تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عقيدة اهل السنة والجماعة في الصحابة الاخيار

  1. #1

    افتراضي عقيدة اهل السنة والجماعة في الصحابة الاخيار

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وازواجه وصحبه اجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم باحسان الى ييوم الدين اما بعد
    ففي يوم كثر فيه الجهل والضلال نجد كثيرا من المرتزقة يطعنون في الصحابة رضي الله عنهم ويشككون الناس في عدالتهم وماطعنوا في الصحابة الا بغية الطعن في الدين لان نقلة الكتاب والسنة هم الصحابة ,ولهذا نجد ان الذين يطعنون فيهم انما هم اذناب المجوس كالرافضة او اذناب النصارى واليهود كالعلمانيين ولله در الامام ابي زرعة الرازي رحمه الله لما قال:إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة).
    ولهذا احببت ان اكتب شيا في بيان معتقد اهل الحق في الصحابة رضي الله عنهم فاسال الله تعالى ان تعالى ان يسددني في بيان الحق واحمده سبحانه ان هداني لان اذب عن عرض الصحابةواي شرف اعظم من هذا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: من ذب عن عرض اخيه في الدنيا ذب الله عن عرضه يوم القيامة( هذا فيمن ذب عن عرض اي مسلم فكيف بمن يذب عن عرض نبيه صلى الله عليه وسلم وازواجه واصحابه فاسال الله ان لا يحرمني الاجر والثواب وان يرزقني الاخلاص في القول والعمل .
    مكانة الصحابة رضي الله عنهم عموما في الكتاب والسنة:
    والنصوص في تزكية الصحابة كثيرة جدا منها على سبيل المثال لا الحصر قوله سبحانه وتعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ٱلإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }
    فالجمهور على ان المراد بالذين معه جميع الصحابة رضي الله عنهم فوعدهم الله بالمغفرة والاجر العظيم بما فيهم عائشة رضي الله عنها و قول الله تعالى"منهم) ليست للتبعيض بل هي للجنس كما في قوله تعالى"فاجتنبوا الرجس من الأوثان) وقال الامام ابن كثير رحمه الله: ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه، في رواية عنه، بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم. قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك، والأحاديث في فضل الصحابة رضي الله عنهم والنهي عن التعرض لهم بمساءة كثيرة، ويكفيهم ثناء الله عليهم ورضاه عنهم.انتهى كلامه
    وروى عنه هذا ابو عروة الزبيري فقال: كنا عند مالك بن أنس، فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك هذه الآية { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ } حتى بلغ { يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ }. فقال مالك: مَن أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية.وذكر هذا الامام البغوي وابن الجوزي والقرطبي وقال رحمه الله بعد ان ذكر هذا الاثر عن الامام مالك: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله. فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد ردّ على الله رَبِّ العالمين، وأبطل شرائع المسلمين؛ قال الله تعالى: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ } الآية.انتهى
    وقال ابن ادريس رحمه الله:لا آمن ان يكونوا قد ضارعوا الكفار يعني الرافضة لان الله تعالى يقول: ليغيظ بهم الكفار. انتهى
    وقوله تعالى: { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِي نَ وَٱلأَنْصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }
    فقد جاء عن بعض ان الاولين من المهاجرين والانصار هم من صلى الى القبلتين وهذا الذي نُقل عن ابي موسى الاشعري وسعيد ابن المسيب وابن سيرين وغيرهم وعن البعض ان المراد بهم اهل بيعة الرضوان وأما الذين اتبعوا المهاجرون الأوّلين والأنصار بإحسان، فهم الذين أسلموا لله إسلامهم وسلكوا منهاجهم في الهجرة والنصرة وأعمال الخير.
    والايات الدالة على فضل الصحابة رضي الله عنهم كثيرة يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:وفي الجملة كل ما في القران من خطاب المؤمنين والمتقين والمحسنين ومدحهم والثناء عليهم فهم اي الصحابة) اول من دخل في ذلك من هذه الامة وافضل من دخل في ذلك من هذه الامة.منهاج السنة
    والسنة ايضا مليئة بالثناء على الصحابة والنهى عن سبهم واكتفي بذكر بعض منها في بيان فضل الصحابة والنهي عن سبهم.
    عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )متفق عليه.
    وقال النووي رحمه الله: اتفق العلماء على ان خير القرون قرنه صلى الله عليه وسلم والمراد: اصحابه.
    وايضا قوله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة. والحديث رواه الامام الترمذي وصححه الامام ناصر الدين الالباني وقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري : اية الايمان حب الانصار واية النفاق بغض الانصار )والمهاجرون من باب اولى,لان المهاجرين افضل من الانصار .
    ونهى صلى الله عليه وسلم امته من سب اصحابه فقد جاء في صحيح البخاري عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا اصحابي فلو ان احدكم انفق اُحدا ذهبا ما بلغ مد احدهم و لا نصيفه) اما الروافض الى يومنا هذا ما زالوا يسبون الصحابة رضي الله عنهم مع ما في كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم من الثناء عليهم وبيان فضلهم النهي عن سبهم .
    اجماع العلماء على عدالة الصحابة رضي الله عنهم:
    والصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول باتفاق اهل السنة والجماعة ونقل الاجماع الامام النووي وابن حجر والخطيب وابن الملقن وابن الصلاح والقرطبي وغيرهم من الائمة الفطاحلة الجهابذة رحمهم الله واليك بعض اقوالهم يقول الامام القرطبي رحمه الله في تفسيره : فالصحابة كلّهم عدول، أولياء الله تعالى وأصفياؤه، وخِيرته من خلقه بعد أنبيائه ورسله. هذا مذهب أهل السنة، والذي عليه الجماعة من أئمة هذه الأمة. وقد ذهبت شِرذمة لا مبالاة بهم إلى أن حال الصحابة كحال غيرهم، فيلزم البحث عن عدالتهم.
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: اتفق اهل السنة على ان الجميع )اي الصحابة) عدول ولم يخالف في ذلك الا شذوذ من المبتدعة.
    وقال الامام ابن عبد البر المالكي القرطبي بخاري المغرب رحمه الله :ولا فرق بين ان يسمي التابعُ الصاحبَ الذي حدثه او لا يسميه في وجوب العمل بحديثه لان الصحابة كلهم عدول مرضيون ثقات اثبات وهذا امر مجتمع عليه عند اهل العلم بالحديث)
    عقيدةائمة المذاهب الفقهية في الصحابة رضي الله عنهم:
    واختم هذا الباب بذكر بعض اقوال اصحاب الائمة الاربعة في الصحابة رضي الله عنهم:
    يقول ابو جعفر الطحاوي الحنفي في عقيدته الطحاوية التي بين فيها عقيدته وعقيدة الامام ابي حنيفة واصحابه كما ذكر ذلك في مقدمة كتابه: ونحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا نفرط في حب احد منهم و لا نتبرا من احد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الحق يذكرهم و لا نذكرهم الا بخير وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.
    وقال الامام ابن ابي زيد القيرواني الملقب بمالك الصغير في رسالته التي بين فيها مذهب الامام مالك بن انس في المسائل العلمية والعملية:وان خير القرون القرن الذين راوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا به ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وافضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين , وان لا يذكر احد من صحابة الرسول الا باحسن ذكر والامساك عما شجر بينهم وانهم احق الناس ان يُلتمس لهم احسن المخارج ويُظن بهم احسن المذاهب.
    قال الامام الموفق الدين ابن قدامة المقدسي الحنبلي رحمه الله: ومن السنة تولي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم وذكر محاسنهم والترحم عليهم والاستغفار لهم والكف عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم واعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم.
    قال الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري الشافعي رحمه الله في كتابه الاربعين حديثا بعد ان ذكر حديث:ان الله اختارني واختار اصحابي):فمن سمع فنفعه الله بالعلم احبهم اجمعين المهاجرين والانصار واصهار رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم ومن تزوج اليهم من زوجهم وبجميع اهله الكاملين وبجميع ازواجه واتقى الله الكريم فيهم ولم يسب احدا منهم ولم يذكر ما شجر بينهم واذا سمع احدا يسب احدا منهم نهاه وزجره وفضحه وان ابى هاجره ولم يجالسه فمن كان هذا مذهبه رجوت له من الله الكريم كل خير في الدنيا والاخرة.
    وايضا من المذاهب المعتبرة مذهب الظاهرية واليك ما قاله الامام ابن حزم رحمه الله في المحلى في كتاب التوحيد: فجاء النص ان من صحب النبي صلى الله عليه وسلم فقد وعده الله بالحسنى وقد نص الله تعالى :إن الله تعالى لا يخلف الميعاد)ال عمران:9) وصح النص بأن كل من سبقت له الحسنى فإنه مبعد عن النار لا يسمع حسيسها, وهو فيما اشتهى خالد لا يحزنه الفزع الاكبر
    ولله در القائل:
    احب ابا حفص و شيعته كما احب عتيقا صاحب الغار
    ورضيت عليا قدوة واماما وما رضيت بقتل الشيخ في الدار
    كل الصحابة سادتي ومعتقدي فهل في هذا القول من العار
    فهذا مذهب اهل السنة في جميع الصحابة رضي الله عنهم , فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الاخر ان يعدل عن ما جاء في القرآن والسنة وكلام ائمة اهل السنة من الثناء على الصحابة والترضي عنهم الى ما يقوله الشرذمة الانجاس الروافض عليهم من الله ما يستحقون.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والله اعلم
    كتبه اخوكم في الله الفقير الى ربه ابو قتادة المغربي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: عقيدة اهل السنة والجماعة في الصحابة الاخيار

    عَرَّفَ ابْنُ حَجَرٍ – رَحِمَهُ اللهُ - الصَّحَابِيَّ فقال: هُوَ: مَن لَقِيَ النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا بِهِ، وَمَاتَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَلَوْ تَخَلَّلَتْ ذَلِكَ رِدَّةٌ.
    قَالَ - رَحِمَهُ اللهُ - وَالتَّعْبِيرُ بِاللُّقيِّ أَوْلَى مِنْ قَوْلِ بَعْضِهِمْ: الصَّحَابيُّ مَنْ رأَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يُخْرِجُ: ابنَ أُمِّ مكتومٍ، ونحوَه مِن العُمْيان، وهُمْ صحابةٌ بلا تردُّدٍ.
    قَالَ: وَقَوْلِي: (مؤمناً به( يُخْرِجُ مَنْ حصَل لهُ اللِّقاءُ المذكورُ، لكنْ، في حالِ كونِه كافرًا.
    وقَوْلي: (بِهِ)، يُخْرِجُ مَنْ لَقِيَهُ مُؤمِنًا، لكنْ، بِغَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ.
    لكنْ، هل يُخْرِج مَنْ لَقِيَهُ مُؤمِنًا بأَنَّهُ سيُبْعَثُ، وَلَمْ يُدْرِكِ البَعْثَةَ؟ فِيْهِ نَظَرٌ([1]).
    وقَوْلي: (وماتَ على الإِسلامِ)، يُخْرِجُ مَنِ ارْتَدَّ، بعد أن لقيه مؤمنًا، وماتَ على الرِّدَّةِ، كابن خَطَلٍ.
    وقَوْلي: (ولو تخلَّلَتْ رِدَّةٌ)، أي: بينَ لُقِيِّهِ لهُ مُؤمِنًا بهِ، وبينَ موتِه على الإِسلامِ، فإِنَّ اسمَ الصُحْبَةِ باقٍ لهُ، سواءٌ رجع إِلى الإسلامِ في حياتِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلم، أم بعده، سواءٌ لقيه ثانيًا أَمْ لا؛ كالأشعثِ بنِ قيسٍ؛ فإِنَّه كانَ ممَّنِ ارتدَّ، وأُتِيَ بهِ إِلى أَبي بكرٍ الصديق أسيرًا؛ فعاد إلى الإسلام فقَبِلَ منه وزَوَّجه أُخْتَهُ، ولم يتخلَّفْ أحدٌ عنْ ذكْرِه في الصَّحابةِ، ولا عنْ تخريجِ أحاديثِهِ في المسانيد وغيرها([2]).
    وأهل السنة والجماعة يوالون جميعَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبونهم جميعًا؛ لا يستثنون مِنْ ذلك أحدًا، بل حُبُّ الصحابة -رضوان الله عليهم - عند أهل السنة والجماعة دين وإيمان وإحسان، كما قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأَنْصَارُ لاَ يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ»([3]).
    وفي لفظ: «آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ»([4]).
    وقد وردت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة بينت فضلَ الصحابة رضوان الله عليهم، وأوضحت أن حبهم وموالاتِهم دِين يدان به إلى الله تعالى، ويُتقرب إليه سبحانه وتعالى به، وأن ذلك من المعلوم بالضرورة في دِين الله عز وجل؛ فنصوص القرآن كثيرة ( سوف أذكرها فيما بعد إن شاء الله -
    وأما نصوص السنة:

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ»([5]).
    وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ([6]
    وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ؟ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الجَنَّةُ، أَوْ: فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ([7])"
    وعن أُمِّ مُبَشِّرٍ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ، إِنْ شَاءَ اللهُ، مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ، الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا» قَالَتْ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، فَانْتَهَرَهَا، فَقَالَتْ حَفْصَةُ: (وإن منكم إلا واردها) مريم: ٧١ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيًا) مريم: ٧٢([8]).
    وفي لفظ: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ»([9]).
    وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ قَالَ فَجَلَسْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: «مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا؟» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قُلْنَا: نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ، قَالَ «أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ» قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ»([10]).
    وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: فِيكُمْ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ فَيُفْتَحُ لَهُمْ "([11]).
    وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ»([12]).
    وعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَنِي، وَاللَّهِ لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَ مَنْ صَاحَبَنِي»([13]).


    [1])) الحكم بالصُّحْبَة لمن لقي النبي صلى الله عليه وسلم وآمَنَ بأنه سيبعث، ولكنه لم يُدْرِكِ البَعْثَةَ؛ كورقة بن نوفل - مثلًا - فيه خلاف بين أهل العلم، هل يُعَدُّ - مثل هذا – صَحَابِيًّا أو لا، وقد رجح الذهبي وابن حجر – رحمهما الله – بأنه – وإنْ حُكِمَ له بالإيمان – إلَّا أنه لا يُعَدُّ صَحَابِيًّا.
    ذكر الذهبيُّ حديثَ َعُرْوَةَ بن الزبيرأَنَّهُ قَالَ: مَرَّ وَرَقَةُ بنُ نَوْفَلٍ عَلَى بِلاَلٍ وَهُوَ يُعَذَّبُ، يُلْصَقُ ظَهْرُهُ بِالرَّمْضَاءِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ، فَقَالَ وَرَقَةُ: أَحَدٌ أَحَدٌ يَا بِلاَلُ، صَبْراً يَا بِلاَلُ، لِمَ تُعَذِّبُوْنَهُ ؟ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ قَتَلْتُمُوْهُ، لأَتَّخِذَنَّهُ حَنَانًا.
    يَقُوْلُ: لأَتَمَسَّحَنَّ بِهِ.
    ثم قال الذهبي – رحمه الله -: هَذَا مُرْسَلٌ، وَوَرَقَةُ لَوْ أَدْرَكَ هَذَا لَعُدَّ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَإِنَّمَا مَاتَ الرَّجُلُ فِي فَتْرَةِ الوَحْيِ، بَعْدَ النُّبُوَّةِ، وَقَبْلَ الرِّسَالَةِ، كَمَا فِي الصَّحِيْحِ. ((سير أعلام النبلاء)) (1/ 129).
    وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – بعد ذِكْرِ حَديثِ بَدْءِ الوحي: فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته، ولكنه مات قبل أن يدعو رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الناس إلى الإسلام، فيكون مثل بَحِيرًا، وفي إثبات الصحبة له نظر. ((الإصابة في تمييز الصحابة)) (6/ 475).

    [2])) ((نزهة النظر)) (140، 141)، باختصار.

    [3])) متفق عليه: أخرجه البخاري (3783)، ومسلم (75)، من حديث أنس رضي الله عنه.

    [4])) متفق عليه: أخرجه البخاري (3784)، ومسلم (74).

    [5])) متفق عليه: أخرجه البخاري (3673)، ومسلم (2540).

    [6])) متفق عليه: أخرجه البخاري (2652)، ومسلم (2533).

    [7])) متفق عليه: أخرجه البخاري (3983)، ومسلم (2494).

    [8])) صحيح: أخرجه مسلم (2496).

    [9])) صحيح: أخرجه أبوداود (4653)، والترمذي (3860)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»، وأحمد (14778).

    [10])) صحيح: أخرجه مسلم (2531).

    [11])) متفق عليه: أخرجه البخاري (3594)، ومسلم (2532).

    ([12]) صحيح: أخرجه مسلم (50).

    [13])) صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف))، (32417)، وابن أبي عاصم في ((السنة))، (1481)، وصححه الألباني في ((الصحيحة))، (3283).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •