السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد ان الاسلام اتى غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس وان الغريب حقا ليس من ترك الاوطان والاهلون وانما الغربة الحقة من عدم الشكل وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم غريب في اهله وهو معهم وبين ظهرانيهم وذلك لانه خالف معتقدهم الاباطل فنسبوه الى كل ما هو عيب ونقص في حقه فقالوا عنه مجنون وشاعر وكاهن وغير ذلك من الالقاب لان اهل الباطل اعداء لأهل الحق وما ذلك الا لان قلوبهم اشربت الباطل والمعتقد الفاسد فرأو الحق باطلا فلقبوه بتلك الالقاب الباطلة ولما كان اتباعه على هديه ومعتقده وطريقته قولا وفعلا نالهم ما ناله وهذا علامة الارث الصحيح والمتابعة التامة فلقبهم اعداء السنة اصحاب البدع بالقاب ذميمة وهي في الحقيقة تنطبق عليهم وهم اولى بها كما يقول المثل رمتني بدائها وانسلت فسموهم حشوية ومرجئة وغير ذلك وقد بين هذا الامر الامام ابو حاتم الرازي حيث قال علامة اهل البدع الوقيعة في اهل الاثر وعلامة الجهمية ان يدعوا اهل السنة مشبهة ونابتة وعلامة القدرية ان يسموا اهل السنة مجبرة وعلامة الزنادقة ان يسموا اهل الاثر حشوية ....وهذا الموقف من اهل الباطل والبدع غير مخصوص بزمن دون زمن بل هو عام في الازمان كلها منذ ان بزغ نور الهدى وسطع نجم السنة الى قيام الساعة فاهل الباطل اعداء للاهل السنن اينما وجدوا ولو كان المعتقد السليم هو السائد وشوكة اهل السنة قوية فها هو الامام الشهير ابن بطة يحكي لنا ما لاقاه مع اهل زمانه مع انهم كانوا من ةالقرون المفضلة حيث تعجب منهم وما ذلك الا لغربة السنة فقال رحمه الله_<عجبت من حالي في سفري وحضري مع الاقربين مني والابعدين والعارفين والمنكرين فاني وجدت بمكة وخراسان وغيرهما من الاماكن اكثر من لقيت بها -موافقا ومخالفا-دعاني الى متابعته على ما يقوله وتصديق قوله والشهادة له فان كنت صدقت فيما يقول واجزت له ذلك كما يفعله اهل هذا الزمن سماني موافقا وان وقفت في حرف من قوله او في شيئ من فعله سماني مخالفاوان ذكرت في واحد منها ان الكتاب والسنة بخلاف ذلك وارد سماني خارجيا وان قرأت عليه حديثا في التوحيد سماني مشبها وان كان في الرؤية سماني سالميا وان كان في الايمان سماني مرجئا وان كانفي الاعمال سماني قدريا وان كان في في المعرفة سماني كراميا وان كان في فضائل اهل البيت سماني رافضيا وان سكت عن تفسير أية اوحديث فلم اجب فيهما الا بهما سماني ظاهريا.......ثم قال واعجب من ذلك انهم يسمونني فيما يقرؤون علي من احاديث الرسول ما يشتهون من هذه الاسامي ومهما وافقت بعضهم عاداني غيرهم وان داهنت جماعتهم اسخطت الله ولن يغنوا عني من الله شيئا واني متمسك بالكتاب والسنة واستغفر الله .....>هكذا هي غربة السنة وخبث اهل الباطل من اهل البدع والاهواء الذين ارادوا تشويه الحق ليصرفوا الناس عنه ولكن الله يأبى الا ان يحق الحق ويبطل الباطل وان الله ينصر اهل السنة في كل زمان بل قضى بذلك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم <لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق الى قيام الساعة فالسنة منصورة واهاها ظاهرون ولو كره المبتدعة نسأل الله ان جعلنا منهم ويميتنا على السنة ويحشرنا في زمرتهم