تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: البدعة وأحكامها عند العلامة ابن باديس رحمه الله

  1. #1

    افتراضي البدعة وأحكامها عند العلامة ابن باديس رحمه الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    اخوتي الكرام : هذا بحث ماتع لشيخنا الفاضل أبي عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري حول البدعة وأحكامها عند العلامة ابن باديس أسمخ لنفسي بوضعه بين يديكم عسى أن يجيب عن بعض التساؤلات التي تثار هنا وهناك عن حقيقة موقف الامام رحمه الله من مثل هذه المسائل فانبرى له شيخنا الحبيب- زاده الله توفيقا - فجلى عن وجهه الناصع غبار السنين وعرضه على المهتمين في أبهى صورة سماء صافية ليس دونها غمام فلتتفضلوه مشكورين ...




    البدعة وأحكامها عند العلامة عبد الحميد ابن باديس الجزائري رحمه الله تعالى




    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فهذه نصوص للعلامة ابن باديس رحمه الله في بيان البدعة وأنواعها وذمها والرد على شبهات المتمسكين بها رتبناها وأضفنا اليها العناوين التي تدل على مضمونها نسأل الله أن ينفع بها




    حقيقة البدعة



    قال في الآثار (5/154) (( البدعة كل ما احدث على أنه عبادة وقربة ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فعله وكل بدعة ضلالة))


    وقال رحمه الله (1/224) ((من أبين المخالفة عن أمره صلى الله عليه وسلم وأقبحها الزيادة في العبادة التي يتعبد الله بها على ما مضى من سنته فيها واحداث محدثات على وجه العبادة في مواطن مرت عليه ولم يتعبد بمثل ذلك فيها وكلا هذين زيادة واحداث مذموم يكون مرتكبه كمن يرى أنه اهتدى الى طاعة لم يهتد اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبق الى فضيلة قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها وكفى بهذا وحده فتنة وبلاء ودع ما يجر اليه من بلايا أخرى))




    أنواع البدع



    أولا: البدع الحقيقية



    قال رحمه الله في الآثار (87/1) (( من الناس من يخترع أعمالا من عند نفسه ويتقرب بها الى الله مثل ما اخترع المشركون عبادة الاوثان بدعائها والذبح عليها والخضوع لديها وانتظار قضاء الحوائج منها وهم يعلمون أنها مخلوقة مملوكة له وانما يعبدونها-كما قالوا-لتقربهم الى الله زلفى .... وكما اخترع طوائف من المسلمين الرقص والزمر والطواف حول القبور والنذر لها والذبح عندها ونداء أصحابها وتقبيل أحجارها ونصب التوابيت عليها وحرق البخور عندها وصب العطور عليها فكل هذه اختراعات فاسدة ليست من سعي الآخرة الذي كان يسعاه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده فساعيها موزور غير مشكور))


    و قال في الآثار (5/155) (( الأوضاع الطرقية بدعة لم يعرفها السلف ومبناها كلها على الغلو في الشيخ والتحيز لأتباعه الشيخ وخدمة دار الشيخ وأولاد الشيخ الى ما هنالك من استغلال واذلال واعانة لأهل الاذلال و الاستغلال ومن تجميد للعقول واماتة للهمم وقتل للشعور وغير ذلك من الشرور))



    ثانيا : البدع الاضافية (تقييد العبادة)



    قال في الآثار (2/57) (( ان ما ورد من العبادة مقيدا بقيده يلتزم قيده وما ورد منها مطلقا يلتزم اطلاقه فالآتي بالعبادة المقيدة دون قيدها مخالف لأمر الشرع ووضعه والآتي بالعبادة المطلقة ملتزما فيها ما جعله بالتزامه كالقيد مخالف كذلك لأمر الشرع ووضعه وهو أصل في جميع العبادات ))


    ومنه قال رحمه الله عن تقييد زيارة القبور في وقت معين (3/235) (( وكذلك التوامها في وقت مخصوص بشكل مخصوص كما تلتزم الطاعات التي فرضها الشارع وجعل لها أوقاتا فان هذا ليس مما يتسع له صدر الدين ولا مما كان في عهد السلف الصالحين ولاسيما مع التكلف الذي كثر من يرتكبه بالزام وبغير الزام ))



    أحكام البدعة



    أولا : البدعة غير مقبولة



    قال رحمه الله في الآثار (1/370) (( مرجع الاسلام في أصوله وفروعه الى القرآن وهو وحي من الله والى السنة النبوية وهي وحي أيضا لقوله تعالى (( وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى )) وكل دليل من أدلة الشريعة فانه يرجع الى هذين الأصلين ولا يقبل الا اذا قبلاه ودلا عليه وكل شئ ينسب الى الاسلام ولا أصل له فيهما فهو مردود على قائله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) ))



    ثانيا : البدعة كلها ضلالة وصاحبها آثم



    قال رحمه الله في الآثار (3/275) (( ان الذي ابتدع مثل هذه البدعة التي هي تقرب فيما لم يكن قربة كأنه يرى أن طاعة الله تنقث هذه الشريعة فهو يستدركها وأن محمدا صلى الله عليه وسلم خفيت عليه قربة هو اهتدى اليها أو لم تخف عليه ولكنه كتمها وهذه كلها مهلكات لصاحبها فلا يكون ما أوقعه فيها من ابتداع تلك التييحسبها قربة الا محرما وقد قال مالك فيما سمعه منه ابن الماجشون (( من ابتدع في الاسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول (( اليوم أكملت لكم دينكم )) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا)) وهذا من جهة النظر المؤيد بكلام مالك وأما من جهة الأثر فقد جاء في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته (( أما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)) وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهمشيئا ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )) ووجه الدليل من الحديثين أنه سمى في الحديث الأول البدعة شرا وضلالا فعم ولم يخص وأثبت الاثم لمرتكب الضلالة والداعي اليها والاثم لا يكون الا في الحرام فيكون النظر هكذا كل بدعة ضلالة وكل ضلالة يؤثم صاحبها فكل بدعة يؤثم صاحبها وكل ما يؤثم عليه فهو حرام فكل بدعة حرام ))



    ثالثا : المبتدع لا يستحق أن يقتدى به



    قال رحمه الله في الآثار (320/1) (( فالذين أحدثوا في الدين مالم يعرفه السلف الصالح لم يقتدوا بمن قبلهم فليسوا أهلا لأن يقتدي بهم من بعدهم فكل من اخترع في الدين ما لم يعرفه السلف الصالح فهو ساقط عن رتبة الامامة ))



    شبهات أهل البدع



    أولا : قولهم أين الدليل على البدعية ؟



    قال رحمه الله (295/3) (( الاستدلال بترك النبي صلى الله عليه وسلم أصل عظيم في الدين والعمل النبوي دائر بين الفعل والترك ولهذا تكلم علماء الأصول على تركه كما تكلموا على فعله وقد ذكرنا جملة من كلامهم فيما قدمنا غير أن تقرير هذا الأصل الذي يهدم بدعا كثيرة من فعل ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم مما يتأكد مزيد تثبيته وبيانه اذ بالغفلة عنه ارتكبت بدع وزيدت زيادات ليست مما زيدت عليه في شئ ))


    وقال رحمه الله في حكم قراءة القرآن على الموتى عند الاحتضار وعند الدفن وبعده (3/273) (( واذا كان ترك القراءة هو السنة فالقراءة قطعا بدعة اذ ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من القربات ففعله سنة وما تركه مما يحسب قربة مع وجود سببه فتركه هو السنة وفعله قطعا بدعة


    والقراءة في هذه المواطن الثلاثة التي حسب أنها قربة قد وجد سببها في زمنه فمات الناس وشيع جنائزهم وحضر دفنهم ولم يفعل هذا الذي حسب اليوم قربة ومن المستحيل شرعا أن يترك قربة مع وجود سببها بين يديه ثم يهتدي اليها من يجئ من بعده ويسبق هو الى قربة فاتت محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح من أمته ولا يكون الاقدام على احداث شئ للتقرب به مع ترك النبي صلى الله عليه وسلم له مع وجود سببه الا افتئاتا عليه وتشريعا من بعده وادعاء ضمنيا للتفوق عليه في معرفة ما يتقرب به والحرص عليه والهداية اليه فلن يكون فعل ما تركه والحالة ما ذكر من المباحات أبدا بل لا يكون الا من البدع والمنكرات ))



    ثانيا : الاستدلال بحديث السنة الحسنة



    قال (1/386) ((علمنا أن المراد بمن سن سنة حسنة هو من ابتدأ طريقا من الخير في أعمال البر والاحسان وما ينفع الناس في شؤون الحياة ولا يشمل ذلك ما يحدثه المحدثون من البدع في العبادات من الزيادات والاختراعات اذ الزيادة على ما وضعه الشرع من العبادات افتئات عليه واستنقاص له وهذه هي البدعة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم ((كل بدعة ضلالة)) ))



    ثالثا : قولهم نيتنا حسنة



    قال (2/65-66) (( وكثيرا ما يرتكبون البدع كدعاء المخلوقات وكالحج الى الأضرحة وايقاد الشموع عليها والنذر لها وضرب الدف في بيوت الله وغير هذا من أنواع البدع والمنكرات ويتوكئون في ذلك كله على (( انما الأعمال بالنيات))


    كلا .. ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب فان البدع كلها من قسم المخالفات والمخالفات لا تنقلب طاعات بالنيات ))



    رابعا : قولهم نحن نتبع الامام مالكا



    قال ردا على أحدهم (2/238) (( ثم يقول (نحن مالكيون) ومن ينازع في هذا وما يقرئ علماء الجمعية الا فقه مالك وياليت الناس كانوا مالكية حقيقة اذا لطرحوا كل بدعة وضلالة فقد كان مالك كثيرا ما ينشد :


    وخير الأمور ما كان سنة .. .. وشر الأمور المحدثات البدائع ))



    خامسا : قولهم جرى عليها عمل الناس



    قال رحمه الله (3/248) (( ما يجري به عمل الناس ينقسم الى قسمين قسم المعاملات وقسم العبادات وقسم المعاملات هو الذي يتسع النظر فيه للمصلحة والقياس والأعراف وهو الذي تجب توسعته على الناس بسعة مدارك الفقه وأقوال الأئمة والاعتبارات المتقدمة وفي هذا القسم جاء كلام أبي سعيد هذا وغيره وفيه نقله الفقهاء أوما تراه كيف يعبر بالعرف والعادة ؟


    وأما قسم العبادات فانه محدود لا يزاد عليه ولا ينقص منه فلا يقبل منه الا ماثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يتقرب الا بما تقرب به وعلى الوجه الذي كان تقربه به ومن نقص فقد أخل ومن زاد فقد ابتدع وشرع وذلك هو الظلام والضلال ))



    الحجة في الكتاب والسنة وهدي السلف



    قال في الرد على أحد الطرقيين (5/108) (( لما كتبناه في الجزء الماضي في تحقيق العبادة الشرعية تحرينا الاستدلال بالكتاب والسنة وهدي الصحابة لأن المسألة مسألة دينية وهذه هي مآخذها ولأنها جرى فيها خلاف والله تعالى يقول : (( فان تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) (النساء 95)


    فقال أحد الكاتبين في جريدة أتى البيوت من ظهورها فسمى استدلالنا بالكتاب والسنة وهدي الصحابة اتيانا للبيوت من ظهورها وهي كلمة مصادمة للآية القطعية المتقدمة وغيرها ولعل الكاتب لم يتفهمها ولم يدر ما مقتضاها والا فما كان لمسلم أن يقولها ثم اذا كان الكتاب والسنة وهدي سادات الأمة ظهورا للبيوت فما هي يا صوفي الزمان أبوابها ))



    محاربة البدع من ركائز الدعوة



    قال رحمه الله في الآثار (5/571) (( ونحارب على الخصوص البدع التي أدخلت على الدين الذي هو قوام الاخلاص فأفسدته وعاد وبال ذلك الفساد علينا وتأخرنا من حيث يكون تقدمنا وسقطنا بما لا نرتفخ الا به ))



    .............................. ..............................


    تنبيه :


    1- أصل الموضوع مطوية من سلسلة في طريق الاصلاح رقم 48 لم يسجل عليها اسم الناشر بل غاية ما يوجد عليها هو عنوان السلسلة مع رقم الهاتف النقال


    2- (نون) شيخنا هي (نون) المحبة وليست (نون) التلمذة وان كنت ممن يتابع دروس الشيخ ومؤلفاته


    3- ما يمكن أن تقع عليه عين القارئ من أخطاء املائية فهي من كسب أخيكم ولا علاقة للشيخ -حفظه الله - بها و شكرا
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  2. #2

    افتراضي رد: البدعة وأحكامها عند العلامة ابن باديس رحمه الله

    للفائدة وشكرا
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  3. #3

    افتراضي رد: البدعة وأحكامها عند العلامة ابن باديس رحمه الله


    بارك الله فيك، ورحم الله الشيخ ابن باديس

  4. #4

    افتراضي رد: البدعة وأحكامها عند العلامة ابن باديس رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم الجزائري مشاهدة المشاركة

    بارك الله فيك، ورحم الله الشيخ ابن باديس
    أحسن الله اليك أخي ابراهيم وقد وقفت اليوم صباحا أي 26-جوان-2009 على المقال منشورا على موقع منار الجزائر مع بحث آخر لشيخنا الكريم حول : الشرك ومظاهره عند العلامة عبد الحميد بن باديس الجزائري وهذا بعد نسخي للموضوع قبل نشره هناك فاليكم الرابط الجديد والله ولي التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    البدعة وأحكامها عند العلامة عبد الحميد بن باديس الجزائري رحمه الله
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •