تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: لئلا ننحرف في تعيين الفكر المنحرف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    211

    افتراضي لئلا ننحرف في تعيين الفكر المنحرف

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يقول شيخ الإسلام ابن القيم الجوزية رحمه الله:
    وكلّ من أَصّل أصلاً لم يؤصّله الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - قادَه قسْرً إلى ردّ السنة وتحريفها عن مواضعها، فلذلك لم يؤصّل حزب الله ورسوله أصلاً غير ما جاء به الرسول، فهو أصلهم الذي عليه يُعَوّلون، وجنتهم التي إليها يرجعون.أهـ
    [شفاء العليل ص10 ط دار الفكر]

    هذه قاعدة عامة في كل مخالف للسنة وأهلها وإن كان من المنتسبين إليها , فمن أصّل القواعد وفصّل المسائل بحجج عقلية باطلة معارضاً للنصوص النقلية الواضحة لا بد له من رد السنة وتحريفها عن مواضعها.

    وهذا متفق عليه بين العقلاء من أهل السنة والجماعة ولكن عند التعيين وتطبيق هذه القاعدة بشكل عملي , تطير العقول وتتهيب النفوس لئلا تقع في الصاحب القريب ولو كان في معيار الحق بعيد.


    فأهل السنة لا يفرقون فالسنة عندهم أعز عليهم من الدنيا وما فيها ولذلك تجدهم قد أوردوا المسح على الخفين في كتب العقيدة ووالوا وعادوا عليها , فكيف نغض الطرف عن بني جلدتنا وهم أصبحوا يخالفون في أصل العقيدة والله المستعان !!؟

    فلعمري ما بال أقوام يشنون الغارة تلوى الغارة على أصحاب الانحراف في العبارة , فعندما ينحرف القريب يجد له من العذر وعدم التثريب ما لا يتخيله هذا القريب في الجسد والبعيد في المنهج !!؟

    والحجة عند هولاء القوم والله أعلم المناصحة ,
    ولكني أعني من لا تفيده هذه المناصحة , ولا يرفع بها رأساً بل لاوي عنها عنقه وقد استقام في طريق الباطل والله المستعان.

    قال ابن كثير رحمه الله:
    وقوله: {وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }[النساء:80] أي لا عليك منه إن عليك إلا البلاغ فمن اتبعك سعد ونجا، وكان لك من الأجر نظير ما حصل له، ومن تولى عنك خاب وخسر وليس عليك من أمره شيء، كما جاء في الحديث «من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه».أهـ

    فما بعد هذا إلا الوقوع في المحذور , فإن الموالاة والحب لا تكون إلا لله

    قال صاحب السنة صلوات ربي وسلامه عليه: " أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله "
    وقال بإبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام: " وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله "
    وقال وهو الصادق المصدوق صلى عليه الله وسلم تسليماً: " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد أستكمل الإيمان "

    قال تعالى {وتقطعت بهم الأسباب} قال ابن عباس رضي الله عنهما: أي المودة .
    قال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله:
    أي المحبة التي كانت بينهم في الدنيا وتقطعت بهم, وخانتهم أحوج ما كانوا إليها , وتبرأ بعضهم من بعض.أهـ المقصود
    [تيسير العزيز الحميد(2\844) ط دار الصميعي]

    وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    749

    افتراضي رد: لئلا ننحرف في تعيين الفكر المنحرف

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...
    نسأل الله أن يجنب ابناء الامة الاسلامية الفرقة والتنازع وان يرزقهم اتباع ماجاء به الله في كتابه وسنةرسوله صلى الله عليه وسلم,وأن يرزقنا واياهم اكمل الايمان...امين
    شكر الله لك غيرتك فهذا والله من جملة الحب في الله ونفع بقلمك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: لئلا ننحرف في تعيين الفكر المنحرف

