خبر الواحد يفيد العلم في مواضع:

1-خبر من قام الدليل القطعي على صدقه، وهو خبر الواحد القهار جل وعلا، وخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل ما يخبر به.

2-خبر الواحد بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يصدقه كخبر الحبر الذي أخبر بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله يضع السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- تعجبًا وتصديقًا له.

الأخبار المقبولة في باب الأمور الخبرية العلمية أربعة أقسام:

1-الأخبار المتواترة لفظًا ومعنى.

2-الأخبار المتواترة معنى لا لفظًا.

3-الأخبار المستفيضة المتلقاة بالقبول بين الأمة.

4-أخبار الآحاد المروية بنقل العَدْل الضابط عن العدل الضابط عن مثله حتى تنتهي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ومثال القسمين الأولين: الأخبار الواردة في عذاب القبر، والشفاعة والحوض، ورؤية الرب تعالى، وتكليمه عباده يوم القيامة ، وأحاديث علوه فوق سماواته على عرشه، وأحاديث إثبات العرش، والأحاديث الواردة في إثبات المعاد، والجنة والنار، ونحو ذلك مما يعلم بالاضطرار أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- جاء به كما يعلم بالاضطرار أنه جاء بالتوحيد، وفرائض الإسلام وأركانه، وجاء بإثبات الصفات للرب سبحانه وتعالى، فإنه ما من باب من هذه الأبواب إلا وقد تواتر فيه المعنى المقصود عن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- تواترًا معنويًّا، فهي تفيد العلم واليقين، وهذا العلم ضروري ، وقيل: نظري .

وقال أيضا: فصل: في الاحتجاج بالأحاديث النبوية على الصفات المقدسة العلية وكسر طاغوت أهل التعطيل الذين قالوا لا يحتج بكلام النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- على شيء من صفات ذي الجلال والإكرام .

قالوا: الأخبار قسمان متواتر، وآحاد، فالمتواتر:

المتواتر وإن كان قطعي السند، لكنه غير قطعي الدلالة، فإن الدلالة اللفظية لا تفيد اليقين، وبهذا قدحوا في دلالة القرآن على الصفات.

والآحاد لا تفيد العلم:

فسدّوا على القلوب معرفة الرب تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله من جهة النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وأحالوا الناس على قضايا وهمية، ومقدمات خيالية، سموها قواطع عقلية، وبراهين يقينية، وهي في التحقيق كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ حديث: المستبَّان ما قالا فعلى البادي منهما ما لم يعتد المظلوم رواه مسلم .

ومعناه: المستبان على ما قالا، فعلى البادي منهما الإثم، والمقتص الذي رد السبة لا إثم عليه، لأنه مظلوم، ما لم يعتد المظلوم بتكرار السبة، أو بزيادة سبة أخرى، كأن يقول البادي: لعنك الله، فيقول المظلوم: لعنك الله أنت فهذا قصاص، فإذا زاد كان اعتداءً، كأن يقول له: لعنك الله لعنك الله - فيكرر، أو يقول: لعنك الله وأخزاك.

حديث: لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم .

هذا يدل على قدرة الله العظيمة وحكمته البالغة في التصرف في خلقه، هذا يذنب ويتوب فيغفر له، وهذا يذنب فلا يتوب، وهذا غني وهذا فقير، وهذا عالم وهذا جاهل، وهذا كريم وهذا بخيل، وهذا من دلائل قدرة الله وإلا لكان عاجزًا.

في الحديث الصحيح مِن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه المسلم .

معنى الحديث - الربا: الزيادة، أخذاً من المعنى اللغوي، والمعنى: إن أشد الربا غيبة المسلم، سمى الغيبة ربا لأنها زيادة على ما شرع الله، وليس الربا خاصًّا بالبيع والشراء، والحديث فيه التحذير من الغيبة وأنها من كبائر الذنوب ومن أشد المحرمات، + ومعنى أن مِن أربى الربى أي: من أربى الربا.

حديث (تخلقوا بأخلاق الله): موضوع قاله شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية ص 527 ح2.

إذا اختلف العلماء في وصل الحديث وإرساله، قدم الواصل على المرسل ( الذي حذف اسم الصحابي )؛ لأن الواصل معه زيادة عِلم خفيت على المرسل، وزيادة الثقة مقبولة في وصل الحديث وغيره، كزيادة لفظة..

وذهب بعض العلماء إلى تقديم الأحفظ والأكثر، منهم الترمذي .

لكن القول الأول هو الموافق للقواعد والأصول.

عتاب بن أسيد ضبطه ( أَسِيد ) بفتح الهمزة وكسر السين، مُكبَّرًا، وكان واليًا على مكة وتوفي قريبًا من وفاة أبي بكر .

وأما حضير بن أُسيد فهو بضم الهمزة وفتح السين مصغرا، وكذلك غيره فإنهم بالتصغير.

قوله في بعض الأسانيد: ( عن قتادة عن الحسن إن شاء الله ) هذا شك في سماع قتادة من الحسن فالسند مشكوك فيه.

تصحيح ابن الجارود كتصحيح الترمذي وابن حبان والحاكم فيه نظر، ويحتاج إلى تأمل، كلها خاضعة للنقد.

بشير بن سعد وبشير بن كعب كلاهما بالتصغير ( بُشَيْر ) وما عداهما فهو ( بَشير ) مُكبرًا، مثل بشير بن نهيك .

ليس في الصحيحين حديث ينتقد، اللهم إلا في بعض الألفاظ في بعض الأحاديث، كحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن كعب الأحبار أن الله خلق السماوات والأرض في سبعة أيام .

وهذا باطل مخالف للقرآن الكريم: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ومخالف للأحاديث الصحيحة التي فيها: إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، أولها الأحد وآخرها الجمعة .

وقد حصل في هذا الحديث وهم في رفعه للنبي -صلى الله عليه وسلم-، والصواب أنه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن كعب الأحبار وليس مرفوعًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.