تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تناقضات الأشعرية (1) : قول الرازي بأن الله لا يقبح منه شيء ........

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    64

    افتراضي تناقضات الأشعرية (1) : قول الرازي بأن الله لا يقبح منه شيء ........

    تناقضات الأشعرية (1) : قول الرازي بأن الله لا يقبح منه شيء ، وإثباته قبح أن يخاطب الله الناس بما لا يفهمون معناه
    قال الفيلسوف المتكلم الأصولي أبو عبد الله محمد بن عمر الرزاي المعروف بابن خطيب الري ، المتوفى سنة 606هـ ، أحد أساطين الأشعرية وعمدة المتأخرين منهم ، رحمه الله تعالى في كتابه المحصول في أصول الفقه (1/385-386) في الفصل الأول : " الباب التاسع : في كيفية الاستدلال بخطاب الله وخطاب رسوله صلى الله عليه و سلم على الأحكام .
    وفيه مسائل : المسألة الأولى : في أنه لا يجوز أن يتكلم الله تعالى بشيء ولا يعني به شيئاً .
    والخلافُ فيه مع الحشويَّةِ .
    لنا وجهان : أحدهما : أن التكلم بما لا يفيد شيئاً هذيان ، وهو نقص ، والنقص على الله تعالى محال .
    وثانيها : أن الله تعالى وصف القرآن بكونه هدى وشفاء وبياناً وذلك لا يحصل بما لا يفهم معناه " .
    قال مقيده عفا الله عنه : أراد الرازي هنا الرد على أهل السنة المثبتين لصفات الله تعالى ، وسماهم حشوية ، كما هو عادة المبتدعة في التشنيع على أهل السنة ،كما قال الإمام المحدث أبو حاتم الرازي رحمه الله تعالى أحد أئمة أهل الحديث : " علامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية " كما ذكره الذهبي في العلو ص190 .
    وما ذكره ابن الخطيب محتجاً عليهم به راجع إلى فهمه مذهبهم ، إذ ظن أن التفويض هو مذهبهم ، إذ هم عنده لا يفهمون من نصوص الصفات شيئاً .
    قال شيخ الإسلام علم الأعلام مفتي الفرق تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني ، الشهير بابن تيمية وشيخ الإسلام ، رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية ضمن مجموع الفتاوى (5/9) : " هؤلاء إنَّمَا أُتُوْا مِنْ حَيْثُ ظَنُّوا : أَنَّ طَرِيقَةَ السَّلَفِ هِيَ مُجَرَّدُ الْإِيمَانِ بِأَلْفَاظِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ مِنْ غَيْرِ فِقْهٍ لِذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّيِّينَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ : وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلَّا أَمَانِيَّ " .
    وقد وقع الرازي هنا في غلط وتناقض ، أما الغلط فهو في تصويره المسألة بقوله : " لا يجوز أن يتكلم الله تعالى بشيء ولا يعني به شيئاً " ، قال شيخ الإسلام في الإكليل في المتشابه والتأويل ضمن مجموع الفتاوى (13/286) بعد أن قال : " الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ لَمْ يَمْتَنِعْ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، وَلَا قَالَ هَذِهِ مِنْ الْمُتَشَابِهِ الَّذِي لَا يُعْلَمُ مَعْنَاهُ وَلَا قَالَ قَطُّ أَحَدٌ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَلَا مِنْ الْأَئِمَّةِ الْمَتْبُوعِينَ : إنَّ فِي الْقُرْآنِ آيَاتٍ لَا يَعْلَمُ مَعْنَاهَا وَلَا يَفْهَمُهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَا أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ جَمِيعُهُمْ ، وَإِنَّمَا قَدْ يَنْفُونَ عِلْمَ بَعْضِ ذَلِكَ عَنْ بَعْضِ النَّاسِ ، وَهَذَا لَا رَيْبَ فِيهِ .
    وَإِنَّمَا وَضَعَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ الْمُتَأَخِّرُو نَ مِنْ الطَّوَائِفِ بِسَبَبِ الْكَلَامِ فِي آيَاتِ الصِّفَاتِ وَآيَاتِ الْقَدَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ . فَلَقَّبُوهَا : " هَلْ يَجُوزُ أَنْ يَشْتَمِلَ الْقُرْآنُ عَلَى مَا لَا يُعْلَمُ مَعْنَاهُ " . وَمَا " تَعَبَّدْنَا بِتِلَاوَةِ حُرُوفِهِ بِلَا فَهْمٍ " " وَمِنْ الْمُتَأَخِّرِي نَ مَنْ وَضَعَ الْمَسْأَلَةَ بِلَقَبِ شَنِيعٍ " - وهو يعني به الرازي كما صرح في موضع آخر - ، قال : " وَهَذَا لَمْ يَقُلْهُ مُسْلِمٌ إنَّ اللَّهَ يَتَكَلَّمُ بِمَا لَا مَعْنَى لَهُ . وَإِنَّمَا النِّزَاعُ هَلْ يَتَكَلَّمُ بِمَا لَا يُفْهَمُ مَعْنَاهُ ؟ وَبَيْنَ نَفْيِ الْمَعْنَى عِنْدَ الْمُتَكَلِّمِ وَنَفْيِ الْفَهْمِ عِنْدَ الْمُخَاطَبِ بَوْنٌ عَظِيمٌ " .
    أما التناقض – وهو المقصود هنا – فهو في تعليله لمذهبه في نفي ذلك بقوله : " أن التكلم بما لا يفيد شيئاً هذيان ، وهو نقص ، والنقص على الله تعالى محال " ، وهذا يناقض قاعدته في نفي التحسين والتقبيح العقليين .
    قال الإمام الأصولي شهاب الدين القرافي رحمه الله تعالى في نفائس الأصول في شرح المحصول (3/ 1044-1045) متعقباً كلام الرازي : " قلنا : مذهب أهل الحق أن الله تعالى لا يجب تعليل أفعاله ولا أحكامه بالأغراض ، ولا يجب على الله تعالى رعاية مصلحة ولا درء مفسدة ، وإنما تصح هذه الدعوى على قاعدة المعتزلة في الحسن والقبح " .
    وقال شيخ الإسلام : " احْتَجَّ - أي : الرازي - بِمَا لَا يَجْرِي عَلَى أَصْلِهِ ، وَعِنْدَهُ أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْبُحُ مِنْهُ شَيْءٌ أَصْلًا ، بَلْ يَجُوزُ أَنْ يَفْعَلَ كُلَّ شَيْءٍ ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَقُولَ : الْعَبَثُ صِفَةُ نَقْصٍ فَهُوَ مُنْتَفٍ عَنْهُ ؛ لِأَنَّ النِّزَاعَ فِي الْحُرُوفِ وَهِيَ عِنْدَهُ مَخْلُوقَةٌ مِنْ جُمْلَةِ الْأَفْعَالِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَشْتَمِلَ الْفِعْلُ عِنْدَهُ عَلَى كُلِّ صِفَةٍ .
    فَلَا نَقْلٌ صَحِيحٌ وَلَا عَقْلٌ صَرِيحٌ " .
    قال مقيده عفا الله عنه : رغم وضوح هذا التناقض ، وتنبيه القرافي وهو إمام من أئمة الأشعرية عليه ، فإن بعض جهلة الأشاعرة من المتأخرين لا يزال يقرر هذا في ترجيح مذهب التأويل على التفويض ، كما في نظم الفرائد وجمع الفوائد في بيان المسائل التي وقع الخلاف فيها بين الماتريدية والأشعرية في العقائد ص203 معزواً لمشايخ الأشاعرة .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    25

    افتراضي رد: تناقضات الأشعرية (1) : قول الرازي بأن الله لا يقبح منه شيء ........

    سبحان الله
    وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم
    وصدق من قال ( أسمع جعجعة ولا أرى طحنا ) وإذا كان كتابك على هذا المنوال من الجهل والتحريف فلا حاجة بنا إلى مطالعته
    وهذا بيان للجهالات الموجودة في الموضوع أعلاه


    قولك ( أراد الرازي الرد على أهل السنة المثبتين للصفات وسماهم حشوية )

    فيه أمران :
    الأول : وهل الرازي من أهل البدعة والضلالة ؟ لعمر الله : إن لم يكن هو من أئمة أهل السنة والجماعة فليس للسنة والجماعة إمام !
    الثاني : لازم قولك أن من سميتهم أهل السنة والجماعة يثبتون أن الله تعالى يتكلم بشيء ولا يعني به شيئا ، فتأمل ولا تتسرع ! ( تزببَ قبل أن يتحصرم )


    قولك ( كما هو عادة المبتدعة في التشنيع على أهل السنة ... إلخ )

    كنا في واد وصرنا في واد آخر ، وهذا إن دل فيدل على أن الأخ شأنه في كتابه تسويد الصفحات ، لا غير !


    قولك ( إذ ظن التفويض مذهبهم ، إذ هم عنده لا يفهمون من نصوص الصفات شيئا )

    هذا إلا جهل وافتراء !
    أين تجد عن الفخر الرازي أنه يقول : إن السلف كانوا يقرؤون نصوصا لا يفهمون معناها ؟
    أطالبك بأن تأتي لي بكلام عنه في هذا وإلا ...


    قولك ( وقع الرازي في غلط وتناقض ، أما الغلط فهو في تصويره المسألأة بقوله " لا يجوز أن يتكلم الله تعالى بشيء ولا يعني به شيئا " ) ثم أوردت كلام ابن تيمية .

    ما علاقة كلام الرازي بكلام ابن تيمية ؟
    الرازي يتحدث عن أحكام الله تعالى عموما وهل يجوز أن يأمر بشيء أو ينهى عن شيء لا يفهم عنه ؟
    ولم يذكر القرآن بشيء ! فذهبت أنت وأتيت بكلام ابن تيمية في مسألة مختلفة تماما عما أراده الفخر الرازي هنا !! وحينئذ فمن أُتي في فهمه هو أنت !!!


    قولك ( أما التناقض فهو في تعليله لمذهبه في نفي ذلك بقوله " إن التكلم بما لا يفيد شيئا هذيان وهو نقص ... " وهذا يناقض قاعدته في نفي التحسين والتقبيح العقليين )

    أعود فأقول : كلام الفخر الرازي في أحكام الله تعالى : وأنه إذا أمر بشيء أو نهى عنه فلا يجوز أن يكون غير مفهوم المعنى ، فلا علاقة له بمسألة التحسين والتقبيح مطلقا !
    على أنه قد يقال : إن الرد لا تحتاج أن تكون مقعتنعا به قائلا للازمه ! بل يكفي أن ترد كلام الخصم بأي حجة كانت !

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •