحول الله تعالى : إذا كان كل أولئك لا يكفرون إلا بعد العلم ، فالجاهل مهما جهل لا يكفر إلا بعد أن يعلم ؟! سبحانك ربي هذا بهتان عظيم ! ونسأل هؤلاء كيف دخل هذا الجاهل في الإسلام ابتداءً ؟! اللهم إليك نشكو هذه العقول التي هي عقال على أصحابها ووبال ، ومن لم تجعل له نوراً فما له من نور .
    أقول بحول الله تعالى : فمن العجيب كيف يأتي الداس أخزاه الله ، بآيات تتحدث عن ذم الله عز وجل الكفار الذين كفروا مع علمهم ، فاستدل بها على أن الكفر لا يكون إلا مع العلم . لكن العجيب لما تتابع القراءة في كتاب التمهيد المطبوع بعد سرد هذه الآيات تجد ما يلي :
    ( وقوله صلى الله عليه وسلم : « من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات وهو يشرك بالله شيئا فهو في النار » ([25]) ، وجعل الله عز وجل في بعض الكبائر حدوداً جعلها طهرة ، وفرض كفارات في كتابه للذنوب من التقرب إليه بما يرضيه ، فجعل على القاذف جلد ثمانين إن لم يأت بأربعة شهداء ولم يجعله بقذفه كافراً ) . التمهيد (17/19)
    فما علاقة التكملة بما سبق ؟! والغريب أن النص السابق مذكور في شرح حديث « مَنْ قَالَ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا » ([26]) ، فما دخل هذا الحديث بأنه لا يكفر إلا الجاهل ؟!
    قلت بحول الله تعالى : لقد أنعم الله عز وجل على عباده الموحدين في كشف هذه الشبهة ، حيث أننا لما رجعنا إلى نسخة ابن حمزة الشريف الحسيني من التمهيد المنقولة من نسخة دار الحديث الأشرفية بدمشق والمنقولة من نسخة المؤلف وجدنا أن تلك الفقرة بأكملها غير موجودة ، بل تلك الفقرة كلها واضحة أنها دخيلة على الكتاب لاختلاف الموضوع فيما قبلها وفيما بعدها ، فقد دست في مكان غير ملائم لا يمت إلى المكان الذي وضعت فيه بصلة إلا في موضوع التكفير . ولكي تفهم ذلك سنورد النص كما ورد في نسخة ابن حمزة الشريف الحسيني .
    قال الإمام أبو عمر ابن عبد البر القرطبي : ( حديث سابع لعبد الله بن دينار عن ابن عمر مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « مَنْ قَالَ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا » ([27]) ، وهذا الحديث رواه جماعة عن مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر كما رواه يحيى حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عمر بن إسحاق حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج حدثنا سعيد بن كثير بن عفير حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أيما رجل قال لأخيه كافر باء بها أحدهما » ([28]) .
    وحدثنا خلف حدثنا عمر بن محمد بن القاسم ومحمد بن أحمد بن كامل ومحمد بن أحمد بن المسور قالوا حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أيما رجل قال لأخيه كافر باء بها أحدهما » ([29]) . ورواه جماعة عن مالك عن نافع عن ابن عمر حدثنا خلف بن قاسم حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عطية حدثنا زكرياء بن يحيى حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا يزيد بن المغلس حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما » ([30]) .
    وكذلك رواه ابن زنبر عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا سمى الرجل الآخر كافراً فقد كفر أحدهما ، إن كان الذي قيل له كافر فقد صدق صاحبه كما قال له ، وإن لم يكن كما قال فقد باء الذي قال بالكفر » ([31]) .
    وكذلك رواه يحيى بن بكير عن ابن وهب عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه السلام مثله سواء والحديث لمالك عنهما جميعاً عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح ، والمعنى فيه عند أهل الفقه والأثر أهل السنة والجماعة النهي عن أن يكفر المسلم أخاه المسلم بذنب أو بتأويل لا يخرجه من الإسلام عند الجميع ، فورد النهي عن تكفير المسلم في هذا الحديث ([32]) ، وغيره بلفظ الخبر دون لفظ النهي وهذا موجود في القرآن والسنة ومعروف في لسان العرب ، وفي سماع أشهب سئل مالك عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال لرجل يا كافر فقد باء بها أحدهما ) ([33]) قال أرى ذلك في الحرورية ، فقلت له : أفتراهم بذلك كفاراً ؟ فقال : (ما أدري ما هذا ) ، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ قَالَ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا » ([34]) ، قوله صلى الله عليه وسلم « سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ » ([35]) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ » ([36]) ، وقوله : « لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ » ([37]) ، ومثل هذا كثير من الآثار التي وردت بلفظ التغليظ وليست على ظاهرها عند أهل الحق والعلم لأصول تدفعها أقوى منها من الكتاب والسنة المجتمع عليها والآثار الثابتة أيضاً من جهة الإسناد وهذا باب يتسع القول فيه ويكثر فنذكر منه ههنا ما فيه كفاية إن شاء الله .
    وقد ضلت جماعة من أهل البدع من الخوارج والمعتزلة في هذا الباب فاحتجوا بهذه الآثار ومثلها في تكفير المذنبين واحتجوا من كتاب الله بآيات ليست على ظاهرها مثل قوله عز وجل : [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ] (المائدة: 44) ، وقوله : [ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ ] (الحجرات: 2) ، وقوله : [ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِي نَ ] (الجاثية: 32) وقوله : [ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ] (الزخرف: 20) ، وقوله : [ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ] (الكهف: 104) ، ونحو هذا ، وروي عن ابن عباس في قول الله عز وجل [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ] (المائدة: 44) ، قال : ( ليس بكفر ينقل عن الملة ولكنه كفر دون كفر ) ، وقد أوضحنا معنى الكفر في اللغة في مواضع من هذا الكتاب ، والحجة عليهم قول الله عز وجل : [ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ] (النساء: 48) ، ومعلوم أن هذا بعد الموت لمن لم يتب لأن الشرك ممن تاب منه قبل الموت وانتهى عنه غفر له كما تغفر الذنوب كلها بالتوبة جميعاً قال الله عز وجل : [ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ] (الأنفال: 38) )
    ( هنا أدرج النص المدسوس الذي ذكرناه سابقاً)

    وقال صلى الله عليه وسلم : « من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات وهو يشرك بالله شيئا فهو في النار » ([38]) ، وجعل الله عز وجل في بعض الكبائر حدوداً جعلها طهرة ، وفرض كفارات في كتابه ) ([39]) .
    قلت بحول الله تعالى : فالموضوع إذا عن تكفير من ارتكب الكبيرة ، وكان الإمام ابن عبد البر رحمه الله يذكر الأدلة في الرد عليهم ، فجاء الداس – أخزاه الله - بنص يتحدث عن أنه لا يكفر أحد بالجهل وأنه لا يكفر إلا المعاند فقط حسب زعمه ، وبعد النص المدسوس تأتي أدلة في الرد على من كفر بالكبيرة ، مما يوضح لك أكثر أن النص المدسوس هو مدسوس فعلاً .
    وهذا النص المدسوس لا نحاشي أن نذكر أننا وجدناه في نسخة مكتبة خزانة القرويين بفاس تحت رقم 177 ، حيث قد أشرنا إليها سابقاً ، وأن هذه النسخة كتبت بخط اثنين ، فالخط الأول أثخن وأصغر من الخط الثاني ، وقد تتبعنا فيما إذا كان النص المدسوس بخط الكاتب الأول أم الثاني ، وعندها تبين أنه من خط الكاتب الثاني . فحتى لو كان من خط الكاتب الأول فهي نسخة لا يلتفت إليها كما ذكرنا سابقاً.
    وأما عن النسخة الكتانية التي اعتمد عليها محقق التمهيد في هذا الجزء ، فهو لم يجعلها أصلاً ، وإنما استعان بها لكي يثبت منها الإضافات ، ولم يشر إلى أن ذلك النص بطوله وجد في النسخة الكتانية أم لا ، لكنه أشار إلى شيء يظهر منه أن النسخة الكتانية لا يوجد فيها النص المدسوس .
    حيث أننا نعيد هنا ذكر المكان الذي دس فيه النص لما كان يتحدث الإمام ابن عبد البر عن أدلته على من كفر بالكبيرة فقال :
    ( ... والحجة عليهم (أي الحجة على الخوارج) قول الله عز وجل : [ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ] (النساء: 48) ، ومعلوم أن هذا بعد الموت لمن لم يتب لأن الشرك ممن تاب منه قبل الموت وانتهى عنه غفر له كما تغفر الذنوب كلها بالتوبة جميعاً ، قال الله عز وجل : [ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ] (الأنفال: 38)
    ( هنا أدرج النص المدسوس الذي ذكرناه سابقاً )

    وقال صلى الله عليه وسلم : « من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، ومن مات وهو يشرك بالله شيئا فهو في النار » ([40]) ، وجعل الله عز وجل في بعض الكبائر ... ) .
    ففي المكان المشار إليه أدرج النص المدسوس حول موضوع زعم أنه لا يكفر الجاهل وإنما يكفر المعاند فقط . وبعد النص المدسوس حرف قوله ( وقال صلى الله عليه وسلم : : « من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ... » .. ) إلى ( وقوله صلى الله عليه وسلم : : « من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ... » .. ) ليتناسب مع سياق النص المدسوس . إلا أن محقق كتاب التمهيد وضع حاشيه عند ( وقوله (*) صلى الله عليه وسلم : « من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ... » .. ) ، فقال في الحاشية في (17/19) من التمهيد : ( وقوله : ص ، وقال : ك ) .
    أي أنه في نسخة وردت بلفظ ( وقوله ) ، وفي نسخة (ك) وهي النسخة الكتانية وردت بلفظ ( وقال ) .
    فنسخة وهي النسخة التركية التي لا يلتفت إليها كثيراً ، ورد فيها النص المدسوس ، وحرف الكلام بعده بلفظ ( وقوله ...) ، أما في النسخة الكتانية فقد وردت مطابقة لنسخة ابن حمزة الشريف الحسيني مما يعني أن النص المدسوس لم يرد في النسخة الكتانية أيضاً ، والله تعالى أعلم وأحكم .

    أقول بحول الله تعالى : وهنا ينبغي توضيح ما روي عن ابن عباس في قول الله عز وجل : [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ] (المائدة: 44) ، أن ذلك ليس بكفر ينقل عن الملة ولكنه كفر دون كفر . فهذه الآية تشمل الحاكم الذي مرجعه الشرع ولكنه يجور في الحكم ، وتشمل الحاكم المبدل لشرع الله عز وجل . فالأول كافر كفر أصغر ، والثاني كافر كفر أكبر . وكلاهما يطلق عليهما أنهما لم يحكما بما أنزل الله تعالى .
    وحبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال في تفسير هذه الآية أنها كفر دون كفر ، قاصداً الحاكم المسلم الذي مرجعه الشرع ولكنه يجور في القضية ولا يعدل ، فلأن هذا الحاكم جار ولم يعدل في قضية من القضايا التي رفعت إليه فهو يسمى أنه لم يحكم بما أنزل الله عز وجل في تلك القضية ، لأنه كان يجب أن يعدل .
    والإمام ابن عبد البر استدل بشرح الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما على من يجور في القضية ، لأن الحاكم الذي يجور في القضية هو الذي ارتكب ذنباً دون الكفر ، والخوارج كانوا يكفرون مرتكب الذنب دون الكفر ، ويستدلون على ذلك بهذه الآية وغيرها من الأدلة ، فأتاهم بقول الصحابي الجليل عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما .
    والصحابي الجليل وحبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما تناول الصنف الآخر وهم الحكام المبدلون لشرع الله عز وجل ، فقد أفتى بكفرهم وخروجهم عن الدين ، فقد أخرج الإمام النسائي في كتاب آداب القضاة ، باب تأويل قول الله عز وجل : [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ] (المائدة: 44) عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
    ( كَانَتْ مُلُوكٌ بَعْدَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَمُ بَدَّلُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ ، وَكَانَ فِيهِمْ مُؤْمِنُونَ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ ، قِيلَ لِمُلُوكِهِمْ : مَا نَجِدُ شَتْمًا أَشَدَّ مِنْ شَتْمٍ يَشْتِمُونَّا هَؤُلاَءِ ، إِنَّهُمْ يَقْرَءُونَ [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ ] وَهَؤُلاَءِ الآيَاتِ مَعَ مَا يَعِيبُونَّا بِهِ فِي أَعْمَالِنَا فِي قِرَاءَتِهِمْ ، فَادْعُهُمْ فَلْيَقْرَءُوا كَمَا نَقْرَأُ ، وَلْيُؤْمِنُوا كَمَا آمَنَّا ، فَدَعَاهُمْ ، فَجَمَعَهُمْ ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلَ أَوْ يَتْرُكُوا قِرَاءَةَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ إِلاَّ مَا بَدَّلُوا مِنْهَا ، فَقَالُوا : مَا تُرِيدُونَ إِلَى ذَلِكَ دَعُونَا ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ : ابْنُوا لَنَا أُسْطُوَانَةً ثُمَّ ارْفَعُونَا إِلَيْهَا ، ثُمَّ اعْطُونَا شَيْئًا نَرْفَعُ بِهِ طَعَامَنَا وَشَرَابَنَا فَلاَ نَرِدُ عَلَيْكُمْ ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ : دَعُونَا نَسِيحُ فِي الأَرْضِ وَنَهِيمُ وَنَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُ الْوَحْشُ ، فَإِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْنَا فِي أَرْضِكُمْ فَاقْتُلُونَا ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ : ابْنُوا لَنَا دُورًا فِي الْفَيَافِي ، وَنَحْتَفِرُ الآبَارَ وَنَحْتَرِثُ الْبُقُولَ فَلاَ نَرِدُ عَلَيْكُمْ ، وَلاَ نَمُرُّ بِكُمْ ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ الْقَبَائِلِ إِلاَّ وَلَهُ حَمِيمٌ فِيهِمْ ، قَالَ : فَفَعَلُوا ذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : [ وَرَهْبَانِيَّة ً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ] [الحديد: 27] ، وَالآخَرُونَ قَالُوا : نَتَعَبَّدُ كَمَا تَعَبَّدَ فُلاَنٌ ، وَنَسِيحُ كَمَا سَاحَ فُلاَنٌ ، وَنَتَّخِذُ دُورًا كَمَا اتَّخَذَ فُلانٌ ، وَهُمْ عَلَى شِرْكِهِمْ لاَ عِلْمَ لَهُمْ بِإِيمَانِ الَّذِينَ اقْتَدَوْا بِهِ. فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ ، انْحَطَّ رَجُلٌ مِنْ صَوْمَعَتِهِ ، وَجَاءَ سَائِحٌ مِنْ سِيَاحَتِهِ ، وَصَاحِبُ الدَّيْرِ مِنْ دَيْرِهِ فَآمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ] [الحديد: 28] أَجْرَيْنِ بِإِيمَانِهِمْ بِعِيسَى وَبِالتَّوْرَاة ِ وَالإِنْجِيلِ ، وَبِإِيمَانِهِم ْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَصْدِيقِهِمْ ، قَالَ : [ يَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ] ([41]) الْقُرْآنَ ، وَاتِّبَاعَهُمْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَـالَ : ] لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ] [الحديد: 29] يَتَشَبَّهُونَ بِكُمْ ، [ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ] [الحديد:29] الآيَةَ ) . ([42])
    أقول بحول الله تعالى : فما أشبه اليوم بالبارحة ، فهؤلاء الموحدين شكاهم بعض الناس لملوكهم أنهم يكفرون الحاكم المبدل لشرع الله ، وأن هذا من أشد الشتم ، وأن الموحدين يعيبونهم في أعمال أخرى غير هذه أيضاً ، ولعل هؤلاء هم علماء السوء من اليهود والنصارى مثل اليوم حذو القذة بالقذة ، وتمعن في قول الصحابي الجليل حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لما ذكر أقواماً تشبهوا بالموحدين ببعض أعمالهم دون أن يتشبهوا بهم في إيمانهم لأنهم كانوا جاهلين كيف أنه لم يعذرهم بالجهل حيث قال : ( وَهُمْ عَلَى شِرْكِهِمْ لاَ عِلْمَ لَهُمْ بِإِيمَانِ الَّذِينَ اقْتَدَوْا بِهِ ) ، فهذا الحديث هو حديث عظيم جليل القدر فيه من الفوائد الكثيرة ، ولعل الله ييسر لنا شرحها في رسالة مستقلة في وقت قريب ، وبالله تعالى التوفيق .


    الحواشي السفلية :
    -------------------------------------------------
    ([1]) سير أعلام النبلاء (18/153) .
    ([2]) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب (3/169-170) .
    ([3]) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب (3/168-169) .
    ([4]) يقصد المكتبة العامة بالرباط والمكتبة الملكية العامرة .
    ([5]) هكذا ذكر في فهرس المكتبة ، ولعله خطأ مطبعي والصحيح أنه 1212 هـ ، فعندها يستقيم الأمر .
    ([6]) التمهيد لابن عبد البر ، مكتبة خزانة القرويين ، مخطوط رقم 774 ، ميكروفيلم رقم 396 ، فاس - المغرب ، وانظر فهرس مخطوطات خزانة القرويين لمحمد العابد الفاسي (2/409) .
    ([7]) التمهيد لابن عبد البر ، مكتبة خزانة القرويين ، مخطوط رقم 991 ، ميكروفيلم رقم 470 ، فاس - المغرب ، وانظر فهرس مخطوطات خزانة القرويين لمحمد العابد الفاسي (3/102) .
    ([8]) التمهيد لابن عبد البر ، ورقة رقم 137 ، مكتبة خزانة القرويين ، مخطوط رقم 177 ، ميكروفيلم رقم 160 ، فاس - المغرب ، وانظر فهرس مخطوطات خزانة القرويين لمحمد العابد الفاسي (1/182-183) .
    ([9]) الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة لابن حجر العسقلاني (4/62) .
    ([10]) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/175-176) .
    ([11]) الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي ، ص 55 .
    ([12]) انظر فهرس مخطوطات خزانة القرويين لمحمد العابد الفاسي (3/103-104) .
    ([13]) انظر فهرس مخطوطات خزانة القرويين لمحمد العابد الفاسي (2/480-481) .
    ([14]) انظر فهرس مخطوطات خزانة القرويين لمحمد العابد الفاسي (2/480-481) .
    ([15]) التمهيد لابن عبد البر ، مكتبة مِلَّتْ ، رقم : فيض الله أفندي 295 ، ورقة رقم : 110ب ، إستانبول – تركيا .
    ([16]) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه بلفظ : عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟ قَالَ : فَقَالَ « نَعَمْ ». قَالَ : قِيلَ : فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ ؟ قَالَ « كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ » ، فالسائل هو رجل من الصحابة ، وليس عمران بن الحصين رضي الله عنه ، كتاب القدر / باب خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله ، الطبعة السلطانية (8/48) ، ط. المكنز (حديث رقم 6907، ص1366) .
    ([17]) أخرجه الإمام أحمد في مسنده بلفظ : ( فَلأَيِّ شَيْءٍ إِذاً نَعْمَلُ إِنْ كَانَ هَذَا أَمْراً قَدْ فُرِغَ مِنْهُ ) ، مسند أحمد بتحقيق أحمد محمد شاكر ، (6/135) ، حديث رقم 6563 ، وقال عنه : إسناده صحيح .
    ([18]) صحيح مسلم ، كتاب القدر / باب خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله ، الطبعة السلطانية (8/48) ، ط. المكنز (حديث رقم 6907، ص1366) .
    ([19]) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه بلفظ : عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟ قَالَ : فَقَالَ « نَعَمْ ». قَالَ : قِيلَ : فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ ؟ قَالَ « كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ » ، فالسائل هو رجل من الصحابة ، وليس عمران بن الحصين رضي الله عنه ، كتاب القدر / باب خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله ، الطبعة السلطانية (8/48) ، ط. المكنز (حديث رقم 6907، ص1366) .
    ([20]) أخرجه الإمام أحمد في مسنده بلفظ : ( فَلأَيِّ شَيْءٍ إِذاً نَعْمَلُ إِنْ كَانَ هَذَا أَمْراً قَدْ فُرِغَ مِنْهُ ) ، مسند أحمد بتحقيق أحمد محمد شاكر ، (6/135) ، حديث رقم 6563 ، وقال عنه : إسناده صحيح .
    ([21]) التمهيد لابن عبد البر ، مكتبة مِلَّتْ ، رقم : فيض الله أفندي 295 ، ورقة رقم : 11ب-112أ ، إستانبول – تركيا .
    ([22]) صحيح مسلم ، الطبعة السلطانية (1/28) ، ط. المكنز (حديث رقم 102 ، ص 28) .
    ([23]) كيف يقول ( ثم ) والآية التي قبلها في سورة الأعراف ، والآية التالية في سورة المؤمنون ؟!
    ([24]) كيف يقول ( ثم ) والآية التي قبلها في سورة المؤمنون ، والآية التالية في سورة غافر ؟!
    ([25]) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه بلفظ « مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ » كتاب الإيمان / باب « مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ » ، ط. المكنز (حديث رقم 279 ، ص 63) ، الطبعة السلطانية (1/65) .
    ([26]) موطأ مالك ، كتاب الكلام / باب ما يكره من الكلام ، ط. المكنز (حديث رقم 1811 ، ص 528) .
    ([27]) موطأ مالك ، كتاب الكلام / باب ما يكره من الكلام ، ط. المكنز (حديث رقم 1811 ، ص 528) .
    ([28]) أخرجه البخاري في صحيحه بلفظ : « أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ . فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا » ، كتاب الأدب / باب من كفر أخاه بغير تأويل ، ط. المكنز (حديث رقم 6104 ، ص 1660) ، الطبعة السلطانية (8/26) .
    ([29]) سبق تخريجه .
    ([30]) أخرجه البخاري في صحيحه بلفظ : « إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا » ، كتاب الأدب / باب من كفر أخاه بغير تأويل ، ط. المكنز (حديث رقم 6103 ، ص 1660) ، الطبعة السلطانية (8/26) .
    ([31]) لم أجده بهذا اللفظ ، وإنما وجدت بلفظ قريب أخرجه الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلاَّ رَجَعَتْ عَلَيْهِ » (صحيح مسلم ، كتاب الإيمان / باب بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم يا كافر ، ط. المكنز ( حديث رقم 225 ، ص 54) ، الطبعة السلطانية (1/56) ) .
    ([32]) فالحديث عن تكفير المسلم بذنب لا يخرجه عن الإسلام ، وهذا رد على الخوارج الذين كفروا المسلمين بالكبيرة . فما علاقة هذا الموضوع بتكفير من فعل الشرك جاهلاً ، فالشرك الأكبر يخرج الإنسان من الإسلام حتى ولو كان فاعله جاهلاً ، إذ أغلب المشركين إنما هم الجهال ، فالشرك قرين الجهل ، والتوحيد قرين العلم .
    ([33]) لم أجده بهذا اللفظ .
    ([34]) موطأ مالك ، كتاب الكلام / باب ما يكره من الكلام ، ط. المكنز (حديث رقم 1811 ، ص 528) .
    ([35]) صحيح مسلم ، كتاب الإيمان / باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : « سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ » ، ط. المكنز (حديث رقم 230 ، ص 55) ، الطبعة السلطانية (1/57) .
    ([36]) صحيح مسلم ، كتاب الإيمان / باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : « لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ » ، ط. المكنز (حديث رقم 232 ، ص 55) ، الطبعة السلطانية (1/58) .
    ([37]) صحيح البخاري ، كتاب المحاربين / باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت ، ط. المكنز (حديث رقم 6830 ، ص 1838) ، الطبعة السلطانية (8/169) .
    ([38]) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه بلفظ « مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ » كتاب الإيمان / باب « مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ » ، ط. المكنز (حديث رقم 279 ، ص 63) ، الطبعة السلطانية (1/65) .
    ([39]) التمهيد لابن عبد البر ، مكتبة مِلَّتْ ، رقم : فيض الله أفندي 295 ، ورقة رقم : 4ب-5أ ، إستانبول – تركيا .
    ([40]) سبق تخريجه .
    ([41]) في الآية [ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ] [الحديد: 28] ، ولعله لم يذكر الواو لأنه في معرض تفسير الآية .
    ([42]) سنن النسائي ، كتاب آداب القضاة ، باب تأويل قول الله عز وجل : [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ] (المائدة: 44) ، ط. المكنز (حديث رقم 5400 ، ص 1028-1029) .

    ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    منقول من رسالة توفيق اللطيف المنان في بيان أن الشاك في الله ليس من أهل الإيمان وأن الموالي له في الحكم سيان للشيخ المهتدي بالله عبد القادر بن إسماعيل الإبراهيمي (2 / 66-91)



  4. #4

    Lightbulb رد: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    وللوقوف على صور المخطوطات الأصلية التي تحدث عنها الشيخ الإبراهيمي انظر توفيق اللطيف المنان ( 2 / 92-99) .
    ولتحميل الرسالة هذه على الرابط التالي :
    http://www.2shared.com/file/7835928/...awfiq_pdf.html
    أو
    http://www.mediafire.com/?eznrmbtj5ln


    والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    أي دس ؟؟؟؟ عجيب كيف يؤدي الاعجاب بالرأي في مسألة و عدم التأني في احتمال قولنا الصواب الخطأ...الى العناد و السير الى آخر طريق المجازفة...ولاشك عندي أننا لو جابهنا الشيخ بنقول ساداتنا المالكية عن ابن عبد البر بما نفاه لقال بدون تردد انها مدسوسة ايضا في كتب السادة ...او لم يكن لهذا الداس من شغل الا الانتقال بين القرون لدس ما يخالف رأي الشيخ في هذه المسألة فقط.؟؟؟كان الداس حين علم برأي الشيخ أعد آلة سفر في الزمن فاذا به في القرن الرابع يدس على الامام الأشعري ..ثم يطير الى القرن الخامس في الطريق و يدس على الامامين ابن عبدالبر و ابن حزم و منها يطير الى القرن الثامن فيد على الامام ابن تيمية و الامام ابن القيم و بل و كافة من نقل عنهما ..و لا يحس أحد بالدس الا الشيخ طوال هذه القرون...عجيب

  6. #6

    افتراضي رد: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    اضحكتني يا ابن الرومية اضحك الله سنك (ابتسامة)
    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
    الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

  7. #7

    افتراضي رد: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يبدوا عليك يابن الرومية أنك لم تقرأ الرد جيدا ولم تنظر في النسخ المخطوطة للتمهيد .
    أدعوا كل قارئ أن يراجع الكتاب وينظر في صور النسخ المخطوطة حتى يتبين له حقيقة الدس .

    أما قول ابن الرومية:
    ولاشك عندي أننا لو جابهنا الشيخ بنقول ساداتنا المالكية عن ابن عبد البر بما نفاه لقال بدون تردد انها مدسوسة ايضا في كتب السادة ...
    فنحن نطالبه بهذه الأقوال أن يأتينا بها ، وليس كلام دون إثبات .

    والحمد لله أولا وآخرا ، وظاهرا وباطنا .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن هشام الدمشقي مشاهدة المشاركة
    ( وهذا قول المتقدمين من العلماء ومن سلك سبيلهم من المتأخرين قال أبو عمر : هذا قول يدفعه جماعة من أهل النظر وفيه ضروب من الاعتراضات والعلل ليس هذا موضع ذكرها (ك) ) اهـ .
    ...
    إذا فلقد أثبت محقق الكتاب ما ورد في نسخة أي النسخة التركية ، وما ورد ما يضادها في نسخة ( ك ) أي النسخة التركية .
    والنسخة التركية وهي نسخة مكتبة كوبريلي بإستانبول في تركيا برقم فاضل أحمد باشا 348 ، والنص المذكور موجود في ورقة 77ب .

    : ؟؟

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    يرجى حذف ذلك وإبداله بالرمز المناسب، أو الإشارة إلى ذلك بتصويب من الأخ صاحب الموضوع.
    جزاكم الله خيرًا.

  9. #9

    افتراضي رد: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    هذه النصوص نفسها هي المثبتة في طبعة "دار الفاروق الحديثة" و هي من أحسن الطبعات حتى الآن، و قد نقد ما سبقه من الطبعات و أتى على ما لحقها من تحريف و بتر.
    و استبعاد النص و الحكم عليه بالدس أصعب ما يكون! فتنبه.
    خاصة أن ما حشدته من الأدلة لا يقوم لذلك.
    و دمتم سالمين.
    قال العلامة محمد المختار السوسي في كتابه " رجالات العلم " :" وَ المُعَاصَرَة ُتَنْفِي المُنَاصَرَة "
    alhasaniy@hotmail.fr
    مولاي أحمد بن محمد أمناي الحسني

  10. #10

    افتراضي رد: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخي الكريم الواحدي ،
    بالنسبة لـرمز صلى الله عليه وسلم حصل ذلك لأن المقصود كان ( ص ) أي نسخة ص ، فحوله برنامج المنتدى إلى رمز الصلاة والسلام ، وأشكرك على التنبيه ، لكن لا أستطيع التعديل إلا بالإشارة هنا لكي ينتبه الإخوة .

    أخي الكريم أبو العسل ،
    طبعة دار الفاروق الحديثة ، على أي مخطوطات جديدة اعتمدت ؟؟؟ هل ممكن تذكر ذلك أم أنها اعتمدت أصلا على التمهيد الطبعة المغربية كأصل ؟!!
    هل ممكن تذكر أي مخطوطة جديدة وجدت للتمهيد وخصوصا فيما يخص الجزء الذي في فيه الدس ؟؟؟!

    النص المدسوس وجد في نسختين هالكتين ، غير موثوقتين ، وفي نسختين موثقتين وجد نص مناقض ؟
    هل عرفت الآن حقيقة الدس ؟
    حفظ الله الشيخ الإبراهيمي لما يذب به عن علماءالإسلام ويكشف عوار الملبسين .

    الشيخ الإبراهيمي أثبت الدس من خلال مخطوطات أصلية ، وبعد هذا كيف تقول أن الدلائل لا تسعف . إذا كانت المخطوطات الموثقة لا تكفي فما الذي يكفي ؟
    يبدو أنك لم تراجع الموضوع وتقرأه بحيادية ، والله المستعان .

    والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    كثير من الكتب يكون لها نسختان وأكثر
    ولا شيء يمنع المصنف، بعد انتساخ الناس للنسخة الأولى، من أن يضيف إليها ويحذف منها ما يشاء
    بل أن يرى رأياً غير الأول
    ومن غير المعقول أن يُدَسَّ على الشيخ في هذا الموضع الواحد، ولا بدّ أن يوجد الدس في مواضع كثيرة من النسخة التركية
    فإن جمع الأخ عشرات النصوص المدسوسة وأوضح أنها لا توافق منهج الشيخ صار لتهمة الدس وجهاً
    وأما بمجرد الاستغراب لاختلاف النسخ في موضع واحد فلا!

    والنص الذي ارتضاه الأخ:
    وأما قوله (لئن قدر الله علي) فقد اختلف العلماء في معناه فقال منهم قائلون : هذا رجل جهل بعض صفات الله وهي القدرة ، فلم يعلم أن الله على كل شيء قدير ؛ قالوا : ومن جهل صفة من صفات الله وآمن بسائر صفاته وعرفها لم يكن بجهله بعض صفات الله كافراً ؛ قالوا : وإنما الكافر من عاند الحق لا من جهله ؛ قال أبو عمر رحمه الله : هذا قول يدفعه جماعة من أهل النظر وفيه ضروب من الاعتراضات والعلل ليس هذا موضع ذكرها )
    يدل بوضوح على أن المسألة خلافية، وليست بتلك الشناعة

    إذن:
    هناك اختلاف بين النسخ: جائز
    دسّ ثابت: لا يوجد دليل إلى الآن
    أستاذ جامعي (متقاعد ولله الحمد)

  12. #12

    افتراضي رد: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال خزانة الأدب : ( ومن غير المعقول أن يُدَسَّ على الشيخ في هذا الموضع الواحد، ولا بدّ أن يوجد الدس في مواضع كثيرة من النسخة التركية ) .
    أقول بعون الله تعالى : هذا ممكن أن يدس في موضع واحد ، لكن لم يدس في موضع واحد فقط ، بل دس في موضعين ، وحرف موضع واحد . ويبدوا عليك أنك بدأت في الاعتراض قبل قراءة المقال كاملة .
    لكن بإذن الله عز وجل أظن أنه سيكون هناك منصفين يقرؤون المقال فيعرفون حقيقة الدس بلا شك .

    والحمد لله أولا وآخرا ، وظاهرا وباطنا .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    الدسوس والتحريفات المزعومة تدور على موضوع واحد!

    ثم! لماذا (زعموا) التي أفسدت بها كلامك!
    (طبقاً لتعليمات جلالة الملك (زعموا) أيده الله (زعموا) ، ... أهداه للوزارة صديقنا الأستاذ السيد (زعموا) عبد الهادي التازي السفير السابق بالعراق جزاه الله خيراً (زعموا).

    وتنعى على المغاربة أن لا توجد عندهم نسخة من الكتاب!

    هل هذا هو الإنصاف الذي تريد إخراجنا منه لأننا لم نجد في كلامك دليلاً يقوم لدعواك!
    أستاذ جامعي (متقاعد ولله الحمد)

  14. #14

    افتراضي رد: كشف الدس على حافظ الأندلس ابن عبد البر - بالمخطوطات الأًصلية وغيرها من الأدلة ...

    أي نعم
    دس
    والله المستعان على عقل هؤلاء القوم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •