بسم الله الرحمن الرحيم :
تحدثتُ مرةً مع أحد الإخوة عن : مقررٍ في الطبّ .. وهوَ (التشريح المرَضِي) ، .. هذا المقرر يبحث في (الكُتل الغريبة) .. وما بها ، وأصلها ، أي (السرطانات) و (الأورام) وتعليلها العلمي أو ما يسمى بالـ(فيزيولوجي) ..! .. - عافانا الله وإياكم - .
الحديثْ كان عقِب امتحان في هذا (المقرر) ، فقلتُ له : إنّ في (هذا) المقرر إشكال شرعي .. !
فقال : و ما دخل (الشريعة) بالتحليل العلمي .. والطب .. !
..... ..... .....
من هنا قُدح في ذِهني الحديث عن (العلمانية) في شعور المسلم ..!
في (حياته) ..!
و (معاملاته) ..!
و (علاقاته ) ..!
في تفريقه بين (المسجد) .. و (العمل) ..! " وذلك في ذِهنه " !
وقد ذكرَ لي أحد الأخوة في (لبنان) : تجد المسلم خارج من المسجد .. وصديقته تنتظره عند الباب !
و هوَ أمر طبيعي و (نورمال) .. عنده ..!
بل أجد (هذا) في أدقّ مما ذكرت آنفاً : في جعل الإسلام .. إسلاماً (سبور) .. !
الإسلام الذي ينظر إليه بأنّه (حمامة) و (غصن زيتون) ..!
و : الخجل أو الإنهزامية النفسية داخل قلب المسلم عند الحديث عن (الحدود) و (العقوبات) في (الإسلام) ..!
في المقابل :
يجد الأمر مستساغاً و جميلاً عند الحديث عن (إنسانية) الإسلام ..!
و رحمة (الإسلام) ..!
هذا -عندي- لا تعبير له إلا علمانية الشعور .
...... ........ .......
شمولية الإسلام يجب أن تتدخل في دقائق الحركات والمعاملات .. من (الصلاة) .. إلى (العمل السياسي) ..!
ولكن :
هناك خلطٌ واضح بين العلمانية .. وبين بعض الإجتهادات الشرعية التي تستخدم سبُل العلمانية في (العمل السياسي) .. :
وقد نضرب - مثالاً - على (هذا) بالمشاركة في البرلمانات .
اختلف العلماء في المشاركة بالأنظمة المعاصرة : فمانعون .. ومجيزون ..!
فمن أجاز بنى (هذا) على (الضرورة) .. و (المصلحة) و (لنا في تاريخنا نظير) .
وأنها (وسيلة) لا (غاية) ..! و (الوسائل لها أحكام المقاصد) و ( ما لا يتم الواجب إلا به فهوَ واجب) .. و و سائل الدعوة أمور إجتهادية .. و (هكذا) .
ومنهم :
الشيخ الدكتور : عبد الكريم زيدان -حفظه الله - .
والشيخ : محمد أحمد الراشد : بل ورجّح (الوجوب) .
.. وغيرهم
وهناك رسالة للماجستير قدّمها الأستاذ المجاهد الحمساوي مشير المصري في (الجامعة الإسلامية في غزة) .
وهيَ بعنوان (المشاركة السياسية في ظل الأنظمة المعاصرة) .. ورجّح الجواز .
(وهذا على عجالة .. والله أعلم)