    جزاكم الله خيرًا ..
    مشكلتنا أخي الكريم مع قوم ينتمون للسنة ، لكنهم لا يُفرقون بين أخطاء أهل السنة ( تُرد ويُناصح صاحبها ) ، وبين أهل البدعة . ومثل هؤلاء يضطربون إذا ما جئتهم بأخطاء من يُحبون ويُعظمون ، أو جئتهم بأخطاء أئمة أهل السنة السابقين .
    إن أخرجوهم من السنة فهذه مصيبة ، وإن اعتذروا لهم واعتبروا ماوقع منهم خطأ .. فيلزمهم ذلك في المعاصرين .وإلا كالوا بمكيالين .
    المهم - أخي الكريم - تحديد أهل السنة : من هم ؟ ومتى يُخرج الرجل من السنة ؟
    هنا تشتبك الأهواء مع العلم والإيمان ، ويندر أن تجد المنصف .
    ولا أريد التوسع في هذه الأمور لعلمي أن القائمين على الموقع لا يُحبذونها ؛ لعلمهم أنها تُقسي القلوب و يكثر فيها الجدال والمماراة .
    والله الموفق ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    211

    افتراضي رد: لئلا ننحرف في تعيين الفكر المنحرف

    جزاكم الله خيراً

    وهذا تعقيب لعله يثري الموضوع ويفيد للوصول للحق فيه ومنكم ومن الأخوة الأفاضل نستفيد

    أقول: لم يكن الصحابة رضي الله عنهم وهم سلفنا المتبوعين كلهم نسخة مطابقة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وأرضاهم.

    فمن المنكر أن نطالب الأن أهل السنة من علماء أو طلبة علم بأن يكونوا مثل ابن باز أو العثيمين أو الألباني رحمهم الله وجزاهم عنا خير الجزاء , فلا يقول هذا عاقل فضلاً عمن لامس العلم النافع شغاف قلبه وعقله.

    وأهل السنة ليسوا لهم طريقة إلا السنة هي نهرهم الجاري الذي منه ينهلون الحق ويردون به على الباطل , فالسنة نهرٌ صافي جاري , والناهلون منه بشر منهم السابق بالخيرات ومنهم المقتصد ومنهم الظالم لنفسه ولا شك لا ريب.

    فهناك من أهل السنة من كان يوصف بأنه شديد على أهل البدع والأهواء وهي ممدحة تجدها في كتب التراجم والرجال وهناك من كان يداري ولا أقول يداهن وذلك لتبليغ السنة وليس لهوى أو محبة دنيوية.

    ولكنهم – أهل السنة – بكل أحوالهم هم خيراً ممن دونهم من أهل الفرق الأخرى , كما أن أهل الإسلام خيراً ممن دونهم من أهل سائر الأديان كما قاله شيخ الإسلام.

    وأما تحرير من هو السني؟

    فهذا الأمر يسير على من قنع بتعريف الأولين , ولكنه عسير على من خالف الأولين والأخرين من أهل السنة !!

    فأبوبكر بن عياش رحمه الله سئل هذا السؤال : من هو السني؟

    فأجاب رحمه الله بكلمات معدودات , قال فيها: السني الذي أذا ذكرت عنده الأهواء لم يتعصب لشيء منها.

    وأما قول الشيخ سليمان أن المشكلة فيمن ينتمون للسنة ، لكنهم لا يُفرقون بين أخطاء أهل السنة ( تُرد ويُناصح صاحبها) , وبين أهل البدعة.

    يجب أن أوكد بأن الكلام موجه للعلماء من أهل السنة والجماعة - لست بالطبع منهم - وليس لكل طالب علم على معتقد أهل السنة والجماعة , فمن الظلم أن يُحمل أهل العلم جريرة من ينتسب لهم من طلبة العلم فهذا ظلم لا يرضاه منصف.

    فإن كان الشيخ سليمان يقصد بقوله المذكور أنفاً , العلماء فهذا لا يقع فأهل العلم من أهل السنة متفقون على أن المخطئ السني يرد عليه ويناصح سراً قبل الجهر ويفرقون بينه وبين صاحب البدعة ولا شك في هذا.

    ولكن المحك هو ما ذكرته يا شيخ سليمان وهو تحديد أهل السنة : من هم ؟ ومتى يُخرج الرجل من السنة ؟
    وهنا يقع الخلط ويتدخل الهوى والله المستعان

    وقبل هذا لا بد أن أرجع للازمك غير الملزم وفقك الله وهو قولك :
    ومثل هؤلاء يضطربون إذا ما جئتهم بأخطاء من يُحبون ويُعظمون ، أو جئتهم بأخطاء أئمة أهل السنة السابقين .
    إن أخرجوهم من السنة فهذه مصيبة ، وإن اعتذروا لهم واعتبروا ماوقع منهم خطأ .. فيلزمهم ذلك في المعاصرين .وإلا كالوا بمكيالين .

    أولاً لا بد من التفريق بين الأحياء والأموات من أهل السنة وأكرر من أهل السنة فقط

    فالعالم السني المتوفى والذي نفع الله به وبكتبه الإسلام والمسلمين , لا بد أن يعتذر له مع بيان ما وقع فيه من خطأ لئلا يتابع عليه , وهذا الخطأ هو من قبيل زلة العالم الذي لا ينجو منها أحد إلا من شاء الله.

    وأما العالم السني المعاصر – وهو حي يرزق – فهذا الذي يناصح أذا اخطأ في أمر لا يسوغ الخلاف فيه وترد أخطاءه ولا يشهر به بل يتغاضى عنه لحسن الظن به مع بيان الحق الذي خالف فيه , ويناصح سراً بل ويجب التثبت منه شخصياً فيما نسب إليه ويُعذر لو أن لكلامه وجه , فإن أستمر على غلطه وتكرر منه أمثال هذا الخطأ الغير سائغ , فعند ذلك يُذكر حتى يُحذر وإن كان لازال من أهل السنة حتى تتفق فيه أقوال علماء السنة المعاصرين له بمخالفته للسنة , والحي لا تأمن عليه الفتنة.

    وكل هذا حماية للسنة وحراسة لها من أن يغتر طلبة العلم وعامة الناس بزلات العلماء المحسوبين على السنة , فالعضو الفاسد يُقطع ليسلم باقي الجسد من الآفات.

    وأما المتوفى فأخطاءه محصورة معلومة ومردودةٌ عليها فلا يغتر بها إلا من في قلبه هوى والله المستعان.

    ولكن الخلط يقع عندما يُقارن بين بعض المبتدعة المتوفين ببعض المتوفين من أصحاب السنة الذابين عنها.

    أو أن يُقارن بين صاحب سنة من المعاصرين مع صاحب بدعة بل بدع ومخالفات للسنة لا تحصى من المعاصرين.

    وأما من هم أهل السنة ؟ ومتى يخرج الرجل منها ؟

    فهذه المسألة قد أصّلها وفصّل جوانبها أهل السنة في كتبهم سابقاً ولاحقاً , ولو أقتصرنا على مقولة الإمام أحمد فيما رواه عنه عبدوس العطار قال سمعت ابي عبد لله يقول:
    أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والإقتداء بهم ، وترك البدع ، وكل بدعة فهي ضلالة ، وترك الخصومات ، والجلوس مع أصحاب الأهواء ، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين .
    والسنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والسنة تفسر القرآن ، وهي دلائل القرآن ، وليس في السنة قياس ، ولا تضرب لها الأمثال ، ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء ، إنما هو الاتباع وترك الهوى .
    ون السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها….أهـ المقصود

    ثم سرد الإمام باقي أصول أهل السنة والجماعة التي من خالف في شيء منها ليس من أهلها كما قال رحمه الله.

    فالغريب أن هذه الأصول المتفق عليها بين أهل السنة قديماً وحديثاً لا يرجع لها ولا يرفع بها رأساً عند بعض المنتسبين للسنة وهذا لأنها تخالف ما هم عليه من أفكار وتأصيلات وتأويلات باطلة.

    فمن يخرج على جماعة المسلمين بالتكفير والتفجير يسمى باغي ومجاهد في نفس الوقت وهو على هذه الأصول خارجي مبتدع !!؟
    يقول الإمام أحمد رحمه الله:
    ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين – وقد كانوا اجتمعوا عليه وأقروا له بالخلافة ، بأي وجه كان ، بالرضا أو بالغلبة - فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين ، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية .
    ولا يحل قتال السلطان ، ولا الخروج عليه لأحد من الناس ، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق.أهـ

    ومن يوالي أهل البدع ويزاورهم ويكثر سوادهم يسمى مجتهداً ويدعى له بالتوفيق !!؟
    وقد قال السلف من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام.

    فالموالاة لا تكون إلا على السنة , فإن سميت تحزباً فحيهلا بحزب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

    والحمد لله رب العالمين

    أصول السنة عند الإمام أحمد بن حنبل
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=3152

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •