.
طفلة تحمل صورة الهالك كمال أتاتورك خلال مسيرة المعارضة للمرشح الإسلامي للرئاسة عبدالله جول في إسطنبول
هذه الصورة حملتها إلينا إحدى الصحف المحلية التي ترفع لواء الليبرالية وتنافح عنها
ولذا وجدت من واجباتها إظهار هذه الطفلة البريئة في صفحتها الأولى ..!
وكأنها تريد أن تقول :
حتى أنا يا رجب طيب اردوغان .. يا عبد الله جول .. يا حزب التنمية والعدالة سأتدخل لحماية العلمانية بتركيا !
وهنا تقوم وسائل الإعلام بما يسمى صياغة الواقع لنا كجمهور متلقي سواءً كان واقعا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا !
ويقصد بالواقع ذلك الجزء المعروض لنا فقط وكأنه هو الطبيعي وهو الواقعي بينما الحقيقة خلاف ذلك
فالشعب التركي مسلم ويحب الإسلام ولا يريد إلا الإسلام خاصة بعد الصفعات المتوالية والإهانات المدوية من الاتحاد الأوروبي لتركيا
ولو لم يكن الإسلام هو اختيار الشعب التركي لما تدخل الجيش لإبطال الديمقراطية !
هذه الصورة النمطية التي أطلق مفهومها ( والتر ليبمان ) تصلح أساساً لكل عمليات التأثير التي يستهدف بها الإعلام ذهن الإنسان .. أي إنسان ..
والصورة الذهنية أو ذلك التصور المحدود أو الانطباع الذي يحتفظ به الإنسان في ذهنه
عن إنسان أو بلد أو شيء ما .. هذا التصور يختزل تفاصيل كثيرة غائبة في مشهد واحد ..
ووسائل الإعلام بهذا توظف ( مفهوم الصورة الذهنية ) لتصيغ واقعاً غير أصلي وغير واقعي .
باختصار : الحقيقة ليست دائما ما يتم عرضه على الجمهور ، بل هي ذلك الشيء الذي لا يتم عرضه ..
كما أن أكثرنا تأثراً بهذه الصورة النمطية واندفاعا وراءها هو الذي لا ينوّع مصادر معلوماته ، ومن أهم المعلومات المؤثرة اليوم في الرأي العام الأخبار ..
.
.
.