تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: معنى التوحيد وانواعه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    18

    افتراضي معنى التوحيد وانواعه

    التوحيد:مصدر وحده يوحده توحيدا جعله واحدا أي فردا.

    هو أي التوحيد-ثلاثة أنواع كما علم ذلك بالاستقراء والتتبع وبعضالعلماء يجعله منقسما إلى نوعين ولا مشاحة في ذلك فالذي يجعله نوعين كالعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى وغيره يجعل توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات نوعاواحدا ويسميها توحيد المعرفة والإثبات والثاني توحيد الطلب والقصد وهو توحيدالالوهية والعبادة.


    فلا نحكم بإسلام احد حتى تجتمع فيه هذه الأنواع:
    1. توحيد الربوبية:وهو أن توحد الرب في أفعاله أي تقر وتعترف بان الله هو الخالق والرازق والمدبر والمحي والمميت والمشرع ورب كل شيء وموجده ولكن هدا الإقرار لا يكفي بل لابد من اجتماع الأنواع كلها وأيضا فانه قد يقر الشخص بجزء من أفعال الرب دون الأخرى قد يقر بان الله هو الخالق والرازق وهذا الأمر قد اقره الكفار قديما وحديثا لا خلاف بينهم أن الله تعالى هو الذي أوجدهم من العدم ورباهم بالنعم والدليل قوله تعالى)قل من يرزقكم من السماء والأرض امن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون )ويقول تعالى(لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون.قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون.سيقولون لله قل فأنى تسحرون) والله سبحانه وتعالى يعاتب الكفار في آيات كثيرة من القران بما اقروا به منان الله هو الخالق والرازق..ومع ذلك لم يفردوه بالعبادة وحده وطلبوا الرزق من غيره وذبحوا لغيره..يقول تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناءا وأنزلنا من السماء ماءا فأخرجنا به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وانتم تعلمون) أي تعلموا أنا لله تعالى هو الخالق والرازق..فاذا علمتم أن الله تعالى هو المنفرد بذلك كله فافردوه بالعبادة وحده لا شريك له لأنه هو المستحق لها دون سواه.وهذا النوع من التوحيد أنكره فئة قليلة من البشر كالدهرية وفرعون فهم لم يقروا ويعترفوا بالله سبحانه وتعالى كما قال فرعون قبلا أنا ربكم الأعلى.


    2.توحيد الالوهية: وهوتوحيد الله بأفعال العباد كالدعاءوالنذر والنحر والرجاء والخوف والرغبة والرهبة والتحاكم وغير ذلك وكل نوع من هذه الأنواع لها دليل من القران وهذا النوع من التوحيد هو الذي وقع فيه النزاع والخصومة بين الرسل عليهم السلام مع أقوامهم من نوح عليه السلام إلى محمد صلىالله عليه وسلم فأول رسول بعث إلى أهل الأرض بالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك هو نوح عليه السلام وقبله عشرة قرون من ادمعليه السلام كلهم على التوحيد حتى ظهرالشرك في قوم نوح عليه السلام لما غلوا في الصالحينكما في صحيح البخاري عن ابن عباس رضيالله عنهما في قوله تعالى (وقالوا لا تذرن الهتكم
    ولا تدرن ودا ولا سواعا ولايغوث ويعوقا و نسرا...)قال هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكواأوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلىمجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا سموهابأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلكأولئك ونسي العلم عبدت.
    فهذا أول شرك حدث في الأرض وسببه الغلو في الصالحينوالجهل بدين رب العالمين ففي الأول نصبوا إلى مجالسهم التي كانوا فيها أنصابا حتى إذا رأوا صور الصالحين تذكروا كيف كانت عبادتهم فيجتهدون بذلك هم أيضا فيالعبادة فلم تعبد في الأول ولما نسخ العلم عبدت وظنهؤلاء أن آبائهم كانوا يعبدونها كي تقربهم إلى الله زلفى كما يفعل أهل زماننا الآن بالأولياء وهكذا زين لهم الشيطان ذلك فوقعوا في الشرك والعياذ بالله فكل نبي يبعث إلى قومه يأمرهم بعبادةالله وحده لا شريك له كما قال تعالى (ولقد بعثنا في كل اأمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبواالطاغوت...)وقال(و ا ا رسلنا من قبلك من رسول إلانوحي إليه انه لا اله إلا أنا فاعبدون...) والى غير ذلك من الآيات.
    فتوحيدالالوهية هو توحيد الله وإفرادهبأفعال العباد.
    ü كالدعاء والدليل قوله تعالى (وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذينيستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنمداخرين)غافر60
    أي من أفعال الرب الرزق فكما أقررت بذلك في أفعال الرب فأقرره فيافعال
    ولا تطلب الرزق إلا من الله ولاتدعوا غير الله.


    ü النذر كما قال تعالى:(يوفون بالنذر(
    ü التحاكم كما قال تعالى (يريدونأن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروايكفروا به(
    ü النحركما قال تعالى(فصل لربك وانحر)فمن ذبح لغير اللهفانه لم يحقق هذا النوع من التوحيد لأنه لم يوحد فعله أي الذبح للهوإنما ذبح لغيرا لله.
    أحدا) الكهف110.
    ü الخوف كما قال تعالى)فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مومنين(
    ü والرغبة والرهبةوالخشوع كما قال تعالى (إنهم كانوايسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهباوكانوا لنا خاشعين.الانبياء9 0
    ü الإنابة كما قال تعالى(وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له...)الزمر54
    وغير ذلك من أنواع العبادات الظاهرة كالصلاة والزكاة ونحو ذلك و الباطنة كالمحبة والخشية ونحو ذلك كلها لله وحده لا شريك له فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو كافروالعياذ بالله لا يقبل منه أي عمل ولخطر وعظم الشرك كان الرسل أول ما يدعون إليه التوحيد ولذلك اخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا قريشا إلى التوحيد أولا لان التوحيد هو الأصل وغيره فرع عليه وإذا زال الأصل زال الفرع.


    3.توحيد الذات والأسماء والصفات:قال الله تعالى (قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا الأحد) وقال تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) وقال تعالى(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (
    النوع الثالث من أنواع التوحيد هو توحيد الذات المقدسة بأنها لا تشبه الذوات وكذلك الأسماء الحسنى والصفات العلى مما جاء في كتاب الله تعالى وصح عن رسوله صلى الله عليه وسلم.
    فأهل السنة والجماعة يثبتون ذلك لله تعالى على مايليق بجلاله وعظمته إثباتا بلا تمثيل ولا تكييف وتنزيها بلا تعطيل ولا تحريف بل يؤمنون بان الله سبحانه وتعالى( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)فنفى العيب أولا ثم اثبت الكمال لان نفي العيب قبل اثباث الكمال وكلمة شيء في الآية نكرة في سياق النفي فتعم كل شيء ليس شيء مثله أبدا عز وجل أي مخلوق وان عظم فليس مماثلا لله عز وجل لان مماثلة الناقص نقص بل إن طلب المفاضلة بين الناقص والكامل تجعله ناقصا كما قيل:

    الم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل أن السيف أمضى من العصا

    ومن صفات أهل السنة والجماعة في إثبات الصفات والأسماء أنهم لا يلحدون في أسماء الله وآياته كما قال تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذرا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)وقال تعالى(إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا(
    والإلحاد لغة الميل والجور والانحراف والإلحاد يكون في أسماء الله تعالى إما بتعطيلها أو تمثيلها أو إنكارها..ويكون في الآيات بتكذيبها أو تحريفها أو مخالفتها.

    فطريق أهل السنة والجماعة في إثبات الأسماء والصفات هي الإيمان بجميعها من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.

    قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته:


    أسماؤه أوصاف مدح كلها مشتقة قد حملت لمعان

    إياك والإلحاد فيها انه كفر معاذ الله من كفران

    وحقيقة الإلحاد فيها الميل بال ﺈشراك والتعطيل والنكران

    فالملحدون إذا ثلاث طوائف فعليهم غضب من الرحمن

    وقال أيضا رحمه الله تعالى:
    من شبه الله العظيم بخلقه فهو النسيب لمشرك نصراني

    أو عطل الرحمن من أوصافه فهو الكفور وليس ذا إيمان

    وفي آخره قال:
    وكل ما له من الصفات أثبتها في محكم الآيات

    أو صح فيما قاله الرسول فحقه التسليم والقبول

    نمرها صريحة كما أتت مع اعتقادنا لما له اقتضت

    من غير تحريف ولا تعطيل وغير تكييف ولا تمثيل

    بل قولنا قول أئمة الهدى طوبى لمن يهديهم قد اهتدى



  2. #2

    افتراضي رد: معنى التوحيد وانواعه

    بارك الله فيك الموضوع في مضمونه ممتاز غير أن هناك تعليق بسيط وهو على قولك :
    فلا نحكم بإسلام أحد حتى تجتمع فيه هذه الأنواع:
    هذا ليس صحيحا لأن الحكم بالإسلام يثبت بالنص أو التبعية أو الدلالة ، النص : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أو التبعية : كإسلام الطفل تبعا لأبويه ، ومجهول الحال في دار الإسلام تبعا لحكم الدار ، أو الدلالة : كمن رأيناه يصلي أو يحج أو من وجدناه بين صفوف العدو يميز بزي المسلمين أو الختان من علامات وأمارات ، والحكم بالإسلام يتعلق بالحكم الوضعي ويهتم به علم الفقه ولا يختص الحكم بالإسلام لكل من كان مسلما على الحقيقة فالمنافق له حكم الإسلام في الظاهر وينتفي عنه حقيقة الإسلام والتوحيد .
    أما مبحث التوحيد فهو أمر عقدي يتعلق به ما يصح به إسلام المكلف ويكون به النجاة يوم القيامة وهو عبادة الله وترك الشرك وهو إفراد الله بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •