تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: منهج التكامل ومصلحة التغيير...

  1. #1

    افتراضي منهج التكامل ومصلحة التغيير...

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم

    أما بعد:-

    فإن المنهج هو قوام الإنسان وقيمته فالإنسان بلا منهج تقل إنجازاته وتضعف فاعليته وهي من الأمور التي صارت بدهية في هذا العصر فالإنسان بما يحمل تكون قيمته

    و أهميته في المجتمع .



    وكان منهج السلف الصالح هو الاستقاء من منبع الوحي الذي هو كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم فكان الكل ينزع من هذا المنبع الصافي الصالح لكل زمان ومكان وكان لكل منهم ما قدر له من النزع من هذا المعين . .

    ولو تأملنا حال الصحابة رضوان الله تعالى عنهم وهم من شاهدوا التنزيل وعلموا التأويل لوجدنا استقلال القيادات منهم بمنهج معين يسير عليه فعلى سبيل المثال لا الحصر :

    ابن عباس رضي الله عنه كان له منهج معين مع طلابه .

    وابن مسعود كذلك وابن عمر وغيرهم رضوان الله تعالى عليهم ..

    كان كل منهم يسير على نهج معين وعلى نظام اجتهد فيه وسار عليه وكان ذلك مما استنبطه ورآه من منبع الوحي الكتاب والسنة وعلى ذلك سار طلابه من بعده حتى نشأت المدار س الفقهية الكبرى المعروفة في تاريخ الإسلام .

    وكان هذا المنهج الذي سار عليه الأوائل واضحاً وضوح الشمس لعالمه ومتعلمه ..

    ومن ضرورات استقلال كل منهم بمنهج أن يكون هناك ثمة اختلاف بينهم ووجود الاختلاف بين بني البشر أمر فطري فالبشر في جميع شؤونهم قد يحصل بينهم الاختلاف وليس خاصا بالجانب الشرعي كما هو مشاهد معلوم وقد قال الله مبيناً هذه الحقيقة (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ..) الآية

    أي وللاختلاف خلقهم كما ذكر حبر الأمة عبدالله بن عباس رضي الله عنه .

    ومع هذا كله لم تكن هناك تشققات في أصحاب المناهج من الصحابة والمحاولة لإسقاطهم لمجرد المخالفة بل كان بينهم المودة والاحترام وكامل التقدير فثناء بعضهم على بعض موجود في كتب التاريخ وعلم الرجال وهذا لا يخفى على عاقل بل كان عندهم من الإنصاف ما لله به عليم وكانوا على ذلك حريصين أشد الحرص على وحدة الكلمة وعلى الاتفاق وعدم الاختلاف (أي الاختلاف المذموم) فالخلاف شر كما هو متقرر عندهم.

    فتتعجب من هذا المجتمع الجميل الرائع الذي كان يسير على نور من الله وهدى والذي يحرص أصحابه على الاتفاق في القواسم المشتركة وإعذار من خالفهم من الصحابة مع عدم الموافقه على ماذهب إليه والإنكار عليه كذلك .

    فصار المجتمع في هذه الحالة متآلفاً متجانساً تحيطه من كل ناحية أواصر المحبة وتتغلل في داخله معاني الألفة والتسابق إلى شئ واحد هو رضى الله عز وجل وتعبيد الناس لرب العالمين.

    ومع ذلك كله لم يكن هناك تغاضي عن الحق أو مداهنة لأحد منهم إذا رأوا الحق في غيره

    و لم يكن عندهم منهج الإسقاط الذي يلتزمه بعض الناس في هذا العصر فالصحابة رضوان الله تعالى تركوا قول ابن عباس رضوان الله تعالى عنه في خمس مسائل في الفرائض وابن مسعود مثلها بل ورد عن ابن عباس القول بالمتعة واختصاص الربا بالنسيئة ومع ذلك هذا لم يجعل هذا الأمر جمهور الصحابة رضي الله عنهم يسقطونهم بل خالفوهم في هذه المسألة وبقيت مكانتهم بل بالعكس ورد عنهم ماهو أكبر من ذلك وهو المدح والثناء على من خالفوهم .

    فقد قال عمر رضي الله عنه عن ابن مسعود(كنيف ملئ علما)

    وقال ابن عمر في ابن عباس رضي الله عنهم أن ابن عباس أعلم الناس بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم

    وغير ذلك من النماذج الجميلة من عصر الصحابة والسلف الصالح.

    وقد بلينا في هذه الأزمنة بمنهج الإسقاط الذي يصاحب المخالفة فليس ثمة إشكال أن نختلف لكن الإشكال أن نسقط من خالفونا ولا نعتبرهم شيئاً فهنا يكمن الخلل.

    فإذا كان عند البعض رأي ينتقد هذا الشيخ أو ذلك الداعية فلا إشكال أن يبين رأيه دون إسقاط أو تسفيه , وإنما الإشكال يكمن في أن مجرد المخالفة سبب للعداوة وفي أقل أحوالها البعد .

    فوجود النظرة التكاملية في الأعمال الخيرية والعمل لهذا الدين تكاد تكون معدومة عند أصحاب هذا المنهج والأصل أن نجتمع في القواسم المشتركة أي في المسائل القطعية ويعذر بعضنا بعضاً في المسائل الذي يسوغ فيها الاجتهاد وبهذا تتوحد الجهود في خدمة دين الله عز وجل.

    ومما يلاحظ دوما أن موضوع (الموقف من المخالف) يتأثر كثيرا بنفسية الكاتب أكثر من البحث الموضوعي في النصوص.

    فالشخص الشرس الطباع يستحضر دوماً نصوص الإنكار، والشخص الوديع يستحضر دوماً نصوص العذر.

    وكلاهما لم يحققا الانقياد لله ورسوله، وإنما عملا بمقتضى طباعهما

    والموفق من جمع النصوص ووضعها في مواضعها

    ومنهج أهل السنة في هذا الباب ليس الإعذار المطلق، ولا البغي على المخالف

    وإنما التفريق بين مايسوغ فيه الاجتهاد، ومالايسوغ

    وأنه لا تعارض بين: إعذار القائل، وإنكار القول

    والتفريق بين من كان خطؤه جزئي، ومن كان خطؤه منهجي،

    كمنهج من يتتبع الرخص.

    والصحابة أنفسهم عذروا بعضهم في مسائل، ولم يعذروا في مسائل أخرى وليس هناك تعارض بينهما.

    وإن كان مراد كل هذه التوجهات والتيارات هو التغيير ولاشك لكن لا يكون التغيير بالإعانة على زيادة الشقوق في الثوب السليم بل بتضافر الجهود لأجل أن يكون هناك منهج متكامل متصالح يؤمن

    بالخلاف ويجمع بينه وبين مخالفيه رابطة الإسلام والعمل لهذا الدين .

    وبالله التوفيق

  2. #2

    افتراضي رد: منهج التكامل ومصلحة التغيير...

    للرفع فقط

  3. #3

    افتراضي رد: منهج التكامل ومصلحة التغيير...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الجبرين مشاهدة المشاركة
    للرفع فقط
    إن كان الرفع لمجرد الرفع فقط تصير القضية عبث ، أما إن كان الرفع للفائدة و التذكيرة كانت القضية مهمة
    مشكور على الموضوع
    ----

  4. #4

    افتراضي رد: منهج التكامل ومصلحة التغيير...

    المقصود أن الموضوع مهم وجيد ان يتباحث

  5. #5

    افتراضي رد: منهج التكامل ومصلحة التغيير...

    وهناك مقالات تهتم بالجانب هذا على هذه الرابط

    http://www.alasr.ws/index.cfm?method...&authorsID=670

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •