الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
الكرسي :
هو موضع قدمي الرب عز وجل ؛ وهو بين يدي العرش كالمقدمة له ؛ وقد صح ذلك عن ابن عباس موقوفا ، ومثل هذا له حكم الرفع ؛ لأنه لا مجال للاجتهاد فيه . وما قيل من أن ابن عباس يأخذ عن بني إسرائيل فلا صحة له ؛ بل الذي صح عنه في البخاري – كتاب الاعتصام بالسنة – أنه كان ينهى عن الأخذ عن بني إسرائيل .
وأهل السنة على أن الكرسي موضع قدمي الرب ؛ وجزم بهذا شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم ، وغيرهما . بل عامة أهل السنة والجماعة على هذا القول .
مسألة : قيل الكرسي هو العرش ؟
الجواب :
هذا لا يصح ؛ فإن العرش أعظم ، وأوسع من الكرسي ، وأبلغ إحاطة منه .
ولا تصح الرواية عن ابن عباس من أن كرسيه هو علمه ؛ لأنه لا يعرف في لغة العرب هذا المعنى ، ولا في الحقيقة الشرعية ؛ فهو بعيد جدا من أن يصح عن ابن عباس .
هذا ملخص قول العلامة ابن عثيمين – رحمه الله –
وقال سماحة الشيخ ابن باز في شرحه على الطحاوية شريط 14/ب ما ملخصه :
( الكرسي الله أعلم بصفته وكيفيته ، وهو مخلوق عظيم دون العرش . وقال جماعة إنه العرش والصحيح عند أهل السنة والجماعة أنه غير العرش .
وسأله سائل : ولا يثبت أنه موضع القدمين ؟
فأجاب : يحتاج إلى دليل ، الجزم بأنه موضع القدمين محل نظر .
وسئل أيضا :
هل يكفي هذا الأثر عن ابن عباس وهذه الآثار في إثبات أن الكرسي موضع القدمين ؟
فأجاب : لا ، الذي اعتقد أنه ما يكفي لأن هذا ليس بصحيح ولا صريح عن النبي صلى الله عليه وسلم . وأما قول ابن عباس هذا فلا يكفي لأنها في صفات الله جل وعلا ، ما يكفي فيها إلا نص من القرآن أو السنة . ثم قول ابن عباس محتمل أن يكون مما قاله سامعا له من النبي صلى الله عليه وسلم ، ويحتمل أنه مما تلقاه عن بني إسرائيل . أ . هـ