بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الإسلام أساس وبناء
تأمل معي اللفظة النبوية (بُنِىَ) في الحديث التالي الذي أخرجه لنا البخاري
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -
رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ »
إن لفظة بُنِىَ تدل على أن الإسلام له أساس يقوم عليه وهو يتمثل في الأركان الخمسة التي نص عليها الحديث كما تدل اللفظة على أن هذه الأركان ليست كل الإسلام لكن أساسه فقط لأن لفظة بُنِىَ مع حرف الجر على تدل على بناء قد أقيم على أساس فأركان الإسلام هي الأساس أما البناء فيتمثل في تطبيق شرع الله وسنة رسوله في كافة جوانب الحياة السلوكيات الأعمال العلاقات وغير ذلك من جوانب الحياة .والرسول صلى الله عليه وسلم طبق الإسلام أساسه وبنائه فكان المثل الأعلى في عباداته ومعاملاته صلى الله عليه وسلم
وبناء على هذا المفهوم فالناس من حيث تطبيقهم للإسلام ينقسمون عدة أقسام
القسم الأول اهتموا بالأساس فلم يقصروا في العبادات واهتموا بالبناء فكانت سيرتهم حسنة سلوكا وعملا وأولئك قال الله فيهم{الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}الرعد29
القسم الثاني اهتموا – ظاهريا – بالأساس فصلوا وصاموا ولكنهم لم يقيموا البناء فكانت سيرتهم سيئة كذبوا وخانوا وقتلوا وسرقوا وأولئك هم المفلسون كما أخبرنا عنهم رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه لنا مسلم في صحيحه
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ قَالاَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ - عَنِ الْعَلاَءِ
عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ». قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ « إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَ يَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ ».
القسم الثالث وهم الذين لم يقيموا الأساس كفرا وجحودا ولكن كانت سيرتهم حسنة وأعمالهم حسنة وأولئك قال الله فيهم { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِين َ أَعْمَالاً. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً .أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً}
فانظر أخي الكريم في أي قسم ترى نفسك