باحث سعودي يطالب بـ"إجازة عامة" بمناسبة المولد النبوي


صحف و مجلات - « صحيفة سبق الالكترونية - جدة » - 9 / 3 / 2009م - 5:29 م
اقرأ أيضاً
الارهابيون محميون بالمحاصصة
لأول مرة بعد التفجير: مليون ونصف المليون زائر لمرقد الإمامين العسكريين
اكتشاف تمثالين أحدهما على هيئة أبو الهول لامنحتب الثالث والد اخناتون

طالب الباحث السعودي في الشؤون الإسلامية الدكتور نجيب يماني، بتقديم الدعم الرسمي للإحتفالات بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يصادف اليوم الإثنين. وأشار الدكتور يماني إلى "وجوب منح الموظفين والطلاب إجازة رسمية بهذه المناسبة العظيمة"، مؤكدا إلى جانب ذلك على "ضرورة عقد ندوات ومحاضرات دينية في حب الرسول صلى الله عليه وسلم".

وقال يماني في برنامج "عيشوا معنا" على الفضائية اللبنانية lbc: "يجب أن نحتفل بيوم ميلاد النبي لأنه في هذا اليوم أرسل الله رسوله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وأرشدنا للطريق الصحيح، لذلك هو يوم عظيم يجب الاحتفال به, كما نحتفل باليوم الوطني والجنادرية وكما نصوم يوم عاشوراء والأيام الأخرى لعظم هذه الأيام بينما الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أولى بأن نحتفل به لعظم ما قدمه لأمته".

النجيمي: أهل الحجاز يحتفلون بمولد النبي

علق الدكتور محمد النجيمي عضو المجمع الفقهي الإسلامي، على مطالبات يماني بقوله أنه لا يمانع من الاحتفال بمولد النبي, إلا أنه ضد المخالفات والمبالغات. وأوضح النجيمي أن مدح النبي وقراءة سيرته وذكره وتناول الأحاديث والقصص النبوية أمر محبب ولا بأس به ولكن دون مبالغات. وأضاف: "أهل الحجاز يحتفلون بمولد النبي إنما لا يقومون بمبالغات و أمور محرمة في هذا الاحتفال، إنما هي جلسات دينية أهلية وليس فيها أي منكرات أو اختلاط أوطقوس غريبة كما يعتقد البعض".

بادحدح: حصر تذكر الرسول في هذا اليوم فقط فيه نوع من التقصير

وعلى الصعيد ذاته، قال الشيخ علي عمر بادحدح، نائب الأمين العام لمنظمة النصرة العالمية أن الصحابة "أقرب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصدقهم محبة له، وأعظمهم دفاعاً عنه ومع ذلك لم يؤثر عنهم بأنهم أقاموا ذكرى خاصة بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام"، معتبرا أن حصر تذكر الرسول صلى الله عليهم وسلم في هذا اليوم فقط فيه نوع من التقصير. وتابع: "إن قيل بل نذكره ونذكر سيرته في سائر الأيام والأحوال – وهذه هو المطلوب – فيقال فما جدوى هذا التخصيص".

وأوضح الشيخ بادحدح أنه إذا كان استحضار المناسبة لمجرد الاعتبار واستخلاص العبر والعلم والمعرفة بها ، دون أي تعلق بناحية تعبدية أو إحداث أمر في الدين، أو الارتباط بنسق أو احتفال معين فضلا عن الاقتران بفعل أمور منكرة محرمة ، فهذا الأمر لابأس به. وقال: "مع أن تحديد تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم ليس ثابت تاريخياً، فإن مجرد اعتبار التاريخ الشائع مجالاً للتعرف بالسيرة النبوية والحث على التزام السنة، واتخاذه فرصة ملائمة لهذا التذكير، أمر لا إشكال فيه وله نظائر كثيرة متعددة فإذا جاء يوم السابع عشر من رمضان فانه يكثر الحديث عن غزوة بدر باعتبار أن توافق الزمان مظنة المناسبة للتذكير والتعريف.

ومن جانب آخر، قال بادحدح أن ما تناولته بعض وسائل الإعلام الغربية الأيام الماضية حول خبر التهنئة التي قدمتها إحدى المنظمات اليهودية للمسلمين بمناسبة المولد النبوي، لا يعدو كونه "مجرد ترهات ومحاولة يريد بها الكيان الصهيوني أن يجمل صورته باعتباره كيانا حضارياً يتواصل مع الشعوب ويعترف بها ودياناتها وهويتها".

وأشار بادحدح إلى أن وسائل الإعلام الغربية تسائلت بعد ذلك لماذا يهنئ اليهودُ المسلمين، ولا يحدث العكس؟ وقال: "ما طبيعة التهنئة التي تريد تلك الأبواق الغربية أن نقدمها لليهود، فهل تقدم لهم التهنئة على احتلال الأرض، أم على تدنيس المقدسات، أم على قتل النساء والأطفال ، أم على تدمير المساجد والمنازل، أم على إتلاف المزارع وتجريف الأراضي وغير ذلك من صفحات السجل الإجرامي تجاه العرب والمسلمين في فلسطين على مدى أكثر من ستين عاماً".

وأشار بادحدح إلى ما بثته القناة العاشرة الإسرائيلية، من إساءات للنبي عيسى عليه السلام وأمه الصديقة الطاهرة، وبثها بعد أيام معدودة إساءة شنيعة الى الرسول محمد صلي الله عليه وسلم، وقال بادحدح: "هي جرائم واضحة وفاضحة ومعلنة تكشف الصورة الحقيقية بعيداً عن الخداع الإعلامي والتضليل السياسي الذي يقوم به الكيان الصهيوني".

وأضاف: "الأبواق الغربية التي تطالب المسلمين بتقديم التهنئة لليهود في مناسبتهم ظلت صامتة، ما يعني تأييدها لتك الإساءات أو إعلانها بلسان الحال بأنها ذليلة وعاجزة أن تفعل شيئاً تجاه هذا الكيان وكأنها تُعلن أنه كيان فوق مستوى المسائلة، وخارج عن سلطة القانون".