تنتظر موافقة وزارة الإعلام على التوزيع..بعد حصولها على ترخيص خارجي

صحيفة (الأمة) الإسلامية تستعد للصدور في السعودية بعد مخاض عسير



أكدت مصادر خاصة لـ "السياسي" أن فريق التحرير التأسيسي لصحيفة (الأمة) يعمل حالياً على تحرير وتصميم الأعداد التجريبية لتقديمها إلى وزارة الثقافة والإعلام للحصول على الموافقة الرسمية للطباعة والتوزيع في السعودية ، وذلك بعد حصولها على ترخيص رسمي من لندن في وقت سابق ؛ إثر تعثر المحاولات السابقة لإصدار الترخيص من الجهات الرسمية في السعودية .

وذكرت المصادر ذاتها أن (الأمة) صحيفة يومية ورقية تحت التأسيس ذات أيدلوجيا إسلامية ، ستصدر عن مؤسسة (الأمة) الصحفية ، التي يبلغ رأس مالها 50 مليون ريال سعودي ، فيما ذكرت مصادر أخرى أن رأس مالها يبلغ 230 مليون ريال سعودي ، ويصل عدد أعضاء المؤسسة إلى 69 عضواً ، معظمهم من الإسلاميين .

وسبق لـ (مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام) إعداد الدراسات التأسيسية لإنشاء الصحيفة ، برئاسة الدكتور فهد العرابي الحارثي ، وذكرت مصادر مقربة من ورشة تحرير الصحيفة أن الإعلامي إدريس الدريس ـ نائب رئيس تحرير جريدة الجزيرة ـ يشرف حالياً على تحرير الأعداد التجريبية ، كما استعان مؤسسو الصحيفة بالإعلامي عبدالعزيز قاسم ـ مشرف قسم الدين في صحيفة عكاظ ـ كمستشار في جانب (أسلمة) التحرير .

وترجع فكرة إصدار صحيفة (الأمة) إلى العام 2002م تقريباً ، حينما بدأ التخطيط والترتيب للفكرة فريق عمل مكون من الدكتور عبدالله الضويان ، والدكتور الحسين عسيري ، والدكتور محمد ضيف الله الضعيان ، والمهندس محمد الخضير ، والدكتور محمد العوض ، والأستاذ صالح السيف ، وانطلق الفريق في تمويل الفكرة ، من خلال استقطاب رجال أعمال يدعمون الفكرة ويمولونها ، توجّ ذلك اجتماع واسع في فندق الفهد كراون (مداريم حالياً) بالرياض عام 2006م ، ضم علماء ومثقفين وتجارا لعقد اجتماع التأسيس لإنشاء الصحيفة ، وتم اختيار (الأمة) كاسم مبدئي لها ، على أن يبلغ رأس مالها 230 مليون ريال سعودي عن طريق المساهمة ، والتعاقد مع الشركة السعودية للتوزيع ـ إحدى شركات المجموعة السعودية للأبحاث والنشر ـ لتوزيع الصحيفة ، فيما أدار الاجتماع الشيخ فهد العبيكان ـ صاحب مكتبة العبيكان ـ والمهندس طارق القصبي .

وتمخض ذلك الاجتماع عن تعيين المقر الرئيس للصحيفة بمدينة الرياض ، واتخاذ شعار (كلمة طيبة في أرض طيبة) ، والحصول على ترخيص خارجي في حال تعذر استصدار ترخيص سعودي ، وهو ما حدث لاحقاً ، كما تم الاتفاق على عدد من السياسات العامة والتحريرية التي ستسير عليها الصحيفة ، ومن ذلك اعتماد الصحيفة في لغة خطابها الإعلامي الشمول والمباشرة في الطرح ، واستبعاد اللغة الرمزية التي تُغيّب المعنى ، ليكون خطابها محدداً ومباشراً بعيدا عن الإسفاف والإبتذال ، إلى جانب اعتزام الصحيفة على طباعة 92 ألف نسخة يومية ، تلا ذلك الاجتماع عدد آخر من الاجتماعات لتحديد فلسفة الصحيفة وهويتها ، وأسلوبها التحريري وشكلها الإخراجي .

وبحصول الصحيفة على ترخيص خارجي ، فستخضع لقانون المطبوعات التي تصدر من خارج المملكة ، ومن ذلك موافقة وكالة الإعلام الداخلي بوزارة الثقافة والإعلام على توزيع الصحيفة ، سواء كانت تطبع في السعودية أو خارجها .

وسبقت هذه الصحيفة ، التي لم ير عددها الأول النور بعد ، بضع تجارب لتطبيق نظرية الإعلام الإسلامي ومنهجه ، وهي نظرية معيارية أيدلوجية يجري تدريسها في أقسام الإعلام بالجامعات السعودية ، ومن ذلك مجلة الدعوة ، التي أسسها الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في 1965م ، ويرأس مجلس إدارتها حالياً الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، رئيس مجلس الشورى السعودي ، وما زالت تصدر حتى اليوم ، التجربة الأخرى كانت صحيفة المسلمون الدولية ، التي كانت تصدر من لندن كونها إحدى مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر ، وتوقفت عن الصدور في العام 1997م ، فيما تعد تجربة صحيفة المحايد الأسبوعية ، الأحدث والأكثر إثارة ، فكانت تصدر من لندن عن مؤسسة المحايد الإسلامية مؤقتاً كل أسبوعين ، ورأس مجلس إدارتها الدكتور مالك بن إبراهيم الأحمد ، فيما رأس هيئتها الاستشارية الدكتور عبد الله بن صالح الضويان ، وكان رئيس تحريرها عبد العزيز بن محمد الخضر ، وتعرضت (المحايد) إلى هجمات كثيرة ومتنوعة في أسلوب تحريرها ونوعية كتابها واتجاهها الإعلامي ، فتعثرت الصحيفة وتلقت سيلاً من الاتهامات صبت جميعها في استكتاب العقلانيين والعلمانيين ، ومعاداة (السلفيين) في مقابل إبراز الفكر الإخواني ، وبين عشية وضحاها حدث تغيير واسع طال الشكل والمحتوى والكتاب وطاقم التحرير ورئيسه ، ما لبثت أن توقفت عن الصدور نهائياً بعد فترة بسيطة .

الجدير بالذكر أن وزارة الثقافة والإعلام في السعودية أعلنت في العام الماضي على لسان وكيل الوزارة للإعلام الداخلي عن الموافقة على إصدار خمس صحف سعودية ، ثلاث منها عامة وهي جريدة "الصباح" ، يومية تصدر من منطقة تبوك ويرأس تحريرها الدكتور أيمن حبيب (نائب رئيس تحرير عكاظ السابق) ، وجريدة يومية ـ اسمها المبدئي (المستقبل) ـ في منطقة جازان ، ويرأس مجلس إدارتها الدكتور هاشم عبده هاشم (رئيس تحرير جريدة عكاظ السابق) ، وجريدة "العربية" ، يومية متنوعة يملكها مجموعة من المستثمرين السعوديين ، إضافة إلى جريدة اقتصادية يومية تصدر عن مؤسسة عكاظ الصحفية ، والموافقة على إصدار جريدة "نجوم الملاعب" كجريدة يومية بعد أن كانت مجرد ملحق في جريدة "الندوة" ، وهناك على الأقل طلبات أخرى لإصدار سبع صحف سعودية ، مقدمة لوزارة الثقافة والإعلام منذ فترة ليست باليسيرة ، غير أنه لم يبت فيها حتى اللحظة .

جريدة السياسي