الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد.. هذه أقوال طوائف من أهل البدع في مسألة الايمان .
الطائفة الاولى : الخـوارج والمعتـزلة ، والإيمـان عنـدهم كمـا هـو عنـد أهـل السنـة والجماعة : قول وعمل واعتقاد ، إلا إنهم خالفوهم بقولهم : إن تارك بعض العمل ــ آحاده ــ أو مرتكب الكبيرة ليس في قلبه شيء من الإيمان وهو مخلد في الآخرة في النار ، واختلفوا في حكمه في الدنيا ، فقالت الخوارج : هو كافر ، وقالت المعتزلة : هو بمنزلة بين منزلتين.
الطائفة الثانية : الجهمية ، والإيمان عندهم : هو المعرفة فقط دون تصديق القلب و قـول اللسان وعمل الجوارح ، فلو لم يصدق بقلبه وينطق بلسانه ويعمل بجوارحه فهو مؤمن إذا عرف بقلبه لأن هذه الثلاثة غير داخلة في الإيمان ، ولازم ذلك عنـدهم إيمـان إبليس وفرعون وأبي جهل لأنهم عرفوا الله ، وقد سلك بعض الأشاعرة هذا المذهب بأن الإيمان هو المعرفة.
الطائفة الثالثة : الكرامية ، والإيمان عندهم : قول باللسان دون تصديـق القلب أو عمـل الجـوارح ، فمن تكلم به فهو مؤمـن كامـل الإيمـان لأن الإيمـان عندهـم لا يتبعـض ، لكنهـم لا ينكـرون وجوب التصديق بل عندهم من كان مقراً بلسانه مكذباً بقلبـه فهــو منافـق خالـد في النـار في الآخـرة ، فخالفوا أهل السنة في مسألة التصديق في الاسم ووافقوهم في الحكم .
الطائفة الرابعة : الأشاعرة ، والإيمان عندهم : مجرد تصديق القلب دون عمله وعمل الجوارح ودون قول اللسان. لكنهم يقولون : إن للإيمان لوازم إذا ذهبت دل على عدم تصديق القلب.
الطائفة الخامسة : وهم مرجئة الفقهاء ، والإيمان عندهم : قول باللسان واعتقاد بالقلب دون عمل الجوارح ، ولذا فالإيمان عندهم لا يزيد ولا ينقص.


أقوال ذوي العرفان في أن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان (22)