المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقدادي
الحمدلله و بعد
الحركة ليست صفة ثابتة لله تعالى بل من أثبتها فقد غلط و ليس في الكتاب و السنة إثبات هذه الصفة , و الصفات توقيفية لا تقال بالرأي أو بالإستحسان أو باللازم .
فلم يرد هذا اللفظ في الكتاب و السنة نفيا أو إثباتا , و نحن نقف عند النصوص لا نتجاوزها و نفصّل في المعنى فإن كان حقا قبلناه وان كان باطلا رددناه , و قد صنف بعض المحدّثين في إثبات الحركة ورواه
عن الامام أحمد من وجوه كلها ضعيفة لا يثبت عنه منها شيء كما نص عليه الحافظ ابن رجب و قبله نبّه على ضعف هذه الأسانيد شيخ الإسلام رحمه الله و بيّن ان أسانيد هذا القول مظلمة
و كلام الإمام الدارمي رحمه الله ليس وحياً من الله تعالى و لا هو بالمعصوم , و كلامه جاء في مقابلة من زعم ان الله تعالى لا يفعل , فقابل الدارمي نفي الفعل بإثبات الحركة
و قد حقق شيخ الإسلام ابن تيمية المسألة فخلص الى ان جماعة من أهل العلم أثبتوا الحركة على معنى الفعل , و منهم من توقف في اللفظ و هو الأحسن و الأحكم
وهذا تفصيل كنت قد ذكرته في مناقشة سابقة :
http://majles.alukah.net/showpost.ph...8&postcount=10
وهذا الكلام ذكره بنحوه الإمام المحقق ابن القيم في صواعقه فليُراجع
أما ما جاء عن الامام أحمد فلا يصح كما ذكرتُ أعلاه و الألفاظ ألفاظ حرب لا ألفاظ الإمام أحمد و هو رحمه الله بعيد عن إثبات ما لم يأت في الكتاب أو السنة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الاستقامة (76-79):
"وكذلك لفظ الحركة أثبته طوائف من أهل السنة والحديث وهو الذي ذكره حرب بن اسماعيل الكرماني في السنة التي حكاها عن الشيوخ الذين أدركهم كالحميدي وأحمد بن حنبل وسعيد بن منصور واسحاق بن إبراهيم ....
ونفاه طوائف منهم أبو الحسن التميمي وأبو سليمان الخطابي ....
والمنصوص عن الإمام أحمد إنكار نفي ذلك
ولم يثبت عنه إثبات لفظ الحركة وإن أثبت أنواعا قد يدرجها المثبت في جنس الحركة....
وقد نقل عنه في رسالة عنه إثبات لفظ الحركة مثل مافي العقيدة التي كتبها حرب بن إسماعيل وليست هذه العقيدة ثابتة عن الإمام أحمد بألفاظها
فإني تأملت لها ثلاثة أسانيد مظلمة برجال مجاهيل والألفاظ هي ألفاظ حرب بن إسماعيل لا ألفاظ الإمام أحمد ولم يذكرها المعنيون بجمع كلام الإمام أحمد كأبي بكر الخلال في كتاب السنة وغيره من العراقيين العالمين بكتاب أحمد ولارواها المعروفون بنقل كلام الإمام لاسيما مثل هذه الرسالة الكبيرة وإن كانت راجت على كثير من المتأخرين"ا.هـ
و قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه "فتح الباري شرح صحيح البخاري"(6/533):
"أهل الحديث في النـزول على ثلاث فرق:
فرقة منهم تجعل النـزول من الأفعال الاختيارية التي يفعلها الله بمشيئته وقدرته وهو المروي عن ابن المبارك ونعيم بن حماد وإسحاق بن راهويه وعثمان الدارمي
وهو قول طائفة من أصحابنا ومنهم : من يصرح بلوازم ذلك من
إثبات الحركة .
وقد صنف بعض المحدثين المتأخرين من أصحابنا مصنفاً في إثبات ذلك ورواه
عن الامام أحمد من وجوه كلها ضعيفة لا يثبت عنه منها شيء"ا.هـ.
و الأمر كما قال شيخ الإسلام في مسألة الحركة في موضعه من الفتاوى
( والأحسن في هذا الباب مراعاة ألفاظ النصوص فيثبت ما أثبته الله ورسوله باللفظ الذي أثبته، وينفي ما نفاه الله ورسوله كما نفاه وهو أن يثبت النزول والإتيان والمجيء، وينفي المثل، والسمي، والكفؤ، والند ) اهـ
هذا هو الأسلم و الأحسن و الأحكم و الله تعالى أعلم