الرد المجمل على أهل التفويض والتأويل و...
بمناسبة قراءتي لبعض كتاب سيف العصري هدانا الله وإياه!
بسم الله الرحمن الرحيم
أسماء الله تعالى وأفعاله التي دلت عليها ألفاظ آيات الصفات وأحاديثها الصحيحة مما وصف الله به نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كل ذلك لم ينزله الله تعالى إلى عباده إلا ليؤمنوا بأنه تعالى متصف به حقيقة، لأنه تعالى يستحيل عليه أن يتكلم بشيء ويريد غيره ! ولأجل ذلك أنزل إليهم ما يقطع توهمهم المماثلة والمشابهة، فقال تعالى: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وقال سبحانه: ( ولم يكن له كفوا أحد ) وقال جل وعلا: ( هل تعلم له سميا ). ليقطع بذلك مادة توهم المتوهمين! وعليه، فنفي اتصاف الله تعالى بحقائق تلك الأسماء والأفعال بناء على تلك التوهمات تكذيب لخبره عن نفسه بذلك، وهو أعلم بنفسه من غيره. وكذلك تفويض علم تلك الأسماء والأفعال ( المعلومة لنا من اللفظ العربي ) إليه تعالى إنما هو هروب من إثباتها له كما أخبر، ومن توهم المماثلة ثم شرع ينزهه عنها فقد أقام دعوى على ربه تعالى بأنه أخطأ!! وأنه بذلك يصحح لله تعالى خطأه!! وأنه أعلم بالله من الله ! ومن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم!! وهذا لازم لكل من تجارت به تلك التوهمات! وضيقت عليه المسالك, وأوردته تلك المهالك!
ولذا فنحن نؤمن بأنه تعالى متصف بحقائق تلك الأسماء والأفعال على الوجه اللائق به تعالى، وعلى ضوء القاعدة الإلهية ( ليس كمثله شيء) وهذا فقط هو ما يجب علينا تفويض علمه إليه تعالى وتقدس!! ويستحيل عليه تعالى أن يمدح نفسه المقدسة بشيء يتضمن النقص أو يؤدي إليه، ومن توهم من تلك الأسماء والأفعال نقصا فلعدم التفاته إلى تلك القاعدة الإلهية، ولو وضعها في اعتباره لعلم أن ذلك (التوهم) خطيئة في حد ذاته! تجب عليه التوبة منه. لا أن يسترسل في توسيع دائرته ويؤلف في ذلك المجلدات! ويشغل نفسه والناس بما لا حاصل له! زاعما أنه بذلك ينزه الله تعالى عن تلك (التوهمات) التي هي غير واردة أصلا في حقه تعالى بعد أن نفى عن نفسه الكريمة أن يماثله شيء. هذه خلاصة ما يجب على المسلم أن يدين لله تعالى به في هذه المسألة , والله تعالى أعلم !
كتبه/ يعقوب بن حسين بن عبد الله المعولي
في: 18/ شعبان /1430هـ
الموافق: 9/8/ 2009م